الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التابو المحرم والثقافة المضادة- نوال السعداوي-

يوسف أحمد إسماعيل

2017 / 3 / 30
الادب والفن


مثلت نوال السعداوي في الثقافة العربية المعاصرة التابو المحرم بكل صوره وأبعاده الثقافية؛ المجتمعية والدينية والسياسية، وذلك من خلال أعمالها البحثية والإبداعية وحواراتها ومحاضراتها ومهنتها كطبيبة ومحاضرة في الجامعات داخل مصر وخارجها. ولذلك كان لا بد للسلطة الثقافية النخبوية العالمة، بصورها الرسمية المختلفة السياسية والدينية والثقافية من رفضها ومحاربتها.
غير أن طبيعة المقصي هنا مختلفة؛ فهو كنص ثقافي لا يرتبط بفئة الدهماء ولا يعبر عن ثقافتهم لغةً أو بلاغة، أو إسفافاً، أوعجائبية، أو تخييلا، وإن انتمى بعضه للقص؛ فقد تغير الموقف من القص والسرد عامة ولم يعد التخييل الأدبي منبوذا أو مهملاً مقابل بلاغة الخطاب الشعري ، أو أنه يفتقر إلى التوثيق من منطلق الكذب والصدق ؛كما أنه ليس منتجهم بل هو منتج بعض النخبة العالمة التي تمردت على نخبتها الثقافية العالمة لصالح عامة الناس غير العالمة لتبصيرهم بحقوقهم وإخراجهم من المسكوت عنه إلى التصريح والتعبير والممارسة ، إي إلى الحرية، حرية التعبير ،والتفكير، والاعتقاد، والممارسة.
انطلاقاً من مبدأ الحرية ذاك بدأ يتشكل خطاب نوال السعداوي بوصفه خطابا ثقافياً مضاداً لثقافة السلطة السياسية، وثقافة السلطة الدينية، وثقافة السلطة الذكورية عامة. فالحرية في اعتقادها لا تتجزأ
• السلطة السياسية:
عُرفت نوال السعداوي بدفاعها عن حقوق الإنسان بشكل عام، وساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، وحصلت في سنة 2012 على جائزة " شون ماكبرايد" من المكتب الدولي للسلام في سويسرا. اعتقل زوجها الروائي شريف حتاتة لمدة 13 عاما في زمن عبد الناصر. كان لكتابها " الجنس والمرأة " تأثير كبير على الأنشطة السياسية فأقيلت من منصبها كمديرة مسؤولة عن الصحة العامة في وزارة الصحة، وكرئيسة تحرير مجلة الصحة، وكأمين مساعد في نقابة الأطباء.
وتعد نوال السعداوي من الشخصيات المعارضة للحكومة المصرية ففي عام 1981 ساهمت في تأسيس مجلة نسوية تسمى المواجهة. حكم عليها بالسجن في 6 سبتمبر 1981 في عهد الرئيس السادات ، وفقاً لقرار التحفظ الذي أصدره "السادات"، بذريعة التآمر ضد الوطن ومصالح الشعب وأنها سبب في "الفتنة الطائفية"، في حين أن الحقيقة هي أن السعداوي هاجمت بكتاباتها سياسات الرئيس "السادات"، وموالاته لإسرائيل وأميركا.
سُجنت في سجن النساء بالقناطر. وعند خروجها بعد اغتيال السادات قامت بكتابة كتابها الشهير "مذكراتي في سجن النساء"عام 1983. وهي تروي فيه تجربة اعتقالها، بدءاً من لحظة القبض عليها حتى لحظة خروجها.
ففي 6 سبتمبر 1981، وبينما كانت الكاتبة منهمكة بكتابة رواية جديدة، سمعت خبطاً على الباب، وحين قامت لاستطلاع الأمر فوجئت بقوات الأمن تريد تفتيش المنزل من دون أن يكون معهم إذن من النيابة، فما كان منها إلا أن رفضت فتح الباب، فالقانون يقضي أن يكون معهم أمر مكتوب. وأمام إصرارها على موقفها خلعوا الباب واقتحموا المنزل، "سمعت صوت انكسار الباب كأنه انفجار. أحذيتهم الحديدية تدق الأرض بسرعة كجنود جيش انطلق نحو القتال. هجموا على الشقة كالجراد الوحشي، أفواههم مفتوحة تلهث، وبنادقهم فوق أكتافهم مشهرة.”.
تسلط الكاتبة الضوء على فترة حكم "السادات"، وكيف أنها كانت فترة من الخوف والذعر الذي انتشر بين الناس، إلى درجة اعتقادهم أن أي حديث عبر الهاتف يذهب مباشرة إلى أجهزة المباحث، وتخيّلهم أن جدران بيوتهم محشوة بأجهزة التسجيل. وتتحدث عن معنى "الحكم الفردي" أو حكم الفرد الواحد، أي عندما يصبح الرئيس وحده هو مصدر كل التشريعات والقوانين. هو من بيده الحل والربط في كل شيء، يحبس من يشاء ويطلق سراح من يشاء بدون اعتراض من أحد، وبدون اكتراث للقوانين أو الدستور. فيتحوّل الكاتب والفيلسوف والطبيب والضابط إلى مجرد موظفين لا إرادة لهم، ويتحول طبيب السجن إلى "أداة بوليسية للقهر والإيلام والتشويه"، فيتخلى عن مبادئه والقسم الذي أقسمه. كما تتحول المحاكمة إلى اسم فقط، لا تمت للعدالة بصلة، وكأنها تمثيلية يتقن الممثلون فيها لعب أدوراهم، وهمّ الجميع من كتّاب وأطباء وقضاة و... إرضاء الحاكم فقط!
تسرد السعداوي كيف أنها سجنت بسبب الكتابة، ورغم ذلك لم تستطع إلا أن تعشق الكتابة، ولم تتخل عنها حتى في أحلك الظروف وأقساها. فحاولت بكل الطرق أن تحصل على قلم وأوراق داخل الزنزانة، لكنها لم توفق في الحصول، فالأوراق ممنوعة في عنبر السياسيات، خشية أن تسرب إحداهن رسالة إلى أهلها في الخارج. لكن ذلك لم يثنها عن الكتابة، فصارت تكتب ليلاً على ورق التواليت أو ورق السجائر: "بعد منتصف الليل، وحين يهدأ الجو، ولا أسمع إلا صوت الأنفاس النائمة المنتظمة، أنهض وأسير على أطراف أصابعي إلى الركن المجاور لدورة المياه، أقلب الصفيحة الفارغة وأجلس على قعرها. أضع الصحن الألومنيوم فوق ركبتي وأسند عليه ورق التواليت الطويلة كالشريط، وأبدأ الكتابة"
لم تكن السعداوي ناشطة سياسية احترافية، أي أنها لم تكن تعمل في الحقل السياسي، كالأحزاب والمنظمات السياسية، أو في مراكز القرار السياسي، أو التخطيط الاستراتيجي، على الرغم من أنها رشحت نفسها لانتخابات رئاسة الجمهورية المصرية سنة 2005 م وعلى الرغم من نزولها إلى ميدان التحرير في سنة 2011 م وإنما كانت ناشطة حقوقية تعمل من أجل تحصين حقوق الإنسان في العيش بحرية تضمن له كرامته الإنسانية، وهذه الحقوق تتمثل في حق التعبير وحق السلوك وحق الاعتقاد، ولا حصانة دون ذلك أو رادع غير الرادع الأخلاقي المرتبط بالشرف، والشرف هو العمل بنبل من أجل الإنسان الحر. ونشاطها البحثي والصحفي لا يتطرق إلى تحليل ظواهر سياسية بطريقة الصحفي السياسي، ولا بطريقة المحلل السياسي، بل هي لا تتطرق إلا لقضية واحدة، هي في جوهرها، لب العلاقة المتوترة عبر التاريخ بين السلطة الحاكمة والشعب، إنها الرغبة في الانعتاق من القهر نحو الحرية ، الحرية التي ترعب الطبقة الحاكمة، حرية التعبير: ويمكن ملاحظة ذلك بإطلالة سريعة على بعض مقالاتها التي نشرت مجموعة في كتابها الموسوم بـ " قضايا المرأة والفكر والسياسة" ففي القسم المعنون بـ "سياسة" نجد بعض العناوين الآتية( عولمة من قاعدة الهرم، بين الطب والأدب، في ذكرى مرور نصف قرن على حقوق الإنسان، اختلاف الآراء ضرورة، تحت عيون الجميع، حول الحوار الفكري مع الرئيس، رسالة إلى رئيس الدولة، كيف يحدث التزوير في التاريخ، الصمت جريمة...ومعاً نكسر باب السجن، الاستخراب وليس الاستعمار، آلهة ورجال، عودة إلى الوطن، المواطنون في الظلم سواء، سمعة مصر، مأزق الصحافة المصرية في مصر، أزمة الخليج والاستعمار، محاكمة جورج بوش، المبالغة في مدح رئيس الدولة، الطاعة والمعارضة في السياسة وغيرها، حدث صباح 25 نوفمبر 81 ) ولنقف عند أكثر العناوين مباشرة وارتباطا بالسياسة، مثل " رسالة إلى رئيس الدولة" في الرسالة تقف الكاتبة عند حادثة الأقصر الإرهابية في معبد الدير البحري التي وقع ضحيتها 58سائحا بتاريخ 17/11/1997 وأقيل على أثرها وزير الداخلية حسن الألفي، فتضع يدها على مواقع المسؤولية في تلك المذبحة ، ولكن ليس من باب التحقيق الجنائي ولكن من وجهة نظر المثقف الحر الذي يدعو إلى تحرير الفكر من الربط بين الهوية والدين الذي ساد في العقود الأخيرة في مصر وفي العالم العربي عامة، وبدأ يتحول إلى نسق ثقافي يهدد السلم الاجتماعي برمته، ويصنف الآخر وفق هواجسه وتعصبه وجهله، ويحكم عليه بالإعدام. وبالتالي فإن الرسالة ليست موجهة إلى رئيس الجمهورية مباشرة بقدر ما هي صرخة فكرية اجتماعية تدعو فيها المثقف والإعلامي والمفكر والمسؤول إلى مكمن الخطر في دوافع تلك المذبحة وأسبابها وظواهرها، وضرورة الانتباه إلى ذلك.
ويمكن أن نقف عند مقالة " بين الطب والأدب" لبعد العنوان عن معنًى سياسي مباشر. يثير الموضوعَ لديها لقاءٌ شعبي لـ "بل كلنتون" مع منتخبيه كان يذاع على التلفاز في مدينة " ديترويــت" وقد اهتمت أسئلة الناس بالتأمين الصحي والضرائب بشكل خاص، وكانت نوال السعداوي تناقش ما يُطرح من أفكار عبر أسئلة الناس والرئيس مع طلابها في الجامعة الأمريكية" ديوك "، ولكنها في الوقت نفسه كانت تمرر رسائل مهمة للمواطن العربي والمسؤولين في بلادها عن أهمية العلاقة بين الناخب والمسؤول واســتمراريتها، وأهمية ما يناقش من أفكار في الصحة والمســؤولية والعدل والتنوير الاجتماعي، فذلك الحوار يستدعي المقارنة لديها بين الواقعين وبين الماضي والحاضر في مصر أيضاً؛ فقد عيّن " كلنتون" امرأة في منصب وزير العدل في الوقت الذي لا توجــد فيه في مصر قاضية واحدة، وقد كانت في تاريـــخ مصر القديم وزيرة للعدل ورئيسة للقضاء، هي" معات"
إن شكل ذلك التناول للقضايا التي تبدو سياسية في مظهرها يشير إلى أن نوال السعداوي مثقفة تعمل في خدمة مجتمعها للخروج من الدائرة المغلقة التي أحاطت به فكريا واجتماعيا ودينيا وسياسيا، وبالتالي هي ليست ناشطة سياسية، وعلى الرغم من ذلك فقد حاربتها السلطة السياسية أو الطبقة الحاكمة بالنفي والسجن والإقصاء والصمت على تشويهها في الوعي الجمعي المصري والعربي عموماً، ليس على أساس موقف ديني أو اجتماعي وإنما بسبب مواقفها التي تؤكد على حق المواطن في التعبير والمساواة والعدالة الاجتماعية، وإن أخذ ذلك صوراً مجتمعية أخرى.

• السلطة الدينية:
منذ عام 1992 سُجل اسم نوال السعداوي في قائمة الموتى، وهي فتوى مجهولة المصدر تتحدث باسم الله، وتطارد أي إنسان يكتب أو يقول حرفا يخالف رأيهم الديني أو اعتقادهم. ونوال السعداوي على رأس أولئك الكتاب لجرأتها واختلافها فاتُّهمت بالردة والكفر، ولذلك قُرر قتلها وهي التي كتبت رواية "سقوط الإمام" وبعدها مسرحية " الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة" وهي مأخوذة من فكرة الرواية المذكورة، بل يُذكر في مقدمة المسرحية: أنها كُتبت هي قبل الرواية، ولكن خوف نوال السعداوي دفعها إلى إحراق الأوراق وكتابة الفكرة ذاتها في رواية ، ثم بعد ذلك بسنوات وحين تم وضعها في قائمة الموتى قررت إعادة كتابة المسرحية.
المسرحية تقارب الاعتقاد الديني وصور استغلاله عند السلطات الحاكمة، فالإله مسؤول عن الخير المطلق والشيطان مسؤول عن الشر المطلق، ويماثل ذلك في السلطة رئيس الدولة ورئيس الوزراء، وكان في حين صدور الرواية السادات، الأول يمثل الله في الأرض وله يعود كل الخير، ورئيس الوزراء مسؤول عن كل الأخطاء ويمثل الشيطان. وفي المسرحية تظهر إشكالية أخرى وهي تجسيد الإله والأنبياء على المسرحية وحظر ذلك عند المتدينين، ولكن نوال السعداوي جسدت على المسرح الشخصيات الدينية (حواء، آدم، إبراهيم، رضوان، موسى، عيسى، مريم، محمد، الله، بنت الله " تجسيدا ماديا، باستثناء شخصية الله فقد اكتفت بالصوت المعبر عنه لصعوبة تجسيد ذلك في المخيال البشري
كما أنها تتعرض لتفنيد بدهية أخرى في الاعتقاد الديني عند المسلمين، وهي تمثيل الشيطان للشر المطلق، فنوال السعداوي ترى أنه ليس كذلك ففيه جوانب إيجابية، ومن أهمها أنه أكثر إخلاصا لله مما هو شائع بين المسلمين؛ لأنه الوحيد الذي رفض السجود لغير الإله حين رفض السجود لآدم وخالف ربه، وعلى وحي تلك الفكرة كتبت روايتها " جنات و إبليس" أو ّ براءة إبليسّ
كما تعرضت لمناقشة "الركن الخامس من أركان الإسلام"، وهو" حج البيت من استطاع إليه سبيلا" معتقدة أن الإيمان مرتبط بالمحبة والعمل والجهد النزيه والضمير الحي، أما زيارة الحجر وتقبيله وتقديسه فهو أثر من آثار الوثنية، تقول في مقابلة: هو ليس ركنا خامسا ( هو اختياري لمن استطاع إليه سبيلا، أبي توفي ولم يحج وهذا يعني أن إسلامه ناقص، هناك من يصلي دون أن تنفعه صلاته، وهذا ينطبق على الذي يذهب إلى الحج ليقوم بعمل، أو يقبل الحجر الأسود! إنني أسأل هل تقبيل الحجر الأسود من الإسلام؟! هذه وثنية ! الإسلام أتى ليقضي على الوثنية، وأنا أحارب عبادة الأوثان... أنا مع المفهوم الصحيح للإسلام. الصلاة ليست مجرد حركة رياضية كما أصبحت حالياً، الصلاة هي إحياء الضمير، الحج كذلك ليس زيارة لقبر أو تقبيل لحجر، لأن الإسلام حارب الوثنية، الحج هو التأمل، اسمعِ الكلام الجميل لرابعة العدوية التي حاربت مع الصوفية/ الطقوسية: " لا أعبد الله لأنني أخاف النار أو أطمع في الجنة فأكون أمة أو جارية، إنما أعبده لأنني أحبه" انظرْ إلى هذا الجمال)
ومن المسائل الشرعية ذات البعد الاجتماعي ناقشت فكرة ميراث المرأة في الإسلام؛ إذ رأت بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في الإرث لتكافلهما في الحياة الاجتماعية ومواجهة صعوباتها بخاصة أن التفريق في الميراث ينطوي على تمايز ذي بعد اضطهادي.
ومن أبرز المسائل التي خاضت فيها مسألة حجاب المرأة المسلمة؛ إذ أعادته إلى فقدان العدالة الاجتماعية والمساواة بين الرجل والمرأة، وهيمنة الفكر الأصولي الإسلامي على الوعي الاجتماعي بتساهل من السلطة السياسية، وعدم نصيّته في الدين الإسلامي، بالإضافة إلى تفنيدها ما يرمز إليه من فضيلة، كما يعتقد الجمهور، تتمتع بها المرأة المحجبة
كما ناقشت تعدد الزوجات ورفضته باعتباره تشريعاً يضطهد المرأة، ويشرّع للخيانة الزوجية والانحلال الجنسي عند الرجل. وفي إطار الجنس والحرية الشخصية البعيدة عن الوصاية المتعالية ناقشت أيضا المثلية الجنسية؛ فرأت فيها مرضاً نفسيا يجب معالجة حامله بدلا من معاقبته، ولا دخل للدين في هذا الأمر باعتباره حالة اجتماعية يجب البحث في أسبابها للوقوف على حلها.
إن موقف نوال السعداوي في المسألة الدينية، ومن مناقشة بعض المسائل الشرعية ذات البعد الاجتماعي لا ينطلق من احتقار الأديان، وإنما من احترام العقل، ولذلك تحرّض في آرائها ومقابلاتها وكتبها على تحرير العقل من هيمنة الغيبي والخرافي والقمعي والنفعي ، خاصة أن محاربة العقل وفق مبدأ الحرية الذي تنشده هو مرتبط بصور التابو المحرم الذي تتحدث عنه، وكل السلطات على تداخلها تحارب المتحدثين فيه، وفق كل جهة ومصلحتها في ذلك ، انطلاقا من مجموعة اعتبارات ، وأنقاها على سوئه هو منطق الثقافة النخبوية العالمة التي تفرض إرادتها ووجهة نظرها على العامة على اعتبار أن العامة جاهلة ولا تعرف الصحيح من الخاطئ.
إلا أن الخوف في حديثها يقض مضاجع النخبة، خاصة حين تناقش في مسائل بدت ثابتة لا تقبل التفكير في مشروعيتها في الوقت الراهن، وذلك على خلاف ما كان في التاريخ العربي؛ ومن ذلك مسألة حرية المرأة وحرية الاعتقاد أيضا وحق الاختلاف مع الآخر. وحين طرحت موضوعات تمس سلوك المسلمين أو بعض طقوس العبادة لم تطرح مسألة الإلحاد وإنما حرّضت على التفكير للتمييز بين التدين المرتبط بفكرة الله العادل والمحب وبين التدين المرتبط بالمظهر الخارجي. ولذلك كان الرد عليها بوسائل غير الوسائل السلمية التي تنتهجها هي، وسائل قائمة على التهديد والوعيد والتحقير والاستخفاف دون الخوض بحوار عقلاني. فقد تعرضت لسحب الجنسية المصرية منها حين رفع أحد المحاميين المصريين دعوى ضدها بتهمة ازدراء الأديان، والتطاول على الشريعة الإسلامية. ولكن المحكمة المصرية رفضت الدعوى في 12/5/2008 مستندة إلى حق المواطن في التعبير عن أفكاره . وكذلك رُفعت دعوى ضدها لتطليقها من زوجها شريف حتاتة من قبل المحامي نبيه الوحش باعتبارها مرتدة عن الإسلام في تصريحاتها التي ارتبطت بالحج، وإرث المرأة. وكذلك أهدر دمها على لسان أكثر من مدّعي.

• السلطة البطريركية
تنطوي تحت مفهوم " الأب الرئيس" كل ألوان السلطة الذكورية، وتعسفها واضطهادا للمرأة كما ترى السعداوي. غير أن ما يهمنا في هذا الحيّز هو الضلع الثالث في التابو المحرم الذي ذكرناه في بداية المبحث وهو الجنس. فهو المفصل الذي تلتقي حوله السلطات كلها، السياسية والدينية والذكورية، ولذلك فإن الاقتراب منه ومناقشة موضوعاته محفوفة بالمخاطر التي تدين المتحدث به وإن كان ذكرا فكيف إن كان أنثى، أي نوال السعداوي. فهي بذلك تكون قد جمعت حولها كل " الموبقات" التي تحرمها السلطة البطريركية.
فمن مدخله ناقشت تفصيلات وجزئيات لا يُسمح بالخوض في عمومها فكيف بجزئياتها؛ فتحدثت عن مؤسسة الزواج الفاشلة والاضطهادية أو الاستعبادية في العالم العربي، وتحدثت عن العلاقة الجنسية ومشاكلها بين الزوج وزوجته، وعن الممارسة الجنسية الحرة للزوج في إطار تعدد الزوجات، وعن الممارسة الجنسية الحرة والمباحة للرجل قبل الزواج ومنعها على الفتاة، وتحدثت في إطار ذلك عن مفهوم العفة وارتباطها بغشاء البكارة في المجتمع العربي، وعن ختان الذكور والإناث وأثره على الصحة الجنسية والنفسية. ولكن ذلك كله في إطاره البيولوجي، أو في إطاره النفسي؛ منطلقة من المحرك الرئيس في مجمل وعيها وفكرها على كل المستويات وهو الحرية في التعبير والحرية في السلوك الاجتماعي دون قمع أو سلطة قهرية من قبل الأب أو الذكر بشكل عام، او المجتمع المتشبع بالسلطة الذكورية.
ولا يغيب عن الذهن أن المجتمع العربي المعاصر بشكل خاص لا يقبل المساس بالثوابت التي تهيمن على الوعي الاجتماعي وتمس القضية الجنسية بخاصة وحين تتعلق بالمرأة ولذلك كان حديث السعداوي فيها وسيلة بيد السلطة المهيمنة للتحقير والتهميش على الرغم من أن حديثها كان في كتب علمية رصينة تنطلق من خبرتها كطبيبة من جهة، وكامرأة من جهة ثانية؛ فقد عايشت في عيادتها مجموعة كبيرة من الحالات المرضية العضوية أو النفسية ووثقتها بالشهادات والملاحظات.
ولكن التحريم لم يأخذ بمعطياتها العلمية؛ فحين صدر كتابها " المرأة والجنس" حوصرت وفصلت من وزارة الصحة، ومنع كتابها من التداول، غير أن إصرارها على المتابعة هو ما أنتج بعد ذلك مجموعة من الكتب ترتبط بمعاناة المرأة؛ ومنها: المرأة والغربة، المرأة والدين والأخلاق، قضايا المرأة والفكر والسياسة، معركة جديدة في قضية المرأة، الوجه العاري للمرأة العربية، قضايا المرأة المصرية السياسية والجنسية، توأم السلطة والجنس، دراسات عن المرأة والرجل، الأنثى هي الأصل، الرجل والجنس، المرأة والصراع النفسي.
غير أن جميع المسائل التي ناقشتها في كتبها بعيدة عن الإثارة الرخيصة؛ فغايتها كانت تنويرية، إن تعلقت بالجانب البيولوجي أو النفسي أو الاجتماعي، ولذلك كانت ذات فعالية كبيرة في تأثيرها بغض النظر عن موقف السلطات القهرية منها. وفي هذا السياق نقرأ جزءا مما صدرته منى حلمي في مقدمة كتاب السعداوي" المرأة والغربة" تقول: ( نوال السعداوي... تؤمن أن الكتابة فعل ثوري، لا يعبر قدر ما يقتحم المحظور... هذه موضوعات... تستفز عقولنا، تحرك بحيرات التساؤل الراكدة، تحرضنا على إعادة النظر، فيما اعتبرناه من البديهيات والمسلمات. تكتب نوال السعداوي عن أزمة الهوية، وتخوض معركة العقل ضد التيارات اللاعقلية، وتوضح قهر المرأة الجسدي والنفسي المتستر وراء الفضيلة... قلمها يعري الجرح دون هوادة... هي تريد أن تخلق منهجا جديدا في التفكير... يغني للعدل والحرية بين البشر)
• الخطاب وسلطة التنوير:
يمكن تلخيص موقف نوال السعداوي المتشابك بين الدين والأخلاق والسياسة بما جاء على لسانها في كتاب " المرأة والدين والأخلاق" تقول: (لقد ارتبطت كلمة " الروح" في أعماق عقولنا وأجسامنا منذ الطفولة بالمقدس الأعلى، بالقوة الرهيبة في السماء أو ما درجنا على تسميتها" الإله" وهي منطقة محظورة محاطة بالخوف والرهبة وعدم المعرفة فهي من اختصاص الالهة أو الإله أو المقدس. لا تسعى التربية في بيوتنا أو مدارسنا إلى إنتاج الشعب الشجاع القادر على تجاوز الحدود التي يفرضها المقدس في الدين أو المقدس في الدولة والعائلة بل العكس تقوم التربية في البيوت والمدارس والجامعات على ترسيخ الخوف من المقدس الديني والمقدس السياسي في آن واحد. لكن المقدس لا يكون مقدسا إلا في مواجهة نقيضه الآخر أو ما نسميه "المدنس" ومن هنا نشوء كلمة "الشيطان" في علوم الدين واللاهوت أما في العلوم السياسية فإن كلمة " المعارضة"... هي التي تأخذ دور الشيطان. وهو دور هام بل ضروري لأي سلطة في الدولة سواء أكانت ديموقراطية أو دكتاتورية. في الأنظمة الدكتاتورية يهبط الشيطان أو المعارضة تحت الأرض في الأحزاب السرية، أو تدخل السجون تحت اسم الخيانة الوطنية أو عدم الشرعية. وفي الأنظمة الديمقراطية تظهر المعارضة على السطح، لكنها تظل محكومة مشلولة الحركة، ويمكن ضربها عند الضرورة...
إن غياب الديمقراطية أو الحرية الحقيقية في حياتنا... من أهم العقبات أمام الباحثين في أي مجال من مجالات المعرفة {وفي ظل ذلك الغياب} أصبح الجسد يرمز إلى الجنس المدنس، والشيطان إلى المرأة ذاتها. أما الروح فهي ترمز إلى المقدس، الجنس الأعلى أو الرجل، الذي يمثل الإله فوق الأرض.)
بقراءة استقرائية سريعة للحقل المعجمي الذي يدور في فلكه النص نلاحظ حضور مفردتين تشكلان الجوهر الدلالي للمقبوس، وهما، المقدس والمدنس؛ وما يأتي في إطار دائرتهما هو تنويع وإبدال للدلالة ونقيضها، عبر الاستدعاء ومحرضاته؛ فالمقدس يستدعي نقيضه ومرادفاته، وكذلك المدنس يستدعي نقيضه ومرادفاته. ولذلك فالنص يقوم على جوهر دلالي واحد هو الحرية ونقيضها، بغض النظر إن كان الحقل المعرفي في الدين أو السياسة أو الاخلاق... ولذلك فإن نوال السعداوي لا تناقش القضايا الدينية بمعزل عن مفهوم السلطة السياسية أو الاجتماعية فزوايا المثلث المحرم" الدين، السياسة، الجنس" يرتكز على أسّ واحد هو القمع المرادف لتسلط السلطة؛ إن كانت ممثلة بالدكتاتور أو الأب أو رجل الدين. ولأن الحرية هي جوهر نقيض للسلطة فإن أي تحريك للراكد والراسخ في معتقدات الناس ويدعم تلك السلطة يعد محرما بخاصة أن السلطات الثلاث، السياسية والدينية والاجتماعية ترتكز على المقدس الذي يحرَّم على الآخرين حواره أو التشكيك به أو تجاوزه؛ ولا يغفل أن أي اهتزاز لعرشه في السياسة أو الدين أو الاجتماع هو اهتزاز لكينونته المطلقة بكل ما يتعلق بسيادة السلطة أو التمرد عليها.
ولأن أفكار نوال السعداوي تحمل، وفق ذلك التبئير، سلطة تنويرية مناقضة لسلطة الهيمنة والاستعباد بدت القدرة متاحة لرفضها سياسيا ودينيا واجتماعيا؛ لأنه رفض يقوم على تثبيت سلطة المقدس في السياسة والدين والعائلة، وبالتالي أصبح من السهل تعميم تشويهها بخاصة حين تم ربط فكرها بمقولتين مهيمنتين في المعتقد الشعبي، هما الإلحاد، والجنس. وهما محرمان كفيلان برمي نوال السعداوي بالشتيمة والتحريض على التدمير الشامل للبنية الاجتماعية العربيةـ الإسلامية.
ولذلك تمت مناقشة أفكار نوال السعداوي بشكل مجتزأ من سياقها الثقافي العام؛ أي من فكرة التحرر من المقدس المطلق المرتبط بنقيضه المدنس، وتعميم المفهومين على الواقع الاجتماعي؛ فالحاكم مقدس له كل شيء وليس مسؤولا عن شيء، والمعارضة تمثل المدنس المنبوذ والمرفوض والدنيء، والرجل يمثل سلطة المقدس في العائلة، وأي مساس بتلك القداسة تخريب للبناء الاجتماعي للأسرة في الإسلام؛ والمرأة محفوظة في لوحة زخرفية مشتهاة وبالتالي أي إسقاط لها من تلك البقعة الجمالية يخرّب النسق الثقافي للمقدس بكل تجلياته.
وعليه كانت مناقشة فكرة الحجاب في المجتمع الإسلامي تمثل تهديدا لسلطة المتدينين وسلطة الذكورة وسلطة الجهل، وتحفيزا لسلطة التنوير التي ترفضها السلطات الثلاث الدينية والاجتماعية والسياسية. وكذلك الشأن في مسألة الختان والجنس وحق المرأة في جسدها وحريتها في التعبير عن رغباتها ككائن أجتماعي إنساني. ولا يختلف ذلك عن مسائل متعلقة بالحياة الزوجية والأمراض التي تصيبها بسبب الغياب التاريخي للحرية في مجتمعنا القمعي والإقصائي.
من تلك المناقشات الجزئية، في إطار التشويه والاتهام، غدت نوال السعداوي محرضا على الرذيلة والانحلال والمشاعية الجنسية والمثلية الجنسية وتمرد المرأة على نسقها الاجتماعي، وقبل ذلك كله التحريض على إهانة الدين وتفريغه من القدسية التي يتمتع بها عبر الدفع إلى الإلحاد. ويتضح ذلك بشكل موثّق وأكاديمي من قبل النخبة الثقافية العالمة الممثلة بحوار غير مباشر أجرته دار الفكر بدمشق بين نوال السعداوي وهبة رؤوف عزت، وطبعته في سلسلتها "حوارات لقرن جديد" والحوار قام على إبداء الرأي بقضية المرأة، وما يتعلق بشأنها دينيا واجتماعيا وأخلاقيا، ثم أرسل نص نوال السعداوي إلى هبة رؤوف عزت ونص الأخيرة إلى نوال السعداوي للرد والتعليق.
ما نلاحظه في رد وتعليق هبة رؤوف عزت منذ الصفحة الأولى العمل على جمع الأدلة من مقالة نوال السعداوي على إلحادها ، في الوقت الذي تبدأ فيه نوال السعداوي في الحض على الشك في اليقينيات بحثا عن الحرية في التفكير والقدرة على النقد والتحليل. وحين تطرح نوال السعداوي فكرة اضطهاد المرأة وحقها في المساواة مع الرجل، تقرأ هبة رؤوف في ذلك دعوة لخروج المرأة عن الدين والأخلاق وممارسة الحرية الجنسية التي يتمتع بها الرجل اجتماعيا ؛ أي أن هبة رؤوف عزت تنطلق في مناقشتها لأفكار نوال السعداوي من مسلمة التناقض بين من يعتبر الدين مصدر الحياة والأمن والسلام والعدل وبين من يعتبر الدين سلطة قهرية؛ غير أن نوال السعداوي لا تناقش كل القضايا التي تطرحها من موقف الدين منها ، وإنما من موقف المتدينين منها، هذا من جهة، ومن سلطة المعتقد الشعبي الديني، من جهة ثانية. يضاف إلى ذلك غياب العلاقة المتداخلة في فكر نوال السعداوي بين المعتقد الديني والسلطة السياسية والسلطة البطريركية عن إدراك هبة رؤوف عزت؛ ولذلك ناقشت كل ما طرحته نوال السعداوي من فكرة إلحادها، وانعكاسه على القضايا المرتبطة بالمرأة، دون الانتباه إلى أن الحرية الإنسانية تكمن في القدرة على التحرر من سلطة القهر والاستلاب إن كانت سياسية أو اجتماعية او دينية، وبالتالي لا يكون المبرر لحضور الاستلاب ناجعا وإن جاء تحت مسميات إصلاحية تعلو على الفرد في إطار المجموع، كما طرحته هبة رؤوف عزت حين ناقشت قضايا المرأة في إطار وجودها الاجتماعي؛ أي بما ينسجم وتحقيق السلم الاجتماعي ، وبذلك تكون قد عادت بالموضوع المطروح إلى نقطة الصفر ثانية.
وفي إطار المسألتين؛ الاجتزاء من السياق، والمرجعية الدينية، ناقشت كل ما طرحته نوال السعداوي من أفكار تتعلق بالمرأة والسلطة بكل ألوانها، وانعكاس ذلك على الموقف منها، او موقعها الاجتماعي في العائلة والمجتمع، والعلاقة مع الرجل الفرد جنسياً.
إن ذلك الموقف الممثل للنخبة الثقافية العالمة الإقصائية مثّل في الثقافة العربية المعاصرة صورة مكررة للموقف السلفي السابق الانتقائي والاستحواذي والادعاء باحتكار الحقيقة؛ وبالتالي حمل لواء الوصاية على وعي الأجيال، في الوقت الذي يكرس مفهوم التسلط بصوره المتداخلة.
ولذلك لا نجد غرابة حين نجد غياباً لنتاج نوال السعداوي، إن كان في الأدب أو علم النفس الاجتماعي في حقل البحث الأكاديمي ؛ غير أن المفارقة التي حضرت في الموقف من السرد الشعبي، ومن أبي نواس وشعره، ومن مظفر النواب وشعره ، ومن نزار قباني وشره، شعبيا ورسميا، تتكرر مرة أخرى إذ تترجم أعمالها إلى أكثر من 20 لغة في حين تمنع بعض أعمالها في دولنا العربية ، وفي الوقت الذي لا يجرؤ طالب(ة) جامعي على ذكر اسمها أو اسم كتاب لها داخل المؤسسة الأكاديمية دون التعبير غير المباشر عن الاستهجان ليوحي برفضه لها، لا يوجد طالب (ة) جامعي لم يطلع على أفكارها؛ إذ انتشرت كانتشار الهشيم في النار، ولا نقصد من ذلك التدليل على صوابها وإنما الإشارة إلى أن العمل الإقصائي الذي تقوم به النخبة الثقافية العالمة مناهض لفكرتها الأساس وهي الحرية في التعبير؛ والحرية في التعبير مأرب كل القطاعات الاجتماعية المقموعة ولذلك ستنقاد عطشى للمعرفة التي تقدمها نوال السعداوي، فهي بذلك تحولت إلى حاملة للثقافة المضادة بفعل أمرين. الأول التهميش والتشهير الذي مارسته النخبة الثقافية الرسمية العالمة، والثاني سلطة التنوير التي يتمتع بها خطابها العام بغض النظر عن الاختلاف معها في هذه الجزئية أو تلك أو هذه الفكرة في هذا الحقل أو ذاك. تقول عن مسألة إقصائها في حوار مع بوابة القاهرة: تؤلمني ( عملية إقصائي نصف قرن من الساحة الأدبية والثقافية والفكرية داخل مصر بسبب نقدي العلمي والأدبي للحكومات المصرية المتتالية المستبدة الفاسدة لأنني لم أنشد مناصب أو جوائز أو رضا أي حاكم، ولآن الصحافة المصرية متخلفة و الإعلام في مصر متدهور فقد أصبحت أفكاري الجديدة المبدعة أداة للإثارة السطحية لترويج السلعة والربح وليس وسيلة للتفكير العميق والجدل البناء، لكن ما يسعدني ان أجيالا من الشباب والشابات تأثروا بأفكاري ويواصلون قراءتي)
الهومش
1ـ صدر لها أربعون كتابا أعيد نشرها وترجمة كتاباتها لأكثر من 20 لغة وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية أخرى في نواحي ثقافية واجتماعية وسياسية
2ـ يمكن الاطلاع على سيرتها الذاتية بخط يدها في كتابها الذي كان عبارة عم مقالات متفرقة في شؤون مختلفة" قضايا المرأة والفكر والسياسة" مكتبة مدبولي 2002 ص37 رواية السيرة الذاتية.
3ـ مذكراتي في سجن النساء. نوال السعداوي. دار الآداب. بيروت 2000 ص19
4ـ مذكراتي في سجن النساء ص19
5ـ نفسه ص22
6ـ نفسه ص13
7ـ القاهرة، مكتبة مدبولي 2002
8ـ قضايا المرأة والفكر والسياسة ص205
9ـ نفسه ص350
10ـ نفسه ص389
11ـ ذهبت نوال السعداوي للتدريس في جامعة ديوك سنة 1988 وهي أقدم جامعة أمريكية في مدينة دورهام بولاية كارولينا الشمالية.
12ـ كانت إلهة العدالة في مصر تسمى" ماعت" وهي سيدة تعلو رأسها ريشة الماعت " النعام" رمز العدالة أو يُرمز لها بالريشة فقط، وهي تجسيد للحق والعدالة والنظام. وتبيّن النصوص المصرية الموثّقة أن ملوك مصر كانوا يقدسون الإلهة " ماعت" ويربطون بينها وبين إقامة العدل بين الناس. انظر آلهة المصريين. والاس بدج. ترجمة: محمد حسين يونس. القاهرة مكتبة مدبولي 1998 ص 188
13ـ انظر في مقدمة " الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة" نوال السعداوي. القاهرة مكتبة مدبولي.ص5
14ـ كانت فكرة المسرحية قبل كتابتها سنة 1996 تجُسَّد على مسرح الطلبة في جامعة ديوك بحضور نوال السعداوي كأستاذة زائرة، وكان الطلبة قد أخذو الفكرة من كتابيّ نوال السعداوي " سقوط الإمام ّ و" براءة إبليس " وكان رأي الطالب الذي يقوم بدور الراوي في المسرحية، أنه من المستحيل تجسيد صورة الإله فالمخيال البشري لا يستوعب شكله ولونه وحجمه، ولذلك اكتفى الطلاب بصوته، وبعد العرض جلست نوال السعداوي في مكتبها وكتبت المسرحية. انظر " الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة " ص12
15ـ دار الآداب ببيروت 1992
16ـا " نوال السعداوي، الحج وتقبيل الحجر الأسود عادة وثنية" http://www.copts.net › منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة › المنتدى العربى › المنتدى العام
17ـ حوارات لقرن قادم، قضايا المرأة والدين والأخلاق. نوال السعداوي وهبة رؤوف الدين. دار الفكر بدمشق 2000 ص28
18ـ نفسه ص50
19ـ المرأة والغربة. دار المعارف . القاهرة . المقدمة ص5ـ8
20ـ نوال السعداوي وهبة رؤوف عزت. دمشق. دار الفكر 2000 ص14ـ16
21ـ حوارات لقرن جديد ص251
22ـ نفسه ص207
23ـ نفسه ص267
24ـ نفسه 263
25ـ بوابة القاهرة، 3 يونيو 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل