الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوخ والشباب

ناجح فليح الهيتي

2017 / 3 / 29
الادب والفن


أحببته




أعجبني
أحببته

50-الشيوخ والشباب
قصة قصيرة جداً ناجح فليح الهيتي
التقيت به على الجسر ,كلن يعبر الجسر من الرصافة إلى الكرخ وكنت أعبر الجسر من الكرخ إلى الرصافة, تعجبت مما كان يرتدي,كانت ملابسه من طراز قديم لكنها نظيفة وينتعل في قدميه حذاء فردته اليمنى تختلف عن فردته اليسرى تصميماً وشكلاً ولوناً,َسلَمتُ عليه, صافحته ,سألته :هل تعرفني؟تبسم وذكر اسمي ونسبني حتى جدي السابع,قلت هل تسمح لي بسؤال؟
قال:إني أعرف ما تريد أن تسأل عنه,سأجيبك عليه بعد أن أنهي حديثي معك وسحبني من يدي وأتكئ على حائط الجسر وقال:اشتريت قبل قليل مضخة ماء أرسلتها مع ولدي لأني أريد إحياء الأرض التي أملكها وأزرع فيها الكثير من النخيل وأشجار الفاكهة وأشجار الحمضيات والمحاصيل الحقلية والخضر والخضراوات والنباتات المفيدة النافعة ليأكل منها الإنسان والحيوان وللطير وما قسم الله,وسألني فجأة:هل تعرف نحن الشيوخ أكثر منكم يا شباب اليوم تعلقاً بالأرض وحباً للوطن وتمسكاً بالقيم ومواصلة العمل والبناء والإعمار؟ثم أضاف متعجباً:ماذا درستم في المدارس والكليات والجامعات!! ,لماذا لم يعلموكم المواطنة وحب العمل والبناء والعيش بسلام وحب الناس وخدمة المجموع؟ثم قال: الم ترَّ أن بلدنا أصبح في مقدمة بلدان العالم بالفساد الإداري والسياسي ونهب وسرقة المال العام,وإنه الان على حافة الانهيار والإفلاس ؟!!
قلت: ياعم البركة فيكم أنتم الشيوخ أصحاب الخبرة والتجارب الكثيرة وأضفت المثل يقول(بيت العتيق مبارك)
قال:نحن قلة لا يُسمعُ لنا صوتاً حين نطالب بالبناء والإعمار
قلت:هناك قانون اقتصادي يقول(النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة)
قال:هذا القانون أعرفه وأضاف نحن لا نريد شيئاً إلا إيقاف نزيف الدم وهدر وسرقة المال العام واحترام المواطنة والمساواة وتطبيق القانون على الجميع وبناء البلد وأعماره لأن موارده كثيرة تكفي لتوفير العيش الكريم لشعبه وأن يكون من الدول المتقدمة في العالم,وعاد وسألني:هل كنت تريد أن تسألني لماذا أرتدي هذه الملابس وأنتعل الحذاء المختلفة فردتيه؟
قلت :نعم
قال:لأني أردت ألا تسرق مني النقود التي اشتريت بها مضخة الماء لأني أعرف أن البلد سرق بالكامل وأن السرقات أصبحت في كل مكان حتى في الشوارع
قلت :إن ملابسك هذه وحذائك يجعلانك محط أنظار اللصوص والسراق
قال:الم أقل أن تفكيركم يا شباب اليوم يختلف عن تفكيرنا نحن الشيوخ الذي نحسب لكل شيىْ حساب .ودعني ومشى يكمل عبور الجسر ومشيت وتوقفت والتفت إلى الوراء لأراه فرأيت أنه يسير بخطوات ثابتة وان أمامه خطوات قليلة للعبور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج