الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين تونس- تعليق على مقالين لرفيق حاتم رفيق

ناظم الماوي

2017 / 4 / 1
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين تونس
تعليق على مقالين لرفيق حاتم رفيق
متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن منذ مدّة -نسخة بى دى أف
- أرى أنّه لأمر سيء بالنسبة لنا ، إذا كان رجل منّا أو حزب أو جيش أو مدرسة لم يتعرّض لمهاجمة العدوّ ، لأنّ ذلك يعنى أنّنا إنحدرنا بالتأكيد إلى مستوى العدوّ. أمّا إذا هاجمنا العدوّ فذلك أمر حسن لأنّه يبرهن على أنّنا رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ . و أحسن من هذا أن يهاجمنا العدوّ بعنف و يصمنا بكلّ عيب و يقول عنّا إنّنا لا نحسن شيئا البتّة ، إذ أنّ هذا يدلّ على انّنا قد رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ ، و يدلّ كذلك على أنّنا قد حقّقنا نجاحا كبيرا فى أعمالنا.
( ماو تسى تونغ - هجوم العدوّ علينا أمر حسن لا سيء - 26 مايو- أيار- 1939 ؛ مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ ، الصفحة 16).
- على الشيوعيّين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، و أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر يطابق الواقع و تؤيده مبرّرات سليمة أو لا، و لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبودية."
( ماو تسى تونغ- " إصلاح أساليب الحزب" ، فيفري 1942 )
- يجب أن نتضلّع من النظريّات الماركسية و أن نستطيع تطبيقها عمليّا ، فالهدف الوحيد من التضلّع هو التطبيق . فإذا إستطاع المرء أن يستخدم وجهات النظر الماركسية اللينينية فى تفسير مسألة واقعية أو مسألتين فقد إستحقّ الثناء ، و يمكن أن نقول فى هذه الحال إنّه قد حقّق بعض النجاحات . و كلّما إستطاع المرء أن يفسّر أشياء أكثر و أعمّ و كان تفسيره أكثر عمقا نقول إنّ نجاحه أعظم .
( " إصلاح أساليب الحزب " ( أول فبراير – شباط – 1942) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث)
- التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إنّ المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط ّالإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي .

( ماو تسى تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية
12 مارس/ أذار 1957 ؛ " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
- إنّ نضال الماركسيّة الثوريّة الفكريّ ضد النزعة التحريفيّة ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثوريّة الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو انتصار قضيّتها التام...
( لينين ،" الماركسيّة و النزعة التحريفيّة " )
- كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
============================================
مقدّمة :
في دعوتنا الموثّقة كملحق أوّل لهذا البحث ، " دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي " ، كتبنا الآتى ذكره :
" كشيوعيّين ما يحدّد هويّتنا أكثر من أيّ شيء آخر هو غايتنا الأسمى ، بلوغ المجتمع الشيوعي العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي والقومي . و قد عبّر ماركس عن غايتنا الأسمى هذه فى صيغة صارت منذ الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى الصين 1966 -1976 معروفة ب" الكلّ الأربعة " و قد شدّد على نشرها على نطاق واسع أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، وهي :
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).
و من أهمّ الأسلحة التى نرفعها عاليا فى خضمّ نضالنا من أجل تحقيق غايتنا الأسمى سلاح علم الشيوعية ، علم الثورة البروليتارية العالمية الذى يتجسّد اليوم فى شيوعية اليوم ، الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية . و نظرا لكون الحركة الشيوعية عالميّا و عربيّا ترزح تحت الوطأة الثقيلة و الخانقة و حتّى القاتلة أساسا للتحريفيّة بما هي فكر برجوازي يقدّم على أنّه ماركسيّة و ثانويّا للدغمائيّة التى تدافع عن عمى عن كلّ التراث الشيوعي بمكاسبه و أخطائه و لا تقبل بتطوير علم الشيوعية ، رأينا أنّ من أوكد واجباتنا أن نحارب بما أوتينا من طاقة هذه التحريفية و الدغمائيّة و نمارس الماركسية فنعبّد الطريق لإنتشار إستيعاب علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره . لذلك إتّخذ مشروعنا هذا شكل إصدار نشريّة إصطفينا لها من العناوين المعبّرة و المترجمة لفحوى هدفنا الجوهري " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و لاحقا أضفنا " و الروح الثوريّة للماوية اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ." و إنطلقنا منذ سنوات فى صراع إيديولوجي و سياسي تلبية لحاجة التمييز الواضح بين الماركسيّة الثوريّة و شتّى أرهاط التحريفية و الدغمائيّة و ما تفرّخانه من إصلاحيّة .
و فى مقالاتنا و كتبنا التى تضمّنتها النشريّة المشار إليها أعلاه ، نقدنا عدّة فرق " يساريّة " متمركسة و ضمنها حزب الكادحين بتونس الذى أفردنا له كتابا تجدونه بمكتبة الحوار المتمدّن حمل من العناوين " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " . و فيه أعملنا سلاح النقد فى كتابين لأمينه العام فضلا عن عدّة أعداد من جريدته " طريق الثورة " و بيّننا بالدليل القاطع و البرهان الساطع مدى تشويه ذلك الحزب للماركسيّة [... ]
و عقب صمت مريب لمدّة تناهز السنتين ، طلع علينا فى بداية أكتوبر 2016 أحدهم أمضى مقالين بإسم مستعار هو رفيق حاتم رفيق ، بردّ بإسمه و إسم حزب الكادحين و أصدقائه ... نوثّقه بحلقتيه كملحق لهذه الدعوة . [ 1- ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية ؛ 2- ناظم -الماوي- ومزاعم إحتقار نصف السماء ] و إنتظرنا إلى بدايات شهر ديسمبر 2016 ، أي لمدّة شهرين تقريبا ، أن يفي هذا الكاتب بوعده بتناول مواضيع عدّة لكن خاب أملنا إذ يبدو أنّ الكاتب عدل عن متابعة حلقات ردّه أو هو إعتبر ما ورد فى المقالين إيّاهما كافيا و شافيا حقّق بفضله مراده لا أكثر . "
و كمقدّمة لبحثنا الجديد هذا لن نضيف على ما تقدّم سوى أنّنا من موقع الواجب الشيوعي في رسم خطوط التمايز و مزيد توضيح الفرق بين الفرقِ لأهمّيته في بناء و تطوير نظريّة شيوعيّة ثوريّة دونها لن توجد حركة ثوريّة حقّا ، نلج مجدّدا لجج هذا الصراع و نساهم في هذا الجدال ضد التحريفيّة و الإصلاحيّة بالنقاط التالية فضلا عن هذه المقدّمة :
1 ـ الحقيقة للجماهير أم مغالطة القرّاء و تضليلهم ؟
2 ـ النقد المبدئيّ الجدّي و العلميّ و الدقيق أم الشتيمة ؟
3 - حماقة أم ذكاء ؟
4 - منّة أم واجب ؟
5 ـ ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟
6 - نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة أم الدفاع عنهما ؟
7 ـ النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟
8 ـ المنطق الشكليّ و المثاليّة الميتافيزيقيّة أم الماديّة الجدليّة ؟
9 - " مزاعم إحتقار النساء " أم حقيقة خطّ إيديولوجي و سياسي ؟
10 - إبداع أم إجترار ؟
11 ـ تمخّض جبل فولد فأرا :
خاتمة
و من الأكيد أنّ من ينكبّ على النظر بتمعّن في هذا البحث سيدرك أنّ من يتبنّون الماركسيّة و يمارسونها و يطبّقونها و يعملون على تطويرها لا يساوون من يتّخذونها قناعا فحسب ويشوّهونها خدمة لمآربهم الشخصيّة و الفئويّة لا لتحرير الإنسانيّة . و هل يستوى الماركسيّون و المتمركسون ؟
========================================











1 ـ الحقيقة للجماهير أم مغالطة القرّاء و تضليلهم ؟
لعلّ من تابع صراعاتنا حول مسألة مقاربة الحقيقة و علاقتها بعلم الشوعيّة ، يعلم جيّدا أنّنا من أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة و بالتالى من أنصار البحث عن الحقيقة الماديّة الموضوعيّة و كشفها و الإقرار بها مهما كانت مريرة و من ثمّة البناء عليها لتفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا . و قد دافعنا عن هذا الموقف المبدئي في وجه " الحقيقة السياسيّة " و " الحقيقة الطبقيّة " و النفعيّة و البراغماتيّة إلخ ، على الصعيد المحلّى و القومي و العالمي . و إزاء تشويهات السيّد فؤاد النمريّ للماويّة ، رفعنا شعار الحقيقة للجماهير و ضمّنناه عنوان الكتاب المنافح عن الماويّة وتجربة الصين الإشتراكيّة في ظلّ ماو تسى تونغ ( و في مواضع أخرى من كتاباتنا تجدون نقدنا ، إعتمادا على ما توصّل إليه أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة بعد عقود من البحث و التنقيب ، نقدا لنقاط ثانويّة فى الماويّة حوّلها دغمائيون يدّعون أنّهم ماويّون إلى مبادئ !!! ) فحصلنا على " لا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعيّة الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير " .
و قد توخّينا الدقةّ قدر المستطاع لإنارة سبيل الباحثين عن الحقيقة معتمدين مصادرا ومراجعا متنوّعة معظمها في متناولهم الآن بفضل الأنترنت . وفى هذا السياق ، لا يسعنا إلاّ أن نعتذر من السيّد آلان باديو لكتابتنا أنّه توفّي و الحال أنّه لا يزال على قيد الحياة كما نقدّم إعتذارنا إلى القرّاء جميعا عن خطئنا هذا . و نشرح أنّه يعزى إلى سقوطنا في فخّ إشاعة بوفاته صدرت على الأنترنت وقت تأليفنا لذلك الجزء من الكتاب الناقد للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين ، مثلما صدرت إشاعات أخرى عن وفاة نوال السعداوي و فيروز و غيرهما و هم على قيد الحياة . و ما تقتضيه منّا الدقّة العلميّة مستقبلا هو التثبّت من الأمور و من أكثر من مصدر و سنبذل طاقتنا في هذا الإتّجاه . إلآّ أنّنا لن نعتذر من أحد عن كشفنا حقيقة أنّ كتابات آلان باديو" أمست تقدح كلّيا في تجارب الإشتراكية برمّتها " و عن نقدنا تحريفه للشيوعيّة و تحويلها إلى ديمقراطية برجوازيّة و دفاع الأمين العام لحزب الكادحين عن ذلك التحريف ، كم لن نعتذر أبدا عن إستشهاداتنا بأعمال محدّدة و من مصادر متوفّرة للجميع ذكرناها بالدقّة اللازمة و هي في جوهر موضوع النقاش، و قد أصبنا كبد الحقيقة. صحيح أنّنا أخطأنا في معلومة عن وفاة باديو و نتحمّل مسؤوليّة ذلك إلاّ أنّ هذا ليس خطأ نظريّا و لا أساسيّا في التعاطى مع خطّ باديو الديمقراطي البرجوازي الذى يدافع عنه حزب الكادحين . و نحن نتبنّى و نعلى راية و نطبّق عمليّا مقولتي ماو تسى تونغ و بوب أفاكيان مهندس الخلاصة الجديدة للشيوعية :
-" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدّين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أيّة حقيقة ، تتّفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيّين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ". ( ماو تسى تونغ سنة 1945 )
- كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
في بحث " تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا " ضمن كتابنا " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " و تحديدا في " مقدّمتنا و صدمة مقدّمته " ، صغنا الجمل التالية ناقدين غياب الصرامة العلميّة و الدقّة التاريخيّة لدى فريد العليبي :
" ونفتح أعيننا على غياب الصرامة العلمية و الدقّة التاريخية فى " بما يذكّر بتلك الإجابة الطريفة الواردة على لسان الوزير الأوّل الصيني الأسبق شو آن لاي ، الذى سُئل يوما عن تقييمه للثورة الفرنسية فأجاب ..." . متى وقع ذلك ؟ فى أيةّ سنة ؟ و عن أية ثورة فرنسية يتمّ السؤال؟ هذا فضلا عن أنّ شو آن لاي ، ماويّا ، وسطي إلتحق باليمين و دنك سياو بينغ و دافع عنه و عمل معه ضد ماو تسى تونغ و القيادات البروليتارية الثورية داخل الحزب الشيوعي الصيني خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، و خاصة إثر فشل الإنقلاب الذى حاول القيام به لين بياو و وفاته وهو يسعى إلى الفرار إلى الإتحاد السوفياتي سنة 1971. و من ثمّة ندقّق لمن يرغب فى فهم جملة الكاتب : شو آن لاي كان وزيرا أوّلا زمن الصين الماوية لسنوات إلى وفاته سنة 1974 و ما قصده الكاتب و لم تفصح عنه جملته بوضوح هو إنتفاضة 1968 بفرنسا و نكرّر إنتفاضة 1968 بفرنسا و ليست " الثورة الفرنسية " !!! و بالمناسبة فى الصفحة 43 سنجد الكاتب يتحدّث عن نفس الحدث فى فرنسا كاشفا عن " إنتفاضة ماي 1968 الفرنسية " ما يبرز لديه فضلا عن ما سقناه من ملاحظات ، خلطا فظيعا فى الفهم و التمييز بين الثورة و الإنتفاضة ". ( إنتهى المقتطف )
و في ردّ رفيق حاتم رفيق ، تتمادى جماعة حزب الكادحين في غيّها و في تزوير الحقائق إذ كتب :

" فما الفائدة من ‏مناقشة رجل يعتقد ... عند مناقشة كتاب "تونس الانتفاضة والثورة" ‏أن اجابة شوان لاي الشهيرة عن سؤال يتعلق بتقييم الثورة الفرنسية تخص ‏انتفاضة ماي 1968 لا ثورة 1789 والحال أنه لو قام ببحث بسيط بين ‏صفحات النات ما فاته ذلك وما ارتكب تلك الحماقة !! ‏"
طالبنا بالصرامة العلميّة و الدقّة التاريخيّة و دقّقنا في الأمر و أوضحنا المقصود و صحّحنا المعلومة بيد أنّ ما حصلنا عليه من الناطق باسم حزب الكادحين و أصدقائه ، قال ، هو إلتفاف زئبقي جديد و تنكّر للحقيقة و التمسّك بالخطأ و تخطأة المصحّح للمعلومة و بعيدا عن الجدّية و الصرامة والدقّة و دون سند له غير تضليل من صنف طفولي يخطّ اللارفيق " لو قام ببحث بسيط بين ‏صفحات النات ما فاته ذلك وما ارتكب تلك الحماقة ". و تُرى لماذا لم يقم هو ذاته بالبحث البسيط بين صفحات النات و لم يقدّم لنا المتن و المرجع بالدقّة المطلوبة ليسفّه مباشرة و نهائيّا تصحيح ناظم لمعلوماته ؟ أأصابه داء الكسل وهو يناقش ناظم الذى ما إنفكّ يجتهد و ينقّب عن المعلومات الصحيحة تنقيبا ؟ أم أنّه يمارس الزئبقيّة كي لا يقرّ بخطئه ؟ ياله من باحث و يا لجدّيته و دقّته العلميّة !
رفيق حاتم رفيق مخاتل يتقن فنّ المخاتلة و التضليل مثله مثل الأمين العام لحزبه إلاّ أنّ حبل الكذب قصير كما يقال !
و بهذا المضمار نعرّج على حقيقة أنّنا عثرنا في كتابي الأمين العام لحزب الكادحين و في مقالي اللارفيق هذا على عدّة أخطاء معرفيّة و لغويّة و لم نوليها كبير إهتمام لثانويّتها مقارنة بالرئيسي و الأساسي ألا وهو الخطّ الإيديولوجي و السياسي و مدى صحّته أو عدم صحّته فقد تعلّمنا من بوب أفاكيان التركيز على أمّهات المسائل و الحجج التي تمثّل العامود الفقري للخطّ الإيديولوجي و السياسي ، في المصاف الأوّل . و لا يفوتنا أن نشير إلى أنّ تشبّث اللارفيق بجعل القشور ( من قبيل وفاة باديو من عدمها...) محور إهتمامه إن نمّ على شيء فإنّما ينمّ عن أمر من أمرين أو عن كلاهما معا : 1- كون تكوينه الإيديولوجي و السياسي هشّ بل غاية في الهشاشة إلى درجة أنّه لا يقدر على النقاش العلمي لأطروحات ناظم الماوي و نقده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين المشوّه للماركسيّة 2- كون محاججة ناظم الماوي مشيّدة كالبناء المرصوص على الحقائق و الوقائع و علم الشيوعية و لم يتمكّن من الطعن فيها أو حتّى إيجاد ثغرات فيها . و في كلتا الحالتين هو على باطل و ناظم على صواب .
هذا جانب من مقاربتنا للحقيقة الماديّة الموضوعيّة أمّا شاتم ناظم الماويّ فهمّه و شغله الشاغل ليس البحث عن الحقيقة و لا كشفها فما بالك ترويجها صلب المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة العريضة . غايته من المقالين لا تعدو أن تكون الشتيمة للنيل من ناظم لا غير . لذلك سلك ، مقتفيا خطى الماكيافاليين المؤمنين بالغاية تبرّر الوسيلة، سياسة مغالطة للقرّاء و تعمّد تجهيلهم عمادها فضلا عن الشتيمة عوض المحاججة العلميّة :
1ـ عدم ذكر عنوان أي مقال أو كتاب لناظم الماوي و لا حتّى الكتاب الذى خاض فيه ناظم في الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين .
2- عدم تحديد الصفحة أو الصفحات التى وردت بها معلومات ينسبها إلى ناظم . و هذه النقطة و سابقتها أكاديميّا موضوع إدانة و هما تجعلان من ما يعتبر مقالا جدّيا لغوا يرمى به في المزبلة . و هذا لا نظنّ أنّه فات الأمين العام لحزب الكادحين الذى ينطق بإسمه و باسم حزبه و أصدقائه ، قال ، هنا رفيق حاتم رفيق بل يقينا أنّه دفع بالمقالين دفعا إلى النشر لغاية في نفس يعقوب هي النيل من ناظم بكلّ السبل الممكنة . و هو يردّد سرّا : ليذهب العلم و البحث العلمي و لتذهب الحقيقة إلى الجحيم !
3ـ عدم تناول أمّهات مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين من جهة و للخلاصة الجديدة للشيوعيّة الى يتبنّاها ناظم الماوي بالبحث ، من الجهة الأخرى، و إحلال أمور ثانويّة جدّا محلّها كما كان الحال مع مسألة آلان باديو حيث ألمح إلى عدم وفاته و غيّب عمدا ، طبعا ، تناول نقاط نقد ناظم الماوي لتحويل باديو الشيوعية إلى مجرّد ديمقراطية برجوازيّة .
4ـ زعم أنّ المقال يصدر باسم أصدقاء الحزب أيضا دون الإفصاح عن من هم هؤلاء ؟ هل هم أفراد أم مجموعات ؟ و الغرض من ذلك التعميم و التعويم إعطاء أهمّية للمقال و شحن آخرين ضد ناظم . و بهذا الصدد نصوغ تساؤلين إنكاريين إثنين أوّلهما هل يمكن أن يكون لهذا الحزب أصدقاء ؟ ( و الإجابة لدى من مارس معه في إطار جبهات و ندوات و لقاءات أو عرف أمينه العام و خبره عن كثب )؛ وثانيهما ، لماذا صمت هؤلاء الأصدقاء طوال سنتين تقريبا ؟ و لماذا لم يكتبوا موقفهم بنفسهم ؟ هل لجهل أم لجبن أم لكلاهما ؟ و هل هؤلاء من الجهل و الغباء إلى درجة تجعلهم يتبنّون مثل هذين المقالين المشوّهين للماركسيّة ؟ إن كان أصدقاؤهم أولئك على ذلك القدر من الجهل و الغباء ، إن كان ذلك كذلك ، لن يبقى لنا ما نقوله عدا إنّ الطيور على أشكالها تقع !
5- وضع الخصم ، و هنا ناظم الماوي ، خارج بوتقة الواقع و التاريخ أصلا بقول من قبيل " فهو كمن يسكن كهفا ‏ففقد القدرة على الابصار داخله و لا يعلم ماذا يجري خارجه و توقف عنده ‏الزمن فظل يعيش على ذكريات من زمن ولى وانقضى ". غير أنّ المتمعّن في المقال الأوّل ، " ناظم الماوي : أحمق في النظريّة و جبان في الممارسة العمليّة "، سيتفطّن إلى مدى تفاهة مثل هذا الإدّعاء لإعتبارات كثيرة منها أنّ حزب الكادحين الذى نقد ناظم خطّه الإيديولوجي و السياسي موجود واقعيّا في تونس أليس كذلك أم هو غير موجود و يسكن كهفا هو الآخر ؟ و أنّ بقيّة الأحزاب و المنظّمات " اليساريّة " التي قيّم ناظم نقديّا خطّها الإيديولوجي والسياسي ، على حدّ علم الذين لهم عيون لترى و آذان لتسمع ، موجودة على أرض الواقع في تونس أو غيرها من البلدان و مؤثّرة بشكل أو آخر و درجة أو أخرى في تاريخ القرن الواحد و العشرين ، أليس كذلك ، أم هي من أهل الكهف أيضا ؟ و أنّ ناظم حسب كلمات اللارفيق " يوزّع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا " هي بإعتراف المتحامل على ناظم شخصيّات و أحزاب موجودة على القارات التي ذكر أم هي بدورها من أهل الكهف ؟ هؤلاء وأولئك درس ناظم الماوي تنظيراتهم و ممارساتهم على أرض واقع الكرة الأرضيّة و في هذا القرن ، القرن الواحد و العشرين . و هذا بالمناسبة دليل واضح على سعة معرفة ناظم الماوي الأممي القناعة و الممارسة و ليس سببا لإدانته . و إن كانت الكرة الأرضيّة هي الكهف الذى يعيش فيه ناظم فأين يعيش هذا اللارفيق ؟ ربّما في كوكب آخر أو مجموعة شمسيّة أخرى !
و نسترسل لنعرّج على حديث ناقد ناظم عن " ردود على الحزب يكتبها شخص يطلق على نفسه ‏اسم ناظم الماوي وينشرها تباعا في موقع الحوار المتمدن " ذلك أنّه لم يمتلك الجرأة حتّى على الإقرار بحقيقة أنّ ناظم الماوي ألّف عدّة كتب بعدّ أصابع اليدين إلى حدّ الآن منهم الكتاب الذى أفرده لنقد الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين و إلى حدود أواسط ديسمبر 2016 ، نشر بالحوار المتمدّن 212 مقالا – مشاركة . يبدو أنّ ناقد ناظم يسلك سياسة النعامة و يدفن رأسه في الرمضاء حتّى لا يعترف بحقيقة وجود كتاب " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " و ضرورة إطّلاع القرّاء عليه للتأكّد من مدى صحّة أو عدم صحّة تنظيرات و ممارسات ذلك الحزب و مدى صحّة أو عدم صحّة ما يزعمه الكاتب بإسمه و باسم ذلك الحزب ( و أصدقائه ، لا تنسوا ) و طبعا مدى صواب أو خطأ وجهة نظر ناظم !
و تاليا يحمل رفيق حاتم رفيق هذا على شادي الشماوي ، صاحب ال26 كتابا عن " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، على أنّه ناظم الماوي وهو لعمى أصابه و دمج إثنين في واحد مثالي ذاتي لا يفرّق بين الكاتبين ، زاعما ( من ضمن مزاعم كثيرة لا نجادل فيها فلا نؤكّدها و لا ننفيها لأنّ فيها ما يخصّ شادي الشماوي و له أن يردّ أو لا يردّ و فيها ما يخصّ ناظم لأنّه لا يحقّق فائدة ترجى للقرّاء من ناحية و من ناحية ثانية ، بعض تلك المسائل مسائل في تقدير الماركسيّين الحقيقيّين لا تطرح بليبراليّة برجوازيّة على صفحات الأنترنت ) أنّ ترجمته " ركيكة " و " رثّة " ( دون تقديم و لو مثال واحد !!! ) : صدّقوه إنّه من حزب الكادحين و ما أدراك ، لا تطالبوه بالأمثلة و الأدلّة و الوقائع الماديّة الموضوعيّة ، كما نطالب أي أي عالم و طبعا أيّ ماركسي ، فهذا كفر ، إنّه حزب الكادحين !!!
و من حقّنا كقرّاء حينئذ أن نسأل ذلك المسمّى رفيق وهو لارفيق ، عقب مقارنة أوّل مقال نشره على صفحات الحوار المتمدّن سنة 2010 ، " مبادئ الحزب : حول الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى لا يجب القيام بها " من ناحية و ما ورد في طيّات الكتاب الأخير لشادي الشماوي المنشور في شهر ديسمبر 2016 ، " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي -1974 ) " و في مقدّمته من ملاحظته ما يعدّ سطوا على جزء من ترجماته و نشرها بتعديلات طفيفة أو دون تعديلات بأسماء كاتبين من كتّاب الحوار المتمدّن لم يرغب في ذكرهما بالإسم لأمر ما ، من ناحية ثانية : إذا كانت ترجمات شادي الشماوي ركيكة و رثّة وبلغت من بلغت بطريقة لا يدري بها صاحب الترجمات نفسه مثلما إعترف بذلك فى تلك المقدّمة ، لماذا إستولى اللارفيق هذا على ترجمة " مبادئ الحزب : حول الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى لا يجب القيام بها " و نشرها بإسمه و إنتبهوا كأوّل مقال له حسب موقعه الفرعي على الحوار المتمدّن في 2010 ؟
ألا يكفى هذا بما هو من أقوى الأدلّة لوحده لتفنيد نعت ترجمات شادى بأنّها ركيكة و رثّة و توجيه صفعة قويّة لكذب اللارفيق و تزييفه و حزبه للحقائق ؟ ألا يعدّ هذا الذى إقترفه اللارفيق و من معه من فنون المخاتلة السياسيّة التى يتقنها هذا الحزب و أمينه العام و سلوكا إنتهازيّا جليّا ؟ ألا يكرّس هذا المتهجّم على شادي الشماوي التزوير و الإحتيال ؟ ألا تضاهي ماكيافاليّة – الغاية تبرّر الوسيلة – هذا اللارفيق ماكيافاليّة محمد علي الماوي / اللاماوي في الحقيقة وهو المحتال الآخر المتهجّم على شادي الشماوي و الحال أنّه إستولى بدوره على أجزاء من ترجمة ذلك الكتاب ذاته لينشرها بإسمه و يزعم أنّه مترجمها و ناسخها ؟ ألا ينطبق عليهما المثل الشعبيّ " أكل الغلّة و سبّ الملّة " ؟
و من اللافت أنّ اللارفيق المزوّر للحقائق هذا نشر بإسمه ترجمة شادي الشماوي ل" مبادئ الحزب : حول الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى لا يجب القيام بها " و هذه المبادئ الثلاثة هي " 1- ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية ؛ 2- العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق ؛ و 3- التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس" ؛ و في الواقع كما يثبت ذلك مقالا رفيق حاتم رفيق و تنظيرات و ممارسات حزبه ، بدلا من ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية ، يمارسون التحريفيّة و ينبذون الماركسية ، و بدلا من العمل من أجل الوحدة و نبذ الإنشقاق ، سعوا و يسعون للإنشقاق و طبعا بدلا من التحلّى بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس ، نلفيهم غارقين في المخاتلة و حبك المؤامرات و الدسائس .
و بينما لم يذكر شادي الشماوي مباشرة و تحديدا المعنيّين بالإحتيال و لم يرغب في التنديد بهما بل عالج المسألة من موقع صلتها بالنظريّة و الأخلاق الشيوعيّة ، علّق موقع على صفحات الفايسبوك (الديمقراطية الديمقراطية الجدديدة) بتاريخ 17 جانفي 2017 ، مدافعا بوقاحة عن محمّد علي الماوي دون ذكره بالإسم و متماديا بفجاجة في التزوير : " ان هذه الترجمة موجودة منذ الثمانينات في شكل كتيب لكن ادعى شادي الشماوي -مترجم الحزب الش الث الامريكي انه وقع السطو على مجهوده في نص نشره في الحوار يوم 17-1 2017- فمن هو السارق ؟ لدينا المخطوط منذ الثمانينات وقع اصدار النص في 2006 ثم في الحوار سنة 2011 والفاهم يفهم ".
أمثل هذا الكلام يصدر عن ماويّ ! حقّا إن لم تستح فإفعل ما شئت و لكنّ الماويّة منك براء !
في هذه الأسطر القليلة إفتراءات كثيرة ! و بإقتضاب و بسرعة نقول كشفا لجوانب هامة فقط من الحقائق ، بداية نشر شادي الشماوي مقدّمة كتابه منذ ديسمبر 2016 و ليس في جانفي 2017 و موقع الحوار المتمدّن و موقعه هو الفرعي فيه يثبتان ذلك ! ( و لم ينشر المقدّمة فقط بل نشر الكتاب برمّته بفصوله الأربع عشر و مقدّمته و خاتمته بمكتبة الحوار المتمدّن بنفس التاريخ تقريبا ). ثمّ ما دليل هذا المدّعى بوجود الأجزاء التي نشرها محمّد علي الماوي بإسمه منذ " الثمانينات " و بإمتلاك " المخطوط " مذّاك ؟ لا شيء غير زعمه ! و سيدرك مرّة أخرى من تتبّع النقاش حول الخلاصة الجديدة بين ناظم الماوي و محمّد علي اللاماوي أن صاحب التعليق موضوع النقاش يتوخّى ذات سياسة تشويه الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة بعدم كتابة إسمه كاملا و صحيحا و سياسة تشويه شادي الشماوي بجعله مترجم حزب و الواقع الملموس المادي الموضوعي يدلّل على غير ذلك بما يجعلنا نذهب إلى الإعتقاد أنّ محمّد علي اللاماوي و أشباهه و المدافعين عنه باتوا مهووسين بالخلاصة الجديدة للشيوعية إلى درجة أنّهم لم يعودوا يرون من 26 كتابا لشادي الشماوي غير وثائق و مقالات حزب بوب أفاكيان و قياداته و ينكرون بمثاليّة وجود مقالات و كتب ماويّة من الهند و النيبال و سيلان و تركيا و البيرو و الشيلي و ألمانيا و المكسيك و كولمبيا و أنجلترا و إيران و الصين و كندا إلخ ، صدرت ضمن أعداد مجلّة " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ؛ و لعلّهم أصيبوا بضعف فادح جدّا في الجغرافيا إلى درجة أنّهم أضحوا يعتبرون كلّ تلك البلدان موجودة في الولايات المتّحدة و كلّ تلك الأحزاب فروع للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحّدة الأمريكيّة !
و أخيرا و ليس آخرا ، ينبغي على القرّاء أن يطرحوا على أنفسهم سؤالين إثنين : أوّلا ، ما مصلحة شادي الشماوي صاحب ال26 كتابا في إثارة المسألة إن كان هو من سطى على عمل غيره ؟ و ليتذكّر دارسو أعمال شادي الشماوي أنّه في كتابه الأوّل، أقرّ صراحة ، دون لفّ ودوران ، بأنّه ليس مترجم نصّ " بيان الحركة الأممية الثوريّة " لسنة 1984 ! و ثانيا ، هل من المنطق البسيط و السليم أن يتكاسل شادي الشماوي الذى ترجم عشرات الكتب و المقالات و أربع عشر فصلا من كتابه الأخير ، عن ترجمة عدّة صفحات لا غير فيسطو على عمل غيره ؟ من يصدّق مثل هذه الصبيانيّات الماكيافاليّة !
" على الشيوعيّين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، و أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر يطابق الواقع و تؤيده مبرّرات سليمة أو لا، و لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبودية."
( ماو تسى تونغ- " إصلاح أساليب الحزب" ، فيفري 1942 )
حيال تزييف الوقائع والإفتراءات و التضليل و المغالطات و البراغماتية و " الحقيقة السياسيّة " و " الحقيقة الطبقيّة " و المثاليّة ، من واجب كلّ شيوعي حقيقي و كلّ شيوعيّة حقيقيّة أن يرفع راية مقولة بوب أفاكيان ، مهندس الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعيّة اليوم أو الشيوعيّة الجديدة :
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية. "
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
2 ـ النقد المبدئيّ الجدّي و العلميّ و الدقيق أم الشتيمة ؟
يقفز من عنوان المقال الأوّل لرفيق حاتم رفيق ، " ناظم الماوي : أحمق في النظريّة و جبان في الممارسة العمليّة " ، إلى عيون القرّاء نعت ناظم الماوي بأنّه أحمق وهو نعت سيتكرّر فى ثنايا المقال عدّة مرّات ( 8 ) بشكل أو آخر تجشّمنا عناء جردها فألفينا :
" - أحمق في النظريّة ،
- مقالات رثة تطفح بالحماقات النظرية ،
- منوّعات من الغباء الفكري ،
- الحماقة النظرية ،
- حماقته ،
- نفث غبائه ،
- يكرر مفاهيم ‏وافكار منفصلة عن سياق الوقائع الحية التى تجري حوله دون أن يراها ،
- الحماقة النظرية ".
تصوّروا فى مقال لا يتجاوز صفحة و نصف الصفحة بحجم صفحات " الوورد " العاديّة ، يستعمل هذا المتهجّم على ناظم النعت عينه و مرادفاته ثماني مرّات و الغاية طبعا مفهومة ألا وهي ترسيخ هذا النعت فى ذهن القرّاء. لكن أمر هذا الذى يتوخّى " الاقتصاد في الكلام " من ناحية و الإسهال في السباب و الشتيمة من الناحية الثانية ، يثير تساؤلا : أينمّ هذا النعت عن إستيعاب جيّد للماركسيّة أم جهل مريع بها وهو يعبّر عن نقيضها أو فهم مشوَّه أو مشوِّه لها ؟ لقد عهدنا الماركسيّين يستخدمون نعوتا علميّة لخصومهم السياسيين أو الإيديولوجيّين من مثل الإنتهازي اليميني أو " اليساري " و التحريفي الإصلاحي و ما شابه . و إن عثروا على حماقة بيّنة يشيرون إليها و على الأغلب يتحدّثون عن إرتكاب حماقة معيّنة لا أكثر إن لم تكن مرتبطة بالخطّ الذى يقع نقده . و في مجال الصراع حول الخطّ الإيديولجي و السياسي ، لا يستخدم الماركسيّون " أحمق في النظريّة " بل يحلّلون النظريّة و يربطونها بالطبقة التي تعبّر عنها هذه النظريّة و بمدى علميّتها من عدمها . و بالمناسبة هل يعتبر حزب الكادحين أنّ الخلاصة الجديدة للشوعيّة ، شيوعيّة اليوم أو الشيوعيّة الجديدة وهي منطلق ناظم الماويّ النظريّ ، حمقاء ؟ و لماذا تجنّبها و لم ينبس ببنت شفة لفضحها ؟ ألا يعدّ هذا منه حماقة بيّنة كبرى ، نظريّا وعمليّا ، وفق منطقه هو ؟!!!
و إذن ، إنطلاقا من العنوان الساعي إلى النيل من ناظم الماوي ، نلمس خبط اللارفيق خبط عشواء كما نلمس مدى ضحالة زاده المعرفي و المنهجي الماركسيّ . إنّه لا ينجز عمليّة نقد مبدئيّة ، بل ، بالعكس يقوم بعمليّة إفتراء تتعارض تماما مع الماركسيّة حيث يعمد إلى الشتيمة لا غير و يكرّرها تكرارا ممجوجا و في نفس الوقت للتغطية على شتائمه يقلب الأمور رأسا على عقب مدّعيا أنّ ناظم " يوزّع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا " . و لعلّ البعض فكّر في المثل الشعبيّ المتعلّق بالمغالطات الصبيانيّة : " ضربنى و بكا و شتمنى و شكا "!
و على عكس هذا الناقد المشوّه للماركسيّة ، نبّهنا لينين العظيم بكلمات عميقة منتهى العمق إلى تجنّب الشتيمة و إعتماد الحجج الماديّة و البراهين الواقعيّة الملموسة في المحاججة و النقد العلميّ :
" إنّ الشتائم فى السياسة تعبّر عن مدى عجز صاحبها على تقديم نقد علمي لخصومه السياسيين " .
و يسقط القناع وراء القناع فيتجلّى أنّ صاحبنا خاوي الوفاض في الجدال الإيديولوجيّ و السياسيّ ، إنّه و حزبه طبل خاوي لا أكثر و لا أقلّ ، إنّهما مفلسان تمام الإفلاس !
3 – حماقة أم ذكاء ؟
من اللافت للنظر ، للوهلة الأولى ، عند مطالعة المقال الأوّل الذى حبّره رفيق حاتم رفيق ناقدا ناظم الماوي ، بل شاتما إيّاه ، تكرار نعت أحمق الذى وسم به مرارا من كان يهاجم لذلك إستوقفنا الأمر ، فقمنا بعمليّة إحصائيّة لا أبسط منها فكانت النتيجة إستعمال النعت و مرادفاته 8 مرّات فى مساحة لا تتجاوز الصفحة ، بالضبط صفحة و نصف الصفحة من " الوورد " كما انفت الإشارة إلى ذلك!
و مثل هذه العمليّة قمينة بأن تكشف لنا بوضوح غرض الكاتب إيّاه . إنّه يستهدف أساسا النيل من ناظم الماوي ، لا نقد مضامين الكتاب الذى خصّ به ناظم الماوي حزب الكادحين و تشويهه للماركسيّة . الغرض إذن الشتيمة و الإساءة إلى شخص معيّن وليس الغرض بتاتا لا معرفيّا يسعى إلى تحليل الخطّ الإيديولوجي والسياسي الذى يرفع رايته ناظم الماوي ، شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية . صاحب المنن المدّعاة يهمل تمام الإهمال الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى قال ماو تسى تونغ إنّ صحّته أو عدم صحّته هي المحدّدة فى كلّ شيء .
يبدو أنّ من يقف وراء مقالي رفيق حاتم رفيق قد عرف صدمة نفسيّة كبيرة جرّاء الكتاب الناقد لحزب الكادحين و غيره من المقالات . نتصوّره أمضى أيّاما و لياليا و أسابيعا يضرب الأرض برجليه و يندب و ينحب و ينشر الشتائم يمنة ويسرة و ليس أقلّها إلآ " أحمق " و ما جاء فى المقال المستهدف لناظم الماوي لا يعدو أن يكون من بقايا و صدى تلك الصدمة النفسيّة أخرجها " رفيق " هذا لظروف ما جدّت بعد سنتين بشكل أراده مهذّبا نوعا ما و لا يفضح حاله غير أنّه فشل فى تغطية أِشعّة الحقيقة بغرباله !
و قبل تناول صحّة هذه التهمة من عدمها ، لنطبّق مفهوم الحماقة على ما أتاه حاتم هذا .
يقرّع هذا الحاتم ناظم على أنّه " هاو للإختباء وراء الأسماء الوهميّة " و الحال أنّ إسم رفيق حاتم رفيق إسم مستعار و إزاء ما يمكننا أن ننعته بالحماقة البيّنة هذه ، نذكّر مرتكبها بالمثل الشائع المحذّر من الحماقة و مفاده إن كان منزلك من زجاج لا ترمى منزل غيرك بالحجارة ! و إذن ينسحب نعت " أحمق " على من يقف وراء المقال الناقد لناظم الماويّ مثلما رأينا بالملموس و بالتفصيل كيف أنّ نعت المخاتل ينطبق تماما على فريد العليبي و كتابه " الربيع العربيّ والمخاتلة في الدين و السياسة " .
و كيما نتوغّل فى تفاصيل كثيرة و نذكر مضامين كتب و مقالات عديدة ، ندع القرّاء النزهاء يحكمون ببساطة و بسرعة :
هل ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة حماقة ؟
هل أنّ نقد ناظم الماوي لتحريفيّة و إصلاحيّة فرق " اليسار " حماقة ؟
هل انّ نقد ناظم الماوي لتحريفيّة و إصلاحيّة حزب الكادحين حماقة ؟
أيكون أحمقا من يبحث عن الحقائق و يبرزها للعيان ؟
أيكون احمقا من يكرّس جهوده في سبيل الثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانيّة ؟
و في المضمار نفسه ، لنضرب مثالا ملموسا ، فنلفت عناية القرّاء إلى أنّ في شهر أكتوبر الذى نشر فيه رفيق حاتم رفيق هذا مقاله المهزلة ،على صفحات الحوار المتمدّن، نشر ناظم الماوي الذى يعدّ اللارفيق كتاباته " سجالا ايديولوجيا عقيما " و" مقالات رثة تطفح بالحماقات النظرية " و" أن ما ينشره لا يرقي الى مستوى ‏الكتابة النظرية التى تستحق نقدا "، مقالا مقتطفا من كتابه الجدالي الناقد لماركسيّة سلامة كيلة، تحت عنوان " تطوير ماو تسى تونغ للجدلية : التناقض هو القانون الجوهري للديالكتيك و التغيير الكمى الى الكيفي و العكس تناقض و نفي النفي ليس قانونا مادياّ جدليا " جاء حينها صدفة و بالنسبة لمن لا يعرف ناظم الماوي و كتاباته ربّما رأى أنّه بمثابة الردّ الصاعق على ترّهات اللارفيق و حزبه و من لفّ لفّه . و بالمناسبة نتحدّى هؤلاء المتهرّبين من النقاش الجدّي و العلمي أن يخوضوا في هذه أو غيرها من المسائل النظريّة التي عالجها ناظم الماوي و يبيّنوا للعموم الحماقات المدّعات !!!
أيكون أحمقا من ألّف كتابا نقديّا بعشرات الصفحات ( 107 صفحة بحجم الوورد ) يعرّى فيه حقيقة الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب المشوّه للماركسيّة إستنادا إلى كتابات الأمين العام للحزب و مقالات للحزب ؟
و من أجل تكوين فكرة فقط لمن لم يطّلع على كتاب " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " ، نعرض محتوياته التى زاغ " رفيق " هذا بإنتهازيّة معهودة لدى المخاتلين في السياسة و التحريفيين المتهرّبين خوفا من إفتضاح أمرهم و تكوينهم النظري الرثّ من الجدال الجدّي و المبدئي و العلمي ، عن الخوض فى كلّيتها تقريبا :
فضلا عن مقدّمته :
(1)
نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟

مقدّمة :
1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء :
2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية :
3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين :
خاتمة :

(2)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته .
2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار :
+ منهج يتنافى مع المادية الجدلية :
أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف .
ب- المثالية فى تناول المسائل .
+ عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى .
3- إنتفاضة و ليست ثورة :
أ- تداخل فظيع فى المفاهيم .
ب- أسباب الإنتفاضة .
ت- أعداء الإنتفاضة .
ث- مكاسب الإنتفاضة .
ج- آفاق الإنتفاضة .
ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري .
4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري :
أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟
ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية .
ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية .
ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" .
ج- فهم العصر و الوضع العالمي .
5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات:
أ- بصدد إستشهاد بماركس .
ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ .
ت- آلان باديو؟
6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا :
أ- تغييب لينين كلّيا.
ب- تغييب حرب الشعب كلّيا.
ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا .
7- الخاتمة :
(3)
خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية

مقدّمة
1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين :
أ- المفهوم المخاتل :
ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية :
1- ما هذا " الربيع العربي " ؟
2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟
3- " المظاهر خدّاعة " :
2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية :
أ- غيبة الشيوعية :
ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية :
ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير :
1- تضارب فى الأفكار :
2- التذيّل للجماهير :
ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين :
1- تلاعب بمعنى الثورة :
2- الثورة و العنف الثوري :
ج- الإنتهازيّة و النظريّة :
أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين :
ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية :
3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية :
أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع :
ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة :
ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟
4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين :
أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين :
ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري :
الخاتمة :
إذا كانت كلّ هذه القضايا الفلسفيّة و السياسيّة و الإجتماعيّة و الثقافيّة المتناولة بالبحث في هذا الكتاب ، على سبيل المثال لا الحصر ، " لا ترقي الى مستوى ‏الكتابة النظرية التى تستحق نقدا " على حدّ تعبير اللارفيق و من يقف وراءه ، فما هي القضايا النظريّة التى تستحقّ النقد ، أيّها اللارفيق ؟ و إذا كانت القضايا المعالجة في معظمها ذات القضايا التي تطرّق إليها كتابا الأمين العام لذلك الحزب و مقالات جريدته ، كيف ترقى إلى مستوى الكتابة النظريّة عند فلان و تمسى غير ذلك عند علاّن الذى توخّى العرض و التحليل و التلخيص مستندا إلى الواقع المادي الملموس و إلى مقولات لأهمّ منظّرى الماركسيّة و غيرهم ؟ ما هذه اللخبطة الماكيافليّة حيث الغاية – النيل من ناظم و تشويه الماركسيّة – تبرّر جميع وسائل الإنتهازيّة و أساليبها .
4 - منّة أم واجب ؟
و يؤكّد السيّد حاتم المشوّه للماركسيّة أنّ كتابات ناظم الماوي لا تستحقّ القراءة فما بالك بالدراسة و التمحيص ، و أنّها تنطوي على حماقات لا غير لذلك لا يتلقّى نقده لعديد فرق " اليسار " اليميني ردودا أو تفاعلا ؛ وهو إن تجشّم عناء الردّ على ما خطّه ناظم الماوي بشأن خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي و السياسي و كتابي أمينه العام ، فريد العليبي ، فمنّة و مزيّة منه لا أكثر ، منّة من حاتم على ناظم ( " ما سنقوم به هنا فيه منة ومزية عليه "، قال ) .
و نصدقكم القول حضرتنا في هذه اللحظة بالذات أغنية تهكّميّة لزياد الرحباني مطلعها " شو هالأيام اللى وصلناها ، قالوا غني عميعطي فقير... مش صحيح ! ...". و بعيدا عن الغرور و بكلّ تواضع الشيوعيين الحقيقيين و لإضفاء مسحة من الفكاهة ، نوظّف هذه الأغنية لنقول : ما هذه الأيّام التي وصلنا إليها ، قالوا رفيق حاتم رفيق يمنّ على ناظم الماوي ... " مش صحيح ، مش صحيح " هوى الإفتراء عند مشوّهي الماركسيّة " غلاّب " !
و بعدئذ ، نتناول بالجدّ اللازم هذه المنّة أو المزيّة المدّعاة من زوايا عدّة متتبّعين أحيانا إلى النهاية المنطق الشكلي و الإنتهازي لصاحب المنّة و المزيّة هذا.
بدءا، ننطلق من سؤال رئيسيّ متفرّع إلى عدّة أسئلة : من طلب من السيّد حاتم هذا بأن يمنّ على ناظم الماويّ بأيّ شيء ؟ و هل أنّه فى حاجة إلى منّة منه ؟ و من أدراه أنّه يقبل الحسنات و المنن أو لا يقبلها ؟ و ممّن يقبل و ممّن لا يقبل ؟ و ماذا لو رفض منّته و مزيّته هذه و صرخ به " أغرب عن وجهي ، أيّها المحتال ! " ؟
صاحبنا هذا يخترع الأسباب و النعوت ليغلّف ما يقوم به صراحة ألا وهو ردّ – و يا له من ردّ ؛ سلسلة شتائم ! – على نقدنا لخطّ الحزب إيّاه . هذا منه ضرب من ضروب تطبيق فنّ الإنتهازيّة أو ما أسماه العليبي الذى يبدع فيها كما بيّنّا فى كتابنا ." حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " بالمخاتلة السياسيّة التى منها الشيوعيّة براء ، براء . و من هنا ، يغلّف المتهجّم على ناظم الماوي شتائمه فتصبح منّة و مزيّة و حسنة .
ثانيا ، من عادة أخلاق الناس الطيّبين الكرام الذين يمنّون على غيرهم بما يقدرون عليه عدم ذكر المنّة و عدم إشهارها و لئن فعلوا هذا المحظور ، غدوا حسب عادات و تقاليد الكرم العربيّ المتعارف عليه ، من اللئام و ليس من الكرام !
ثالثا ، بماذا منّ علينا هذا " الحاتم " الذى يذكّرنا بكرم حاتم الطائي الذى يضرب به المثل منذ قرون الآن فى الكرم ، فى الثقافة العربيّة ؟ منّ علينا بنقد – هو بالأحرى سيل من الشتائم و المغالطات و الزيف – ضمّنه صفحات عددها على وجه الضبط صفحة ونصف الصفحة ( المقال الأوّل و تقريبا الشيء نفسه بالنسبة للمقال الثاني ) فما هذا العطاء الحاتمي يا سيّد حاتم ؟ أهذا هو منتهى الجود " الحاتمي " لديك ( وأشياعك و أمثالك)؟
رابعا ، إذا علمنا أنّ ذلك هو عدد صفحات " نقد " السيّد حاتم من جهة و أخذنا بعين الإعتبار أنّ نقد ناظم الماويّ للخطّ الإيديولوجي و السياسي للحزب الذى يدافع عنه حاتم هذا إستغرق عشرات الصفحات ، تحديدا 107 صفحة من حجم الوورد ، بعمليّة حسابيّة و مقارنة بسيطتين يتقنهما حتّى الأطفال فما بالك بغيرهم ، يبرز لنا أنّ منّة حاتم وهو " حاتم " و ما أدراك و إسمه قد نرفقه ب " الطائي " تندّرا ، لكرمه " الحاتمي " و مننه و حسناته ، لا تساوى سوى نسبة مائويّة صغيرة جدّا جدّا مقارنة بمنّة ناظم على ذلك الحزب ( بطبيعة الحال نحن لا ندخل فى متاهات المنن و الحسنات فى مجال الصراع الإيديولوجي و السياسي ، ما نضطلع به هو واجب ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة و هنا نقوم بذلك لا لشيء إلاّ للسير بالمنطق الأخرق لهذا الحزب المشوّه للماركسيّة إلى نهاتيه المنطقيّة ) و طبعا عليه هذا الحاتم . و حالئذ من يكون منّ على من ؟ و من يكون الأكرم ؟ و من يكون الأقرب إلى بخلاء الجاحظ ؟
خامسا ، ما لا جدال فيه هو أنّ كتابي فريد العليبي لقيا التجاهل و الإستهانة التى يستحقّان...و قد إستهجنهما " اليساريّون " لضحالة مضمونهما و خوائه و هزال الفكر الذى صدرا عنه فوقعا " كزرّ الثوب فوق الرمل ، لم يسمعا صدى ". و قد بحثنا عن نصوص تناولت هذين الكتابين بالنقد الجدّي العلمي فما وجدنا على موقع لذلك الحزب سوى رابطين لا يعملان و رابطين يحيلان على نصّين يعرضان بعجالة فى صفحة أو صفحتين على الأكثر النقاط التى تطرّق لها المؤلَّفان . و بالتالى بمنطق حاتمنا البخيل– البخيل هنا بالمعنى الجاحظي – هذا و كلماته ، لم ينتبه السيّد العليبي " الى أنّ الحماقة النظرية لا ‏تواجه بالنقد بقدر ما تواجه بالسخرية والتهكّم والتجاهل " .
سادسا ، يثبت الواقع عكس ما يذهب إليه حاتم البخيل فقد أوكلت بعض فرق " اليسار " التى نقد ناظم الماوي خطّها الإيديولوجي و السياسي لأفراد منها مهمّة الردّ على المؤلّفات النقديّة تلك . و جدّت جدالات كنّا نتطلّع إلى أن تكون أطول مدى و أوسع نطاقا و أكثر عمقا و شموليّة غير أنّ مجادلى ناظم سرعان ما لاذوا بالصمت أمام نقاشه المفحم لردودهم .
و من ذلك :
1- ردّ الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين دفاعا عن هويّتهم عقب نشر مقالنا " قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين- اللينينيين " ،
2- جدال مع علي البعزاوي من حزب العمّال التونسي،
- " حزب العمال- الشيوعي- التونسي : سقط القناع عن القناع عن القناع (2)/ ردّ على تعليق " ؛ الحوار المتمدّن عدد 3793 بتاريخ 19-07-2012 في محور أبحاث يسارية و إشتراكية و شيوعية

- " حزب العمّال - الشيوعي - التونسي : سقط القناع عن القناع عن القناع " ؛ الحوار المتمدّن عدد 3788 بتاريخ 14-07-2012 في محور أبحاث يسارية و إشتراكية و شيوعية .

3- جدال مع معزّ الراجحى و عبد الله بنسعد من الوطد الثوري ،
- " رقصات الديك المذبوح : - البلاشفة - و- الوطد- . ردّا على مقال - ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح." الحوار المتمدّن عدد 3720 بتاريخ 07-05- 2012 ، محور أبحاث يساريّة و إشتراكية و شيوعية .
- " مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد " ؛ الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 ، المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية .

4- و جدال مع عزّ الدين الحديد و البلاشفة الجدد أثمر كتابا عنوانه " قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه "، العددان 8 و 9 من " نشرية " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " سنة 2012.
5- و جدال دسم مع محمّد علي الماوي حول الخلاصة الجديدة للشيوعيّة نتج عنه كتاب قيّم عنوانه :
" صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ " ، " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" العددان 14 و 15 / أكتوبر 2013 .

و تجدون جدالات ناظم الماوي بموقعه الفرعي على صفحات الحوار المتمدّن و بمكتبة هذا الموقع أيضا .
سابعا، لنلقى نظرة على موقع الحوار المتمدّن لنتأكّد من هل أنّ كتابات ناظم الماويّ تصادف التجاهل أم لا ؟
ماذا سنستخلص إن وجدنا أنّ عدد قراءات مقالات و كتب ناظم الماوي ، حسب موقعه الفرعي ، زهاء مليون و خمس مائة ألف أواخر شهر ديسمبر 2016 ( منذ فيفري 2011 ) فى حين أنّ رفيق حاتم رفيق سجّل قراءات عددها خمسون ألفا ( منذ ماي 2010 ) كما سجّل الموقع الفرعي لفريد العليبي ( منذ جوان 2010) قراءات عددها يناهز 470 ألف.
و حالئذ إن جمعنا عدد قراءات الموقعين إيّاهما نحصل على مجموع يساوى خمس مائة و عشرون ألفا و هذا يعنى نسبة ثلث ما سجّله موقع ناقدهما . و هذا يفنّد بما لا يدع مجالا للشكّ تهافت اللارفيق و من معه و من لفّ لفّه !
و مجدّدا لنكن واضحين ، إن إلتجأنا إلى مثل هذه المقارنات فتتبّعا إلى النهاية لما يؤول إليه المنطق الشكلي و فضحا لتزوير الحقائق و نلحّ على أنّ عدد القرّاء أو المنتمين أو المنخرطين في منظّمات أو جمعيّات او أحزاب أو ما شابه لا يعنى صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا او ذاك . صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي المحدّدة في كلّ شيء تقاس بمدى علميّته و عكسه للحقائق الماديّة الموضوعيّة و ليس بعدد الأنصار و إن تسرّع أحدهم ليحتجّ على هذا سننبّهه إلى حقيقة موضوعيّة ملموسة هي أنّ الأحزاب و المنظّمات و الجمعيّات الرجعيّة غالبا ما يكون المنتسبون إليها أضعافا مضاعفة نسبة لغيرها من الأحزاب و المنظّمات و الجمعيّات ، غير أنّ هذا لا يدلّ على صحّة مقولاتها الرجعيّة ، في الغالب الأعمّ و إنّما يدلّ على ما أكّد عليه ماركس و إنجلز في " بيان الحزب الشيوعي " من أنّ الأفكار السائدة في المجتمع هي أفكار الطبقات السائدة وعلى ما أبرزه ماو تسى تونغ من أنّ الحقيقة قد يمسك بها في البداية أفراد أو تمسك بها أقلّية لذلك عليهما، أفرادا و أقلّية ، أن يناضلوا ليعترف بالحقيقة و تفرض هذه الحقيقة نفسها و التاريخ يزخر بمثل هذه الوقائع .
فهل يغضب السيّد المفتري ؟ هل يغضب إزاء كشف هذه الحقائق الدامغة و البراهين الساطعة على تشويهه للماركسيّة و هرائه و هذيانه و تزييفه للوقائع ؟ هل يغضب ؟
5 ـ ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟
لقد نالنا ما نالنا من شتيمة لا لشيء إلاّ لأنّنا أعملنا سلاح النقد الماركسيّ في كتابين للأمين العام لحزب الكادحين و في بعض مقالات جريدة ذلك الحزب ، " طريق الثورة " ، إنطلاقا من الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعيّة اليوم أو الشيوعيّة الجديدة . ما قمنا به هو ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة كما أوصانا ماو تسى تونغ ، إلا أنّ هذا الحزب بدلا من التفاعل الإيجابيّ مع النقد بالتثبّت من مدى صحّته و الإستفادة ممّا يكون صحيحا لتدارك الأخطاء ، لم يلتزم لتمركسه و إدّعائه الزائف بتبنّى الماويّة بتحذير ماو تسى تونغ بأنّ النقد " لا يجوز إستخدامه كوسيلة للتهجّم على الأشخاص " و لم يفعل سوى القذف بنقدنا الجدّي و العلميّ في المزبلة و فوق ذلك سلّ سيف الشتيمة في مسعى منه إلى تجريم نقدنا و للنيل من ناظم الماويّ ليكون عبرة لمن يتجرّأ على أيّ نقد لهذا الحزب .
إنّ هذا الحزب يمارس عكس ما علّمنا إيّاه ماوتسى تونغ :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه - أن ينبّهنا إلى نقائصنا. فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، أصلحنا نقائصنا ، وإذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به ." ( " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 280)
و نظرا لتحريفيّة خطّه الإيديولوجي و السياسي و إصلاحيّته ، يبذل قصارى الجهد لتجنّب النقد و النقد الذاتي بما هو سلاح من أهمّ أسلحة الفكر الماركسيّ . و شأنه شأن جلّ إن لم نقل كلّ فرق " اليسار " اليمينيّة يغتال الفكر النقديّ ليصول و يجول الأمين العام كما يعنّ له و ما على البقيّة إلاّ التذيّل الأعمى .
و قد سبق لنا التطرّق إلى إغتيال الفكر النقديّ فى مقالنا " فرق اليسار التحريفي و إغتيال روح النقد الماركسي الثوريّة " بالعدد 21 من نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " حيث تناولنا بالبحث نقاط خمسة هي :
1- التهرّب من التقييم النقدي للحركة الشيوعية العالمية و التجارب الإشتراكية للبروليتاريا العالمية ،
2- نقد الدغمائيين والتحريفيين يقلب الحقائق رأسا على عقب ،
3- نقد إصلاحي من منظور برجوازي ،
4- التضحية بالنقد المبدئي على مذبح التحالفات الإنتهازية ،
5- ردود فعل متشنّجة تجاه النقد .
و بخصوص حزب الكادحين ، سجّلنا في النقطة 3 :
" لم يكن نقد حزب الكادحين الوطني الديمقراطي لفرق يسارية دون ذكرها بالإسم عامة لكونها تحالفت مع هذا الطرف أو ذاك نقدا ثوريا إنطلاقا من خط إيديولوجي و سياسي شيوعي ثوري غايته الإطاحة بالدولة القائمة و إنشاء دولة جديدة على أنقاضها كجزء من الثورة البروليتارية العالمية . و نقد حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب النضال التقدّمي للمشاركين فى إنتخابات دولة الإستعمار الجديد نقد إصلاحي من منظور برجوازي يقوم على التشهير بالمال السياسي و إنحياز الإعلام من أجل توفير شروط إنتخابات شفّافة ، قالا . لم يرفضا الإنتخابات الرجعية ككلّ بما هي أساس من أسس بثّ الأوهام الديمقراطية البرجوازية و تخدير الجماهير و رمال برجوازية متحرّكة تبتلع الثوريين بل رفضا المشاركة فيها لإعتبارات ظرفية لا غير .
الإصلاحيون لا يعملون على نشر النظرية الشيوعية الثورية و إيجاد حركة شيوعية ثورية حقيقية ، لا يعملون على تغيير عقول المناضلات و المناضلين و الجماهير و تنظيم صفوفهم ثوريّا بهدف الإطاحة الثورية بالدولة القديمة القائمة بجميع مؤسساتها و ديمقراطيتها أي برمّتها ، و بناء بديل عنها دولة جديدة ثورية بقيادة بروليتارية و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي ."
و بخصوص ما تعرّض له ناظم الماوي من هجمات مسعورة و ليست البتّة نقدا ، قلنا في النقطة الخامسة :
" لا يفوتنا أن نذكّر بما طالنا نحن ، كمختصّين فى النقد الماركسي إن أمكن القول ، من إهانات و سبّ و تشبيه بالحيوانات و وصف بالعمالة للصهيونية و الإمبريالية و الرجعية و بالجبن و القائمة طويلة و طويلة جدّا . و ممّن ؟ ليس فحسب من قبل أتباع بل و من قيادات معروفة من حزب الوطد الثوري الذى أعملنا سلاح النقد الماركسي الثوري فى العديد من وثائقه التاريخية و الحالية و من قبل عناصر من حزب العمّال . و هذا موثّق فى مقالاتنا على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ، لا سيما منها مقالاتنا التى عنيت بالردّ على علي البعزاوي من حزب العمّال و على معزّ الراجحى و عبد الله بنسعد من الوطد الثوري .
و نالنا ما نالنا من تشويه و تجريح من محمد علي الماوي ( اللاماوي فى الواقع ) و الحركة الشيوعية الماوية – تونس ( التى لا هي شيوعية و لا هي ماوية ) أيضا حينما دخلنا فى جدال معهما حول الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح و الخلاصة الجديدة للشيوعية . ( بهذا المضمار على الحوار المتمدّن تجدون كتابين من تأليفنا بمكتبة الموقع ) .
المتمركسون جميعهم مهما تزيّنوا بألوان الماركسية أو الماركسية – اللينينية أو الماركسية – اللينينية – الماوية ، ينهلون من ذات المنبع الإنتهازي و النظرة البرجوازية للعالم . إنّهم يتركون جانبا البحث العلمي عن الحقيقة التى هي وحدها الثوريّة حسب تعبير شهير للينين و يصيّرون أي نقد يطال خطّهم الإيديولوجي و السياسي إتيانا ببدعة ( و يطبّقون ) " كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة فى النار " . أمراض النرجسيّة و الذاتية و الإلتزام بالدفاع المستميت عن التحريفية و الإصلاحية تغشى أنظارهم عن رؤية الحقيقة الموضوعية و التعاطى الجدّي مع صياغة النقد وتقبّله بصدر رحب و عدم خشيته إن كنّا حقّا شيوعيين و نبذل قصارى الجهد لخدمة الشعب و البروليتاريا العالمية . فكما يعلّم ماو تسى تونغ الشيوعيين الحقيقيين :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان - مهما كان شأنه - أن ينبهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به . "
ماو تسى تونغ - " لنخدم الشعب " ( 8 ديسمبر – أيلول- 1944) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث) "
و بعد ذلك أضفنا :
" و إصطفت مجموعات أخرى كمجموعة الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين وضع حدّ بسرعة لمجازفة خطيرة أو مغامرة الردّ على نقدنا لبرنامجها هي المشترك مع مجموعة حزب الوطد الثوري بعد إصدارها لحلقة أولى من سلسلة مقالات لم تكتمل إلى اليوم و قد وعدنا حينها بالتفاعل الإيجابي معها و مع بقيّة الحلقات و لعلّ مردّ ذلك التنبّه إلى أنّ من سهروا على كتابة الحلقة الأولى وضعوا أرجلهم فوق رمال متحرّكة قد تبتلعهم إن تمادوا فى السير قدما . و تجدر الإشارة إلى أنّ حزب الكادحين الوطنى الديمقراطي لم ينبس ببنت شفة إلى يوم كتابة هذه الأسطر، على حدّ علمنا طبعا ، بعد نشرنا لنقد مفصّل لكتاب أمينه العام ، فريد العليبي (" تشويه الماركسية : كتاب " الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا " ) . و أعلنت الحركة الشيوعية الماوية تونس فى نصّها الثاني الناقد لناظم الماوي أنّها لن تواصل الجدال معه و ذلك حتّى قبل أن تطّلع على ردّ المعنى بالأمر على تهمها الملفّقة و تخريجاتها المفبركة !
و نحن على العكس و سيرا على خطى مقولة ماو تسى تونغ الموثّقة أعلاه ، نكرّر هنا الدعوة لنقد مقالاتنا و كتبنا و نتعهّد بالتفاعل المطلوب ماركسيّا مع النقد و النقد الذاتي و بروح شيوعية ثورية تستهدف البحث عن الحقيقة لتفسير العالم علميّا و المساهمة فى تغييره تغييرا ثوريّا ."
( إنتهى المقتطف )
و إذن لا يختلف حزب الكادحين عن تلك الفرق التي تكرّس إغتيال الفكر النقديّ كما لا يختلف عنها فى عدّة مسائل أخرى شرحناها في الكتاب الذى أفردنا لنقد خطّه الإيديولوجي السياسي .
هل نقد هذا الحزب و قيّم نقديّا التجربة الماويّة فى تونس و التى يزعم أنّه سليلها ؟ هل نقد و قيّم نقديّا الخطّ الإيديولوجي و السياسي للتجارب الماويّة عبر العالم ؟ هل يتحدّث حتّى ( فما بالك بأن يشارك في )عن صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة عالميّا ؟ هل له قراءة نقديّة لتاريخ الحركة الشيوعية و العربيّة و واقعها الراهن ؟ لا يملك لا هذا و لا ذاك !
هل نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة في صفوف الحركة الشيوعيّة المحلّية و العربيّة و العالميّة ؟ لا !
هل قدّم نقدا و نقدا ذاتيّا لسياساته و برامجه الإنتهازيّة ؟ لا !
إنّه لا ينقد تقريبا سوى سياسات النظام الحاكم نقدا إصلاحيّا ليس طبعا من موقع ثوريّ للإطاحة به و بدولته و إنشاء دولة جديدة . وهذا النقد الإصلاحيّ متاح لجميع " المعارضين " عموما و حتّى لأفراد من الأحزاب الحاكمة نفسها !
و حينما يرغب هذا الحزب في نقد هذا أو ذاك من الأشخاص يتخفّى ، مثلما هو الحال مع الشتائم الموجّهة لناظم الماوي ، وراء الإسم المستعار ، رفيق حاتم رفيق ، ليصدر مقالا أو مقالين ...
حيال نقد ناظم الماوي المبدئي و الجدّي و العلمي للخط الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين ، ما ألّف اللارفيق حاتم لارفيق المقالين إلاّ للنيل من ناظم و تشويهه و محاولة إغتيال النقد و النقد الذاتي . أمام الححج الدامغة و الأدلّة الساطعة ، لم يتورّع الكاتب باسم ذلك الحزب عن قلب الحقائق و الإتراء و لم يجد من فرج و لم يعثر على مخرج سوى الهرولة نحو مزيد تشويه الماركسية بخفّة إشارة و لطف عبارة و لكن هيهات أن ينطلي الأمر على العاقل الحصيف الفطن الذى يميّز بين اللباقة و اللياقة من ناحية و دسّ السمّ في الدسم من الناحية الأخرى !
هنا نعثر على لون من ألوان التعاطى الإنتهازي مع النقد و النقد الذاتي يخوّل لهذا الحزب المتمركس المخاتل التمادى في تشويه الماركسيّة و تكريس ّخطّه التحريفي الإصلاحي خدمة لأغراض شخصيّة أو فئويّة لا غير .
6 - نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة أم الدفاع عنهما ؟
ما قضّ مضجع اللارفيق هذا هو أنّ ناظم الماوي : " لم يترك أى مجموعة سياسية تنتمى الى اليسار في ‏معناه الواسع تقريبا الا وكتب عنها " و " يكتب باسهال مقالات ‏سجالية يغلب عليها السب والشتيمة كما قلنا ضد الجميع ليس في تونس فحسب ‏بل خارجها أيضا فهو يوزع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا ". ما معنى هذا ؟
بكلمات أخرى ، يعبّر اللارفيق عن أنّه ما كان على ناظم أن يصنع ما صنع و أنّ ما أتاه حماقة بيّنة .
و بدءا ، لنقلب المجنّ و ننظر إلى المسألة من زاوية مقابلة تماما . من سلّط عليهم ناظم الماوي سياط النقد الماركسي ؟ أو بالأحرى ما هو فحوى الخطوط الإيديولوجيّة و السياسيّة التي أعمل فيها ناظم الماوي سلاح النقد الماركسي ، إنطلاقا من الفكر الشيوعي الأكثر تطوّرا اليوم ، شيوعيّة اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ؟
ما يوحّد الخطوط الإيديولوجيّة و السياسيّة التي نقدها ناظم الماوى في غالبيّة كتاباته هو التمركس أو الماركسيّة الزائفة . إذن ما إقترفه هو ذنب نقد الفرق والتيّارات المتمركسة ( و حزب الكادحين ضمنها ) إعلاءا لراية علم الشيوعيّة الحقيقيّة ، الثوريّة و ممارسة للماركسيّة و نبذا للتحريفيّة و الإصلاحيّة . فهو من ثمّة يكرّس عمليّا ما علّمنا إيّاه ماو تسى تونغ من ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة و من أنّ " السير ضد التيّار [ الخاطئ طبعا و هنا التيّار التحريفي و الإصلاحي ] مبدأ ماركسيّ " .
على هذه الذنوب يوبّخ ناظم الماوي من قبل اللارفيق ذاك ، ما يعنى بداهة أنّ هذا الكاتب بإسمه و باسم حزب الكادحين و " أصدقائه " ، قال ، في أفضل الأحوال يدعو إلى الكفّ عن هكذا صراع أو إلى التعايش السلمي مع التحريفيّة و الإصلاحيّة و يعدّان خوض الصراع المبدئي ضدّهما حماقة بيّنة . و عمليّا ، هما بصدد تكريس هذا الخطّ و جريدة هذا الحزب تشهد بذلك فهي لا تروّج للماركسيّة و علم الثورة البروليتاريّة العالميّة و إنّما تقدّم نصوصا نكاد نقول إنّ جلّها إن لم يكن كلّها لا طعم لها و لا لون سوى طعم و لون التحريفيّة و الإصلاحيّة و الديمقراطيّىة البرجوازيّة فمقالاتها و بياناتها إن محوت منها إسم فلان أو إمضاء الحزب لا تختلف تقريبا في شيء عن مقالات و بيانات فرق " يساريّة " متمركسة أخرى أو أحيانا أحزاب يمينيّة . و هي تزخر بالمواقف المشوّهة للماركسيّة و من ذلك بيان عن فيدال كاسترو يرفعه إلى السماء وهو لم يكن و ليس شيوعيّا نظريّا و ممارسة كما أثبتت ذلك التجربة الكوبيّة و دلّلت على ذلك دراسات الماويّين عبر العالم .
و يشحن اللارفيق القرّاء و يحاول تأليب " اليساريين " ضد ناظم الماوي و يخاطب فيهم الليبراليّة البرجوازيّة قائلا إنّه يعتقد " أن "عناية السماء " قد كلّفته بمهمّة تقويم معوجين ‏ومحرفين ومشوّهين ومنحطين وكذابين ومثاليين وميكانيكيين وميتافزيقيين الخ ‏‏.. متوهّما أن ما يقوله ستكون له فائدة في توضيح الرؤى " . و إن دلّ هذا الموقف من المتكلّم هنا باسم هذا الحزب المهزلة على شيء فهو يدلّ بلا أدنى ظلّ للشك على نداء منه لتجنّب النضال ضد التحريفيّة و الإصلاحيّة محلّيا و عالميّا و تجريم مقترفى ذلك ! في الظاهر يبدو أنّه لا موقف وهو في الحقيقة موقف يذود عن الأطروحات و الخطوط و المنظّمات و الأحزاب التحريفيّة وهو منها . و عن اللاموقف قال لينين " إنّه موقف يخدم في غالب الأحيان الرجعيّة " . ناظم يقتدى بلينين و المتمركسون و منهم اللارفيق و حزب الكادحين يناهضان اللينينيّة !
حسب كلمات اللارفيق أعلاه يسعى ناظم الماوي إلى " توضيح الرؤى " أي إلى مزيد الوضوح السياسي و الإيديولوجي وهو ضرورة راهنا لعدّة إعتبارات منها سيطرة التحريفيّة على الحركة الشيوعية العالمية و العربيّة و المحلّية و الهجوم الرجعي على الشيوعية الثوريّة و تاريخها و الحاجة إلى نشر سلاح علم الشيوعية الثوريّة ... و بإدانته مسعى ناظم هذا ، يعرب اللارفيق عن سعي حزبه إلى عكس ذلك أي إلى الغموض و تداخل الأمور كي يستطيع بثّ سمومه التحريفيّة و الإصلاحيّة و خدمة المصالح الشخصيّة و الفئويّة . و مرّة أخرى نلفيه يقتفى أثر التحريفيين المعروفين بسعيهم الدائم إلى طمس خطوط التمايز بين الشيوعية الثوريّة و الشيوعيّة الزائفة .
و نتوّجه مباشرة إلى اللارفيق الذى يعدّ كتب و مقالات ناظم الماوي " سجالا عقيما " و ندعوه أن يمضى إلى النهاية في منطقه المشوّه للينينيّة فيلعن لينين كما يلعن ناظم الذى يقتدى بلينين العظيم الذى قال بصريح العبارة و دون لفّ و دوران في مؤلّفه المنارة ، " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتّى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطّد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقّف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدّا."
و على سبيل المثال لا الحصر ، هذا الحزب الذى عنون جريدته " طريق الثورة "، لا يوضّح نوع الثورة المرجوّة و لا الطريق إليها و لا علاقتها بالطبقات و بالدولة الرجعيّة القائمة و بالأمميّة البروليتاريّة و هكذا . سياسته لا تختلف عن سياسة التحريفيين عامة ، هي بثّ الغموض ثمّ الغموض فالغموض و بثّ الرماد في العيون بإستخدام بعض الكلمات مثل الثورة و طريق الثورة و ما العمل ؟ إلخ فيكون الظاهر ثوري و الباطن إصلاحي و يلبس قناعا ماركسيّا قد يغالط من لا يفقه الكثير من علم الشيوعيّة يسمح له بكشف الجوهر التحريفي و الإصلاحي . و عليه واهم جدّا من يتوقّع من التحريفيين الوضوح الإيديولوجي و السياسي و واهم جدّا من يتوقّع مجرّد التوقّع أنّهم سيقودون الجماهير على طريق الثورة الحقيقيّة و الغاية الأسمى للدولة الجديدة التي تنشئها هي الشيوعية على الصعيد العالمي . ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه !
وبصدد الأممية البروليتاريّة التي يطعنها حزب الكادحين قولا وعملا في الظهر كما رأينا للتوّ، قال لينين فى" ما العمل ؟ ":
" الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] هي حركة أممية فى جوهرها . و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . و لبلوغ ذلك لا يكفي مجرد الإطلاع على هذه التجربة أومجرّد نسخ القرارات الأخيرة . إنّما يتطلّب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقّق منها بنفسه. و كلّ من يستطيع أن يتصوّر مبلغ إتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة ، يفهم مبلغ ما يتطلّبه القيام بهذه المهمّة من إحتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية ( الثورية أيضا ). "

و نخطو خطوة أخرى ، فنستدعى القرّاء إلى تصوّر ردّ فعل لينين مثلا و غيره كثير من الشيوعيين الحقيقيين ، الشيوعيين الثوريّين ، لا المتمركسين ، ( و لسنا هنا بصدد مقارنة أنفسنا بلينين العظيم كما قد يصيّر المفلسون توظيفنا لهذا المثال ) إزاء سحب رؤية حزب الكادحين على جدالاته صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة و مؤلّفاته و من تلك المتّصلة مثلا بإفلاس الأممية الثانية و بالمرتدّ كاوتسكى ... ؛ تصوّروا أن يُسمعه حزب الكادحين الإسطوانة المشروخة التحريفيّة و القوميّة الضيّقة المناهضة بجلاء للأمميّة البروليتاريّة أي أنّ لينين يعتقد " أن "عناية السماء " قد كلّفته بمهمّة تقويم معوجين ‏ومحرفين ومشوّهين ومنحطين وكذابين ومثاليين وميكانيكيين وميتافزيقيين الخ ‏‏.. متوهّما أن ما يقوله ستكون له فائدة في توضيح الرؤى "؛ و تصوّروا ردّ فعله على هكذا ترّهات معادية بوضوح للماركسيّة !
و يتجلّى مجدّدا أنّ ناظم يمارس الماركسيّة و مبادئها و يكرّس الأمميّة البروليتاريّة ( هنا في جانب من جوانبها ) و أنّ اللارفيق يمارس التحريفيّة بما هي فكر برجوازي و القوميّة الضيّقة المعاديتين للماركسيّة .
اللارفيق هذا لم يعاتب حتّى محرّفي الشيوعيّة ( لأنّه واحد منهم ) و لم يعزّر حتّى مشوّهي الماويّة ( لأنّه واحد منهم ) . و ما هي نتيجة نعت ناظم الماوي بالأحمق حينما يتّصل الأمر بنقد ناظم للتيّارات و الفرق الوطنيّة الديمقراطيّة ؟ النتيجة المنطقيّة هي تبرئتهم من التحريفيّة و الإصلاحيّة اللتين كشفهما مناصر الخلاصة الجديدة للشيوعيّة . و النتيجة المنطقيّة لنعت ناظم الماوي بالأحمق هي أنّ ما خطّه دفاعا عن الماويّة في وجه تشويهها على يد الكثيرين و منهم على سبيل المثال فؤاد النمرى و عبد اللّه خليفة ، في كتاب " لا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعيّة الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير ! " ، مجرّد حماقة أو سلسلة حماقات أيضا.
و بخصوص زعم اللارفيق هذا أنّ ناظم " يكتب باسهال مقالات ‏سجالية يغلب عليها السب والشتيمة كما قلنا ضد الجميع ليس في تونس فحسب ‏بل خارجها أيضا فهو يوزع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا " ، فالواقع يكذّب مباشرة هذا الزعم فما كتب ناظم ، إلى الآن ، عن " الجميع " أي جميع الفرق " اليساريّة " في تونس و في البلدان العربيّة فما بالك ببقيّة العالم ذلك أنّ مقالاته و كتبه شملت كثيرا من المجموعات في تونس و عددا من المفكّرين عربيّا و منظّر ماوي هندي عالمي هو " آجيث " و بعض الشخصيّات أو الأحزاب عبر العالم لا غير . و إذن ما يزعمه اللارفيق محض إفتراء ( و إنعكاس لرؤية مثاليّة ذاتيّة في هذه الحالة مشوّهة للواقع بغايات براغماتيّة / نفعيّة ) غرضه منه تأليب القرّاء على ناظم عارضا إيّاه و كأنّه يوجّه الضربات في كلّ الإتجاهات كالمعتوه ، " ضد الجميع "! و " جميع " اللارفيق فضحنا جوهره آنفا .
و يضاهى هذا التوظيف الإنتهازي ل " الجميع " ، لغة خشبيّة إنتهازيّة شائعة هذه الأيّام يتغنّى بها أعداء النقد و النقد الذاتي و مشوّهى آراء الأقلية و نقصد " التغريد خارج السرب " التي يقذف بها الإنتهازيّون المواقف المبدئيّة و الثوريّة دون نقاش طبعا مضمون التغريد . و كيما لا نطيل في التفصيل ، حسبنا هنا ان نؤكّد أنّ ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ و بوب أفاكيان مهندس الخلاصة الجديدة للشيوعيّة غرّدوا خارج السرب المثالى و الميتافيزيقي و المادي الميكانيكي و الإشتراكي الطوباوي و الديمقراطي البرجوازي و التحريفي و الإصلاحي ... و من يشكّ في هذا لم يفقه شيئا من تاريخ الشيوعيّة .
و أيضا بصدد " الجميع " هذه ، دعونا نطّلع معا على ما جاء في مقال هام للينين ، هو " مهمّات البروليتاريا في ثورتنا " حيث في الفقرة الخاصة ب" الحالة في الأممية الإشتراكية " ، أشاد بالموقف الأممي الثوري الحقيقي لكارل ليبكنخت و صديقه أوت روله إبّان الحرب العالميّة الأولى ، المناهض للأمميّة الثانية المفلسة و تذيّلها إلى البرجوازيّة الإمبريالية ، " فقد دعا كارل ليبكنخت العمّال و الجنود الألمان إلى توجيه أسلحتهم ضد حكومتهم . و قد فعل ذلك جهارا ، من على منبر البرلمان (الرايخستاغ ) ..." و بذلك سار ليبكنخت و أوتو ضد جميع أو بقيّة النوّاب. " لقد شقّ كارل ليبكنخت و صديقه أوتو عصا الطاعة وحدهما من أصل مائة و عشرة نواب ، و حطّما " الوحدة " مع " الوسط " و الشوفينيين ، سارا ضد الجميع " . و تأكيد لينين هنا على سيرهما ضد الجميع صحيح يعكس واقعا ماديّا ملموسا و موضوعيّا. و أثنى لينين على ذلك الموقف و أبرز حقيقة و مبدأ " ليس العدد هو الأمر المهمّ ، بل التعبير الصحيح عن أفكار و سياسة البروليتاريا الثوريّة حقّا ". ( لينين ، " المختارات في 10 مجلّدات " ، المجلّد 6 ، دار التقدّم ، موسكو ، ص 392 و 393 و 398) و إستنادا إلى مثل هذا الموقف اللينيني الشيوعي الثوري ، بمستطاعنا أن نقول إنّ ناظم يستلهم المواقف الصائبة من لينين و تعاليمه فيسير ضد التيّار التحريفي و الإصلاحي و يكسر " الوحدة " معه وهو ينشد " التعبير الصحيح عن أفكار و سياسة البروليتاريا الثوريّة حقّا " بغضّ النظر عن العدد في حين يهادن حزب الكادحين المناهض للينينيّة التحريفيّة و الإصلاحيّة و يدافع عن " الوحدة " معهما .
و علاوة على ذلك ، يعدّ المتمركس ما يقوم به ناظم الماوي من دفاع مستميت عن التراث البروليتاري الشيوعي العالمي و عن علم الشيوعيّة و رموزه العالميين الأبرز و من نشر لعلم الشيوعية مستشهدا بأمّهات أعمال ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ و تطويرات بوب أفاكيان و إخراج و ترويج للمواقف الثوريّة لمعلّمى البروليتاريا العالميّة ... عيشا " على ذكريات من زمن ولى وانقضى لذلك تجده يكرر مفاهيم ‏وافكار منفصلة عن سياق الوقائع الحية التى تجري حوله دون أن يراها .‏" و بهذا نلفيه من ناحية متلبّسا بتبنّى " موت الشيوعيّة " و بإستهتاره بعلم الشيوعيّة و أبرز ممثّليه الذين يضعهم في خانة " زمن ولّى " ( دون أيّ شرح و تحليل لماذا يصدر هكذا حكم ) و من ناحية ثانية ، يطمس حقيقة لينينيّة عميقة و شاملة هي أنّه لا حركة ثوريّة دون نظريّة ثوريّة و من ناحية ثالثة ، يتعامى على حقيقة بيّنة جليّة لا تخطئها عين و لا تخلّفها أذن هي أنّ ناظم الماوي من أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية أي شيوعية اليوم ، الشيوعيّة الجديدة ؛ و من ناحية رابعة ، يحجب حقيقة أنّ ناظم يطبّق علم الشيوعيّة من أجل أن ينير هذا العلم طريق القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة . و ناظم صاحب كتاب " ضد التحريفيّة و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماويّة تطويرا ثوريّا " يقذف بتهمة العيش " على ذكريات الماضي " في حين أنّ حزب الكادحين و أمثاله النكوصيين يعودون إلى الديمقراطيّة البرجوازيّة للقرن 18 بدلا من البناء على الجوانب الرئيسيّة الصحيحة للتجارب البروليتاريّة التاريخيّة كما تفعل الخلاصة الجديدة للشيوعيّة و يسّمون ذلك فهما لواقع القرن الواحد و العشرين !!!
و هكذا يدافع حزب الكادحين التحريفي و الإصلاحي و مشوّه الماركسيّة و اللينينيّة و الماويّة و أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم أو الشيوعية الجديدة عن التحريفيّة و الإصلاحيّة و يسعى إلى التعايش معهما سلميّا و إلى إهالة التراب على النقد الموجّه لهما و الصراع المخاض ضدّهما مروّجا كآلان باديو للديمقراطيّة البرجوازيّة للقرن 18 على أنّها شيوعيّة و بالمناسبة ندعوه إلى أن يوضّح بلا مراوغة و على الملأ تقييمه لأطروحات باديو و ما يتبّناه منها و ما يلفظه و لماذا . و في المقابل ما ينجزه ناظم الماوي من مؤلّفات للتصدّى للتحريفيّة و الدغمائية و تطبيق علم الشيوعية و قمّته ، شيوعيّة اليوم ، الشيوعيّة الجديدة ، الخلاصة الجديدة للشيوعيّة لفهم العالم و تغييره ، على الجبهتين الإيديولوجية و السياسيّة ، هو عين الواجب الشيوعي الثوري و لسان حاله يصدح بكلمات شاعريّة من أغنية لمرسال خليفة " وليكن لا بدّ لى أن أعرّي شجر الزيتون من كلّ الأغصان الزائفة ! " .
بكلمات ماو تسى تونغ ، تكون سياسة حزب الكادحين هذه نقيضا لممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة و بكلماتنا ، هي نبذ للماركسيّة و ممارسة للتحريفيّة بشكل صارخ .

7 ـ النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟
يتمّ التهجّم على ناظم الماويّ على أنّه أحمق في النظريّة و جبان في الممارسة العمليّة . و قبل كلّ شيء يثير هذا التهجنّى سؤالا إنكاريّا بحجم جبال الهيمالايا ؟
إن كان أحمقا نظريّا لماذا ، منطقيّا ، لا يكون أحمقا عمليّا ؟ و الحال أنّ هذه من تلك غالبا و عادة ما تسمع من الماركسيين قول إنّ النظريّة الثوريّة تؤدّى إلى الممارسة الثوريّة و تنيرها ، عموما ، بما يساهم في تقليص إمكانيّة الوقوع في أخطاء لأسباب متنوّعة ، كما تؤدّى النظريّة التحريفيّة و الإصلاحيّة إلى ممارسة تحريفيّة و إصلاحية . و يتفرّع عن ذلك المنطق الأخرق لذلك الحزب سؤال يبرز عند النظر إلى المسألة من زاوية مغايرة : أيعنى هذا أنّ ناظم الماويّ شجاع وجريئ نظريّا ، على " حماقته " ؟ أيكون هذا إطراءا تسلّل من غربال كاتب المقالين إيّاهما أم هو إقرار غير مباشر بحقيقة ؟!!!
و ممّا تقدّم نستشفّ فصلا مثاليّا ميتافيزيقيّا لدى اللارفيق هذا بين النظريّة والممارسة العمليّة . و لا تفوتنا الإشارة إلى العلاقة الجدليّة بين النظريّة و الممارسة العمليّة و تحوّل كلّ منهما الواحدة إلى الأخرى كما يرشدنا إلى ذلك قانون التناقض / وحدة الأضداد و كما يحدث فى الواقع المادي الموضوعي و قد شرح هذا ماو تسى تونغ شرحا مستفيضا في " في الممارسة العمليّة " و في " في التناقض " . و إلى ذلك نضيف توضيحات أساسيّة غالبا ما يتجاهلها المتمركسون . ما هي الممارسة العمليّة ؟ لقد ذكرنا للتوّ ما صاغه ماو تسى تونغ بإقتدار في هذا المضمار منذ ثلاثينات القرن الماضي ، و تاليا بات معروفا في الصين الماويّة و لدى الماويين عالميّا أنّ هذه الممارسة العمليّة تتجسد في أشياء ثلاثة هي الصراع من أجل الإنتاج والصراع الطبقي و التجريب العلميّ .
ولنأخذ الصراع الطبقي في علاقة بالنظريّة و نلتفت إلى لينين العظيم في مؤلّفه المنارة " ما العمل ؟ " ، وهو مؤلّف ما إنفكّ يدوسه دوسا بالأقدام المتمركسون ومنهم حزب الكادحين . لقد عيّن لينين ، في الفقرة المخصّصة لإنجلز و النضال النظري ، أنّ الصراع الطبقي يجرى على جبهات ثلاث هي الجبهة الإقتصاديّة و الجبهة السياسيّة و الجبهة النظريّة و حسب ظروف الصراع الطبقي الماديّة الملموسة قد يتبوّأ الصراع النظري المصاف الأوّل في الأهمّية . جاء على لسان لينين فى فقرة " إنجلس و النضال النظري " :
" إنّ إنجلس لا يعترف بشكلين إثنين فى نضال الإشتراكية –الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] العظيم ( سياسي و إقتصادي ) – كما جرت العادة عندنا - بل يعترف بثلاثة أشكال واضعا فى مصاف الشكلين المذكورين النضال النظري... [ الكلام الآن لأنجلس ] " النضال بصورة منتظمة فى جميع إتجاهاته الثلاثة المنسجمة و المترابطة : الإتجاه النظري و الإتجاه السياسي و الإتجاه الإقتصادي العملي ( مقاومة الرأسماليين). "

و حزب الكادحين مثله مثل التحريفيين و الإصلاحيين الآخرين يمحو تقريبا كلّيا الصراع النظري و يغيّبه عمدا عامدا و يدين من يتولّى خوضه ، ليحلّ محلّه المقولات الإيديولوجيّة التحريفيّة و الإصلاحيّة و ويل كلّ الويل لمن يصدح بنقد لهذا التوجه الذى يمضى أيضا ضد ما نبّه إلى خطره ستالين من عدم الاهتمام بالنظريّة :
" إنّ ميل المناضلين العمليّين إلى عدم الإهتمام بالنظرية يخالف بصورة مطلقة روح اللينينيّة و يحمل أخطارا عظيمة على النظريّة . إنّ النظريّة تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى إذا لم تنر النظريّة الثوريّة طريقه . إلاّ أنّ النظريّة يمكن أن تصبح قوّة عظيمة لحركة العمّال إذا هي تكوّنت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملي الثوري ، فهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة وقوّة التوجّه و إدراك الصلة الداخليّة للحوادث الجارية ؛ وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملي على أن يفهم ليس فقط فى أي إتّجاه و كيف تتحرّك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أيّ إتّجاه وكيف ينبغى أن تتحرّك فى المستقبل القريب . إنّ لينين نفسه قال و كرّر مرّات عديدة هذه الفكرة المعروفة القائلة :
" بدون نظرية ثورية ، لا حركة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ " ، المجلّد الرابع ، صفحة 380 ، الطبعة الروسية ) "
( ستالين ، " أسس اللينينية - حول مسائل اللينينية " ، صفحة 31 ، طبعة الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت )
هذه ظاهرة قد نتناولها بالبحث أكثر مستقبلا بشيء من التفصيل لكن ما يهمّنا الآن و هنا هو أنّ ما يقوم به ناظم الماوي من عمل على الجبهتين الإيديولوجيّة و السياسيّة يصنّف بداهة ضمن الصراع الطبقي ّ و ليس خارجه و بالطبع ليس حماقة بل مساهمة محوريّة في الظروف الراهنة التى تستدعى ضمن ما تستدعيه نشر الشيوعيّة الماويّة الثوريّة مجسّدة اليوم في الخلاصة الجديدة للشيوعيّة كسلاح إيديولوجي و سياسي لدحر التحريفيّة و الإصلاحيّة و تعبيد الطريق لبناء حركة شيوعيّة ثوريّة فعلا ، قولا و عملا . و حالئذ ناظم الماوي منغمس أيّما إنغماس في خوض الصراع الطبقي وهو يمارس ممارسة عمليّة ثوريّة لا ينكرها إلاّ المثالي الميتافيزيقي المستهين بالحقيقة الماديّة الموضوعيّة .
ناظم الماوي يمارس الماركسيّة و ينبذ التحريفيّة كما تعلّم من ماو تسى تونغ وهو بهذا يساهم في الإضطلاع بدور شرح و تطبيق و تطوير النظريّة الثورية التي تتطلّبها حركة الصراع الطبقي اليوم و الحركة الشيوعية التي تهيمن عليها التحريفيّة محلّيا و عالميّا . و مثلما قال لينين : لا حركة ثوريّة ونظريّة ثوريّة . و قد فهم ناظم الماوي هذا فهما جيّدا و كرّس جهوده للمساهمة في تلبية هذه الضرورة ، وهو واعي تمام الوعي أنّ الممارسة التحريفيّة والإصلاحيّة لن تفعل ، فى أفضل الأحوال ، كما دلّلت على ذلك ممارسة عقود على الصعيد العالمي وبوجه الخصوص الإنتفاضات فى بعض البلدان العربيّة في السنوات الأخيرة ، سوى تأبيد الوضع السائد ، لن تساهم في تغيير العالم تغييرا شيوعيّا ثوريّا ، لن تعبّد الطريق إلى العالم الشيوعي بل تقف سدّا في طريق النضال من أجله . وعلى حدّ ما وضّح لينين في مقاله عن الماركسية و التحريفيّة ، جوهر التحريفيّة هو الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء . و يريدون من ناظم الماوي أن يكون مثلهم و يكرّس الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء . لأنصار الخلاصة الجيدة للشيوعية ، الشيوعيّة الجديدة هدف أسمى هو بلوغ العالم الشيوعي و القيام بالثورة وتحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي وهم يربطون على الدوام و بإستمرار كلّ تنظيراتهم و ممارساتهم بهذا الهدف الأسمى، لا بالحركة من أجل الحركة و لا بمصلحة هذا الشخص أو هذه المجموعة .
و أكثر من ذلك ، هل تتّصف الممارسة العمليّة لناظم الماوي بالجبن ؟ إن كانت ممارسة الماركسيّة ، ممارسة النقد الماركسي للتحريفيّة و الإصلاحيّة و عدم مهادنتهما جبنا ، فناظم الماوي جبان بإمتياز و يفتخر بذلك ! و إن كانت ممارسة حزب الكادحين للتحريفيّة و الإصلاحيّة و مهادنته للتحريفيين و الإصلاحيين شجاعة ، فهنيئا له ( و لأصدقائه ، كيف لنا أن ننسى ذلك ؟! ) بشجاعته هذه !
و هكذا يشوّه حزب الكادحين الماركسيّة فى هذه المسألة أيضا ، مسألة النظريّة و الممارسة العمليّة و العلاقة الجدليّة بينهما.
8 ـ المنطق الشكليّ و المثاليّة الميتافيزيقيّة أم الماديّة الجدليّة ؟
فضلا عن المثاليّة الذاتيّة و إنكار الواقع الماديّ الموضوعي لكتابات ناظم الماوي كتبا ومقالات و قلب الوقائع رأسا على عقب تزويرا للحقائق ومغالطة للجماهير ، و عن الفصل الميكانيكي بين النظريّة و الممارسة العمليّة ... ، إليكم أوجه أخرى من الإخفاق المريع لحزب الكادحين في إستيعاب المنهج المادي الجدلي الماركسي .
أـ طبيعة الشيء أو الظاهرة أو السيرورة يحدّده الطرف الرئيسي للتناقض :
بحقد أعمى و قصد بثّ سمومه ، إنبرى اللارفيق ذاك ليعلن على الملأ أنّ ناظم الماوي أحمقا بما يعنى ماديّا جدليّا أنّه في جانبه أو مظهره الرئيسي أحمق . و نسارع إلى الشرح قائلين إنّ مفاد هذا أنّ جلّ إن لم تكن كلّ كتاباته كتبا و مقالات حمقاء شكلا و مضمونا . و هذا يجافى الحقيقة كما يمكن أن يلاحظ ذلك القرّاء المطّلعين حتّى على بعض ما حبّره ناظم . صحيح أّنّ مؤلّفات ناظم الماوي تنطوى هنا هناك على بعض الأخطاء اللغويّة و المطبعيّة أساسا مردّها إلى أسباب ليس هنا مجال الخوض فيها ( و بالمناسبة ينطوى كتابا فريد العليبي الذين نقدناهما على عشرات الأخطاء اللغويّة و غير اللغويّة التي لم نعرها إهتماما فى نقدنا لأنّ هذا وارد و متواتر حتّى في الجرائد السيّارة و التى تلتجئ مبدئيّا إلى مصححين لغويّين يسهرون على تصحيح الأخطاء فما بالك بأعمال تكتب أحيانا على جناح السرعة و لا تتمّ مراجعتها . و الشيء نفسه ينسحب على ما نشره فريد العليبي ذاك و رفيق حاتم رفيق على صفحات الحوار المتمدّن ) و على أخطاء معرفيّة قليلة جدّا و بسيطة من النوع المتّصل لوفاة آلان باديو الذى إعتذر عنه ناظم في فقرات سابقة من هذا المقال وهي مقارنة بما هو رئيسي و صحيح و سليم ثانويّة و ثانويّة جدّا ، إلاّ أنّ مضمون تلك الكتابات في جانبه الرئيسي صائب و يجسّد خطّا إيديولوجيّا و سياسيّا شيوعيّا ماويا ثوريّا و صحيحا . و بناءا على ما تقدّم لا مجال موضوعيّا أبدا لنعت تنظيرات ناظم الماوي بالحمقاء سوى من طرف رافعى راية " عنزة و لو طارت " من مطبّقي المنهج المثالي الميتافيزيقي .
لخّص ماو سى تونغ في " في التناقض " حقيقة عميقة و شاملة :
" إنّ طبيعة الشيء يقرّرها فى الدرجة الأولى الجانب الرئيسي للتناقض، الذى يحتلّ مركز السيطرة. "
و في تقديرنا ، و موضوعيّا ، المسيطر في أعمال ناظم صحيح و هناك حالة فقط يمكن فيها نعت ناظم الماوي بالأحمق في النظريّة هي أن تساوى الحماقة عند نقّاده جوهريّا تبنّي علم الشيوعيّة و تطبيقه !
ب ـ المعرفة النسبيّة و المعرفة المطلقة :
لقد جلب إنتباهنا حديث اللارفيق هذا عن أنّه " في مجال الممارسة العملية لا يعرف عن ناظم انه مارس اى عمل نضالي ‏خلال الانتفاضة التونسية التى يكتب عنها مقالات الان " . غريب عجيب أمر هذا الإنسان ! بداية يورد فعل عرف بصيغة مبنيّة للمجهول للتعميم و كأن كلّ فرد من أفراد المجتمع على علم بما يفعله الفرد الآخر و هذه إستحالة لا يسقط في أحابيلها إلاّ مثالي مؤمن بالمطلق و الإلاه العالم بكلّ الأسرار.
و ناظم الماوي كإسم مستعار ظهر منذ فيفري 2011 ، فكيف يُسأل عن أحداث سابقة لذلك التاريخ ؟ و يشبه المنطق الذى سمح لهذا اللارفيق طرح هكذا أسئلة منطق معمّر القذّافى الذى إشتهر بسؤال : " من أنتم ؟ و أين كنتم ؟ " في عمليّة إستهجان لخصومه وهو يعلم علم اليقين من هم و أين كانوا. و لنفترض جدلا أنّ ناظم الماوي وُلد يوم نشره أوّل مقال له على موقع الحوار المتمدّن فما على لماركسيين الحقيقيين إلاّ دراسة مضمون مقاله ذاك و تفحّصه و الإستفادة من ما هو صحيح و صائب و تثمينه و نقد ما هو موضوعيّا خاطئ و إستبعاده . هكذا يفترض من الماركسيّين الحقيقيّين التعاطى مع مقالات ماركسية و حتّى مقالات غير ماركسيّة تمسك بالقليل أو بالكثير من الحقائق . أمّا إثارة أسئلة من صنف أسئلة القذافى فلا طائل منها عدا مصادرة حقّ ناظم الماوي في التعبير عن رأيه فيكون هذا الأسلوب أقرب منه إلى الفاشيّة من التعامل الديمقراطي حتّى البرجوازي فما بالك بالبروليتاري .
كأنّ لسان حال هذا الحزب يقول صراحة لا تستمعوا لناظم الماوي و لا تقرأوا له إذ لم تعرف له مشاركة في الإنتفاضة و أصلا ليس له الحقّ في الكلام عن هذه الإنتفاضة . و لو مضينا إلى النهاية مع هذا المنطق الأخرق لطالبنا من هذا المتمركس بأن يرجم ماركس لأنّه تحدّث عن كمونة باريس و لم يكن حاضرا في باريس عند نشوئها و يرجم لينين لأنّه تحدّث أيضا عن تلك الكمونة و عن إنتفاضات و ثورات أخرى في أوروبا و لم يكن في تلك البلدان و لم يشارك في الأحداث التي أفرزت تلك الإنتفاضات و تلك الثورات و الشيء نفسه بشأن ماو تسى تونغ و عندها سيوقن بفضل ردّ أنصار هؤلاء أنّه ليس ماركسيّا أصلا . و لماذا لا يوجّه هذا الحزب رسالة مفتوحة إلى الصحفيّين و الكتّاب و منشّطي الندوات و البرامج الإذاعيّة و التلفزيّة و أصحاب المدوّنات و صفحات الأنترنت عبر العالم ليعلمهم بأنّ لا حقّ لهم في الكلام عن الإنتفاضة التونسيّة لعدم مشاركتهم فيها ؟ و ندعكم تتصوّرون الضحك و القهقرات التي ستطلق من كلّ ركن من أركان الكرة الأرضيّة !!! و زيادة على ذلك ، يحقّ لنا أن نشير إلى أنّ الأمين العام لهذا الحزب يلهث وراء وسائل الإعلام ليعبّر عن موقف أو يبدي رأيا و هل سأل قبل تدخّلاته هل للمنشّطين أو الساهرين على وسائل الإعلام هذه الحقّ في الكلام عن الإنتفاضة فعلى الأرجح أنّ غالبيّتهم لم يشاركوا في الإنتفاضة ؟ هنا كيل بمكيالين أو بصيغة أخرى هذه إنتهازيّة حقيقة هنا و ضلال هناك ! هذه من الحزب المتمركس ماكيافيليّة و ليست بتاتا ماركسية !
هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، كيف لشخص أن يجزم بأنّ شخصا آخر لم يشارك في حراك الصراع الطبقي الذى تكلّل بأحداث 14 جانفي 2011 ؟ فأشكال و أنواع و أساليب المشاركات عديدة و عديدة جدّا تكاد لا تحصى و لا تعدّ و على سبيل المثال لا الحصر من المشاركات العمل الإعلاميّ بشتّى الطرق و السبل لكسر الحصار الإعلامي الرسميّ ، و قد أنجزه مئات أو آلاف الناس ، علنا و سرّا ، على نطاق ضيّق أو نطاق واسع ؛ فهل أحصاهم " الأخ الأكبر " ( فى إحالة على رواية ثمّ شريط " 1980 " المعاديين للشيوعيّة ) واحدا واحدا و واحدة واحدة أو حصل على جرد فيهم ؟ و ممّن ؟ و المشاركون في الوقفات الإحتجاجيّة و التجمّعات و الإضرابات و التحرّكات في الشوارع ، على طول البلاد و عرضها، هل يملك قائمة مفصّلة فيهم ليعلن أنّ فلان أو علاّن لم يساهم فيها ؟ و فى الأخير هل كتب ناظم الماوي رواية عن ما فعله أيّام الجمر أو أخطره بذلك شخصيّا لينفي مشاركته مهما كانت في تلك الإنتفاضة ؟
ترويج حزب الكادحين لمعرفة " الأخ الأكبر " هذه المثاليّة المطلقة تتنافى و المعرفة المطلقة من منظور ماركسي بما هي حصيلة أو مجموع المعارف النسبيّة مثلما شرح ذلك لينين في " الماديّة و مذهب النقد التجريبيّ " و أبرز ماو تسى تونغ في " في الممارسة العمليّة " ، مؤكّدا أنّ " مجموع الحقائق النسبيّة التي لا حصر لها يشكّل الحقيقة المطلقة " ( " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، المجلّد الأوّل ، الصفحة 449) .
لقد نصّب هذا " الأخ الأكبر " نفسه إلاها يراقب الجميع و يسجّل عليهم حركاتهم و سكناتهم و يعلم كلّ صغيرة و كبيرة تخصّهم فيجزم ببلاهة لا يحسد عليها " طيلة حكم بن على لم يكتب ناظم مقالا واحدا لا في الحوار المتمدن ولا في ‏غيره من المواقع الالكترونية " . و " ظلّ على مدى حوالي ثلاثين عاما كاملة عاجزا عن تنظيم فرد ‏واحد " . وعندئذ للماركسيّين ، إزاء هذه التأكيدات الطفوليّة ، أن يصرخوا في وجهه : " أيّها المثالي الميتافيزيقي ، من سمّاك إلاها و للماركسيّة موقف جليّ من الآلهة ؟ من سمّاك ؟ من أعلاك فوق جراحنا ليراك " ؟ من ؟ ".
و للماويين خصوصا أن يرفعوا في وجهه مقولة ماو تسى تونغ :
" إنّ المثالية و الميتافيزيقا هي الشيء الوحيد فى العالم ، الذى لا يكلّف الإنسان أي جهد ، لأنّها تتيح له أن يتشدّق كما يشاء دون أن يستند إلى الواقع الموضوعي و دون أن يعرض أقواله لإختبارات الواقع . أمّا المادية و الديالكتيك فهي تكلّف الإنسان جهدا ، إذ أنّها تحتّم عليه أن يستند إلى الواقع الموضوعي و أن يختبر أمامه ، فإذا لم يبذل جهدا إنزلق إلى طريق المثالية و الميتافيزيقا."
( ملاحظة على " المعلومات الخاصة بطغمة خوفنغ المعادية للثورة "( مايو- أيار – 1955) )
لقد عمد هذا المسمّى رفيق ، وهو لارفيق ، إلى مثل هذه المحاججة الإنتهازيّة قصد الإستخفاف بناظم الماوي و التفاخر أو نفخ الصدر كالضفدعة التي أرادت أن تغدو بحجم الثور فإنفجرت في حكاية من الحكايات المعروفة التي تروى للأطفال وهي من وحي حكايات لافونتان الفرنسي .
ما فعله أو لم يفعله ناظم الماوي قبل نشر مقالات بهذا الإسم المستعار أشياء لا أهمّية لها في جدالنا هذا و لا يرغب ناظم الماوي في إدّعاء اجتراح البطولات و في التدثّر بالتاريخ لستر العورات أو في المتاجرة بالتاريخ . بتواضع الشيوعيين الذين يضعون أنفسهم في خدمة الشعب كما أوصاهم ماو تسى تونغ ، يضع كتبه و مقالاته أمام القرّاء و في متناولهم مجانا و عليها ينبغي أن يتركّز النقاش الجدّي و العلمي ، في هذا المجال على الأقلّ . أمّا المراوغة و التطاوس فمصير مرتكبها كمتلاعب بقنبلة موقوتة قد تنفجر في وجهه في أي وقت !
إلى كلّ هذه الخزعبلات الصبيانيّة و غيرها يوصل المنطق الشكلي المثالي الميتافيزيقي لللارفيق حاتم لارفيق و حزبه و أمينه العام و أصدقائه !
9- " مزاعم إحتقار النساء " أم حقيقة خطّ إيديولوجي و سياسي ؟
بعد التوقّف مطوّلا نسبيّا عند مضامين المقال الأوّل لرفيق حاتم رفيق لكونه الأهمّ و المكثّف لغاية المقالين و لبّ كاتبهما و أبرز ميزات منهجه و مقاربته ، نتوجّه إلى المقال الثاني و ننطلق مع بعض الملاحظات قبل الإنكباب على معالجة بيت القصيد فيه .
بادئ ذي بدء ، نودّ أن نسجّل أنّ صاحب المقالين إيّاهما يخلط خلطا فظيعا عمدا بين نوعين من الكتابة و لم نرغب في إثارة هذه النقطة إلاّ بعد ما تأكّد لنا أنّها متكرّرة عمدا في المقالين . و نسرع إلى الشرح . يتمسّك اللارفيق بنعت كتاب ناظم الماوي بأنّه ردّ على كتابي الأمين العام لحزب الكادحين و على بعض مقالات جريدة ذلك الحزب غير أنّ ما قام به ناظم ليس ردّا بل نقدا و البون شاسع . نقد ناظم الماوي أهمّ محتويات الكتابين و بعض مضامين مقالات " طريق الثورة " مبيّنا بالدليل القاطع و البرهان الساطع أنّ الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب يشوّه الماركسيّة . لم ينقد حزب الكادحين ناظم الماوي و الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى يدافع عنه ليكون كتاب ناظم " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " ردّا عليه . كتاب ناظم نقد و ليس ردّا ( ردّ بمعنى نقد النقد و دفاع في مواجهة هجوم ) . و الآن ، مقالا اللارفيق هما ردّ على كتاب ناظم . و ما نضع بين أيدكم في الوقت الحاضر ، هذا البحث ، هو ردّنا على ردّهم أو نقد نقّادنا .
و هكذا يوهم المفترى على ناظم الماوي القرّاء بأنّ الكتاب الذى وضعه ناظم ردّ . و لسائل أن يسأل ما هي الخدعة الكامنة وراء ذلك ؟ يستهدف اللارفيق إخراج مؤلّف ناظم من مجال النقد كحقّ و من مجال ممارسة النقد و النقد الذاتي كواجب شيوعي ليسهل عليه تحويله إلى هجوم مجاني يقوم به " أحمق " " ضد الجميع " !
و نستمرّ لنعلّق بإقتضاب على بقيّة عنوان المقال الثاني ، أي ، " العليبي يحتقر نصف السماء ! " . مفاد جملة التعجّب هذه إستهجان تهمة كأنّ الأمر غريب عجيب و لا يمكن أن يصدّق . و لن نعلّق هنا بأكثر من قول أوّلا ، إسألوا من عرف عن كثب و خبر هذا الأمين العام و سلوكه لتحصلوا على ما يسفّه حيلة التعجّب ؛ و ثانيا ، و الأهمّ بالنسبة لنا هو أنّنا ناقشنا و نناقش مضامين كتب و مقالات منشورة ، علنيّة و رسميّة و لا هدف لنا سوى نقد الخطّ الإيديولوجي و السياسي لتوضيح خطوط التمايز بين ممارسة الماركسيّة من ناحية و التحريفيّة و الإصلاحيّة من الناحية الأخرى . و الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب كما أجلينا في الكتاب الذى أفردناه له يثبت بما لا يدع أدنى ظلّ للشكّ أنّ هذا الحزب و أمينه العام ، أقلّ ما يقال ، يشوّهان الماركسيّة و لا يدافعان عن النظرة الشيوعيّة الثوريّة لقضيّة النساء ، نصف السماء !
و تخصّ ملاحظتنا الثالثة تمادى اللارفيق في الشتيمة التي نهانا عنها لينين كما مرّ بنا . و بصفة ساخرة نوعا ما ، ندعوكم إلى التمتّع معنا ببعض هذه الشتائم المتمحورة حول الحماقة و المبثوثة هنا و هناك أو ضمن سلسلة في جملة واحدة في المقال الثاني وهي تزيد من فضح مدى تشويه كاتبها و حزبه و من لفّ لفّه من الطبول التحريفيّة الجوفاء للماركسيّة :
" - يمارس ... الإفتراء دون ذكاء ،
- ... وقفنا على المزيد من حماقاته ،
- صوّرها له غباؤه ،
- هكذا تفعل الحماقة بصاحبها ،
- الإستنتاجات الغبيّة ،
- حدثت الحماقة ناظم ،
- الحماقة حالت دونه و دون إدراك ...
- بؤس الإفتراء الذى يقترفه صاحب الردّ ،
- في بلد تنطلق فيه ألسن الأغبياء والحمقى و الإنتهازيين و المرتزقة الآن فقط لتزعم الثوريّة و تمارس المزايدة الخسيسة،
- يفصح عن وجهه بإعتباره من جنس الغباء الذى يرافق الحمقى و المغفّلين في أقوالهم و أفعالهم ."
هذا غيض من فيض جادت به قريحة حزب الكادحين المشوّه للماركسيّة في المقال الثاني و حسب . و نلمس هنا كيف يحل ّ هذا الحزب الشتيمة و القذف محلّ الأخلاق الشيوعيّة و المنهج العلمي في السجال الإيديولوجي و السياسي في مسعى خبيث لتمريغ وجه ناظم في الوحل آملا أن يمرّ الأمر بسلام إلاّ أنّه وهو يقذف بما تطفح به أحشاؤه التي نخرتها التحريفيّة يميط اللثام عن جوانب أخرى من خطّه الإيديولوجي و السياسي التي لا علاقة له بالماركسيّة سوى كونه نقيضها وهو لا يخدم كشف الحقيقة بل مصلحة فرديّة و فئويّة تمضى ضد المصالح الجوهريّة للبروليتاريا العالميّة و تحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي فهذا التحرير يحتاج إلى الحقيقة و العلم ، علم الشيوعيّة ، لا إلى هذيان حزب الكادحين المصاب بضربة شمس تحريفيّة أفقدته توازنه .
و نترك للقرّاء الحكم على هذا الحزب : هل هو حزب الكادحين أم حزب المخاتلين ؟
أ‌- جوانب من منهج المخاتلين ؟

و ممّا يسترعى الإنتباه عند مطالعة المقال الثاني للمتهجّم على ناظم الماوي إعتماده على المختلة و الإحتيال و إليكم نماذج من ذلك :

1- تلاعب بمعنى عبارة " أولاد الحفيانة " :

للوهلة الأولى ، شدّ نظرنا أنّ المقال الثاني برمّته يدافع عن نصّ كتبه الأمين العام للحزب " إبّان إنتفاضة 17 ديسمبر " ( قال اللارفيق في توصيف يتغيّر من نصّ لآخر من نصوص حزب الكادحين كما أوضحنا في كتابنا عن ذلك الحزب ) و يسهر على ذكر الكتاب الذى ورد فيه النصّ و يحدّد أكثر من ذلك الفصل بالذات في مجهود لم يبذله عند ذكر جمل و عبارات ينسبها لناظم الماوي [ في إنسجام تام مع ما أنف من تحليلنا لإنكاره الوجود الموضوعي لكتاب ناظم !!! ] ، إلاّ أنّه لا يطلع القارئ على العنوان الحقيقي لذلك النص موضوع النقاش ( وهو على وجه الضبط " سيدي بوزيد التونسية : أبناء حافية القدمين " ) حتّى يتسنّى له إحضار أو تغييب المعانى و الدلالات و تأويلها كما يعنّ له إمعانا في تضليل القرّاء و تطبيقا لفنّ المخاتلة الذى يتقنه هذا الحزب .

و عقب لفّ و دوران يمرّ المنافح عن نصّ العليبي من الدفاع إلى الهجوم فيتّهم ناظم بأنّه " لم يدرك ... كنه عبارة " حافية القدمين و لا مغزاها " و يسترسل في المغالطة ليبلغ هذيانه قمّته مع تصريحه الأسخف من السخيف بأنّ " حافية القدمين " " تفيد ( إستعدّوا و أربطوا أحزمتكم كي لا تطير عقولكم ! ) الكفاحيّة و العزّة و الكبرياء " . أكاد أسمع ردّ فعل القرّاء : " و يقول عن ناظم أحمق ! " . إنّه يقلب الحقيقة رأسا على عقب و يحوّل الشتيمة إلى مديح في شطحة من شطحات إنسان حرارته إرتفعت إلى درجة أفقدته إدراكه بالواقع المادي الملموس .

و لعلّ من القرّاء من سيقترح على هذا الحزب أن ينسجم مع نفسه فيغيّر إسمه إلى " حزب أولاد الحفيانة " ( أبناء حافية القدمين = أولاد الحفيانة باللهجة الدارجة الشائعة الإستعمال شعبيّا ) لتفهم جيّدا الجماهير الواسعة أنّه رمز " الكفاحية و العزّة و الكبرياء " ! و لعلكم تساءلتم مثلنا ، ماذا سيكون ردّ أبناء و بنات و نساء و رجال سيدى بوزيد ، لو وقف فيهم الأمين العام لذلك الحزب خطيبا و إستهلّ خطبته العصماء ب " يا أولاد الحفيانة " ؟ و نترككم لحظة تتصوّروا ثناء الجماهير الذى سيقابل به !!!

2- إنكار صلة عنوان مقال و مضامينه بمسألة المرأة :

يورد نصّ الأمين العام لذلك الحزب عبارة " أولاد الحفيانة " في عنوان مقاله و في ثناياه و يأتي اللارفيق ليقسم بالأيمان الغليظة بأنّ " نصّ العليبي لا علاقة له بمسألة المرأة " ! بعبارات نستعيرها من أبى العلاء المعرّي " هذا معناه ليست لنا عقول " !

ما يفعله اللارفيق يساوى ، على سبيل المثال ، قول إنّ هذا الشريط السينمائي يتحدّث عن الحرب و إذن لا علاقة له بمسألة المرأة رغم مشاركة النساء في الحرب و تأثيرات الحرب عليهنّ . مهما كان الموضوع الرئيسي و الأساسي المتطرّق له ، لا يمكن موضوعيّا إنكار وجود مواضيع ثانويّة أو تفرّعات و علاقات له بمواضيع أخرى ، وحده من لا يفقه شيئا من الماديّة الجدليّة ، يتمسّك بالفصل المثالي الميتافيزيقي و في موضوع الحال و الموضوع الرئيسي هو الإحتجاجات الشعبيّة ، من غير الممكن إنكار علاقته بقضيّة النساء خاصة و أنّ الأمر يتعلّق ب" أولاد الحفيانة " بداية من العنوان و في ثنايا النصّ . اللارفيق و حزبه يتحدّث عن " أولاد الحفيانة " فيعلى الأولاد و يسقط " الحفيانة " و يتحدّث عن السماء / الجماهير و يسقط " نصف السماء " / النساء !

همّ اللارفيق هو تبرئة الأمين العام لحزبه من تهمة ثابتة و ذلك بأيّة وسيلة حتّى و إن إستدعى الأمر التنكّر للواقع المادي الموضوعي ليس المحلّي فقط بل العالمي أيضا حيث سوّى بين عبارة " أولاد الحفيانة " و بين التجربة الرائدة في الصين الماويّة ، تجربة الأطبّاء حفاة الأقدام و تاليا وظّف هذا التضليل ليؤسّس حكما يضرب عرض الحائط بأبسط قواعد المنطق العلمي السليم مستنتجا "... هؤلاء الأطبّاء ألحقت بهم الصين الماويّة الإحتقار و الإزدراء تماما كما فعل العليبي حسب زعمه ألم تصفهم بحفاة الأقدام ؟!!" . حقّا يا لارفيق إن لم تستح فإفعل ما شئت !

مثلما أعرب عن ذلك ماركس و إنجلز في " بيان الحزب الشيوعي " ، الأفكار السائدة في كلّ مجتمع هي أفكار الطبقة أو الطبقات السائدة و العليبي يكرّر دون نقد كالببّغاء عبارات و أفكار سائدة شوفينيّة ذكوريّة تتخلّل الخطاب الإيديولوجي والسياسي والاجتماعي والثقافي لأنّه و حزبه لم يقطعا مع السائد و لم يغيّرا ، و لم يسعيا إلى تغيير ، نظرتهما إلى العالم . و تظلّ لدى كلّ من لم يجر قطيعة جذريّة مع الأفكار السائدة و لم تتحوّل نظرته إلى نظرة شيوعيّة إلى العالم ، شطحات يمنة و يسرة و قد تطفو إلى السطح الشوفينيّة الذكوريّة في الحديث عن أي موضوع و لو كان كرة القدم أو سواها فما بالك بموضوع الإحتجاجات و الإنتفاضات و الثورات . و معلوم هو رأي ماركس و لينين بصدد المرأة في علاقة بهذه الأحداث التاريخيّة و لا نظنّنا هنا في حاجة إلى إيراد إستشهادات بهما في هذا الغرض .

3- تعظيم الذات و تقزيم الخصم :

متوغّلا في المغالطة تلو المغالطة ، و في محاولة لحرف إنتباه القراء عن جوهر موضوع النقاش ، طفق الكاتب باسم حزب الكادحين و أصدقائه ، قال ، يتطاوس راويا أحداثا بمدينة المكناسي و كيف أنّ الأمين العام دعا إلى اجتماع و ترأّسه يوم 24 ديسمبر 2010 و أنّ الاجتماع تحوّل إلى إشتباكات سقط في غمارها أوّل شهداء الإنتفاضة ... ليخرج العليبي بطلا و فارسا لا يشقّ له غبار من جهة و ليثير سؤالا قصد منه إحراج ناظم و تقزيمه : " في ذلك الوقت ... ترى ماذا كان ناظم " الماوي " يفعل ، هل خرج في مظاهرة مثلا ؟ هل دبّج بيانا أو كتب مقالا ؟ " .

لا ريب في أنّكم لاحظتم معنا أنّ اللارفيق بوضعه " الماوي " بين ظفرين ، يعمل على نزع هذه الصفة عن ناظم مع أنّه لم يعلمنا من هو الماوي إذن ؟ و في ما مرّ بنا فقرات تردّ على ترّهات هذا اللارفيق و حزبه الشبيهة بترّهات معمّر القذّافي كما حلّلنا بيد أنّنا مضطرّون إضطرارا إلى إضافة التالى ذكره :

أتعنى مشاركة رجل أو امرأة في اجتماع أو ترؤّس هذا الاجتماع المسك بالحقيقة و أنكى من ذلك التحوّل إلى معصوم أو معصومة من الخطأ لا يمكن نقده أو نقدها ! إن كانت المشاركة أو الترؤّس صكّا نضال و بطولة و علامة على المسك بالحقيقة ، فليقم هذا الحزب بإحصاء عدد دعوات المناضلين و المناضلات عبر البلاد قاطبة لإجتماعات و ترؤّسهم لها و بعدها ليخبرنا بمرتبة العليبي في النضاليّة و البطولة إلخ ( علما و أنّ هذه المعايير و المقاييس ليست من الماركسيّة أصلا ) . و يعمل اللارفيق هذا على جعل العليبي المناضل الأكبر أو " مجاهدا أكبر " ( في إحالة على وصف إلتصق بالحبيب بورقيبة الذى كان رئيسا لدولة الإستعمار الجديد في تونس و كان بالفعل ، تاريخيّا العميل الأكبر للإمبريالية ) جديدا و الحال أنّه لا ينطبق على الأمين العام لحزب الكادحين إلاّ وصف " المخاتل الأكبر " في حزبه !

و بطبيعة الحال لن نجيب عن سؤال ما كان يفعله ناظم في ذلك الوقت ، فلسنا ليبراليين مثل اللارفيق و أشباهه بل من الثابتين على مبدأ الإنضباط البروليتاري و عدم الخوض في هكذا مواضيع في العلن و على الأنترنت كما لا ننفى أو نؤكّد كلام اللارفيق عن أنّ ناظم " يسكن حيّا راقيا بتونس العاصمة يقع في الضاحية الشماليّة " و بغض النظر عن تعبير " راقية " و دلالاته و ما يفيده نقيضه ، نشرح للقرّاء أنّ ما يتغيّاه اللارفيق من هذا الكلام الليبرالي هو من ناحية إيحاء بأنّ ناظم فضلا عن كونه " أحمق " و " جبان " و " دون ذكاء " و " غبيّ " و " إنتهازي " و هلمجرّا ، برجوازي جاهل بما " يعلمه أهل سيدى بوزيد " . و ما تفصح عنه هذه الشتيمة الإضافيّة لناظم هو موقف من جنس الجهل المفزع بالماركسيّة و بالواقع الموضوعي .

و حيال طفوليّة حزب الكادحين المتّصلة بمسألة الحيّ الذى يسكن به فلان أو علاّن في جدال نظري و سياسي و لكي نكشف أكثر وجها آخر من أوجه تشويه الماركسيّة ، نتوجّه بالدعوة إلى هذا الحزب المتمركس و أتباعه و أشياعه أن يدرسوا مليا و عن كثب المؤلّفات الماركسية الكلاسيكيّة وأن يفتّشوا و يعيدوا التفتيش في ثناياها و يمدّونا أو يعلموا القرّاء بمقال أو كتاب تناول فيه ماركس أو إنجلز أو لينين أو ستالين أو ماو تسى تونغ بالبحث الحي الذى يسكنه أو قد يكون يسكنه خصمهم في النقاش الإيديولوجي و السياسي على أنّه حجّة نظريّة متينة ضدّه !

و لنفترض جدلا أنّ كلام اللارفيق عن الأحياء " الراقية " صحيح ، قد ينبرى طفل أو تنبرى طفلة لتفنيد تلك الخزعبلات على النحو البسيط التالي : في أي حيّ تقطن أنت ؟ في أي حيّ يقطن أمينك العام ؟ و في أي نوع من الأحياء يقطن بقيّة أعضاء الحزب ؟ ثمّ ألا توجد أحياء " راقية " في سيدى بوزيد ؟ و أكثر من ذلك ، ألا يوجد أغنياء و أصحاب الملايين و المليارات في سيدى بوزيد ذاتها ؟ ألا ينتمى إلى حزبكم برجوازيّون صغار و غيرهم ؟ و لماذا لم تقولوا ذات الكلام للشهيد شكرى بلعيد و من المعلوم أين كان يقطن زمن إغتياله ؟...

و نتدخّل نحن لنردف تلك الأسئلة الإنكاريّة بجملة من الملاحظات أوّلها أنّ الماركسيّة لا تحكم على صحّة أو عدم صحّة موقف ما إنطلاقا من مكان سكن صاحبه . فمعيار الحقيقة الماديّة الموضوعيّة هو مدى عكسها للواقع المادي الموضوعي المتناقض و من هنا ندرك أنّ أهمّية مصادر الماركسيّة الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة في ظهور الماركسيّة كتتويج للفكر الإنساني و قطيعة مع ما ينطوى عليه من رؤى مثالية و ميتافيزيقيّة ، الاقتصاد السياسي الأنجليزي و الفلسفة الألمانيّة و الإشتراكية الفرنسيّة و تطوّر العلوم و كافة هذه المجالات كانت يسيطر عليها برجوازيّون غالبا و يقطنون " أحياءا راقية " . و إلى يوم الناس هذا ، لا يزال العلماء و المفكّرون في الغالب الأعمّ من البرجوازيين الصغار و المتوسّطين و غيرهم و من واجب الشيوعيين إستقطاب بعضهم ليشكّلوا المثقّفين الثوريين و العلماء الذين تحتاجهم الثورة البروليتارية العالمية و هي غير ممكنة دونهم . الشيوعيّة علم و علم الشيوعيّة يحتاج إلى علماء من كلّ صنف و لون و الوعي الشيوعي لا يولد عفويّا في صفوف الجماهير بل ياتى البروليتاريا نفسها من خارج نشاطها اليومي كما أجلى ذلك لينين بإقتدار في عمله المنارة " ما العمل ؟ " كواحد من المؤلّفات التي يمقتها تقريبا كلّ التحريفيين بجميع أرهاطهم .( و أمّا مسألة إنصهار المثقّفين الثوريين في صفوف البروليتاريا والطبقات الشعبيّة فمسألة يطول فيها الحديث وليس هذا مجالها ).

كان ماركس و إنجلز و لينين من منظور الموقع الطبقي برجوازيين ينحدرون من طبقات برجوازيّة . و قد سكنوا في فترة أو أخرى من حياتهم في " أحياء راقية " . و لينين و ستالين و ماو ، ألم يسكنوا القصور عند تولّهيم قيادة الدولتين الإشتراكيتين ، الإتحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين و الصين الماويّة ؟ في الحقيقة تبنّى قادة البروليتاريا العالميّة ، و غيرهم كثيرون، النظرة الشيوعيّة للعالم و كرّسوا حياتهم لخدمة الثورة الشيوعيّة وتحرير الإنسانيّة، ف" خانوا طبقتهم " البرجوازيّة ، و أنجزوا ما يطلق عليه الإنسلاخ الطبقي ، واضعين أنفسهم في خدمة البروليتاريا العالمية و مهمّتها التاريخيّة . هذا هو بعجالة المحدّد في علاقة الموقع الطبقي بالموقف الطبقي بالنسبة لغير البروليتاريين ، في هذا الجانب من المسألة موضوع النقاش .

و علاوة على ذلك ، هل تقتضى معرفة الأشياء و الظواهر و السيرورات تواجد الإنسان مباشرة على عين المكان ؟ لا يجيب بنعم على هذا السؤال إلاّ التجريبيين و الماركسيّة تقف ضد التجريبيّة في نظريّة المعرفة . و ليس هنا مجال التوسّع في الشرح لذلك حسبنا مثال بسيط هو ما نعرفه عن القمر ، هل داست أقدامنا سطحه ؟ قليلون جدّا من تسنّى لهم ذلك من مستكشفى الفضاء و مع ذلك بمقدورنا أن نؤلّف كتبا عن هذا المنير لليالينا أحيانا . أضف إلى ذلك ، أتعتقد جماعة حزب الكادحين أن " أهل سيدى بوزيد " منفصلين عن بقيّة البلاد و العالم ؟ و لا يوجد أبناؤهم و بناتهم في مناطق أخرى ؟ أو أنّ أبناء و بنات و نساء و رجال المناطق الأخرى لا يزورون و لا يتعاملون مع أناس من سيدى بوزيد ؟ في عالم اليوم ، عالم شبكات المواصلات بأنواعها و شبكات الإتصال الهاتفيّة و الاجتماعية و الأقمار الصناعيّة ، المثاليّة الميتافيزيقيّة و الجهويّة وحدهما يوصلان المخاتلين إلى تجهيل الناس و مصادرة حقّهم في إبداء الرأي و النقد لا لشيء إلاّ لأنّهم لا يقطنون في مكان معيّن .

4- تناقضات ناظم الماوي المزعومة :

في مقدّمة المقال الأوّل ، ألمح اللارفيق إلى أخطاء كثيرة في كتاب ناظم ، لغويّة منها و معرفيّة إلخ و في طيّات المقال تعرّض لخطأ ثانوي و ثانويّ جدّا أقام عليه صرحا من الإستنتاجات الواهية وهو خطأ بشأن وفاة آلان باديو وهو لا يزال على قيد الحياة ، و بعدئذ نسي اللارفيق ما وعد به من تناول لتلك الأخطاء الكثيرة حسب زعمه . وفى الفقرة الأخيرة من مقاله الثاني ، ألمح اللارفيق هذا إلى " تناقضات " ناظم الماوي و لم يتعرّض إلاّ لواحد نسلّط عليه الضوء في الحال . و التعميم و التعويم و التهويل و التضخيم من الوسائط المعتادة لدى التحريفيين المستهينين بالحقيقة و بالدقّة العلميّة لذا يجب الإنتباه كي لا نُخدع .

جاء على لسان الكاتب بإسمه و باسم حزب الكادحين و أصدقائه ، قال ، : " بقيت تهمة الجهويّة التي سنعود إليها في مناسبات لاحقة فالطريف أنّ ناظم " الماوي " في مواضع أخرى من ردّه يتّهم صاحب كتاب " تونس:الإنتفاضة و الثورة " بالإنحياز إلى المنطقة التي ينحدر منها ، و نعنى سيدى بوزيد ، بينما يقدّمه لنا هنا على أنّه يشتم أهلها بسبب أمّهم ذات الأقدام الحافية !!! فكيف يكون العليبي هذا و ذاك في نفس الوقت ؟ "

في إعتقادنا أنّه من اليسير على القرّاء الآن أن يتفطّنوا إلى أسلوب المراوغة و الوعود الكاذبة على غرار " " تهمة الجهويّة التي سنعود إليها في مناسبات لاحقة " و التي تشبه ما سبق من وعد بتناول الأخطاء اللغويّة و المعرفيّة التي تبخّرت رغم إلحاحنا في دعوتنا إلى نقاش ردّ حزب الكادحين على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي ، على أن يوفي هذا الحزب بوعوده لكن هيهات ، لا حياة لمن تنادى !

الجهويّة ما هي بتهمة أصدرناها جزافا ، لا ، لقد كانت خطّا ثابتا شرحنا تجلّياتها المتنوّعة في فقرات كتابنا " حزب الكادحين الوطني الديمقراطية يشوّه الماركسيّة " و لا نرى داعيا هنا لتكرار ما شرحناه سابقا . لكن هل تتناقض الجهويّة و الذهنية الذكوريّة ؟ هل يتناقض قول إنّ الأمين العام لذلك الحزب يكرّس الجهويّة و في الوقت نفسه يكرّس الشوفينيّة الذكوريّة ؟ ما من تناقض في هذا إلاّ في ما يصوّره المنطق الشكلي المثالي الميتافيزيقي لصاحب المقالين.

الذهنيّة و الممارسات الذكوريّة لم و لا تتخلّل منطقة أو جهة فحسب و إنّما تتخلّل و تخترق راهنا كافة المجتمعات الطبقيّة على كوكبنا كما تخلّلت تاريخيّا العبوديّة و الإقطاعية إلخ و ذلك منذ ما نعته إنجلز بالهزيمة الكبرى للمرأة و النظام الأَموي ( أسرة عمادها المرأة ) و إنتصار البطرياركيّة أو النظام الأبوي المرتبطين بالملكيّة الخاضة ، في كتاب " أصل العائلة و الملكيّة الخاصة و الدولة " . و الجهويّة ، أو التعصّب الجهويّ ، موجودة أيضا لدى الكثير من الناس في بلدان عربيّة و غير عربيّة . و الذهنيّة الذكوريّة و الجهويّة مستويان مختلفان من العلاقات الإجتماعيّة لا ينفى الواحد منهما الآخر و بالتالى حكمنا على العليبي صائب و لا تناقض فيه موضوعيّا و واقعيّا فهو ذكوري الذهنيّة و جهويّ في آن معا. و في ما يتّصل بقضيّة المرأة، تجسّد كتابات الأمين العام لحزب الكادحين العقليّة الذكوريّة و خطّ إيديولوجي و سياسي مناهض للشيوعيّة الثوريّة التي عرضنا أهمّ مواقفها في كتابنا المخصّص لنقد الخطّ الإيديولوجي و السصياسي لحزب الكاديحن . و في علاقة بالجهة ببقيّة البلاد و بالعالم ، ينشر الجهويّة وهو لمن يستخدم الماركسية كمجهر و منظار كما أوصى بذلك ماو تسى تونغ ، على بعد سنوات ضوئيّة من الأممية البروليتاريّة .

بإختصار شديد في قضيّة النساء ، نصف السماء كما في عديد القضايا الأخرى التي تناولناها بالبحث في كتابنا و هنا ، لا مفرّ من الإقرار بحقيقة أنّ حزب الكادحين يشوّه الماركسية و هو من المفلسين الذين لم يفقهوا شيئا من ما أكّد عليه إنجلز منذ قرن و بضعة عقود :
سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظريّة و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليديّة المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الإعتبار أنّ الاشتراكيّة ، مذ غدت علما ، تتطلّب أن تعامل كما يعامل العلم، أي تتطلّب أن تُدرس . و الوعي الذى يُكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن يُنشر بين جماهير العمّال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( ذكره لينين فى " ما العمل ؟ " )



ب‌- المقارنة تساعد على الفرز بين الحقيقة و الإفتراء :
و في ختام هذه النقطة ، ندع القرّاء يقارنون ما دبّجه اللارفيق من تزييف للوقائع بما خطّه قلم ناظم في كتابه عن حزب " المخاتل الأكبر " :
1/ النقطة ب من الفصل السادس من بحث " تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا " ضمن كتاب " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيةّ " ( مكتبة الحوار المتمدّن ) :
- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا :
حقّا أثار الإشمئزاز عنوان نص " سيدي بوزيد التونسية : أبناء حافية القدمين " ذلك أنّنا شعرنا بتضمّنه إساءة للنساء أكثر منه رفعا لتحدّي و نشرح فنقول إنّ الصيغة تلصق الإهانة بالمرأة مرّتين ، فى شخصها لأنّ العبارة شعبيّا شتيمة و كذلك تلحقها بفعل إلصاقها بأبنائها الذين يهانون بسبب أمّهم فتكون النتيجة شتيمة مزدوجة للمرأة و تكون المرأة سببا فى شتم أبنائها . و كان بإمكان أستاذ الفلسفة أن يستعمل صيغة " حفاة القدمين " فتؤدّي المعنى و تعبّر عن نوع من التحدّي و لا تلحق الأذى بالمرأة من منطلق ذكوري يجعل المرأة سبب شقاء الأبناء و الرجل ما يحيلنا على الأسطورة الدينية التى تكرّس دونية النساء ، أسطورة حوّاء التى تسبّبت فى خروج آدم من الجنّة و ما إلى ذلك .
ومن لديه أدنى إطّلاع على التجربة الإشتراكية الصينية الماوية سيلتقط التشابه فى عبارة " حفاة القدمين" فمن المكاسب المذهلة للحقبة الماوية فى الصين تجربة " الأطبّاء ذوى الأقدام الحافية " الذين وفّروا الرعاية الصحّية الأساسية و الضرورية الإستعجالية لجماهير الشعب فى الريف و القرى النائية و حتى فى الحقول المليئة ماء أثناء غراسة الأزر و من هنا أتت تلك التسمية ...
و غدت هذه التجربة المذهلة المعبّرة عن خدمة الصين الماوية للشعب من أهمّ معالم المكاسب التاريخية للبروليتاريا العالمية وهي تجربة سرعان ما قضت عليها صين دنك سياو بينغ و أشياعه الذين أعادوا تركيز الرأسمالية فى الصين بعد إنقلاب 1976 .
و نسترسل لنسجّل بالخطّ العريض أن صاحب الفكر الذكوري فى الفصل الثالث من كتابه و على وجه الحصر " الإنتفاضة و الديمقراطية " أزاح قضية المساواة و تحرير المرأة إزاحة تامة من كلامه و قذف بها خارج إطار المسألة الديمقراطية ليدلّل على أنّه ليس فقط غير ماركسي أو " متمركس" و حسب بل ليس حتى ديمقراطي برجوازي .
و سيضطرّ إضطرارا و عن مضض لمعالجة سريعة فى فقرتين للقضية فى إجابته على أسئلة وجهها له موقع الحوار المتمدّن فى علاقة بالإنتفاضة و منها سؤال مباشر ما كان بوسعه مراوغته كلّيا فأجبر على الإجابة و السؤال هو : " قوى اليسار معروفة بكونها مدافع عن حقوق المرأة و مساواتها و دورها الفعّال، كيف يمكن تنشيط و تعزيز ذلك داخل أحزابها و على صعيد المجتمع؟ ".
لكنّه فى إجابته لجأ إلى المراوغة الجزئية و لم يجب على جانب من السؤال ، الجانب المتصل ب" كيف يمكن تنشيط دور المرأة الفعّال و تعزيزه داخل أحزاب " اليسار". و زيادة على ذلك نطق بكلام يستحق منّا التوقّف عنده و النظر فيه.
1- " إنّ دورهنّ فى الثورة ، مهمّ جدّا ، و تعزيز هذا الدور يقتضى ذهاب الثوريين إلى المعامل و الحقول و المعاهد و الجامعات لتنظيم جمهور النساء ، و فى خضمّ الكفاح ستفرض المرأة المناضلة حضورها ، و لن تحتاج لمراسيم حزبية رجالية لكي تتصدّر القيادة هنا أو هناك " ( ص 100).
و نعلّق موضّحين أوّلا أنّ دور المراة فى الثورة ليس " مهمّا جدّا " فحسب بل هو دور حاسم فدون المشاركة الفعّالة للمرأة لن توجد ثورة بالمعنى الماركسي- اللينيني- الماوي ، ثورة تقودها البروليتاريا و حزبها المسترشد بعلم الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى بلوغ الشيوعية وهذا يصحّ على الثورة الديمقراطية الجديدة الممهدّة للثورة الإشتراكية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات كما يصحّ على الثورة الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية ؛ و موضّحين ثانيا أن الحديث عن " ذهاب الثوريّين إلى المعامل ..." تفوح منه رائحة الذهنية الذكورية لدي الكاتب حيث لم يقل الثوريين و الثوريّات ، و كأنّه ينفى وجود الثوريّات أو ينتقص من قيمة نضالهن و هكذا نلمس مجدّدا عمليته المفضّلة : تغييب كلّ ما لا يتماشي و خطّه الإيديولوجي و السياسي و نظرته المثالية الذاتية و ذهنيته الذكورية المعادين طبعا للشيوعية الحقيقية .
و إلى هذا يضاف أنّ المسألة ليست مسألة " فرض المرأة حضورها " فهي حاضرة أراد من أراد و كره من كره و إنّما المسألة من منظور بروليتاري مسألة خطّ شيوعي ثوري يقود تحريرالنساء من الإستغلال والإضطهاد الجندري والطبقي والقومي و مسألة تكريس هذا الخطّ عمليّا بإيجاد حركة نسائية ثورية و تعزيز الدور الفاعل للمرأة داخل الأحزاب البروليتارية بالسعي ليس فقط لتنظيم صفوف النساء و لكن و جوهريّا بتكوين قياديات بروليتاريات شيوعيات ثوريات بأعداد وافرة . علينا عمليّا تطبيق شعار ماو تسى تونغ " النساء نصف السماء" و كذلك شعار الصين الماوية : " كل ما يستطيع الرجل القيام به تستطيع المرأة القيام به " و من الآن يقتضى الأمر السعي الدؤوب لإيجاد قياديات شيوعيات بأوفر أعداد ممكنة وتشجيع كلّ جهود تنصبّ فى هذا الإتجاه . و هكذا ليست المسألة مسألة " مراسيم رجالية " بل هي مسألة خطّ إيديولوجي و سياسي صحيح حزبي و طبقي أفقه تحرير النساء و الإنسانية جمعاء و تكريسه ينطلق من الآن و هنا فالنضال ضد إضطهاد النساء ركيزة من ركائز الإعداد للثورة البروليتارية العالمية بتياريها .
2- " إنّ المطلوب هنا هو الإهتمام رئيسيا بنضال المرأة فى المعامل و الحقول ، و عندها سيتحقّق الإرتباط الضروري بين كفاح النساء و الرجال من أجل التحرّر الوطني الديمقراطي و التقدّم على طريق الكفاح من أجل الإشتراكية فتحرّر النساء جزء من تحرّر الشعب نفسه و لا يمكن أن يكون بديلا عنه ".
و نعلّق معيدين للأذهان حقيقة فاقعة مفادها أنّ إضطهاد نساء الطبقات الشعبية مركّب فى المستعمرات و أشباه المستعمرات فهو إضطهاد قومي و طبقي و جندري/ ذكوري أيضا و هذا الإضطهاد الأخير هو الذى يريد منّا صاحب الذهنية الذكورية أن نحجبه فى حين أنّه جبهة من الجبهات التى تستلزم العناية الأكيدة من البروليتاريا و تستلزم من الثوريين و الثوريات إنشاء الأطر التنظيمية خارج الحزب و داخله لرسم الخطّ و السياسات و البرامج و تكريسها عمليّا نحو دفع تحرير النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة، على كافة الأصعدة إلى أقصى درجة ممكنة فى كلّ لحظة من لحظات النضال الذى لا ينقطع و كلّ مراحل الثورة و قبلها و بعدها ، إلى بلوغ الشيوعية عالميّا .
صاحب الذهنية الذكورية شأنه فى ذلك شأن الكثيرين من المتبنّين للشيوعية قناعا و قولا و ليس فعلا يؤجلون النضال على هذه الجبهة الأساسية فى المجتمع ككلّ و حتى داخل الحزب الثوري ذاته و تنظيماته بدعوى التركيز على المسائل الأهمّ و المسائل الوطنية و الديمقراطية الأعمّ . وهو نتيجة لذلك لا يرى وجوب النضال ضد إضطهاد النساء داخل الأسرة مثلا و لا يرى حاجة لخوض النضال على الجبهة الإيديولوجية ضد العراقيل و التقاليد و العادات و الممارسات الذكورية التى تكرّس دونية المرأة . و النضال ضد إضطهاد النساء المركّب و بالمعنى الذى فسّرنا ليس " بديلا عن " تحرّر الشعب و إنّما هو جزء لا يتجزّا منه يكسر القيود و يطلق العنان للنساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة .
و على الرغم من منتهى الأهمّية التى تكتسيها قضية المساواة و تحرير النساء بما هي مطلب ديمقراطي، فإنّ تحرير المرأة تحريرا ناجزا تاما و كلّيا من نير الإستغلال و الإضطهاد الذكوري و القومي و الطبقي لن يحصل ما لم يتمّ بلوغ الشيوعية عالميّا ذلك أنّ إضطهاد المرأة أساس من أسس المجتمعات الطبقية و حتى فى ظلّ الإشتراكية وهي مجتمع طبقي إنتقالي من الرأسمالية إلى الشيوعية ، يظلّ النضال من أجل التحرير التام للنساء واجب يتنزّل فى إطار النضال الشامل للتقدّم صوب الشيوعية و التصدّى للطريق الرأسمالي و ممثليه الذين يعملون وسعهم لإعادة تركيز الرأسمالية .
و قد دلّل ما جدّ فى الإتحاد السوفياتي بعد وفاة ستالين و هزيمة البروليتاريا أمام البرجوازية الجديدة و تغيير لون الحزب و الدولة من حزب و دولة بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين و ما جدّ فى الصين بعد إنقلاب 1976 و بلوغ التحريفية السلطة ما يعنى بلوغ البرجوازية السلطة و تحويل الصين الإشتراكية إلى صين رأسمالية ، على أنّه إذا أعيد تركيز الرأسمالية تنتكس قضيّة تحرير النساء و الإنسانية جمعاء و تتبخّر المكاسب المحقّقة للمرأة و يعاد إضطهاد النساء بشتّى الأساليب و بمختلف وجوهه .
2/ النقطة ب من الفصل الرابع من بحث " خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي و السياسي يشوّه علم الشيوعية " ضمن كتاب " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيةّ " ( مكتبة الحوار المتمدّن ) :
" ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري :
بادئ ذى بدء ، نلقى نظرة على مغالطة / مخاتلة إعتمدها كاتب " الربيع العربي ..." ليستهجن نضال الجمعيّات النسائيّة عامة و ليس نضال جمعيّة بعينها .
يروى لنا فى نصّ " المرأة و الثورة " ( تحديدا بالصفحة 64 من الكتاب ) أنّه قد حضر " قبل مدّة ندوة نظّمتها جمعية نسويّة تونسية فإسترعي إنتباهي تركيز إحدى ناشطاتها على رفض " هيمنة الرجال و هيمنة الأحزاب " ، و هذا الخطاب يتجاهل أن معركة الكادحين نساء و رجالا واحدة ، و انّ تحرّر المرأة جزء من تحرّر المجتمع ، فضلا عن أنّ تلك المعركة تحتاج أدوات مثل الحزب الثوري ، و أنّ الجمعيّة النسويّة لا يمكن بأي حال أن تكون بديلا عنه " .
و لسائل أن يسأل أين تكمن المغالطة هنا ؟
يتحدّث صاحب " الربيع العربي ..." عن جمعيّة أوّلا لا يعيّن توجّهها السائد بمعنى هل انّها برجوازيّة إصلاحية أم هي بروليتارية ثوريّة و يكتفى بنعتها بأنّها جمعيّة نسويّة . هذا جانب من عمليّة المخاتلة يطمس المظهر المحدّد لطبيعة الشيء و الجانب الآخر هو " الجمعيّة النسويّة لا يمكن بأي حال أن تكون بديلا ..." عن " الحزب الثوري " . من من الماركسيين يطرح هكذا طرح : جمعيّة بديلا عن الحزب الثوري ؟ لا يمكن أن يصدر هذا إلاّ عن أناس أفكارهم لا تمتّ بصلة للماركسية و بالتالي من غير السليم تعميم الكلام :" جمعية " ! أمّا النسويّة البروليتارية الثوريّة فهي تعتبر نشاطها رافدا من روافد الثورة البروليتارية العالمية و تنظيم من تنظيماتها يقودها مباشرة أو بشكل ما حزب شيوعي بروليتاري ثوري على أن تتمتّع النسويّة البروليتارية الثورية المنظّمة فى جمعيّة أو حركة أو ما شابه من إطار ذو طابع جبهوي لا ينتمى إليه أعضاء حزب معيّن فحسب بنوع من الإستقلاليّة . و الجانب الثالث لهذه المغالطة المخاتلة هو " هيمنة الرجال " و قد إستغلّه الأمين العام لحزب الكادحين لينكر ضرورة النضال و من الآن و خلال كامل السيرورة المفضية إلى الشيوعية عالميّا ضد النظام الأبوى - الذكوري أينما و متى و كيفما تمظهر بما فى ذلك صلب الحزب الشيوعي الثوري ذاته . النظام الذكوري نظام إستغلالي و إضطهادي لذلك هو مرفوض شيوعيّا ، سواء كان المجتمع مستعمرا أو شبه مستعمر أو رأسماليا- إمبرياليا و " هيمنة الرجال " إن كانت تساوى أو تعنى هيمنة النظام الذكوري و المفاهيم و التصرّفات و السلوكات الذكوريّة مرفوضة أيضا ، و كذلك هي مرفوضة شيوعيّا " هيمنة النساء " إن كرّست النظام الذكوري أو حتى نظام تهيمن فيه النساء و يكون إستغلاليّا و إضطهاديّا . إستغلال الإنسان للإنسان لا تقبل به الشيوعية .
و " معركة الكادحين نساء و رجالا واحدة " مقولة قد تبدو للوهلة الأولى صحيحة غير أنّ تفحّصها و تحليل المقصود بالكادحين ، طبقات و فئات إلخ سيبيّن التناقضات صلب الكادحين أنفسهم . و الشيوعيات و الشيوعيون لزاما عليهم النضال ضد أي شكل من أشكال إخضاع النساء و إستغلالهنّ و إضطهادهنّ حتى إن كان المضطهِدون من الكادحين . الكادحة التى يضطهدها الزوج أو الأب أو الإبن ... الكادح تتوحّد معه ضد الطبقات الرجعيّة و الإمبريالية فى جانب من معاركها و لكنّها تصارعه و تقاتل الإضطهاد و الإستغلال الذكوري مهما كان مأتاه . و هذا الكلام ينسحب أيضا على صفوف الأحزاب الشيوعية عينها حيث يتحد الرفاق و الرفيقات ضد الأعداء الرئيسيين دون أن يغفلوا أبدا النضال ضد النظام الذكوري و تأثيراته حتى فى صفوف حزب شيوعي يكون فى مظهره الرئيسي المحدّد ثوريّا.
و لا ننسى أن التناقضات فى صفوف الشعب قد تتحوّل إلى نقيضها وتصبح تناقضات مع الأعداء إذا لم تقع معالجتها معالجة صحيحة من منظور شيوعي ثوري . و عليه شاهدنا أحزابا ماوية توبّخ و/ أو تطرد من صفوفها " رجالا " إعتدوا بشكل أو آخر على أو إستغلّوا أو إضطهدوا بشكل أو آخر رفيقات أو نساء بوجه عام . و هذه الحقائق و السياسات المبدئيّة هي ما يريد الأمين العام لحرب الكادحين إهالة التراب عليه .
و جدير بالذكر أنّ للأحزاب الماويّة التى بلغت حدّا معيّنا من التطوّر منظمات نسويّة بروليتارية ثورية تشرف عليها أساسا رفيقات و تستعين برفاق عند الحاجة و تطبّق بإستقلاليّة نسبيّة برامجا و نشاطات و تقود نضالات تصبّ فى آخر المطاف فى نهر الثورة الهادر و الغاية الأسمى هي الشيوعية على الصعيد العالمي .
و تفيدنا دراسة تجربة حرب الشعب الماوية فى النيبال طوال عقد من الزمن ، من 1996 إلى 2005 ، بأنّ الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) لمّا كان يقوده خطّ شيوعي ثوري حقّا ، طوّر قسما خاصا بالمرأة فى لجنته المركزيّة سعى إلى منحه صلوحيّات خاصّة و نوع من الإستقلاليّة فى تدبّر المشاكل الخصوصيّة و معالجتها و النضال ضد النظام الذكوري مهما كانت تمظهراته . و قد صاغت برفاتي عندها ( قبل تحوّلها هي و بابوران باتاراي زوجها إلى جانب براشندا إلى قيادية للخطّ التحريفي الذى ساد منذ 2005 و خرّب الحزب و حرب الشعب هناك ) مقالات عن مشاركة المرأة فى الثورة و مقاومة النظام الذكوري و تأثيراته حتى صلب جيش التحرير الشعبي الذى كان تحت قيادة الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ، مقالات من الأهمّية بمكان يتعيّن على الشيوعيّات و الشيوعيين دراستها و الإستفادة منها هي وكامل كتاب شادي الشماوي " تحرير النساء من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية – اللينينية – الماوية " وهو متوفر على الأنترنت بمكتبة الحوار المتمدن .
وفى نشريّة " طريق الثورة " عدد 18 ، أفرد حزب الكادحين نصّا لقضيّة تحرير المرأة عنونه " مصدر إضطهاد المرأة و سبيل تحريرها " (أتى على الأرجح ردّا غير مباشرعلى مقالات ماويّة ثوريّة نشرت فى مارس 2014 ) خاتل فيه مرّة أخرى ليتجنّب ضرورة النضال ضد النظام الذكوري و تمظهراته حتى فى صفوف الكادحين وأحزابهم و جمعيّاتهم فكتب :
" تعانى المرأة فى ظلّ هذه المجتمعات الطبقيّة من إضطهاد مزدوج . الإضطهاد الأوّل تشترك فيه مع الرجل ، فالنساء تتعرّض لما يتعرّض له الرجال من إستغلال و إستعباد من قبل الطبقات السائدة فى الحقول و فى المصانع و فى الوظائف ... بل إنّهن يعانين من إستغلال أكبر مقارنة بالرجال نظرا للنظرة الدونيّة التى ألحقت بهنّ . أمّا الشكل الثاني من الإضطهاد فهو يرتبط بالإضطهاد الجندري الذى يمارسه الرجل ضدّها ."
فى الواقع فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة و المستعمرات الجديدة تعاني نساء الطبقات الشعبية من إستغلال و إضطهاد يكتسى أبعادا ثلاثة ذكرت منها نشرية " طريق الثورة " إثنين و تناست الثالث وهو الإستغلال و الإضطهاد القومي لكن هذا قليل الأهمّية فى موضوع الحال نسبة لمسكنا هنا بهذا الحزب وهو يذكر " الإضطهاد الجندري الذى يمارسه الرجل ضدّها " بيد أنّه لا يعالجه أبدا كتناقض يشقّ المجتمعات الطبقية ذات النظام الذكوري من جهة و كتناقض صلب الشعب من جهة أخرى . و يكتفى بذكره ليعلم القارئ أنّه يعرفه ثمّ يقوم بحركة مراوغة و يخاتل فيركّز النظر على " التحرّر الوطني و الطبقي " فقط و يسقط التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد الجندريين .
إنّ حزب الكادحين و أمينه العام يتماديان فى إقتراف إنحراف تأجيل النضال ضد الإستغلال و الإضطهاد الجندري إلى مستقبل غير معلوم . و هذا التأجيل فى خوض هذا النضال الذى دونه لن تطلق الطاقات الجبّارة للنساء ، لنصف السماء ، و لن تتحقّق الشيوعية ، إنحراف قديم منبعه نظرة برجوازية للعالم . فحركة التحرّر الوطني الفلسطينية ، يمينها و وسطها و " يسارها " قد إرتكبت هذا الخطأ ممّا أبقى النظام الذكوري قويّا و بلا تحدّى و جعل المرأة عموما و غالبا تنهض بأدوار ثانويّة جدّا ( و طبعا لسنا فى حاجة هنا لمن يذكّرنا ببعض الوجوه النسويّة البارزة التى قامت بعمليّات بطولية أو نهضت بأدوار هامة و تولّت مسؤوليّات كبرى لأنّنا نتحدّث عن غالبيّة نساء الجماهير الشعبية ، عن القاعدة لا عن الإستثناء). و وجدت القوى الرجعية و الإسلامية الفاشيّة الأرضيّة خصبة لتعميق الإستغلال و الإضطهاد الجندري للنساء و لمحاولة تأبيده فبلغ الأمر بحزب الله اللبناني أن أبعد النساء اللبنانيّات من جبهة القتال المسلح و كبّل عامة الكثير منهنّ بالشؤون المنزليّة .
و قد ناضل عدد كبير من الجزائريّات و إجترحن البطولات أحيانا و كان مآل المرأة الجزائيّة على وجه العموم فى دولة الإستعمار الجديد مجدّدا الدونيّة و التهميش و الإخضاع و " ربع رجل " إعتبارا لتشريع و ممارسة زواج الرجل بأربع نساء فى آن واحد !
تلك أمثلة من الواقع و من التاريخ عن نتيجة النظرة البرجوازية للعالم و الإلتزام بقضيّة تحرير المرأة قولا و مواصلة إضطهادها و إستغلالها فعلا أمّا النظرة الشيوعية للعالم فتتلخّص فى كسر القيود جميعها و بإختصار شديد فى ، أوّلا ، شعار رفعته الحركة الأممية الثورية و لا زالت ترفعه أساسا الأحزاب و المنظّمات المناصرة للخلاصة الجديدة للشيوعية " لنكسر القيود و نطلق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة " / و ثانيا ، عنوان مقال للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) :
" الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة !
و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي ! "
و قد كثّف بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الحاجة إلى النضال ضد كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال بلا إستثناء فى مقولة شهيرة ترجمها و نشرها شادي الشماوي بمناسبة 8 مارس 2014 ألا وهي :
" ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة . ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانية و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهض به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007. )
و قد بان لنا جليّا تحريف حزب الكادحين لرؤية علم الثورة البروليتارية العالمية لقضيّة تحرير النساء و الإنسانيّة جمعاء ، نقف برهة عند زاوية أخرى من المسألة التى نعالج و المتصلة بمتى تتحرّر المرأة قولا و فعلا وبغيبة أخرى للشيوعية و الخلط بينها و بين الإشتراكية .
فى نهاية " مصدر إضطهاد المرأة و سبيل تحريرها " ، تعثرون على ما يلى :
" و ما دامت هذه المجتمعات الطبقيّة القائمة على الإستغلال و الإضطهاد ، فإنّ معاناة المرأة ستتواصل ، و لن تُمحى هذه المعاناة إلاّ ببلوغ المرحلة الإشتراكية و القضاء على مختلف أشكال الإضطهاد القومي و الطبقي و الجنسي ."
لعلّكم عاينتم مثلنا إستخدام مصطلح " حرّية " مجدّدا بدلا من تحريرالمرأة لكن هذا لا يكتسي الأهمّية و الدلالة التى يكتسيها الخلط بين الإشتراكية و الشيوعية حيث يروّج كاتب النصّ المثالي ل " لن تمحى هذه المعاناة إلاّ ببلوغ المرحلة الإشتراكية فالقضاء على مختلف أشكال الإضطهاد القومي و الطبقي و الجنسي ". و يذهب هذا القول ضد واقع أنّ الإشتراكية ذاتها مجتمع إنتقالي طبقي " لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصادية و الأخلاقية و الفكرية ، يحمل طابع المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه و إن صارت البروليتاريا مهيمنة فيه . لقد أعرب ماركس منذ أكثر من قرن الآن عن أنّ :
1- " ... بين المجتمع الرأسمالي و المجتمع الشيوعي تقع مرحلة تحوّل الرأسمالي تحوّلا ثوريّا إلى المجتمع الشيوعي و تناسبها مرحلة إنتقال سياسية أيضا ، لا يمكن أن تكون الدولة فيها سوى الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا ..."
( " نقد برنامج غوتا " و ذكره أيضا لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 92 ) .
2- " إنّ ما نواجه هنا ليس مجتمعا شيوعيّا تطور على أسسه الخاصّة ، بل مجتمع يخرج لتوه من المجتمع الرأسمالي بالذات ؛ مجتمع لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصادية و الأخلاقية و الفكرية ، يحمل طابع المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه ". ( ذكره لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 98 ).
كما يذهب ذلك القول التحريفي المضمون ضد الفهم الذى طوّره ماو تسى تونغ للإشتراكية و نظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا وهي أهمّ مساهماته الخالدة فى علم الشيوعية . ( أنظروا " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ترجمة شادي الشماوي ، ضمن كتابه " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية – اللينينية – الماوية " بمكتبة الحوار المتمدّن ).
و من هنا يتضح أكثر أنّ حزب الكادحين لم يستوعب الماركسية و لم يستوعب الماويّة و ليس له منهما سوى قشور عبارات متناثرة يتقنّع بها على أنّه ماوي و الماويّة منه براء و يتقدّم عمليّا بخطّ تحريفي برجوازي لا غير .
الإشتراكية ( نمط إنتاج و دكتاتورية البروليتاريا و مرحلة إنتقاليّة طويلة من الرأسمالية إلى الشيوعية ) مجتمع طبقي لا يمّحى فيه كلّيا لا الإضطهاد القومي و لا الطبقي و لا الجنسي و إنّما تسعى فيه الدولة و الحزب البروليتاريين و الجماهير الشعبية بقيادة الشيوعيين حقيقة إلى المضيّ قدما على الطريق الإشتراكي نحو الشيوعية فى حين تحاول قوى الرجعية – مستفيدة من بقاء الحقّ البرجوازي و " طابع المجتمع القديم " و بصفة مباشرة أو غير مباشرة من قوّة الإمبريالية و الرجعية فى العالم – فرض سلوك الطريق الرأسمالي و قلب المسار و إعادة تركيز الرأسمالية . ببلوغ الشيوعية عالميّا يتمّ القضاء نهائيّا على الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري و سوى ذلك يندرج ضمن الأوهام و المغالطات و المخاتلة و التحريفية و الماركسية المزيّفة . لذلك نعيد عليكم :
" الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة !
و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي ! "
( إنتهى المقتطف )
10- إبداع أم إجترار ؟
و قد بلغنا هذا الحدّ من النقاش ، من التحليل و التلخيص ، يمكن أن نعدّ حديث هذا اللارفيق عن المنّةّ و عن المعرفة المطلقة ل" ألخ الأكبر"... من الأشياء الجديدة في النقد الموجّه لناظم الماوي من الإبداع الذى تحمّل مشاقه إلاّ أنّه في العديد من القضايا الجوهريّة ما كان مبدعا و إنّما كان مجترّا ، ببّغاء لا غير . و هنا نستخدم ببّغاء لا كشتيمة فالتشبيه متداول و الببّغاء نزيه تماما ( ما لا ينسحب على اللارفيق ) يتعامل بناء على قاعدة بضاعتكم ردّت إليكم أي إنّه يكرّر ما نعلّمه إيّاه ! و لا يداور و يخاتل و يموّه و يخدع إلخ . و هنا وجه الشبه هو أنّ اللارفيق هذا في مقاله الأوّل ، إجترّ سابقيه في نقد ناظم الماوي من موقع تحريفي ماكيفالي ، محمّد علي الماوي ، اللاماويّ و الحركة الشيوعية الماويّة كما تبيّن بوضوح ما بعده وضوح في الكتاب الذى أفردناه للصراع مع محمّد علي الماوي " صراع خطّين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيّا " و في كتابنا " ضد التحريفيّة و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماويّة تطويرا ثوريّا " و على وجه الضبط في الفصل الثاني " إفلاس الحركة الشيوعية الماويّة - تونس " ، لا سيما مقال " الحركة الشيوعيّة الماويّة – تونس لا هي شيوعيّة و لا هي ماويّة ! " . فهم يلتقون في مقاربة الحقيقة مقاربة براغماتيّة و في مغالطة الجماهير و في نعت الحماقة و الجبن و الشتيمة و قد خصّنا جميعهم بأقذع الأوصاف إلخ . و في ما يلى ، نستعرض معا نقاطا من ترّهاتهم تحتاج الإبراز لأهمّيتها في الصراع ضد التحريفيّة و الإصلاحيّة و إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه .
--------------------------------
و بادئ ذي بدء لنقرأ معا بيان الحركة الشيوعيّة الماويّة – تونس التي تبنّت بوضوح مواقف محمّد علي اللاماوي .
" دونكشوط الافاكيانزم : بطل في الافتراضي وجبان في الميدان
الحركة الشيوعية الماوية
الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 11:13
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
يواصل دونكشوط الافاكيانزم تشويه العناصر الثورية عموما في تونس والحركة الشيوعية الماوية خصوصا وفي اطار كشف حقيقة هذا الشخص الذي يعاني من تذبذب ايديولوجي ولخبطة سياسية وتفسخ تنظيمي نعلن ما يلي:
1- ان من يشوّه الخط الشيوعي الماوي والحركة الشيوعية الماوية احدى تعبيراته فهو يشوّه في الحقيقة تجربة الحركة الثورية عموما في تونس منذ نهاية الستينات بداية السبعينات وهي تجربة -وإن لايعترف بها دونكشوط الافاكيانزم- قدمت العديد من الشهداء وصمدت في وجه قمع العملاء وتصدّت على امتداد العقود للتنظيرات التحريفية والتروتسكية فتعزّز الخط الشيوعي الماوي بفضل تطوّر الممارسة العملية ونمى في نضاله الميداني ضد الانعزالية والتصفوية (القومجية الاسلاموية)وضد الشرعوية والدغماتحريفية فظلت اطروحاته صامدة رغم التشويهات الانتهازية ولم يقدر الى حد الان أي كان دحض صحة الطرح الوطني الديمقراطي-الديمقراطية الجديدة- الذي يتعزز باستمرار بطاقات شبابية افرزتها الانتفاضة بل تهافت الكثيرون على هذه التسمية لافراغها من محتواها الطبقي والوطني بهدف تشويه الخط وجر البعض الى اطروحة التحول السلمي والتعامل مع اعداء الشعب.
ان صمود الحركة الشيوعية الماوية رغم الضربات والانشقاقات يرجع اساسا الى صمودها الايديولوجي وصواب خطّها الاستراتيجي والتكتيكي خط الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الافق الاشتراكي وهو لايعني طبعا انها لم ترتكب اخطاء او لاتشكو من نقائص بل انها تعلّمت من اخطائها وحاولت دوما تجاوز النقائص الموضوعية وعملت منذ نشأتها على توحيد كل الحلقات الشيوعية الماوية وايجاد هيئة اركان موحدة قادرة على قيادة الجماهير المنتفضة. وهي مهمة عاجلة نتحمل مسؤوليتها ونعمل على انجازها مهما كانت الصعاب.
2- وقف دونكشوط بتشويهه للحركة الشيوعية الماوية-تونس-واعلان افلاسها وهو ما يعني ارتدادها عن خط الثورة حسب زعمه-وقف في صف الاعداء واختلطت عليه الامور وغرق في تناقضات عدة أدت به الى الخلط بين الاعداء وبين الحلفاء والجماهير الشعبية والمنظمات الثورية بحيث تظل ترجمته للافاكيانزم بعيدة كل البعد عن مطالب الجماهير وطموحاتها بل انها تنفّر حتى الكوادر الشيوعية ويعزى ذلك الى العوامل التالية:
- كشفت النظرة الذاتية والفردية للاشياء في قطيعة تامة مع التحليل الملموس للواقع الملموس حقيقة هذا الشخص الذي يجهل معنى الاستراتيجيا والتكتيك ولايعرف من يقف في صف الشعب ومن يمثل قوى الثورة المضادة وهو عدى ترجمة الافاكيانزم ومشتقاته لم يبذل أي جهد في دراسة واقع حركة الطبقات وواقع الجماهير عموما وقد دلل عبر تشويهه للحركة الشيوعية الماوية انه يعادي الثورة الوطنية الديمقراطية وتقتصر بطولاته الافتراضية عل لوك "الخلاصة الجديدة" وترديد الاستشهادات والتعريفات المجردة والمسقطة متجاهلا ان النظرية مرشد للعمل فكان علية ان يطبّق النظرية على الواقع الملموس من اجل رسم طريق الخلاص.لكنه لم يستوعب النظرية بفعل انعزاله عن الواقع وهو يطّلع عليها بصورة مثالية مثلما هو حال التدريس في مدارس النظام ولو استمع الى الجماهير وتعلّم منها ونزل الى الميدان لفهم بعض الشيئ من الماركسية عامة.
- لم يهضم اذا دونكشوط الماركسية اللينينية الماوية والدليل على ذلك انه تبنى نظرية الخلاصة الجديدة التحريفية التي اعلنت صراحة القطيعة مع الماوية لذلك فهو غير قادر على القيام بالتحليل الملموس وهو في برجه الافتراضي كما انه عاجز كليا على الارتباط بالطبقات الشعبية وهو في قطيعة تامة مع المجموعات الثورية عامة وقد يخال له ان مهمته تكمن في ترجمة الافاكيانزم ويتناسى ان الفرد مهما كانت نواياه حسنة لايساوي شيئا امام التنظيم فهو يعتبر انه يمثل تنظيما بمفرده (سيوبرمان امريكي يقوم بكل المهام).لكنه يظل نظريا وعمليا ضد التنظيم والتنظم ينظّر للفردية والانانية بفعل الامراض المصاب بها(الذاتية والانعزالية اساسا) فيضع نفسه فوق الصراع الطبقي في عالم شيوعي افتراضي وفوق التنظيمات الثورية فينبذ المركزية الديمقراطية والانضباط الحزبي ويرفض النقد والنقد الذاتي نظرا لغروره وفضلا عن كل هذه الامراض البرجوازية الصغيرة فانه جبان من اعلى طراز يخاف من ظله ويتهرّب من الممارسة العملية ولايساهم في أي نشاط عملي ولاحتى في المسيرات الى جانب القوى الثورية بل يتواجد في صفوف البيروقراطية النقابية او صلب الانتهازيين بتعلة التغطية الامنية او الحصول على بيانات للرد عليها كما انه غير قادر على استقطاب ولو متعاطفا بما انه منبوذ من قبل اقرب الناس اليه-زملائه-بفعل غروره
فالنشاط وحيد الذي قام به صلب جمعية مدنية يتحكم فيها الدساترة اساسا (جبهة الانقاذ)تمثّل في حملة نظافة في أحد الاحياء "الراقية" شمال العاصمة.
- يرجع حقد هذا الشخص على الحركة الشيوعية الماوية الى كشف الرفاق حقيقته اولا وثانيا الى ارتباطه بمجموعة الافاكيانزم الامريكية خلال المنتدى الاجتماعي بحيث تحوّل حقده الى عداء بامر من المجموعة التي نصحته بشن حملة ضد كل القوى المعادية للتحريفية الامريكية المندسة.
- ان الحقيقة الموضوعية التي يجهلها هذا الشخص تكمن اولا في ان التنظيم اقوى من الفرد والافراد مهما عظم شأنهم وثانيا في ان الحركة الشيوعية الماوية لازالت صامدة فقد سبق لها ان فضحت تنظيرات خوجة(انظر "ردا على حزب العمل الالباني") وستنجح في كشف حقيقة الخلاصة الجديدة-القديمة- التحريفية ولامجال في هذا الاطار للحديث عن صراع الخطين
وفي الختام نذكّر هذا الشخص اولا بالمثال العربي القائل "القافلة تسير وكلب الافاكيانزم ينبح" فليواصل نباحه اننا لن نرد من هنا فصاعدا على نباح الكلاب وثانيا نذكّره بان الوجود الاجتماعي يحدد الوعي أي ان الواقع الموضوعي للصراع الطبقي والوطني يحدد الافكار وبما ان دونكشوط منعزل عن هذا الواقع ويسبح في تراجم الافاكيانزم ومشتقاته من جهة ويتخبط في مشاكله الذاتية البرجوازية الصغيرة من جهة اخرى فانه من الطبيعي ان يتأثر بذلك وينطبق عليه المثال الشعبي "ضع الحمار الى جانب الحمار ان لم يعلمه الشهيق يعلمه النهيق"
"اذا اردت ان تكون تافها فما عليك الا ان تدير ظهرك لهموم" الجماهير(عن ماركس)
* دونكشوط : شخصية ادبية خيالية تتسم بالمثالية وتخلط بين الواقع والخيال يجسدها في تونس ناظم الماوي- شادي الشماوي - ريم الماوية ...وهو نفس الشخص هذا الى جانب 4 اسماء اخرى يعتمدها في الفياسبوك.
الحركة الشيوعية الماوية - تونس -
15 أكتوبر 2013
------------------------------------------
و ثانيا ، نعيد معا قراءة المقال الأوّل الذى نشره رفيق حاتم رفيق ، بعد سنوات ثلاث من مقال الحركة الشيوعية الماويّة – تونس :
" ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية.‏
رفيق حاتم رفيق
الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 17:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
رفيق حاتم رفيق .‏
ـ 1 ـ
دار نقاش بيني وبين عدد من الرفاق في حزب الكادحين وأصدقائه خلال ‏العامين الماضيين حول ردود على الحزب يكتبها شخص يطلق على نفسه ‏اسم ناظم الماوي وينشرها تباعا في موقع الحوار المتمدن من ذلك رده على ‏كتابي الأمين العام للحزب : "تونس الانتفاضة والثورة" الصادر سنة 2011 ‏عن دار نهى ، صفاقس ، تونس ، و"الربيع العربي والمخاتلة في الدين ‏والسياسة " الصادر عن نفس الدار سنة 2013 ، فضلا عن مناقشته لبعض ما ‏أصدره الحزب من بيانات ومقالات .‏
وبسبب انشغالنا بالأهم من القضايا لم نر فائدة في مناقشة صاحب تلك الردود ‏طيلة المدة المنقضية خاصة أنها بدت لنا سجالا ايديولوجيا عقيما مليئا ‏بالاخطاء المعرفية والتاريخية واللغوية وغيرها مثلما سنبينه، فما الفائدة من ‏مناقشة رجل يعتقد مثلا أن الفيلسوف الفرنسي آلان باديو قد توفي منذ سنوات ‏والحال أنه لا يزال على قيد الحياة ، فهو يكتب مثلا عند مناقشته لكتاب فريد ‏العليبي الربيع العربي والمخاتلة بين الدين والسياسة " يستشهد بفيلسوف ‏فرنسي كان فى وقت ما ماويّ النزعة ، آلان باديو ، و يتجاهل أنّ فلسفة هذا ‏الأخير وكتاباته لسنوات قبل وفاته ، أمست تقدح كلّيا فى التجارب ‏الإشتراكية برمّتها " أو اعتقاده عند مناقشة كتاب "تونس الانتفاضة والثورة" ‏أن اجابة شوان لاي الشهيرة عن سؤال يتعلق بتقييم الثورة الفرنسية تخص ‏انتفاضة ماي 1968 لا ثورة 1789 والحال أنه لو قام ببحث بسيط بين ‏صفحات النات ما فاته ذلك وما ارتكب تلك الحماقة !! ‏
والملاحظ أن ناظم الماوى لم يترك أى مجموعة سياسية تنتمى الى اليسار في ‏معناه الواسع تقريبا الا وكتب عنها مقالات رثة تطفح بالحماقات النظرية ‏وبالنسبة الى حزب الكادحين فقد تركناه يفرغ ما في جعبته فتوغل في السباب ‏والشتيمة والافتراء ، وقد آن الأوان لابداء بعض الملاحظات على هامش ما ‏كتبه متوخين الاقتصاد في الكلام بالنظر الى أن ما ينشره لا يرقي الى مستوى ‏الكتابة النظرية التى تستحق نقدا يمكن للحركة الثورية التونسية والعربية بوجه ‏خاص الاستفادة منه وانما هو منوعات من الغباء الفكري الناتج عن جهل ‏مريع لا بالماركسية اللينينية الماوية التى يقدم نفسه على أنه ناطق باسمها ‏وانما بالمعارف الانسانية المختلفة ، وهو ما سنحرص أيضا على التدليل عليه ‏‏.‏
‏ ولا يفوتنا هنا لفت الانتباه الى أن معظم من كتب حولهم ناظم الماوى قابلوه ‏بالتجاهل حتى أنه استغرب ذلك مرارا دون انتباه الى أن الحماقة النظرية لا ‏تواجه بالنقد بقدر ما تواجه بالسخرية والتهكم والتجاهل . لأجل هذا فإن ما ‏سنقوم به هنا فيه منة ومزية عليه نتمنى أن لا تحول حماقته كالعادة دون التنبه ‏اليها فربما ساعدناه على ادراك جهله ليكف عن نفث غبائه. ‏
‏ ‏وفضلا عن ذلك نلفت عناية القارئ في البدء الى أننا في حزب الكادحين على ‏بينة تامة من هوية ناظم الماوى فقد نشط لبعض الوقت في الحلقات والمنظمات ‏التى ينحدر منها الحزب ، وكان يمد الأمين العام الحالي بترجمات ركيكة ‏لاصلاحها ومراجعتها ، وهو هاو للاختباء وراء الأسماء الوهمية ، اذ يكتب ‏تارة تحت اسم : ناظم الماوي وطورا تحت اسم شادي الشماوى تجنبا لتحمل ‏المسؤولية الشخصية عما يكتبه، وهو لا يفعل ذلك خوفا من المراقبة البوليسية ‏كما قد يُعتقد ، وانما خوفا من أقرب المقربين اليه فهو يختبئ داخل مجموعة ‏سياسية معادية للماوية لغايات نقابوية، دون اعلان هويته الايديولوجية ‏والسياسية ،متوجسا من افتضاح أمره داخلها وهو الذى خصها بأقذع ‏الاوصاف أيضا. ‏
و طيلة حكم بن على لم يكتب ناظم مقالا واحدا لا في الحوار المتمدن ولا في ‏غيره من المواقع الالكترونية ، وفجاة أصبح بعد ذلك يكتب باسهال مقالات ‏سجالية يغلب عليها السب والشتيمة كما قلنا ضد الجميع ليس في تونس فحسب ‏بل خارجها أيضا فهو يوزع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا ، معتقدا أن "عناية السماء " قد كلفته بمهمة تقويم معوجين ‏ومحرفين ومشوهين ومنحطين وكذابين ومثاليين وميكانيكيين وميتافزيقيين الخ ‏‏.. متوهما أن ما يقوله ستكون له فائدة في توضيح الرؤى وجلب المتعاطفين ‏والحال أنه ظل على مدى حوالي ثلاثين عاما كاملة عاجزا عن تنظيم فرد ‏واحد ، واللافت أنه خص رفاقه القدامى بالنصيب الأوفر من شتائمه حتى أن ‏أحدهم وصفه في رد عليه بالكلب الذى يعوي وحيدا في الصحراء ..‏
وفي مجال الممارسة العملية لا يعرف عن ناظم انه مارس اى عمل نضالي ‏خلال الانتفاضة التونسية التى يكتب عنها مقالات الان فهو كمن يسكن كهفا ‏ففقد القدرة على الابصار داخله ولا يعلم ماذا يجري خارجه وتوقف عنده ‏الزمن فظل يعيش على ذكريات من زمن ولى وانقضى لذلك تجده يكرر مفاهيم ‏وافكار منفصلة عن سياق الوقائع الحية التى تجري حوله دون أن يراها .‏
والطريف أن الرجل الذي يملأ صفحات الحوار المتمدن بتلك الكتابات الرثة ‏لم يتجرأ يوما واحدا على تقديم محاضرة في تونس أو خارجها ليناقشه الناس ‏فيما يقوله فضلا عن غربته عن كل عمل كفاحى في ميادين صراع الطبقات ‏وما أكثرها فهو يجمع بين الحماقة النظرية والجبن في الممارسة العملية .‏
يتبع ....‏
------------------------------------
و الآن ، لنعقد مقارنة بسيطة لنلمس إلى جانب تسليط الحركة اللاشيوعية و اللاماويّة سياط القذف و الشتم للخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها و غياب أي حديث عنها لدى اللارفيق الذى يختلف مع الحركة في كونه يعتبر أنّ ما ينشره ناظم الماوي " لا يرقي الى مستوى ‏الكتابة النظرية " ، أهمّ و ليس كلّ النقاط التي سيكرّرها اللارفيق كالببّغاء :
أ- العنوان لدى الحركة اللاشيوعية و اللاماويّة " بطل في الافتراضي وجبان في الميدان " و لدى اللارفيق " حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية " . ما يتكرّر بجلاء هو صفة الجبن و بالكلمات عينها – جبان و جبن- و الإثنان يقصدان " ميدانيّا " و إن بكلمات متقاربة . و لئن جاء في بيان الحركة " الإفتراضى " فقد عالجت " النظريّة .
ب- تدّعى الحركة " انعزاله عن الواقع " فيقول اللارفيق " فهو كمن يسكن كهفا ‏ففقد القدرة على الابصار داخله ولا يعلم ماذا يجري خارجه ".
ت- تقترح الحركة " لو استمع الى الجماهير وتعلّم منها ونزل الى الميدان " فيتحدّث اللارفيق عن " غربته عن كل عمل كفاحى في ميادين صراع الطبقات ‏وما أكثرها ".
ث- و تزعم الحركة " عاجز كليا على الارتباط بالطبقات الشعبية وهو في قطيعة تامة مع المجموعات الثورية عامة " فيقسم اللارفيق بالأيمان الغليظة " ظل على مدى حوالي ثلاثين عاما كاملة عاجزا عن تنظيم فرد ‏واحد".
ج- و تكتب الحركة " يتهرّب من الممارسة العملية ولايساهم في أي نشاط عملي" فيكرّر اللارفيق " وفي مجال الممارسة العملية لا يعرف عن ناظم انه مارس اى عمل نضالي ‏خلال الانتفاضة التونسية".
ح- و تقدّم الحركة معلومة لا نؤكّدها و لا ننفيها مفادها أنّ ناظم قد يكون من سكّان " شمال العاصمة " فيجيبها اللارفيق في مقاله الثاني " يسكن حيا راقيا بتونس العاصمة يقع في الضاحية ‏الشمالية " .
خ - و تشتم الحركة ناظم قائلة " نذكّر هذا الشخص اولا بالمثال العربي القائل "القافلة تسير وكلب الافاكيانزم ينبح" فليواصل نباحه " و يلتقط اللارفيق الشتيمة و يردّدها كالببّغاء " أحدهم وصفه في رد عليه بالكلب الذى يعوي وحيدا في الصحراء".
د- تدمج الحركة من ليس معها في شخص واحد " دونكشوط : شخصية ادبية خيالية تتسم بالمثالية وتخلط بين الواقع والخيال يجسدها في تونس ناظم الماوي- شادي الشماوي - ريم الماوية ...وهو نفس الشخص هذا الى جانب 4 اسماء اخرى يعتمدها في الفياسبوك." و يردّد اللارفيق المعزوفة " يكتب ‏تارة تحت اسم : ناظم الماوي وطورا تحت اسم شادي الشماوى " .
-------------------------------------
و إعتبارا لكون اللارفيق يجترّ ما تقيّأته الحركة اللاشيوعيّة و اللاماويّة من قرف في حقّ ناظم الماوي و لنهلهما من ذات المنهل الإنتهازي المعادي لعلم الشيوعيّة ، يكفى أن نعوّض إسم الحركة و محمّد علي الماوي برفيق حاتم رفيق لتصحّ عليه هذه المقتطفات من الملاحظات التي سقناها خاصّة في مقال " الحركة الشيوعية الماويّة – تونس لاشيوعيّة و لاماويّة " ، ضمن كتابنا " ضد التحريفيّة و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماويّة تطويرا ثوريّا " :
" من جديد ، طلع علينا ظلام هذه الحركة على الحوار المتمدّن يوم 16 أكتوبر 2013 ببيان مهزلة أخرى بل مهزلة المهازل عنوانه " دونكشوط الافاكيانزم : بطل في الافتراضي وجبان في الميدان " ... خصّت به هذه المرّة ناظم الماوي فإنهالت عليه بالشتائم المعهودة للمفلسين لتخرجه فى صورة كاريكاتورية قد تجعل البعض ينفجر ضحكا و البعض الآخر يندب المستوى المتدنّى للغاية الذى هوى إليه من يقف وراء البيان السابق المتهجّم على الخلاصة الجديدة للشيوعية و هذا البيان الأخير الذى يستهدف النيل من ناظم الماوي ؛ لذلك إستحق منّا الحدث وقفة نسوق فى إطارها هذه الملاحظات على عجل حول مسائل خطّية ( و ليس شخصية ) علّنا نساعد الرفيقات و الرفاق على مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي :
سيئ أم جيّد ؟
البيان مهزلة قلّما شهد لها مثيل الماويون إلاّ أنّه إذا تركنا جانبا للحظة جانب المهزلة هذا و نظرنا له من زاوية نقيضة ألفينا فيه أمورا جيّدة جدّا ليس أقلّها :
أ- وضوح أكبر لجوهر مواقف و منهج و سلوكيات و أخلاقيات من يقف وراء ذلك الإمضاء بما يؤكّد مجدّدا إفلاس تلك الحركة الذى أعلنّا منذ مدّة .
ب- نعتنا ب" البطل فى الإفتراضي " و لا يهمّنا من ذلك النعت سوى شيء واحد هو إقرار ضمني بمدى جدوى جهودنا و فعلنا و تأثير كتاباتنا و وقعها و إنتشارها لعمقها الإيديولوجي و السياسي شيوعيّا .
ج- تأكيد أنّنا لمسنا عصبا حيّا أو أصبنا من يقف وراء البيان المناهض للخلاصة الجديدة للشوعية فى مقتل بفضح إنتهازيته فى ردّنا " الخلاصة الجديدة تكشف إفلاس الحرة الشيوعية الماوية - تونس ".
الإنسان أم الحيوان ؟
لا يخفى على من له إطلاع على الماركسية أنّ الشيوعيين و الشيوعيات يعتبرون الإنسان أثمن رأسمال . و يناضلون و يضحّون بالغالي و النفيس و النفس من أجل تحرير الإنسانية جمعاء . ولا يخفى على من له إحاطة علمية بتاريخ كوكبنا و تاريخ الإنسان أنّ الإنسان تطوّر من أصل حيواني فاُطلق عليه الحيوان الصانع ( حسب إنجلز) و الشيوعية شخّصت جذور إستغلال و إضطهاد الإنسان للإنسان جندريا و طبقيّا و قوميّا وتعمل على إجتثاث هذه الجذور لذلك هي الحلّ الجذري الوحيد لتحرير الإنسانية جمعاء. و بينما ترفع الماركسية الإنسان و تسعى إلى تحريره نجد هذه الحركة اللاشيوعية تنحطّ إلى نعت ناظم الماوي بنعوت حيوانية و تشبهه بالحمار و الكلب . و هذا يثبت إنحرافها التام عن الشيوعية و أخلاقها ، من ناحية و يسمح لنا بأنّ نعلّق مازجين الهزل بالجدّ أو مسقطين للحظة الحدّ بين الهزل و الجدّ :
نفضّل أن نكون أحمرة على أن نمارس الليبرالية و نكون بلغة الشارع ... ؛ نفضّل أن نكون كلابا أوفياء لسيدتنا الشيوعية و تحرير الإنسانية على أن نكون مثل كثير من الماويين المزيفين الذين إستحالوا إلى كوارث إنسانية منها محمّد علي اللاماوي و من يقف وراء بياني تلك الحركة اللاشيوعية ( وغيرهما ) المتقنّعين بقناع الماوية وهي منهم براء .
الصعود أم السقوط ؟
نحن لا نصادر حقّ أي كان فى نقد الخلاصة الجديدة للشيوعية بيد أنّنا لا نقبل أن يصادر أي كان حقّنا فى الردّ و النقاش و الجدال . و فى حين سعينا طاقتنا إلى الإرتقاء بالجدال مع محمّدعلي الماوي ( اللاماوي حقّا و فعلا ) فإنّ هذا الأخير نزل به أسفل سافلين و ها هو من يقف وراء بياني تلك الحركة يفعل الشيء ذاته . فيما نحاول جاهدين رفع وعي الشيوعيين الماويين و الشيوعيات الماويات ، لا يدّخر محمّد علي اللاماوي و الحركة اللاشيوعية و اللاماوية جهدا للسقوط إلى الهاوية تلو الأخرى و الإنحطاط إلى درجات لم نكن نتصوّرها ، ليكونوا من الساقطين .
الصدق أم الكذب ؟
فى ردّنا على البيان الأوّل لتلك الحركة اللاشيوعية و اللاماوية ، ركّزنا كالعادة على المسائل الخطّية الأكثر أهمّية فى فقرات أربع مكثفة . و نظرا لأنّ ما جاء فى تلك الفقرات كان صحيحا و ساحقا للإفتراءات ، أتى ردّ الحركة على ردّنا باهتا ، لم يتعرّض لا من قريب و لا من بعيد لمضمون تلك الفقرات أصلا ( عدا كلمة إفلاس ). و بدلا من ذلك ، واصل الخوض فى مستنقعات من إختراع خيال شرب الإنتهازية حتى الثمالة ، نافثا سموما عمادها سلسلة من الأكاذيب و الإفتراءات التى لا تتوقّف . فهل ثمّة من سيصدّق من إستهان بالقرّاء و ذكائهم وصاغ فى البيان الأوّل جبالا من المعلومات المضلّلة. من الغباء تصديق ما يقوله كاذب محترف كُشف خداعه و إفتراؤه على الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها !
الذاتي و الموضوعي :
لا ينبغى أن ننسى أبدا جدلية الذاتي والموضوعي و إمكانية تحوّل الواحد إلى الآخر لكن لمقتضيات البحث نقول كلمة عنهما منفصلين للحظة . ففى الوقت الذى ركّزنا فى مقالاتنا و ردودنا بشأن الخلاصة الجديدة للشيوعية على الخلافات الموضوعية الجوهرية ، على المسائل الخلافية المنهجية منها و الإيديولوجية و السياسية ما فتأ محمّد علي اللاماوي و من يقف وراء بياني تلك الحركة لعدم مسكهم بالحقائق الموضوعية و تعمّدهما الدفاع عن الأخطاء و قصد حجب القضايا المحورية و الحيوية ، يحرصان على أَسر ذهن القرّاء فى تفاهات يختلقونها بمثاليتهم الذاتية .
المعرفة أم الجهل و التجهيل ؟
لقد كلفنا البحث و التنقيب و إكتشاف الحقيقة و مراقبة و مراجعة كلّ كلمة و جملة نخطّها حتى لا تتسرّب معلومة أو فكرة تجافي الحقيقة ، كلّفنا الكثير من الجهد و العناء و التعب بل و الإرهاق ...و يقينا أن القرّاء لاحظوا حرصنا هذا على تخطّى الجهل و بلوغ المعرفة الحقّ و على نشر المعرفة العلمية بالإعتماد على مراجع و إستشهادات يعزّ أحيانا الحصول أو العثور عليها. و على العكس من ذلك محمّد علي اللاماوي شأنه فى ذلك شأن من يقف وراء البيانين إيّاهما لا يكتفيان بالجهل الذى تجلّى لنا و للقرّاء بل ينظّران لتجهيل من يقرا لهما و يؤسّسان له و يكرّسانه عمليّا . فهل نسوّى بين العلم و ناشريه و الجهل وناشريه ؟
الإنضباط البروليتاري أم الليبرالية البرجوازية ؟
فى البيان الأوّل لتلك الحركة ضد الخلاصة الجديدة للشيوعية ، أفشت على الملأ ، على الأنترنت ، ما تعدّ من منظور شيوعي " أسرارا " و نقصد معلومات ( لا ندري مدى صحّتها ) عن لقاءات و طرق إتصال إلخ ما يدلّل على عدم إلتزام هذه الحركة بالإنضباط البروليتاري بتاتا و ممارستها العملية لليبرالية البرجوازية . و فى البيان تواصل السلوك نفسه بالإعتماد على قصص مخترعة و معلومات مبتدعة .
و اثقون من أنّ من القرّاء من تساءل هل من الأخلاق الشيوعية إفشاء ما يعدّ " أسرارا " ؟ نجيب بلا و نضيف أنّ تلك السلوكات مدانة شيوعيّا و لا تمثّل الأخلاق الشيوعية بل هي ليبرالية برجوازية على وجه الضبط .
لقد نبّهنا إلى ذلك الإنحراف مرارا و تكرارا لكن هيهات ! من يتشبّث بتلابيب الجهل و يجعله ميزته و ينظّر للتجهيل و يطبّقه عمليّا كي يظهر بمظهر العارف عليه إختراع روايات ذاتية لا تستدعى كبير جهد مثلما ألحّ على ذلك ماو تسي تونغ فى المقتطف الذى صدّرنا به مقالنا هذا .
شيوعية ماوية أم لا شيوعية ولا ماوية ؟
لا بالأخلاق الشيوعية تتحلّى تلك الحركة و لا بالمواقف و المقاربة و المنهج الشيوعيين ... و الشيوعية علم وهي ضد ما هو علم و مادية جدلية و تاريخية ، تنشر الجهل و تعمل على تجهيل المناضلين و المناضلات و الجماهير ... الشيوعية تعتبر الحقيقة الموضوعية ثورية وتلك الحركة تعتمد الروايات المثالية الذاتية و الإفتراءات ... لذلك و لأشياء كثيرة تعرّضنا لها ( أو لم تعرّض لها بعدُ ) فى كتاباتنا ما هي بشيوعية !
الماوية تدعو إلى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية بتطوّر الممارسة الإجتماعية و تلك الحركة دغمائية ، دغمائية ، دغمائية ... الماوية تعلي راية صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي محدّدة فى كلّ شيء و تلك الحركة تضع الخطّ على الرفّ و تهرع إلى الخوض فى سفاسف من عنديّاتها ...الماوية مواصلة للينينية تصرّ على الصراع على كلّ المستويات و تصرّ على تكريس النقد و النقد الذات و جدلية إزدواج الواحد كتعبير مكثّف عن القانون الأساسي للجدلية ، قانون التناقض / وحدة الأضداد وتلك الحركة مثلها مثل محمّد علي اللاماوي يحترفان إطلاق الشتائم لا غير ... الماوية تنبذ الليبرالية البرجوازية و ترسّخ الإنضباط البروليتاري و تلك الحركة و محمّد علي اللاماوي يبدعان فى الليبرالية البرجوازية ... لذلك و لأشياء كثيرة تعرّضنا لها ( أو لم نتعرّض لها بعدُ ) فى كتاباتنا ما هما بماويين.
بقايا الماضي أم طليعة المستقبل ؟
لن ننكبّ هنا على العلاقة بين الماضي و المستقبل من منظور شيوعي بل ننكبّ على علاقة من يقف وراء بياني تلك الحركة بالماضي و بالمستقبل . ففى غالبية مساحة بيان 16 أكتوبر ( تاريخ صدوره على الحوار المتمدّن أو 15 أكتوبر تاريخ إمضائه ) أثّثها صاحب البيان الثاني بفقرات تقف على الأطلال و تتاجر بالماضي و بقرص مشروخ من الجمل المكرّرة عن الثورة و طبيعتها غير أنّ الماضي ( و فيه ما فيه من أخطاء لم تدرس ) لا يفيد صحّة المواقف الراهنة . و فى سياق محاججته و السباحة فى الماضي يدفع بيان 16 أكتوبر قصة إسبانية الأصل للكاتب سربانتاس شهيرة للغاية عالميّا وهي قصّة " دونكيشوت " ليسوّى بين بطل هذه القصّة و بين ناظم الماوي . و هذا لا يستقيم أصلا .
فدونكيشوت شخصية متمسّكة بقيم الفروسية الماضية القروسطية التى ولّى زمنها ، أيام كتابة سربنتاس للقصّة وناظم الماوي و كتاباته و الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها عيونهم على المستقبل و تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية لتغيير العالم ثوريّا و جذريّا ، و غايتهم الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي ...
فى واقع الأمر ، محمّد علي اللاماوي و من يقف وراء بياني تلك الحركة هما اللذان يمثّلان حقّا و فعلا ما يمثّله دونكيشوت من ناحية تشبثهم بالماضي و رفضهم تطوير الماركسية – اللينينية – الماوية و من ناحية خلقهم عدوّا وهميّا " الأفاكيانية " بالنسبة لهما و طواحين الهواء بالنسبة لدونكيشوت.
هؤلاء و غيرهم من الدغمائيين هم الدنكيشوتيون قولا و فعلا ، هم بقايا الماضي و ناظم الماوي و أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية هم طليعة المستقبل .
الأحياء أم الأموات ؟
كان بليخانوف ماركسيّا بارزا و أفلس فصار تحريفيّا و كان كاوتسكي من الماركسيين البارزين أيضا و أفلس و صار تحريفيا و كانت الأممية الثانية فى الأساس ماركسية و باتت تحريفية و فضحهم جميعا لينين بمبدئية دون أن ينكر كتاباتهم الجيدة التى أوصى بمواصلة قراءتها . و بعد ذلك تحوّل حزب لينين و ستالين البروليتاري بفعل إنقلاب تحريفي إلى حزب ماركسي مزيّف ، حزب برجوازي و تمّ الشيء نفسه مع الحزب الشيوعي الصيني جراء إنقلاب 1976 .
لذا لا نستغرب أن يفلس محمد علي اللاماوي و تفلس الحركة اللاشيوعية و اللاماوية . و لمّا صرّحنا بإفلاسهما ، قمنا بذلك على أساس تحليل ملموس عميق و شامل للخطّ الإيديولوجي والسياسي و مدى إستيعاب علم الشيوعية و تطبيقه عمليّا. أفلسا و ما عادا كما قلنا ضمن التيّار الواسع للشيوعية الماوية ، أفلسا و غادرا خندق النظرية و الممارسة الشيوعية الماوية الثورية فيمكن إعتبارهما بهذا المعنى فى عداد الموتى .
و كلاهما وهما يطلقان زفراتهما الأخيرة ، أطلقا آخر رصاصات فى جعبتهما مستهدفين شادي الشماوي لا لشيء إلاّ لأنّه وفّر مقالات و وثائق مرجعية هامة لمن يريد فهم علم الشيوعية اليوم و تغيير العالم ثوريّا و جذريّا من منظور البروليتاريا العالمية . أمام ما أنجزه هذا الإنسان الذى آل على نفسه الكدح و الكدح من أجل علم الشيوعية فى صمت ، لا يسع الشيوعيين الماويين الثوريين حقّا إلاّ أن يحيونه بكلّ تقدير و إحترام و لا يسع كلّ باحث جدّي ( باللغة العربية )عن الحقيقة بصدد الشيوعية و التجارب الإشتراكية السابقة إلاّ أن يلجأ إلى أعمال شادي الشماوي - ونحن قد إستفدنا كثيرا منها . و لا شكّ فى أنّ أعماله القديمة منها و الجديدة متميّزة ، فريدة من نوعها عربيّا و ستظلّ حيّة و تنبض حياة حاضرا و مستقبلا ، أحبّ ذلك من أحبّ و كره من كره !
وناظم الماوي كان هو الآخر عرضة لسهام الموتى لأنّه منكبّ أساسا، فى الفترة الأخيرة ( وليس حصرا ) على خدمة هدف فتح سبيل و تعبيد طريق لنشر واسع النطاق للخلاصة الجديدة للشيوعية بما هي خلاصة للمرحلة الأولى للثورة البروليتارية العالمية و إعادة صياغة للشيوعية مستبعدة الأخطاء و دفاع عن المشرق فى تاريخ الشيوعية و تشييد صرح علميّ راسخ على أساس ما هو صائب ؛ و بما هي شيوعية اليوم الثورية ، طليعة المستقبل .
و بروح شيوعية و أممية عالية ، يعلن ناظم الماوي إصطفافه إلى جانب الحياة ، ضد الموت و الموتى ، إلى جانب تطوير علم الشيوعية ، ضد الدغمائية . و فى مبادرة أخرى أولى من نوعها عربيّا ، على حدّ علمنا ، تاركا الدغمائيين يعيشون بين حفر الماضي ، سيصعد الجبال وينهي و ينشر قريبا كتابا جداليّا يفنّد فيه أطروحات- جبال آجيث الدغمائية الواردة فى " ضد الأفاكيانية " و التى تبنّتها جوهريّا الحركة اللاشيوعية و اللاماوية إيّاها وإختفت بإنتهازية ما بعدها إنتهازية وراءها دون دراستها و إستيعاب الأخطاء و الألغام المنطوية عليها ومنها التنظير للتحالف مع الأصولية الدينية ، و ينافح فيه عن الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم الثورية.
والنضال مستمرّ على طريق طليعة المستقبل و كما قال ماركس : لندع الموتى يدفنون موتاهم . "
( إنتهى المقتطف )
و كي لا نثقل على القرّاء ، لن نمضي في مقارنة أخرى تفضح إجترار حزب الكادحين لمغالطات آخرين و تجريمهم لنقد ناظم الماوي لخطّهم الإيديولوجي و السياسي و في موضوع الحال ، مغالطات أحد قادة الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد ، عبد الله بن سعد ، التي كشفنا في مقالنا " مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد " ، نكتفى هنا بإيراد ما دبّجه صاحب المغالطات الكبيرة في مساحة صغيرة في 5 أكتوبر 2012 على صفحات الحوار المتمدّن تعليقا على مقالنا " الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيا مزيفا آخر ؟ " :
" 1- البلاشفة لا يتلقون دروسا من الماويين التحريفيين وسقط الكلام هذا يدلّ على مستوى صاحبه.
2- النقد والنقد الذاتي هو ركيزة من ركائز الماركسية أمّا المدعو ناظم الماوي فليس له أي علاقة بالمراكسية اللينينية هو ماوي تحريفي ونحن الوحيدين في تونس الذين أنجزوا دراس حول اماوية سنة 1991 وبينوا من خلالها تحريفية ماو تسي تونغ. أمّا ما كتبه هذا الشخص الذي يمضي بإسم ناظم الماوي والذي نعرفه جيدا فإنه بعيد كل البعد عن النقد فهو شخص مختص في السب والشتم وإلصاق التهم بالمناضلين الشيوعيين الحقيقيين في تونس وثقوا بأننا سنردّ عليه قريبا ردّا علميا يفنّد الأراجيف والأكاذيب التي رشح بها إناء هذا الماوي. "
ونترك للقرّاء عقد المقارنة وندعوهم إلى الإطّلاع على ردّنا على تلك المغالطات في مقالنا المذكور أعلاه (" مغالطات...").
11 ـ تمخّض جبل فولد فأرا :
عند وقوع نظرنا على عنوان المقال الأوّل " ناظم الماوي أحمق فى النظريّة و جبان في الممارسة العمليّة " ، و على صاحب المقال إيّاه ، خلنا للحظة ، كما نتصوّر أنّ البعض توقّعوا ، أن مضمون المقال سيكون دسما و في مستوى كتابات ناظم الماوي أو يفوقه لما لا ، بيد أنّ خيبة الأمل كانت كبيرة و تشبه فى حجمها خيبة أملنا لمّا إطّلعنا على كتابي السيّد فريد العليبي الأمين العام الحزب الكادحين الذين فكّكنا ونقدنا في كتابنا " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " ، ليس لأنّ المقال يعدّ نقدا لاذعا أو بالأحرى و بصيغة أدقّ سلسلة شتائم لا غير بل لأنّه لم يتناول النقاط الجوهريّة في الخطّ الإيديولوجي و السياسي موضوع النقاش و طبعا تجاهل تمام التجاهل الخطّ الإيديولوجي والسياسي الذى يتبنّاه ناظم الماوي و ينطلق منه في كتاباته ، خطّ الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعيّة اليوم أو الشيوعيّة الجديدة . و هكذا يتجلّى أنّ مقال رفيق اللارفيق خارج الموضوع أصلا أو في لغة كرة القدم " متسلّل " !!!
و قد وعد اللارفيق بتبيان أخطاء ناظم المعرفيّة و التاريخيّة و اللغويّة و غيرها ( " سجالا ايديولوجيا عقيما مليئا ‏بالاخطاء المعرفية والتاريخية واللغوية وغيرها مثلما سنبينه " ) و لم يفعل ؛ كما وتعهّد بالحرص على التدليل على جهل ناظم بالمعارف الإنسانيّة المختلفة و بالماركسية - اللينينيّة – الماويّة ( " جهل ‏مريع لا بالماركسية اللينينية الماوية التى يقدم نفسه على أنه ناطق باسمها ‏وانما بالمعارف الانسانية المختلفة ، وهو ما سنحرص أيضا على التدليل عليه " ‏‏) و ما كان من الذين يوفون بالوعد !
و في حين أفرد ناظم كتابا مفصّلا للتطرّق العميق للمسائل المناقشة ( أمّهات مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي غاضا النظر عن أخطاء ثانويّة معرفيّة أو لغويّة وهي كثيرة ) معتمدا عدّة مراجع ماركسية ، لجأ هذا اللارفيق إلى أسلوب مبتذل في الجدال عرّينا في ما مرّ بنا أسسه .
و إن صحت المقارنة ، نقول إنّ عنوان المقال يوحى لنا بجبل ( أو بمقال بحجم الجبل ) إلاّ أنّ ما كتبه اللارفيق هذا لا يرتقى إلى أن يكون أكثر من فأر في حجمه و أهمّيته وكذلك في تفاهته مقارنة بالجبل . و بالتالي يصحّ أن نسحب عليه مثل جرى على لسان العرب : تمخّض جبل فولد فأرا ، نظريّا و عمليا . تمخّض حزب و أصدقاؤه ، قال ، فولدوا صفحات قليلة تزخر بأخطاء كثيرة على أصعد عدّة لمسنا أهمّها .
و قد بلغنا الآن ما بلغنا من النقاش و التحليل و التلخيص و النقد و كشف الحقائق ، نسمح لأنفسنا بأن نتجاوز الحدّ بين الهزل و الجدّ فندعو القرّاء ، كلّ في قريته أو مدينته ، إلى تصوّر ما سينطق به شيخ أو شيخة لهما من الحكمة الكثير تروى لهما قصّة مقالي اللارفيق ذاك ...لنتوقّف للحظة و لنتصور التعليقات ... و لننفجر ضحكا . و لنتصور بماذا سيصدح شباب اليوم فى المقاهي إن شرحت لهم قصّة مقالي هذا الحزب و أصدقائه ، قال ،...و لكم و لنا الخيار بين الإبتسام و القهقهة . و هكذا دواليك ...
============================
خاتمة :
دعا ماو تسى تونغ إلى توخّى المعرفة الصادقة و الإبتعاد عن المخاتلة : " الماركسية - اللينينية علم ، و العلم يعنى المعرفة الصادقة ، فلا مجال فيه لأية أحابيل فلنكن صادقين إذن! " ( المؤلّفات المختارة ،المجلّد 3، الصفحة 26 ) و على ضوء ما تقدّم ، يمكننا الجزم دون خشية الزلل أنّ حزب الكادحين يتوخّى المخاتلة و التضليل و بالتالى ليس أكثر من حزب ماركسي زائف . إنّه من مشوّهي الماركسيّة الذين لا يمارسون الماركسيّة بل عكسها أي التحريفيّة . و الخط الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب كما سلّطنا عليه الضوء خاصة في كتابنا المذكور سالفا إصلاحيّ لا غير . و من ثمّة يصحّ الحديث عن إفلاس هذا الحزب إفلاسا تاما .
و بالرغم من كون الأمين العام لهذا الحزب ما فتأ يعلن أنّ حزبه سليل تجربة " اليسار " التونسي عامة و الماوي خاصّة ، فإنّ الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى يدافع عنه و يكرّسه يتناقض مع الماركسيّة و مع الماويّة بما هي المرحلة الثالثة في تطوّر علم الشيوعيّة أتت مكمّلة للينينيّة كمرحلة ثانية . و بالتالى شأنه شأن عديد الجماعات المتمركسة الأخرى المتمرّغة في وحل الديمقراطيّة البرجوازيّة للقرن 18 ، يتاجر هذا الحزب بتاريخ نضال " اليسار " و هو يكرّس على أرض الواقع ، نظريّا و عمليّا ، التحريفيّة و الإصلاحيّة . إنّه جزء لا يتجزّأ من الأحزاب والمجموعات المتاجرة بالتاريخ. و ننبّه الرفيقات و الرفاق و الباحثين عن الحقيقة والجماهير الواسعة إلى أنّ دراستنا لتاريخ الحركة الشيوعية العالميّة تعلّمنا أنّه قد يكون حتّى للتحريفيّين و الإصلاحيين تاريخ نضالي مجيد أو غير مجيد على غرار برنشتاين الألماني و بليخانوف الروسي و خروتشوف السوفياتي و ليوتشاوتشى و دنك سياو بينغ الصينيين . و كما يقال إنّ حتّى أمجاد الماضى لا تلغى خيانات الحاضر للماركسيّة .
و نلفت النظر إلى أنّ الحزب الشيوعي الصيني الحالي و إن حمل نعت الشيوعي هو يمارس نقيض الشيوعيّة ، هو حزب برجوازي ولم يعد حزبا بروليتاريّا منذ الإنقلاب التحريفي لسنة 1976 ، فإثر وفاة ماو تسى تونغ ، أعاد تركيز الرأسماليّة. و عديد الأحزاب الشيوعيّة مناهضة فعلا للشيوعيّة الثوريّة و صيّرت شيوعيّتها الزائفة فكرا في خدمة الطبقات السائدة و تأبيد النظام الإمبريالي العالمي السائد . و من هنا ، لا يغرّنكم أن يدّعي هذا الحزب أنّه حزب الكادحين و الحال أنّه حزب المخاتلين / المحتالين يعمل لمصالح شخصيّة و فئويّة برجوازيّة و يشوّه الماركسيّة ، علم تحرير الكادحين و الإنسانيّة جمعاء من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي .
حقّا ليس كلّ ما يلمع ذهبا !
و " على الشيوعيين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، و أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر يطابق الواقع و تؤيده مبرّرات سليمة أو لا، و لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبودية."
( ماو تسى تونغ- " إصلاح أساليب الحزب" ، فيفري 1942 )
و لن نملّ من ترديد أنّ جدالاتنا ليست مسائل شخصيّة البتّة و لا تبحث للنيل من الأشخاص بل شغلها الشاغل هو ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة و توضيح خطوط التمايز و تسليح المناضلين و المناضلات بعلم الشيوعية لتفسيلر العالم تفسيرا علميّا وتغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا. وبهذه المناسبة نردّد على مسامعكم ما قلناه في خاتمة كتابنا " الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون يحرّفون الماركسيّة – اللينينيّة " :
" لا يهمّ إن أتى النقد من ناظم الماوي أو غيره ، المهمّ هو هل أنّ ما قاله صحيح و يعكس الواقع الموضوعي أم لا ؟ لا يهمّ هذا الشخص أو ذاك مهما كانت قيمته و نضالاته التاريخية بقدر ما تهمّ صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي المحدّدة فى كلّ شيء . واجب الشيوعيين الثوريين حقّا هو القطيعة المستمرّة مع الدغمائيّة و التحريفية و الأخطاء و إن لام عليهم لائم أو عشرة أو مائة أو ألف أو مليون لائم ... نقوم بالواجب و نلام من بعض الناس ، نسلك سكّة الملامة أفضل من أن نسلك سكّة الندامة أي أن نضحّي بالخطّ لحساب الشخص أو حفاظا على التاريخ المشترك و العلاقات التاريخية و الشخصيّة فننتهى إلى السكن فى قاع الهاوية الإصلاحية و نندم على تفويت القيام بالواجب شيوعيّا .
الحركة الشيوعية العالمية برمّتها فى مفترق طرق : إمّا أن يكون الشيوعيون من بقايا الماضي أو يتحوّلوا إلى طليعة للمستقبل . و ليس ممكنا التحوّل إلى طليعة المستقبل دون التشييد على أساس خلاصة علمية راسخة هي الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية بعد عقود من البحث و التنقيب و التحليل و التلخيص لتجارب البروليتاريا العالمية و الحركة الشيوعية العالمية . و لكي يدرس الشيوعيون الحقيقيون الذين من شيمهم و من واجبهم أن يكونوا متلهّفين للمعرفة دراسة متعمّقة و شاملة لهذه الخلاصة الجديدة للشيوعية من مصادرها ، عليهم بكتابينا السابقين ( " صراع خطّين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيّا " و " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " ، و طبعا بكتب شادي الشماوي التى تتضمّن نصوصا كثيرة لمعارضي هذه الخلاصة و أنصارها ، ومنها " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " و " الماويّة تنقسم إلى إثنين " و" مقال " ضد الأفاكيانية و الردود عليه " و " من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على مقال " ضد الأفاكيانية " لآجيث ". وهذه الكتب و المقالات متوفّرة باللغة العربية على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن و بمكتبته .
و" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 )
( و نقترح على من يرنو إلى مزيد التعمّق في النقاش ، أوّلا ، عقد مقارنة بين ما خطّه قلم رفيق حاتم رفيق بشأن ناظم الماوي و ما خطّه قلم آخر هو قلم ريم الماويّة في مقال وثّقناه بالملحق 2 و عنوانه " ناظم الماوي و الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره " ؛ وثانيا، الإبحار فى دراسة نقديّة لمؤلّفات ناظم الماوي المتوفّرة بموقع الحوار المتمدّن و ثالثا، دراسة الكتاب الجديد لشادي الشماوي " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي – 1974) " و السعي إلى إستيعاب مضامينه التي تخوّل إلى درجة كبيرة و ليس كلّيا ، تقييم سير و حياة أيّ حزب يدّعى الماويّة و مدى تمسّكه و تكريسه للمبادئ الشيوعيّة في هذا الصدد ) . و كما قال ماو تسى تونغ : " يجب أن نتضلّع من النظريات الماركسية و أن نستطيع تطبيقها عمليّا ، فالهدف الوحيد من التضلّع هو التطبيق . فإذا إستطاع المرء أن يستخدم وجهات النظر الماركسية اللينينية فى تفسير مسألة واقعية أو مسألتين فقد إستحق الثناء ، ويمكن أن نقول فى هذه الحال إنّه قد حقّق بعض النجاحات . و كلّما إستطاع المرء أن يفسّر أشياء أكثر و أعمّ و كان تفسيره أكثر عمقا نقول إن نجاحه أعظم. "( " إصلاح أساليب الحزب " ( أول فبراير – شباط – 1942) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث)
===============================================================




الملاحق :
الملحق -1-
دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي
" على الشيوعيّين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر مطابق للواقع و تؤيّده مبرّرات سليمة أو لا ، و لا يجوز لهم بأيّ حال من الحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبوديّة . "
( " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 286).
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الرفيقات و الرفاق ،
الصديقات و الأصدقاء ،
القرّاء الباحثون عن الحقيقة ،
تحيّة حمراء ؛
كشيوعيين ما يحدّد هويّتنا أكثر من أيّ شيء آخر هو غايتنا الأسمى ، بلوغ المجتمع الشيوعي العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي والقومي . و قد عبّر ماركس عن غايتنا الأسمى هذه فى صيغة صارت منذ الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى الصين 1966 -1976 معروفة ب" الكلّ الأربعة " و قد شدّد على نشرها على نطاق واسع أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، وهي :
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).
و من أهمّ الأسلحة التى نرفعها عاليا فى خضمّ نضالنا من أجل تحقيق غايتنا الأسمى سلاح علم الشيوعية ، علم الثورة البروليتارية العالمية الذى يتجسّد اليوم فى شيوعية اليوم ، الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية . و نظرا لكون الحركة الشيوعية عالميّا و عربيّا ترزح تحت الوطأة الثقيلة و الخانقة و حتّى القاتلة أساسا للتحريفيّة بما هي فكر برجوازي يقدّم على أنّه ماركسيّة و ثانويّا للدغمائيّة التى تدافع عن عمى عن كلّ التراث الشيوعي بمكاسبه و أخطائه و لا تقبل بتطوير علم الشيوعية ، رأينا أنّ من أوكد واجباتنا أن نحارب بما أوتينا من طاقة هذه التحريفية و الدغمائيّة و نمارس الماركسية فنعبّد الطريق لإنتشار إستيعاب علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره . و لذلك إتّخذ مشروعنا هذا شكل إصدار نشريّة إصطفينا لها من العناوين المعبّرة و المترجمة لفحوى هدفنا الجوهري " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و لاحقا أضفنا " و الروح الثوريّة للماوية اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ." و إنطلقنا منذ سنوات فى صراع إيديولوجي و سياسي تلبية لحاجة التمييز الواضح بين الماركسيّة الثوريّة و شتّى أرهاط التحريفية و الدغمائيّة و ما تفرّخاه من إصلاحيّة .
و فى مقالاتنا و كتبنا التى تضمّنتها النشريّة المشار إليها أعلاه ، نقدنا عدّة فرق " يساريّة " متمركسة و ضمنها حزب الكادحين بتونس الذى أفردنا له كتابا تجدونه بمكتبة الحوار المتمدّن حمل من العناوين " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " . و فيه أعملنا سلاح النقد فى كتابين لأمينه العام فضلا عن عدّة أعداد من جريدته " طريق الثورة " و بيّننا بالدليل القاطع و البرهان الساطع مدى تشويه ذلك الحزب للماركسيّة . و تشهد بذلك محتويات الكتاب الآتى ذكرها فضلا عن مقدّمته :
(1)
نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟
مقدّمة :
1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء :
2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية :
3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين :
خاتمة :
(2)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته .
2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار :
+ منهج يتنافى مع المادية الجدلية :
أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف .
ب- المثالية فى تناول المسائل .
+ عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى .
3- إنتفاضة و ليست ثورة :
أ- تداخل فظيع فى المفاهيم .
ب- أسباب الإنتفاضة .
ت- أعداء الإنتفاضة .
ث- مكاسب الإنتفاضة .
ج- آفاق الإنتفاضة .
ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري .
4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري :
أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟
ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية .
ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية .
ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" .
ج- فهم العصر و الوضع العالمي .
5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات:
أ- بصدد إستشهاد بماركس .
ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ .
ت- آلان باديو؟
6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا :
أ- تغييب لينين كلّيا.
ب- تغييب حرب الشعب كلّيا.
ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا .
7- الخاتمة :
(3)
خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية
مقدّمة
1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين :
أ- المفهوم المخاتل :
ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية :
1- ما هذا " الربيع العربي " ؟
2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟
3- " المظاهر خدّاعة " :
2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية :
أ- غيبة الشيوعية :
ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية :
ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير :
1- تضارب فى الأفكار :
2- التذيّل للجماهير :
ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين :
1- تلاعب بمعنى الثورة :
2- الثورة و العنف الثوري :
ج- الإنتهازيّة و النظريّة :
أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين :
ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية :
3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية :
أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع :
ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة :
ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟
4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين :
أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين :
ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري :
الخاتمة :
=====================
و عقب صمت مريب لمدّة تناهز السنتين ، طلع علينا فى بداية أكتوبر 2016 أحدهم أمضى مقالين بإسم مستعار هو رفيق حاتم رفيق ، بردّ بإسمه و إسم حزب الكادحين و أصدقائه ... نوثّقه بحلقتيه كملحق لهذه الدعوة . و إنتظرنا إلى بدايات شهر ديسمبر 2016 ، أي لمدّة شهرين تقريبا ، أن يفي هذا الكاتب بوعده بتناول مواضيع عدّة لكن خاب أملنا إذ يبدو أنّ الكاتب عدل عن متابعة حلقات ردّه أو هو إعتبر ما ورد فى المقالين إيّاهما كافيا و شافيا حقّق بفضله مراده لا أكثر . و لأنّنا لا نظنّ أنّ قلمه قد جفّ و لأهمّية هكذا صراع لتحقيق مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي ، ندعوه و ندعوكم لدعوته لمواصلة نشر ما ينطوى عليه ردّه بأكمله إن كان لديه حقّا مثل هذا الردّ .
و لمن نتوقّع أنّه سيتّهمنا بإفتعال صراعات أو الدفع نحو صراعات وجدالات و سجالات لا فائدة ترجى منها ولا أهمّية عمليّة لها ، نقول بالبساطة كلّها مع لينين العظيم فى مؤلّفه المنارة ، " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتّى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطّد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقّف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدّا."
و على خطى لينين و ماو تسى تونغ نعلى راية أنّ الحقيقة الماديّة الموضوعيّة وحدها هي الثوريّة و بإعتبار أنّ تغيير العالم تغييرا شيوعيّا ثوريّا يقتضى فهمه فهما علميّا ماديّا جدليّا ، لا مندوحة من البحث عن الحقيقة المادية الموضوعية بإستمرار فكما لخّص بوب أفاكيان ، فى خضمّ صراعات ضد إنحرافات براغماتيّة / نفعيّة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية فى تعاطيها مع الحقيقة ( " الحقيقة الطبقية " و " الحقيقة السياسية " ...) :
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ."
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
و نحن نتبنّى و نطبّق مقولة ماو تسى تونغ بصدد الموقف الشيوعي السليم من النقد :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه - أن ينبّهنا إلى نقائصنا. فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، أصلحنا نقائصنا ، وإذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به ."
( " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 280)
لذا ندعو إلى الجدال و إلى تناول ردّ حزب الكادحين على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي بالبحث و النقاش ، كلّ بطريقته و حسب إمكانيّاته ، فتكون هذه المناسبة مدرسة جديدة لرفع مستوى وعينا و مستوى الوضوح الإيديولوجي و السياسي و مسكنا بالحقيقة و النظريّة الثوريّة كي نشيّد على أساسها ممارستنا الثوريّة .
الماركسيّة فكر نقديّ و من ينال من الفكر النقدي ينال منها بصفة مباشرة أو غير مباشرة ، لذلك يترتّب علينا أن نرفع راية النقد و أن نكرّسه و نتصدّى لكلّ من سعى أو يسعى أو سيسعى لإغتيال النقد خدمة لمشاريع أكيد أنّه لا صلة لها بالماركسية عدا أنّها نقيضها . وليكن شعارنا " لنمارس الماركسية و ننبذ التحريفيّة ! "
لا يجب أن نكون ليبراليّين ، لا يجب أن تكونوا ليبراليّين ؛ أنقدونا ، أنقدوهم ، أنقدوا أنفسكم ؛ مارسوا النقد و النقد الذاتي كخبز يوميّ ، ساعين قدر الإمكان إلى أن يكون هذا النقد موضوعيّا ، علميّا و دقيقا .
مع تحيّاتي الشيوعية الماوية الثوريّة ،
رفيقكم ناظم الماوي – ديسمبر2016
ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية.‏
رفيق حاتم رفيق
الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 17:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ـ 1 ـ
دار نقاش بيني وبين عدد من الرفاق في حزب الكادحين وأصدقائه خلال ‏العامين الماضيين حول ردود على الحزب يكتبها شخص يطلق على نفسه ‏اسم ناظم الماوي وينشرها تباعا في موقع الحوار المتمدن من ذلك رده على ‏كتابي الأمين العام للحزب : "تونس الانتفاضة والثورة" الصادر سنة 2011 ‏عن دار نهى ، صفاقس ، تونس ، و"الربيع العربي والمخاتلة في الدين ‏والسياسة " الصادر عن نفس الدار سنة 2013 ، فضلا عن مناقشته لبعض ما ‏أصدره الحزب من بيانات ومقالات .‏

وبسبب انشغالنا بالأهم من القضايا لم نر فائدة في مناقشة صاحب تلك الردود ‏طيلة المدة المنقضية خاصة أنها بدت لنا سجالا ايديولوجيا عقيما مليئا ‏بالاخطاء المعرفية والتاريخية واللغوية وغيرها مثلما سنبينه، فما الفائدة من ‏مناقشة رجل يعتقد مثلا أن الفيلسوف الفرنسي آلان باديو قد توفي منذ سنوات ‏والحال أنه لا يزال على قيد الحياة ، فهو يكتب مثلا عند مناقشته لكتاب فريد ‏العليبي الربيع العربي والمخاتلة بين الدين والسياسة " يستشهد بفيلسوف ‏فرنسي كان فى وقت ما ماويّ النزعة ، آلان باديو ، و يتجاهل أنّ فلسفة هذا ‏الأخير وكتاباته لسنوات قبل وفاته ، أمست تقدح كلّيا فى التجارب ‏الإشتراكية برمّتها " أو اعتقاده عند مناقشة كتاب "تونس الانتفاضة والثورة" ‏أن اجابة شوان لاي الشهيرة عن سؤال يتعلق بتقييم الثورة الفرنسية تخص ‏انتفاضة ماي 1968 لا ثورة 1789 والحال أنه لو قام ببحث بسيط بين ‏صفحات النات ما فاته ذلك وما ارتكب تلك الحماقة !! ‏

والملاحظ أن ناظم الماوى لم يترك أى مجموعة سياسية تنتمى الى اليسار في ‏معناه الواسع تقريبا الا وكتب عنها مقالات رثة تطفح بالحماقات النظرية ‏وبالنسبة الى حزب الكادحين فقد تركناه يفرغ ما في جعبته فتوغل في السباب ‏والشتيمة والافتراء ، وقد آن الأوان لابداء بعض الملاحظات على هامش ما ‏كتبه متوخين الاقتصاد في الكلام بالنظر الى أن ما ينشره لا يرقي الى مستوى ‏الكتابة النظرية التى تستحق نقدا يمكن للحركة الثورية التونسية والعربية بوجه ‏خاص الاستفادة منه وانما هو منوعات من الغباء الفكري الناتج عن جهل ‏مريع لا بالماركسية اللينينية الماوية التى يقدم نفسه على أنه ناطق باسمها ‏وانما بالمعارف الانسانية المختلفة ، وهو ما سنحرص أيضا على التدليل عليه ‏‏.‏
‏ ولا يفوتنا هنا لفت الانتباه الى أن معظم من كتب حولهم ناظم الماوى قابلوه ‏بالتجاهل حتى أنه استغرب ذلك مرارا دون انتباه الى أن الحماقة النظرية لا ‏تواجه بالنقد بقدر ما تواجه بالسخرية والتهكم والتجاهل . لأجل هذا فإن ما ‏سنقوم به هنا فيه منة ومزية عليه نتمنى أن لا تحول حماقته كالعادة دون التنبه ‏اليها فربما ساعدناه على ادراك جهله ليكف عن نفث غبائه. ‏
‏ ‏
وفضلا عن ذلك نلفت عناية القارئ في البدء الى أننا في حزب الكادحين على ‏بينة تامة من هوية ناظم الماوى فقد نشط لبعض الوقت في الحلقات والمنظمات ‏التى ينحدر منها الحزب ، وكان يمد الأمين العام الحالي بترجمات ركيكة ‏لاصلاحها ومراجعتها ، وهو هاو للاختباء وراء الأسماء الوهمية ، اذ يكتب ‏تارة تحت اسم : ناظم الماوي وطورا تحت اسم شادي الشماوى تجنبا لتحمل ‏المسؤولية الشخصية عما يكتبه، وهو لا يفعل ذلك خوفا من المراقبة البوليسية ‏كما قد يُعتقد ، وانما خوفا من أقرب المقربين اليه فهو يختبئ داخل مجموعة ‏سياسية معادية للماوية لغايات نقابوية، دون اعلان هويته الايديولوجية ‏والسياسية ،متوجسا من افتضاح أمره داخلها وهو الذى خصها بأقذع ‏الاوصاف أيضا. ‏

و طيلة حكم بن على لم يكتب ناظم مقالا واحدا لا في الحوار المتمدن ولا في ‏غيره من المواقع الالكترونية ، وفجاة أصبح بعد ذلك يكتب باسهال مقالات ‏سجالية يغلب عليها السب والشتيمة كما قلنا ضد الجميع ليس في تونس فحسب ‏بل خارجها أيضا فهو يوزع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا ، معتقدا أن "عناية السماء " قد كلفته بمهمة تقويم معوجين ‏ومحرفين ومشوهين ومنحطين وكذابين ومثاليين وميكانيكيين وميتافزيقيين الخ ‏‏.. متوهما أن ما يقوله ستكون له فائدة في توضيح الرؤى وجلب المتعاطفين ‏والحال أنه ظل على مدى حوالي ثلاثين عاما كاملة عاجزا عن تنظيم فرد ‏واحد ، واللافت أنه خص رفاقه القدامى بالنصيب الأوفر من شتائمه حتى أن ‏أحدهم وصفه في رد عليه بالكلب الذى يعوي وحيدا في الصحراء ..‏
وفي مجال الممارسة العملية لا يعرف عن ناظم انه مارس اى عمل نضالي ‏خلال الانتفاضة التونسية التى يكتب عنها مقالات الان فهو كمن يسكن كهفا ‏ففقد القدرة على الابصار داخله ولا يعلم ماذا يجري خارجه وتوقف عنده ‏الزمن فظل يعيش على ذكريات من زمن ولى وانقضى لذلك تجده يكرر مفاهيم ‏وافكار منفصلة عن سياق الوقائع الحية التى تجري حوله دون أن يراها .‏

والطريف أن الرجل الذي يملأ صفحات الحوار المتمدن بتلك الكتابات الرثة ‏لم يتجرأ يوما واحدا على تقديم محاضرة في تونس أو خارجها ليناقشه الناس ‏فيما يقوله فضلا عن غربته عن كل عمل كفاحى في ميادين صراع الطبقات ‏وما أكثرها فهو يجمع بين الحماقة النظرية والجبن في الممارسة العملية .‏
يتبع ....‏
------------------------------------------------
ناظم -الماوي- ومزاعم إحتقار نصف السماء
رفيق حاتم رفيق
الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 14:28 المحور: مواضيع وابحاث سياسية

ناظم الماوي : الحماقة في النظرية والجبن في الممارسة العملية .
ـ 2 ـ
العليبي يحتقر نصف السماء!‏

‏ يُمارس ناظم "الماوي " الافتراء و دون أدنى ذكاء كما سنبينه ، مُنطلقا من عنوان ‏نصّ كتبه العليبي في غمرة الاحتجاجات الشعبيّة إبّان انتفاضة 17 ديسمبر وهي لم ‏تبرح بعد مربّعها الجغرافي الأوّل الذي اندلعت فيه ، لكي ينطقه باستناج غريب ، ‏وحتى يسهل على نفسه خداع القارئ يركز النظر على العنوان فقط ، فاصلا إياه عن ‏مضمون النص ، متهما صاحبه بـ " تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء " ، ‏فقد شعر بالاشمئزاز كما قال من العنوان ولكن لماذا ؟ لأنه يمثل إساءة برأيه للمرأة ‏ويحيل" على الأسطورة الدينية التى تكرّس دونية النساء ، أسطورة حوّاء التى تسبّبت ‏فى خروج آدم من الجنّة " .‏
‏ غير أن نصّ العليبي لا علاقـة له بمسألة المرأة ، وقد ورد في كتاب "تونس: ‏الانتفاضة والثّورة" ضمن فصل بعنوان "من التهميش إلى الانتفاضة"، وهو ما لا ‏يشير من قريب أو من بعيد إلى تلك المسألة كما ذكرنا ، والذى حصل هو أن صاحب ‏الرد أمسك بعبارة ليقحم قضية المرأة في رده مًؤسسا عليها حكما يضرب عرض ‏الحائط بأبسط قواعد الموضوعيّة في قراءة النصوص والتعامل معها شرحا وتحليلا ‏ونقدا.‏
‏ وهويضع جانبا سيدي بوزيد الجغرافيا وسيدي بوزيد التاريخ، وسيدي بوزيد الكدح ‏والاستغلال والاستعمار والمقـاومة ، وهو ما تناوله النص الذى ورد ضمن أسلوب ‏نثري فرضته لحظة كتابته وينشغل بقضية المرأة التي اختلقها عند عبثه بالعنوان ، ‏موهما القارئ أن النص يتحدث عن المرأة "حافية القدمين" فتلك العبارة برأيه" ‏تلصق الإهانة بالمرأة مرّتين.....فى شخصها لأنّ العبارة شعبيّا شتيمة و كذلك ‏تلحقها بفعل إلصاقها بأبنائها الذين يهانون بسبب أمّهم فتكون النتيجة شتيمة ‏مزدوجة للمرأة و تكون المرأة سببا في شتم أبنائها".‏‎ ‎‏ ‏‎ ‎‏ ‏‎ ‎
‏ ولا يكتفي صاحب الرد بهذه الأحكام، بل يتجاوزها إلى تصحيح خطأ العليبي الذي ‏ورد في عنوان النص بحسب رأيه فيقترح عليه استعمال عبارة "حفاة القدمين"فقط ‏مستدلا على صواب مقترحه بحجج من قبيل أنّ هذا اللفظ "يؤدّي المعنى"وينقذ ‏المرأة من تلك الشتيمة.‏
‏ واذا ما جاريناه في ذلك وسرنا معه قليلا وقفنا عى المزيد من حماقاته ، فهو بحسب ‏ما يزعم لا يريد أن توصف المرأة بقدمها الحافية ، وهو ما تمكننا منه تلك العبارة ‏المقترحة من قبله ، ولكنه لا ينتبه الى أننا ونحن ننقذ المرأة "المسكينة " التى صورها ‏له غباؤه من تلك الصفة ونخلصها من تلك الشتيمة المزدوجة والإساءة والإهانة الخ ‏‏.. فاننا لا نفعل من خلال عبارته الا تعميم الشتيمة المفترضة عليها وعلى أبنائها ‏وبناتها وأخواتها وعماتها وخالاتها الخ ... فحفاة القدمين تشمل في هذه الحالة الجميع ‏نساء ورجالا.‏
لقد استنتج من تلك العبارة التى أثارت اشمئزازه أن العليبي ذكوري وغير بروليتاري ‏بل إنه أدنى حتى من البرجوازي الديمقراطي كيف لا وهو يشتم المرأة ويقول إنها ‏حافية القدمين !!! وعندما اصطدم بقول العليبي في موضع آخر من كتابه عن النساء " ‏إنّ دورهنّ فى الثورة ، مهمّ جدّا ، و تعزيز هذا الدور يقتضى ذهاب الثوريين إلى ‏المعامل و الحقول و المعاهد والجامعات لتنظيم جمهور النساء ، وفى خضمّ الكفاح ‏ستفرض المرأة المناضلة حضورها ، ولن تحتاج لمراسيم حزبية رجالية لكي تتصدّر ‏القيادة هنا أو هناك " ( ص 100). ركب رأسه متوغلا في المزايدة قائلا ان دورها ‏ليس مهما فحسب بل إنه حاسم ، ثم إن العليبي يقول " ذهاب الثوريين إلى المعامل ‏‏..." وهذا بحسب رأيه "تفوح منه رائحة الذهنية الذكورية لدي الكاتب حيث لم يقل ‏الثوريين والثوريات ، وكأنّه ينفى وجود الثوريات أو ينتقص من قيمة نضالهن وهكذا ‏نلمس مجدّدا عمليته المفضّلة : تغييب كلّ ما لا يتماشي و خطّه الإيديولوجي والسياسي ‏و نظرته المثالية الذاتية و ذهنيته الذكورية المعادين طبعا للشيوعية الحقيقية ". ‏
وهكذا تفعل الحماقة بصاحبها ما تفعله فتجعله يعتقد أن القارئ سيصدقه طالما هو ‏الشيوعي الحقيقي والماوي الحقيقي والديمقراطي الحقيقي ويكفي أن يقتطع لفظا هنا ‏وعنوانا هناك وينطقه بما يشاء من الاستنتاجات الغبية ليمر كل شئ بسلام .‏

لم يدرك صاحب الرد كنه عبارة "حافية القدمين " ولا مغزاها فاسترسل في الحديث ‏عن موقف العليبي من مسألة المرأة وهو ما لم يضعه النص في دائرة اهتمامه ، كما أن ‏للنص موضوع الافتراء قصة يحسن التذكير بها فقد كُتب ونُشر والانتفاضة التونسية ‏تشهد أحد أبرز منعطفاتها، ففي يوم 24 ديسمبر2010 تجمع المحتجون أمام مركز ‏الشرطة بمدينة المكناسي مسقط رأس العليبي وكان هو من دعا الى الاجتماع مترائسا ‏اياه ، وهو الذي سرعان ما تحول الى اشتباكات مع قوات الشرطة أستعملت خلالها ‏قنابل الغاز والرصاص المطاطي ، وغير بعيد عن ذلك المكان إستعملت تلك القوات ‏الرصاص الحي ليسقط أول شهداء الانتفاضة التونسية مضرجا بدمائه ، وهو الشاب ‏المتخرج من شعبة العلوم الفزيائية والمعطل عن العمل محمد العماري، فضلا عن ‏سقوط جرحى استشهد منهم لاحقا شوقي الحيدري . ‏
وكان النص النثري بمثابة تحية لهؤلاء وللمنتفضين جميعهم في سيدى بوزيد، التى ‏كانت حتى ذلك الوقت الولاية الوحيدة التى تشهد مواجهات عنيفة . ومن هنا خصها ‏العليبي بحديثه مستعملا في عنوان نصه عبارة " أبناء حافية القدمين " التى لا تفيد ‏الشتيمة كما حدثت الحماقة ناظم به بل الكفاحية والعزة والكبرياء وهو ما يعلمه أهل ‏سيدى بوزيد ويجهله هو الذى يسكن حيا راقيا بتونس العاصمة يقع في الضاحية ‏الشمالية ، حتى أنه اعتقد أن العليبي نقلها عن عبارة" الأطبّاء ذوى الأقدام الحافية" ‏التى انتشرت في الصين الماوية ، واللافت للنظر أن الحماقة حالت دونه هنا ودون ‏ادراك أنه انسجاما مع موقفه من القدم الحافية فإن هؤلاء الاطباء ألحقت بهم الصين ‏الماوية الاحتقار والازدراء تماما كما فعل العليبي حسب زعمه بالأم البوزيدية ّّّالم ‏تصفهم بحفاة الأقدام ؟!!‏
في ذلك الوقت الذى كتب فيه النص تُرى ماذا كان ناظم "الماوي " يفعل ، هل خرج في ‏مظاهرة مثلا ؟ ، هل دبج بيانا أو كتب مقالا ؟ علما أن الكتابة في حد ذاتها حول ذلك ‏الموضوع من جهة الانتصار للمنتفضين وقتها كانت ستكلف صاحبها سنوات من ‏السجن باعتبارها تحريضا ، وبامكان القارئ العودة الى النص الذى نشر حينها في ‏مواقع عديدة ليقف على مضامينه كاملة حتى يدرك بؤس الافتراء الذى يقترفه صاحب ‏الرد ويعلم الفرق بين المفتري والمفترى عليه في بلد تنطلق فيه ألسن الأغبياء ‏والحمقى والانتهازيين والمرتزقة الآن فقط لتزعم الثورية وتمارس المزايدة الخسيسة . ‏
بفيت تهمة الجهوية التى سنعود اليها في مناسبات لاحقة فالطريف أن ناظم "الماوي " ‏في مواضع أخرى من رده يتهم صاحب كتاب تونس : الانتفاضة والثورة بالانحياز الى ‏المنطقة التى ينحدر منها ، ونعني سيدى بوزيد ، بينما يقدمه لنا هنا على أنه يشتم ‏أهلها بسبب أمهم ذات الأقدام الحافية !!! فكيف يكون العليبي هذا وذاك في نفس الوقت ‏؟ إنها إحدى تناقضات ناظم "الماوي" الذي يعتقد أنه يكتب نصا نظريا يتفوق فيع لا ‏على العليبي فحسب بل على آلان باديو وسمير أمين والناس أجمعين وهو ما يُفسر ‏برأينا بتلك الحماقة النظرية اياها ، فخداع " الماوي " المزيف لقارئه سرعان ما ‏يفصح عن وجهه باعتباره من جنس الغباء الذى يُرافق الحمقى والمغفلين في أقوالهم ‏وأفعالهم.‏
يتبع .......‏
================================================================

الملحق 2 :
ناظم الماوي و الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره
مقال لريم الماويّة نشر على موقع الحوار المتمدّن
مقدّمة :
منذ عدّة سنوات ، لم يفتأ ناظم الماوي يخطّ المقالات و يؤلّف الكتب و ينشرها شغله الشاغل هو الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره ، و تسليح المناضلات و المناضلين و الجماهير الشعبيّة العريضة بهذا العلم لتفسير العالم تفسيرا صحيحا و تغييره التغيير الثوري الذى تحتاجه الإنسانيّة لتتحرّر من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال ببلوغ المجتمع الشيوعي العالمي . و لم نتقاعس أبدا عن الإطّلاع على كلّ ما يصدره على صفحات موقع الحوار المتمدّن . و لأكثر من مرّة جال بخاطرنا أن نكتب شيئا و لو أسطر عن ما ألّفه من مقالات و كتب و ما تنمّ عنه من مميّزااته ككاتب شيوعي إلاّ أنّنا كنّا نأجّل المشروع المرّة تلو المرّة إلى أن ألفيناه فى المدّة الأخيرة ينجز هو ذاته قراءات متنوّعة فى وثائق ماويّة تاريخيّة و أخرى حديثة ، فقرّرنا أن آن الأوان لتنفيذه و إن على عجل و بإقتضاب و دون إيفاء الموضوع كامل حقّه فعدنا إلى جملة ملاحظات كنّا ندوّنها كلّما قرأنا له مقالا أو كتابا و ذلك لتنشيط الذاكرة ثمّ عكفنا على الإشتغال على تلك المادة و على ما ألّفه ناظم الماوي لننتهي إلى جانب لا غير من الأفكار التى لا تتّصل بكافة تفاصيل مواقفه و منهجه و شكل كتاباته و مضمونها و إنّما تتّصل أساسا بميزات هذا الكاتب الشيوعي التى نعرض فى الآتى من هذا المقال .
1- كاتب ماركسي غزير الإنتاج :
إنّ أوّل ما يلفت الإنتباه هو أنّ هذا الكاتب قد أصدر ما يناهز الثلاثين عددا من نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " فى بضعة سنوات تعدّ على أصابع اليد الواحدة . و هذا فى حدّ ذاته إنجاز هام ( على أنّه ربّما كان بالإمكان تنقيته من شوائب بعض الأخطاء المطبعيّة و الإملائيّة ) فى زمن نفتقد فيه إلى الكتابات الشيوعيّة الثوريّة حقّا ، زمن غمرت فيه موجات التحريفيّة ، أو الماركسيّة المزيّفة ، الشيوعية الثوريّة و أغرقتها فى المياه الآسنة للديمقراطية البرجوازيّة أو القوميّة و حتّى التذيّل للأصوليّة الإسلامية .
و تعكس أعداد تلك النشريّة و قد ضمّت ما يربو عن العشرة كتب و ما يمكن أن يكون مادة لكتب بأكملها ، مدى قناعة ناظم الماوي بأهمّية و ضرورة خوض النضال على الجبهة النظريّة و الحاجة إلى تطوير خطّ إيديولوجي و سياسي شيوعي ماوي ثوري صحيح . و ما لا يرقى إليه شكّ أنّ أعمالا عميقة من ذلك القبيل تطلّبت جهدا يعزّ أو ربّما يشقّ بذله على العديد من الكتّاب الماركسيّين أو المثقّفين الذين يتبّنون أو يدّعون تبنّى الماركسية .
2- حامل هويّة شيوعيّة تعمّقت مع خوض الصراعات الإيديولوجية و السياسيّة :
من الإسم المستعار الذى إصطفاه لنفسه ، نرى أنّ ناظم الماوي أعلن من البداية هويّته الإيديولوجيّة الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة ومنذ العدد الأوّل من النشريّة المذكورى أعلاه ، صرّح بمشروعه الفكري .
و فى الوقت الذى كادت فيه الماركسية – اللينينية – الماويّة تفقد المدافعين عنها صراحة و بصوت عالِ إزاء الهجمات الرجعيّة وفى الوقت الذى مرّغ فيه المتمركسون وجه الماويّة فى التراب بإعتماد التشويه و تزوير الحقائق و الوقائع و إجتزاء الجمل و فقرات المقالات و الكتب و إخراجها من سياقها ؛ تولّى هذا الكاتب ( هو غيره طبعا و إن تميّز بجدالاته المثيرة للإنتباه ) رفع راية " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " .
ومع صدور الأعداد المتتالية و خوض الصراعات الإيديولوجيّة و السياسيّة مع مهاجمى الماويّة أو مدّعى الماويّة محلّيا و قوميّا و عالميّا ، شاهدنا ناظم الماوي يخطو خطوة نوعيّة ليعلن على الملإ أنّ شيوعيّة اليوم أو الروح الثوريّة للماويّة اليوم ، كما يقول ، هي الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة . و صار مذّاك من أوائل و أبرز متبنّيها و شارحيها و المدافعين عنها و المروّجين لها ، على الصعيد العربي .
3- مدافع شرس عن علم الثورة البروليتارية العالمية :
من المقالات الأولى لنشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و من الوهلة الأولى ، يلاحظ قرّاء صفحات تلك النشريّة أنّ ناظم الماوي يصدّرها بمقولات مأثورة لقادة البروليتاريا العالميّة . فلا يصدر تقريبا أي مقال دون توشيحه بمقولة أو مقولات هي من ناحية تعبير مكثّف عن حقائق لخّصها معلّمو البروليتاريا العالميّة إنطلاقا من تجاربهم المباشرة أو من التجربة العامة للثورة البروليتارية العالمية ، و من ناحية أخرى ذات صلة بالموضوع محلّ النقاش . و بذلك يعيد هذا الكاتب إلى أذهان بعض القرّاء جملا و حقائقا ماركسيّة قد يكونوا نسوها و يقدّمها إلى من لا يعرفها علّه يستفيد من مضمونها فى تمثّل مبدأ أو أساس أو حقيقة يخوّلون له فهما أفضل للماركسية و للواقع من أجل تغييره .
وقد ساهم ناظم الماوي بهذا الشكل و بالعودة إلى فقرات و نصوص ماركسية – لينينيّة – ماوية أصيلة ، فى إبراز الآراء الصحيحة و الصائبة لعلم الثورة الشيوعيّة . و قد عثرنا على صفحات التواصل الإجتماعي وفى كتابات البعض صدى ترحيب شيوعيّين و شيوعيّات بهذا و مدى تداولهم لمقتطفات لماركس أو إنجلز أو لينين أو ستالين أو ماو أعاد هذا الكاتب إخراجها و التشديد عليها و ربطها بمجريات واقع الصراع الطبقي محلّيا و عالميّا و بصراع الخطّين سواء فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية عامة أو الحركة الماويّة العربيّة خاصة .
و ما إنفكّ ناظم الماوي يحيل القرّاء على المراجع المعتمدة و يحثّ على دراستها وهي بالعشرات أحيانا ( مثال ذلك مراجع الكتاب المخصّص للردّ على تشويهات فؤاد النمري و عبد الله خليفة للماوية ؛ " لا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير " ) ؛ و يسلّط الضوء على مفاهيم ومواقف وخلاصات ماركسية – لينينيّة – ماويّة بصدد الدولة و الثورة و الصراع الطبقي و الحزب و الجبهة و التحريفية و الإصلاحية و الأصوليّة الدينيّة و هكذا لكي ينير سبيل المبتدئين فى خوض النضال الطبقي و غير المبتدئين فى واقع يسود فيه ظلام تداخل الأفكار و المفاهيم و يقع فيه تشويه الشيوعيّة الثوريّة أيّما تشويه من طرف الرجعيّين و المتمركسين .
4 - مقاتل للتحريفية والدغمائيّة و الإصلاحية :
و بينما فى الغالب الأعمّ ، لزم الكثير من مدّعى الشيوعيّة و الماويّة الصمت المطبق تجاه التحريفية و الإصلاحيّة بذرائع لا عدّ لها ولا حصر وحتّى لا يفضحوا أنفسهم هم ذاتهم و نقاط ضعفهم إن أثير نقاش هذه القضايا نقاشا جدّيا علميّا عميقا ، إنبرى ناظم الماوي يقاتل التحريفيّة و الإصلاحيّة بداية من المقالات الأولى فى العدد الأوّل من النشريّة إيّاها إلى آخر كتاباته التى إطّلعنا عليها فى المدّة الأخيرة .
و بإستمرار سعى إلى رسم خطوط تمايز بين الماركسية و التحريفيّة . و قد خاض غمار معارك ضارية ضد ألوان من التحريفيّة والإصلاحيّة صلب " اليسار " عامة وصلب الماويّين خاصة . فساهم فى تعرية جوهر و مدى خطورة أطروحات البلاشفة الجدد و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحّد و حزب العمّال التونسي كما ساهم فى إماطة اللثام عن خطّ الحركة الشيوعية الماويّة و المنظّمة الشيوعية الماويّة و حزب الكادحين الوطنيّي الديمقراطي و خطّ فؤاد النمرى البلشفيك إلخ و أجلى مدى إصلاحيّة هذه الأحزاب و المنظّمات إستراتيجيّاتها و تكتيكاتها و مواقفها و سياساتها و الخطوط المعادية للشيوعية الثوريّة .
و بيّن بالأدلّة الواضحة مدى دغمائيّة من يطلقون على أنفسهم أحيانا بلاشفة وأحيانا ستالينيّين أو ماركسيّين – لينينيّن و غالبيّتهم من الخوجيين المتستّرين و كذلك الماويّين الذين وقفوا و يقفون ضد تطوير علم الشيوعية و ذلك فى عديد المقالات و الكتب منها الجدالات ضد الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و ضد محمّد علي الماوي و كذلك ضد آجيث .
و إلى جانب ذلك ، بذل جهدا لا بأس به فى التعريف بالتجارب العالميّة المتّصلة بقتال التحريفيّة و الدغمائيّة و الإصلاحيّة و إستخلاص الدروس منها و مقالاته الأخيرة أفضل دليل على ذلك .

5 – أممي بروليتاري حقّا :
و فى حين غرقت فرق " اليسار " العربي ، فى غالبيّتها الساحقة ، فى التقوقع والإنعزاليّة التى ترافقت مع سيادة نزعات قوميّة ضيّقة و حتّى دينيّة بمعنى التعاطى الديني مع الماركسية كدوغما وبمعنى التذيّل بشكل أو آخر للأصوليّة الإسلامية ؛ طفق ناظم الماوي يوسّع مجال رؤية الشيوعياّت والشيوعيين و يعيد ترسيخ البوصلة العالمية ، البوصلة الأمميّة البروليتاريّة .
لقد أشاعت الماركسيّة المزيّفة ، التحريفيّة ، بشتّى تلويناتها الحربائيّة ، فهما مشوّها للأمميّة البروليتاريّة على أنّها التضامن بين الشعوب ، مُحلّة هكذا مفهوما برجوازيّا محلّ المفهوم البروليتاري الشيوعي . و إثر إشباعه المسألة بحثا عميقا ( بالإعتماد على كتابات لينين و بوب أفاكيان و الجدال العالمي صلب الحركة الماويّة العالمية ) توصّل هذا الكاتب إلى كنس التراب المهال على المسألة و أعاد تسليط الضوء على أهمّ مقولات لينين بهذا الحقل مضيفا إليها مقتطفات مفاتيح من أعمال بوب أفاكيان .
و تجلّى هذا أفضل تجلّى فى كتاب " حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحدّ : حزب ماركسي مزيّف " و خاصة فى الفصل الأوّل منه ، نقطة " الأمميّة البروليتاريّة أم مجرّد التضامن العالمي " .
و هكذا وضع ناظم الماوي إصبعه على آفة لطالما نخرت الحركة الشيوعية العربيّة فأعاد وضع النقاط على الحروف معيدا ألق المفهوم الشيوعي الثوري للأمميّة البروليتارية القائل بأنّ :
- " فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعيّن علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها. هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ." ( لينين )
6 - ناقد ماركسي جريئ :
أقام ناظم الماوي قسما كبيرا من مقالاته و بحوثه و كتبه على نقد مواقف و وثائق أشخاص رموز ومنظّمات و أحزاب . و قد جسّد العدد الأوّل من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " هذا التوجّه خير تجسيد . و نافح هذا الكاتب عن النقد و الفكر النقدي عامة و عن النقد الماركسي خاصة و وجّه سياط نقده لإغتيال " اليسار " للفكر النقدي فى أكثر من مقال لعلّ أهمّها ما ورد فى العدد 21 من تلك النشريّة تحت عنوان " فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثوريّة ".
و لم يتردّد هذا الناقد فى إعمال سلاح النقد الماركسي فى ما إنتقاه من مواقف و وثائق لها دلالتها ولم يكن عدميّا فى نقده . ففى حين أظهر مواطن تحريف علم الشيوعية و هاجمها ، ما إنفكّ يقدّم و يعرض و يشرح و يثمّن المواقف و الوثائق التى تعكس الحقيقة ( و إن كان مصدرها أناس لا يلتقى معهم فكرا و توجّها ) حتّى و هي لا تفسّر العالم من أجل تغييره من وجهة نظر الشيوعية الثوريّة فما بالك بتلك التى تنير الطريق الشيوعي . و أفضل الأمثلة على ما نذهب إليه المقالان الإضافيّان فى كتاب " لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير " حيث تفاعل مع المعلّقين على مقالاته بشأن الخطّ التحريفي الإصلاحي لفؤاد النمري معطيا كلّ ذى حقّ حقّه .
و حدت به جرأة الناقد الماركسي إلى الإعتراف الصريح ، على خطى بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية ، بأخطاء ماو تسى تونغ و لينين تمّ تشخيصها بفضل الدراسة العلمية و تطبيق المادية الجدلية من منظور شيوعي ثوري ، و نقدها رفاقيّا و مبدئيّا لا لشيء إلاّ لتطوير علم الشيوعية للقيام بما هو أفضل راهنا ومستقبلا خدمة للثورة البروليتارية العالمية و هدفها الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي ، حسب صيغة لناظم الماوي .
و جدير بالذكر كذلك تحلّيه بالجرأة فى جدالاته و نقده لماويّين و وثائقهم التاريخيّة و تعرية أخطائهم و شرح مصادرها و تقديم كيفيّة تجاوزها . و لا يفوتنا طبعا تحلّيه بالجرأة على إقتحام مجال خوض الجدال على الصعيد العالمي ، ناقدا النزعة الدغمائيّة لأحد أهمّ القادة الماويين عالميّا فى كتابه " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " . و طبعا لهذا صلة بتجرّئه على تبنّى الخلاصة الجديدة للشيوعية كأرقى ما بلغه تطوّر علم الشيوعية اليوم ، حسب قوله ، و إعتمادها منطلقا و أساسا لنظرته للعالم ونضاله بوجه خاص على الجبهة الإيديولوجية و السياسية للمساهمة فى إلحاق الهزيمة بالتحريفية بشتّى تلويناتها كمعركة لا بدّ من خوضها للمساعدة على فسح المجال لتقدّم الشيوعيّة الثوريّة فى البلدان العربيّة .
وعلى الرغم من أنّ النقد الماركسي المبدئي قد جلب له الشتائم المختلفة و التشويهات المتنوّعة من لدن مدّعى الشيوعية و حتّى مدّعى الماويّة ، ظلّ ناظم الماوي متماسكا و ثابتا لا يفرّط فى الخطّ الناقد و الفكر النقدي الماركسي و النقد و النقد الذاتي الماركسي – اللينيني - الماوي فلا يهادن حتّى المتجلببين بجلباب الماويّة وهي منهم براء ، مهما كانت التعلاّت .
7- باحث عن الحقيقة مهما كانت :
ومن اللافت أنّ ناظم الماوي لا يتطرّق للمواضيع بسطحيّة ميّزت عديد الكتابات المدّعاة ماركسيّة ( على أنّه أحيانا عن وعي تام يعالج مسائلا بإقتضاب ) فأبحاثه النقديّة تتميّز بالعمق و الشمول اللازمين وهو يقتفى أثر الحقيقة لا تعيقه فى ذلك أفكار مسبّقة و لا عوائق بحثيّة و لا الحقائق المزعجة بين الفينة و الأخرى طبقا لعبارات له ، و لا الضباب الكثيف الذى يبثّه الرجعيّون و التحريفيّون و يلفّ قضايا و وقائع و لا تعقّد الأمور و تداخلها . و له من الجرأة بحيث يقرّ بعدم الإطّلاع على مسألة أو معرفته الجزئيّة بها أو عدم تمكّنه من دراستها كما يجب كلّما كانت تلك هي الحقيقة . و لطالما كرّر مقولة لينين و مفادها أنّ الحقيقة وحدها هي الثوريّة و دعا إلى تطبيقها وطبّقها هو ذاته لأنّها تسمح بفهم العالم فهما صحيحا و من ثمّة النضال من أجل تغييره ثوريّا .
و لكي ندرك جيّدا ميزة الباحث عن الحقيقة هذه ، نشير عليكم على سبيل المثال بالردّ على كتاب محمّد الكيلاني الذى كان أحد قادة حزب العمّال الشيوعي التونسي حين كتابته " الماويّة معادية للشيوعيّة " فى أواخر ثمانينات القرن العشرين ، و المجهود البحثي الذى تطلّبه عناء العودة إلى كلّ إستشهاد على حدة و إستقصاء إطاره و مدى صحّة ترجمته و مقارنته بما صدرعن أنور خوجة و بمواقف ماو الحقيقية إلخ ، خاصة و أنّ ذلك الكاتب الدغمائي – التحريفي الخوجي توخّى أسايب مغالطة و خداع إنتهازيّة عدّد منها ناظم الماوي ثلاث و أربعين نقطة فى مقدّمة العدد الخامس من تلك النشرية التى حملت فحواها عنوان " فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية:"الماوية معادية للشيوعية" نموذجا " .
و أيضا يتأكّد السعي الحثيث وراء الحقيقة بشكل واضح فى كتاب " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " الذى إستدعى يقينا عدّة قراءات للمرجع الواحد فما بالك بعشرات المراجع ، و فى كتاب لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير " حيث لا ظلّ للشكّ فى أنّ بلوغ الحقيقة بشأن عدّة مسائل قد إقتضى جهدا بحثيّا كبيرا و يكفى إلقاء نظرة على المراجع المعتمدة للقطع بصحّة ذلك .
و لم يخش ناظم الماوي لومة لائم ، بعدما إقتنع نتيجة البحث عن الحقيقة ، لمّا صاغ نقدا معلّلا طال مواقفا معيّنة للينين و ستالين و لماو نفسه . فهذه المناسبة و بمناسبات أخرى ، نقف على هذا الكاتب الماوي يكرّس عمليّا قناعته بمقولتي ماو تسى تونغ و بوب أفاكيان بخصوص الحقيقة وعلاقتها بالنضال الشيوعي الثوري ، و هما مقولتان حرص فى نصوص عدّة على التشديد عليهما سواء بوضعهما فى تصدير مقالاته أو فصول كتبه أو فى متنها .
8- مبادر بطرح و معالجة قضايا لم يسبق للماويّين عربيّا طرحها و معالجتها :
بلا عناء ، يرصد من يقوم بجولة فى أعمال ناظم الماوي ( و نخص بالذكرفى هذه النقطة كتبه دون سواها كي لا نطيل على القرّاء ) أنّه تطرّق لمواضيع لم يسبق للماويّين عربيّا التطرّق إليها و أحيانا نادرا ما تطرقوا إليها على عجل و دون عمق و شمول لازمين .
ويمكن إعتبار كتاب " قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه " باكورة كتب هذا المؤلّف و دراسته لأطروحات التيّار البلشفي رائدا فعلا كما هو رائد كتابه " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " أين نلفيه يناقش و يجادل أحد أهمّ القادة الماويّين عبر العالم حول قضايا لم يسبق أن تناولها بالبحث الماويّون عربيّا ، من مثل أخطاء لينين و ماو تسى تونغ .
و ليس أقلّ ريادة كتابه الجدالي ضد محمّدعلي الماوي ، " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ " و فيه دافع عن الخلاصة الجديدة للشيوعية و فسّر نقاط تطويرها للروح الثوريّة للماويّة ، حسب مفردات له ، و بعدئذ صار نوعا ما رمزا لأنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة على الصعيد العربي ومرجعا من مراجع صراع الخطّين بصدد هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية .
ومن نافل القول أنّ " ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماويّة تطويرا ثوريّا " كتاب رائد فى بابه فما من أحد من الماويّين قبل ناظم الماوي ألّف كتابا كاملا فى الغرض و طرح و عالج تطوير الماويّة على ذلك النحو ناقدا بدقّة متناهية منمنظورشيوعي ماوي ثوري ، معلما هاما من تراث الماويّين ( " ردّا على حزب العمل الألباني " ) ومواقف و أطروحات منظّمات و حركات ماويّة و تقدّم بالبديل الثوري الكفيل بتطوير الماويّة نظريّا و ممارسة .
9- مناصر لا يلين لفتح جبهة النضال من أجل تحرير المرأة كقوّة جبّارة من أجل الثورة :
مستفيدا من دراسة تاريخ حركات التحرّر الوطني العربيّة و الحركات النسويّة عربيّا وعالميّا و مستفيدا بوجه خاص من دراسة التجارب الماويّة النيباليّة و الإيرانيّة و الخلاصة الجديدة للشيوعية ، تمكّن ناظم الماوي من تشخيص خطأ قاتل رافق نضالات الحركة الشيوعية العربيّة خاصة و حركة التحرير الوطني العربيّة عامة ، ألا وهو إرجاء النضال من أجل تحرير المرأة إلى ما بعد تحرير الأرض أو البلاد . وبهذا الصدد ، ألمح هذا الناقد الماركسي على سبيل المثال لا الحصر إلى تجربتي الفلسطينيّين و الجزائريّين اللتين أجّلتا النضال ضد كسر القيود المعيقة لتحرير النساء إلى " يوم ُيبعثون " فعاد ذلك بالبوال على النساء ، نصف السماء ، بتعبير شاعري لماو تسى تونغ له دلالته .
و قد طوّر ناظم الماوي نقده هذا بوجه خاص فى كتابه " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " أين فضح تلك النزعة و نافح بحزم عن التنظيرات الثوريّة التى تقدّم بها كلّ من الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) وبوب أفاكيان فى الخلاصة الجديدة للشيوعية و الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( وهو وثائق ترجمها شادي الشماوي و منها : الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة ! و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي ! ؛ بيان : من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاء ؛ الخلاصة الجديدة و قضية المرأة : تحرير النساء و الثورة الشيوعية – مزيدا من القفزات و القطيعة الراديكالية ) .
و النضال الدؤوب ضد الإضطهاد و الإستغلال الجندري و النظام الأبوي / البطرياركي لتحرير المرأة و من الآن فى المجتمع ككلّ و حتّى داخل صفوف الشيوعيين و منظّماتهم و أحزابهم أم تأجيل ذلك معيار دقيق آخر للتمييز بين الشيوعيين الماويين الثوريّين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية من جهة و التحريفيين من كلّ الألوان . لذلك ما إنفكّ هذا المناصر لتطوير جبهة النضال من أجل تحرير النساء ومن الآن وعلى كافة الأصعدة يروّج لشعار أساسي هو :
- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة ! و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي !
10 – مطوّر لبعض المفاهيم :
و فى سياق تأكيده على الفهم الشيوعي الثوري الحقيقي للأمميّة البروليتاريّة و وحدة الطبقة العاملة العالميّة و وحدة مصيرها التاريخي و مواجهة للنزعات القوميّة الضيّقة فى صفوف حتّى الماويّين ، أخذ ناظم الماوي ، و منذ مدّة الآن ، يتحدّث عن الثورة فى المستعمرات وأشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة بقيادة البروليتاريا و الإيديولوجيا الشيوعية فيردفها فى كلّ مرّة بأنّها " جزء من الثورة البروليتارية العالمية " .
وقصد التمييز بين الطرح الماركسي – اللينيني – الماوي الثوري للثورة الوطنيّة الديمقراطية و ما لحقه من تشويهات جمّة على يد المتمركسين ، أضحى هذا الكاتب الماوي يعمد إلى إستخدام المفهوم الماوي المنتشر عالميّا ألا وهو الثورة الديمقراطية الجديدة أو يصحب مفهوم الثورة الوطنيّة الديمقراطية بالثورة الديمقراطية الجديدة ( الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة ، طبقا لنصوص له ) .
و فى ذات إطار الدفاع عن الماويّة و نشرها و مقاتلة التحريفيّة ، لجأ هذا الناقد الماركسي إلى فضح الرؤى و الأفكار الديمقراطية البرجوازية المتّصلة بالمسألة الديمقراطية فأعاد التذكير بمواقف لينين و مقولاته بهذا المضمار و أضاف إليها مقولات لبوب أفاكيان و نحت ( وربّما إستعار من أحد إستخدمه قبله ) مفهوم " الديمقراطية / الدكتاتورية " فى مصطلح واحد كتعبير ، طبقا لشرحه ، عن الفهم المادي الجدلي لوحدة الأضداد و إزدواج الواحد و الطبيعة الطبقيّة للدولة و الديمقراطية فى المجتمعات الطبقيّة .
و نظرا لكون هذا الباحث الماوي من أوائل ، إن لم يكن أوّل من إستخدم مفهوم شيوعي ماوي و شيوعيّة ماويّة ( أنظروا مقال " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبيّة فى تونس " الممضى ب " شيوعي ماوي " المنشور بتاريخ 24 جانفي 2011 على الحوار المتمدّن ، و تاليا ضمن العدد الأوّل من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة !" ) و نظرا لأنّ الكثير من مدّعى الماويّة قد تبنّوا المفهوم و أنّ الماويّة إنقسمت إلى إثنين ، لمس هذا الباحث الحاجة إلى مفهوم يميّز بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و جوهرها الماوي الثوري من جهة و محرّفي الماويّة من دغمائيّين وأتباع الديمقراطية البرجوازية ، فأضاف نعت الثوريّة للشيوعية الماوية لتصبح " الشيوعية الماويّة الثوريّة " .
11- متفاعل جدّي مع أعمال شادي الشماوي :
دون خشية الوقوع فى الأحكام الإطلاقيّة ، بوسعنا أن نجزم بأنّ شادي الشماوي قام و يقوم بعمل جبّار يذكر فيشكر للتعريف بالماويّة و نشرها عربيّا و مدّ المناضلات الشيوعيّات و المناضلين الشيوعيين بأسباب تعزيز الدراسة و البحث و النقاش و الصراع و بلوغ الحقيقة و الإستفادة من مختلف التجارب تاريخيّا و راهنا ، نظريّا و ممارسة . فقد نسخ كتبا و وثائقا تاريخيّة لا تقدّر قيمتها بثمن و ترجم كتبا و مقالات قيّمة للغاية لماويّين و ماويّات من أنحاء العالم قاطبة و كتب مقالات و مقدّمات و خواتم لأعداد مجلّة " الماويّة : نظرية و ممارسة " التى فاقت العشرين عددا .
و ليس بوسعنا إلاّ الإعراب عن أنّ كتب شادي الشماوي ذخيرة إيديولوجيّة و سياسيّة لمن يرنو تثقيف نفسه شيوعيّا و لمن يبحث فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الحركة الماويّة و صراعات الخطّين التى عصفت وتعصف بها . و بعبارات أخرى ، هي زاد حيوي للذين يتطلّعون إلى إستيعاب علم الشيوعية اليوم و رفع رايته و تطبيقه و لما لا تطويره .
و بقدر ما هو أكيد أنّ قرّاء مؤلّفات شادي الشماوي ينحدرون من مدارس فكريّة شتّى ، بقدر ما هو أكيد أنّ جلّ إن لم يكن كلّ الماويّين الثورييّن و أيضا مدّعى الماويّة ينهلون من تلك المؤلّفات بيد أنّ غالبيّتهم لا يذكرون حتّى المرجع الذى يستقون منه الفكرة أو المقولة أو الموقف إلخ . و من العجب العجاب أنّ ممّن يطلقون على أنفسهم نعت الماويّين ( و غيرهم أيضا ) لا يعتمدون تلك المؤلّفات صراحة و علنا فى ما يخطّونه و من هنا لا يقرّون بحقيقة مصادرهم و لا يطبّقون عمليّا النزاهة العلميّة و يبخسون هذا الكاتب و المترجم حقّ قدره و جهده .
و فى مقابل هؤلاء ، وقف ناظم الماوي و لا يزال موقفا واضحا جليّا و صريحا مثمّنا أعمال شادي الشماوي الفريدة من نوعها و معتمدا إيّاها بلا تردّد ضمن أهمّ المراجع و المصادر فى ما يؤلّف من مقالات و كتب لكونها تزخر بالحقائق الشيوعية الماوية الثوريّة التى لا مناص من إعلاء رايتها إن كان المرء يجتهد للتقدّم بالنضال فى سبيل الشيوعية على الصعيد المحلّى و القومي و العالمي و يسعى بكلّ ما أوتي من طاقة من أجل القيام بالثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها لتحريرالإنسانية .
و تفصح الكثير من المؤشّرات على أنّ الناقد الماركسي مقتنع عميق الإقتناع بأنّ كتب شادي الشماوي فى طيّاتها أهمّ الكتابات الماويّة الحديثة و أرقاها و أكثرها تقدّما على النطاق العالمي و لتطوير الماويّة لا بدّ من إستيعاب ما توصّل إليه أقدر المنظّرين و القادة الماويّين عالميّا و فرز الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح و رفع رايته و تطبيقه . كما تفصح عن إعتبار تلك الكتب بقديمها و جديدها ( طبعا دون التغاضي أبدا عن ضرورة دراسة المصادر الأساسيّة للماركسية – اللينينيّة – الماوية ) جسرا لا بدّ من عبوره لمزيد التسلّح بعلم الشيوعية لبلوغ الضفّة الأخرى بفهم أفضل لهذا العلم و نظرة شيوعية للعالم و طبيعة الثورة الشيوعية و أهدافها و أساليبها بما يخوّل تفسيرا أفضل للواقع العالمي و القومي و المحلّى من أجل تغييره شيوعيّا .

12- قارئ نهم :
و بإمكان المطّلعين على مقالات و كتب ناظم الماوي أن يستشفّوا دون عناء أنّه قارئ نهم حيث يحيلنا عندما نلج عالم تلك المقالات و الكتب على مراجع و مصادر شتّى و من عدّة بلدان عبر العالم وهو يقدّم أمثلة تاريخيّة و أخرى راهنة من أكثر من بلد . و على سبيل المثال ، يوفّر لنا كتابه الجدالي ضد تشويه فؤاد النمرى و عبد الله خليفة للماوية معطيات عدّة تصبّ فى هذه الخانة . و هذا القارئ النهم لا يعود فقط إلى المصادر الأصليّة و يتفحّصها و يقلّب المعلومة و الجملة و الفقرة من عدّة أوجه متباينة و يصحّح المعلومات و التأويلات الخاطئة التى يوردها أعداء الماويّة ، بل يسوّع أيضا أفق القرّاء فيعقد المقارنات و يذكّر بآراء مؤسّسى الشيوعية و مطوّريها و بآراء أعدائهم كذلك .
و يحضرنا هنا مثال على أنّ هذا القارئ النهم لا يفوّت فرصة للإطّلاع على محاورالجدالات الماويّة على الصعيد العالمي وليس فحسب العربي و إن كانت ثانوية و ثانوية جدّا بالنسبة للجمهور الواسع للقرّاء فى البلدان العربيّة ( على أنّها تمثّل نزعة فكريّة يحتاج الشيوعيّون الحقيقيّون التعرّف عليها وفهمها و إدراك كنهها و طبيعة علاقتها بالماركسية ) ، هو مثال جاء فى كتاب " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية " أين يكشف الناقد الماركسي بإشارة مقتضبة تحريفيّة آلان باديو و يدعو القرّاء إلى الإلمام بالموضوع بكلّ جوانبه مشيرا عليهم بمرجع لا تخطئه عين الباحث أو الباحثة عن الحقيقة .
و نحن إذ نضع سطرا تحت ميزة القارئ النهم هذه فلأنّ الشيوعيّات و الشيوعيّين الحقيقيّين يحتاجون بلا إنقطاع إلى القراءة و الدراسة و النقاش و الجدال كي يكونوا واعين شيوعيّا مميّزين بين الغثّ و السمين ، بين الصحيح و الخاطئ ، بين الماركسية و التحريفيّة و لما لا منتجين لفكر شيوعي ثوري و مكرّسين له عن وعي تام و لا يتبعوا عن عمى أي إنسان يزعم الثوريّة و يلبس لبوس الشيوعية أو الماركسية أو الماركسية – اللينينية أو حتىّ الماركسية - اللينينية - الماويّة.
13- منفتح على التعلّم بإستمرار :
ربّما أصاب بعض قرّاء مقالات وكتب ناظم الماوي الذهول و هم يسمعونه يعلن لفؤاد النمري مثلا عن إستعداده للتعلّم حتّى من الأعداء إلاّ أنّ المتمّعن فى شروحه للمسألة هنا و هناك فى ثنايا ما ألّف يدرك أنّ ما قاله هو عين الصواب بالنسبة للشيوعيّات و للشيوعيّين الحقيقيين و بالنسبة لإنسان قلنا إنّه باحث عن الحقيقة الماديّة الموضوعيّة مهما كانت و التى هي وحدها الثوريّة بعبارات لينين ، و المقتدى بمقولة ماو تسى تونغ ومقولة بوب أفاكيان بهذا الصدد .
الشيوعيّات و الشيوعيين ، منظرّين كانوا أم مناضلات و مناضلين على جبهات أخرى ، لا يعرفون كلّ شيء و يحتاجون على الدوام إلى التعلّم . العالم فى حركة دائمة و فهمه يقتضى بحثه و دراسته بإستمرار . هذا وجه من وجوه المسألة و وجه آخر هو ، كما يقول لينين ما معناه ، لا يمكن للمرء أن يكون شيوعيّا ما لم يستوعب أرقى ما بلغه الفكر الإنساني و تطوّره . و الوجه الثالث للمسألة هو ما يشدّد عليه ناظم القارئ النهم مثلا فى تلخيصه لنقاط الجدال المعنون " آجيث - صورة لبقايا الماضي " من كون الحقيقة موضوعيّة تعكس ، حسب كلماته ، الواقع المادي الموضوعي و بالتالى هي ليست حكرا على أحد ، شيوعي كان أم غير شيوعي ، بروليتاري كان أم غير بروليتاري ... و واقعيّا ، تاريخيّا و حاضرا ( و مستقبلا ) يتوصّل الأعداء إلى حقائق لم يتوصّل إليها الشيوعيّون . فما العمل إذن ؟ لا مفرّ من التعلّم حتّى من الأعداء إن رغبنا فى فهم العالم فهما صحيحا و المسك بالحقيقة المادية الموضوعية لتفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره ثوريّا .
إنّ إمتلاك ذهن منفتح بمعنى الإنفتاح على التعلّم بإستمرار من الرفيقات و الرفاق و العلماء و العاملين فى شتّى مجالات النشاط الإنساني و حتّى من الأعداء الطبقيين خاصيّة من خاصيّات و ميزة من ميزات الشيوعيات و الشيوعيين الحقيقيين . و ليسجّل الرفاق و لتسجّل الرفيقات بأذهانهم أنّ الماركسيّة ذاتها ما كانت لتوجد ، كما أعرب عن ذلك لينين عند تناوله بالحديث الأقسام الثلاثة و المكوّنات الثلاثة للماركسية ، لولا الإقتصاد السياسي الأنجليزي و الفلسفة الألمانية و الإشتراكية الفرنسية علما و أنّ من أنتجوا تلك المكوّنات ( كمادة إشتغل عليها ماركس ) لم يكونوا بداهة ماركسيّين و لا بروليتاريّين . و ماركس نفسه ما كان ماركسيّا قبل تطويره للماركسية فى تفاعل جدلي مع تلك المصادر الثلاثة و مع تطوّر العلوم و إنفتاحه على التعلّم و البحث عن الحقيقة أينما وُجدت و مهما كان من يمسك بها و إعماله الفكر النقدي فى المواد و الأفكار المراكمة و الواقع المتحرّك أبدا . و ظلّ طوال حياته يتعلّم و يُعلّم ما يحصّله من حقائق . و كذلك كان حال إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ : يتعلّمون و يُعلّمون ، و يقودون الجماهير و يتعلّمون منها وهم يقودونها ، فى حركة لولبيّة متصاعدة لا تنفى إمكانيّة حدوث الأخطاء و التراجعات فى علم الشيوعية المتطوّر ككلّ علم من العلوم الإنسانية و التجريبية .
خاتمة :
نتوقّع أن يذهب البعض من ذوى التفكير المتمركس إلى إتّهامنا بأنّنا فى هذا المقال نكيل المديح لا غير لناظم الماوي ونسعى إلى خلق أيقونة ما منه . و إليكم ردّنا البسيط المتكوّن من شقّين من هذه اللحظة : ما صغناه هو رأي و جانب لا غير من جملة إستنتاجات خرجنا بها من قراءة معيّنة فى مقالات و كتب هذا الماوي و ما أبرزناه هي ميزات يعثر عليها الباحث موضوعيّا فى مؤلّفاته و لكم أن تفنّدوا هذا الرأي بالححج الملموسة و تنشروا ذلك عاجلا أم آجلا لتحصل فائدة أكبر لنا و لكم و لجميع القرّاء إن سجّلتم حقائقا موضوعيّة . و تاليا لكم و للجميع إمكانيّة نقد مواقف ناظم الماوي و منهجه وأفكاره و مضامين مؤلّفاته و فى تقديرنا وعلى حدّ ما قرأنا له ، سيرحّب هذا الناقد الماوي بذلك برحابة صدر خاصة و أنّه فى أكثر من مناسبة دعا إلى القيام بذلك و تعهّد بالتفاعل الجدّي كما إعتاد القول و لا نظنّ أنّه سيفوّت على نفسه فرصة التعلّم منكم حيثما و كلّما أصبتم كبد الحقيقة . وستعمّ حالئذ الفائدة و يكون الكثير لكم من الشاكرين .
و نربط التوقّع أعلاه بمسألة دور الفرد التى نعثر فى كتابات ناظم الماوي على ما يفيد بجلاء إستيعابه العميق للمسألة فى علاقة بالخطّ الشيوعي الثوري . و نشرح نفسنا فنقول إنّ ما قمنا به فى هذا المقال لا يعدو أن يكون إبراز ميزات شيوعية ثوريّة تجسّدت فى هذا الكاتب و يحتاج الشيوعيّون و الشيوعيّات التعلمّ منها بذهن مفتوح لأنّها تعبير عن جوانب صحيحة لخطّ إيديولوجي و سياسي يصارع من أجل تطوير علم الشيوعية و نشره و تكريسه فى الواقع بممارسة ثوريّة تقودها النظرية الثوريّة و بالتالى ما عملنا على التمسّك به و إعلاء رايته رئيسيّا هو الخطّ و ليس الشخص . وبالمناسبة يملى علينا واقع الحركة الشيوعية العربيّة عامة و الحركة الماوية العربيّة خاصة أن نبرز الحاجة إلى مثل هذه الخصال و الحاجة لا إلى مثقّفين ثوريّين و كتّاب شيوعييّن ماويين ثوريّين بالعشرات فقط بل بالمئات يكونوا فى مستوى ناظم الماوي و يتمتّعون بخصاله البحثيّة و إن كانوا أفضل منه و فاقوه فى خدمة صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي تكون الحركة الشيوعية العربيّة و العالمية كسبت كسبا عظيما و لا نخاله يكون إلاّ مبتهجا لذلك لا لشيء إلاّ لأنّ العمل على تطوير مثقّفين ثوريين يتبنّون علم الشيوعية فى أرقى حلقاته المتقدّمة ويطبّقونه ويطوّرونه قصد القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة ، كما يقول هو مستعيرا عبارات لبوب أفاكيان ، من صميم الأهداف التى يسعى إلى المساهمة قدر الإمكان فى تحقيقها خدمة للثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها .
و فضلا عن ذلك ، أعرب ناظم الماوي بجلاء ما بعده جلاء عن وجهة نظره بهذا المضمار فى جداله مع محمّد علي الماوي ( مرّة أخرى كتاب " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ " " ) و على وجه الضبط فى الفقرة التى نقتطف لكم منها التالي كخاتمة لخاتمتنا لهذا المقال :
" ... بإختصار شديد نجمل الأفكار مصرّحين بأنّ من واجب الشيوعيات و الشيوعيين مساندة القادة الثوريين وحمايتهم لأنهم ثوريون يحملون و يكرّسون خطّا إيديولوجيا و سياسيا صحيحا بكلّ ما أوتوا من جهد و إمكانيات خاصة إزاء هجمات العدو الطبقي و التحريفيين و القادة المرتدّين أو المنهارين ؛ و من واجبهم كذلك تكوين قيادات لا بالعشرات فقط بل بالمئات و بالآلاف حيثما و متى أمكن ذلك حتى لا تفقد الحركة الثورية قادتها الثوريين فتقع الإطاحة بالخطّ الثوري و يتغلّب خط تحريفي إصلاحي يغيّر طبيعة الحزب أو المنظّمة تغييرا تاما . ( و لن نتطرّق هنا لظروف أمثلة من هذه الردّة الذاتية منها و الموضوعية ).
و تجاه الرفيقات و الرفاق القادة المخطئين ، تثبيتا لوحدة الحزب كما أشار ماو تسى تونغ ، تمارس جدلية الصراع و الوحدة فتمدّ لهم يد الوحدة على أساس ثوري و يجري الصراع معهم بغاية تغيير وجهة نظرهم . و من لم يقدّم نقده الذاتي و يتشبّث بالخطّ التحريفي يستعصى التناقض معه و يمسى عدائيّا و تتخذ الإجراءات المناسبة حياله .
إجمالا من واجباتنا الشيوعية أن ندافع عن القادة الثوريين لكن من واجباتنا أن ندافع عن الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح أكثر و القادة الثوريون مهمّون لكنّ الخطّ أهمّ فهو المحدّد فى كلّ شيء . من هذا المنطلق المبدئي ينبغى أن نفهم شعارا عاما شائعا " مات الثوّار عاشت الثورة " . قد يموت القادة الثوريون جسديّا و قد يموتوا فكريّا بأن يرتدّوا أو ينهاروا و عندئذ ترفع راية " عاشت الثورة " أي يترتّب علينا التمسّك بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح . ( و تحضرنا هنا وصية محمود درويش نراها مناسبة و إن لن تعجب البعض، رفيقتى الشيوعية الثورية ، رفيقي الشيوعي الثوري ، " إن سقطت قربك فإلتقطني و إضرب عدوّك بى " )...
و هذه سياسة مبدئية تجاه الرفاق و الرفيقات جميعا بلا إستثناء . الخطّ قبل الشخص و الشخص الماسك بالخطّ الثوري و مطبّقه و مطوّره هو الذى يجب مساندته و دعمه . " ( الفقرة الأولى من نصّ " بصدد الخلاصة الجديدة للشيوعية : محمّد علي الماوي يخبط خبط عشواء " و عنوانها " الخطّ قبل الشخص " مسألة مبدأ " ).
=====================================================
الملحق 3 :
فصل من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " الذى نسخه و نشره على الأنترنت شادي الشماوي
27 – النقد و النقد الذاتي
حزبنا الشيوعي لا يخشى النقد ، لأنّنا ماركسيون ، فالحق معنا ، و الجماهير الأساسية وهي العمّال و الفلاحون تقف بجانبنا.
" خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " ( 12 مارس – آذار – 1957)
الماديون الخلص لا يعرفون الخوف . فنأمل من جميع الذين يشاركوننا فى النضال أن ينهضوا بمسؤولياتهم فى شجاعة و يتغلّبوا على المصاعب، و ألاّ يخافوا من النكسات، و لا من سخرية الناس و تقولاتهم ، و ألاّ يتردّدوا فى نقدنا نحن الشيوعيين ، أو فى تقديم الإقتراحات إلينا. بل يجب علينا و نحن نناضل فى سبيل الإشتراكية و الشيوعية أن نتدرّع بروح الإقدام والتضحية كما قيل فى المثل : " يجرؤ على إلقاء الإمبراطور من على ظهر جواده غير مبال أن يمزّق جسده إربا إربا."
من نفس المصدر السابق
إنّنا نملك سلاح النقد و النقد الذاتي وهو السلاح الماركسي اللينيني . فبمقدرونا أن نتخلّص من الأساليب السيئة و نحتفظ بالأساليب الجيدة.
" تقرير إلى الدورة العامة الثانية للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الوطني السابع للحزب الشيوعي الصيني" ( 5 مارس – آذار – 1949) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع
إن ممارسة النقد و النقد الذاتي الجدّي تعتبر أيضا من الميزات البارزة التى تميزنا عن الأحزاب السياسية الأخرى. لقد قلنا إنّ البيت يجب أن ينظّف دائما ، و ألاّ تراكم فيه الغبار؛ و إنّ وجوهنا يجب أن تغسل دائما ، و إلاّ تلطخت بالأوساخ. و نفس الشيء يقال عن عقول رفاقنا وأعمال حزبنا . والمثل الذى يقول : " إنّ الماء الجاري لا يأسن ، و محور الباب لا يتسوّس" يدلنا على أن هذه الأشياء قاومت بحركتها الدّائمة تأثيرات الجراثيم و ما شابهها. أمّا بالنسبة إلينا فإنّ الوسيلة الفعالة الوحيدة لصيانة عقول رفاقنا و كيان حزبنا من تأثير الأقذار و الجراثيم السياسية بمختلف أنواعها هي أن نفحص عملنا بإنتظام ، و أن نعمّم الأسلوب الديمقراطي فى الفحص، فلا نتهيب النقد و النقد الذاتي، بل نعمل بالحكم المأثورة عن الشعب الصيني التى تقول ، فليكن قوله تحذيرا للسامع " و " إن كنت مخطأ فصحح خطأك ،و إن لم تكن مخطئا فخذ حذرك من الخطأ ".
" الحكومة الإئتلافية " ( 24 ابريل – نيسان – 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث
إنّ تضاد الأفكار المختلفة و الصراع بينها فى صفوف الحزب ينشأ على الدوام ، وهو إنعكاس التناقضات بين الطبقات و بين القديم و الجديد فى المجتمع، داخل الحزب. و لا شكّ أنّ حياة الحزب ستتوقّف إذا خلا من التناقضات و من الصراع الإيديولوجي من أجل حلّ هذه التناقضات.
" فى التناقض" ( أغسطس – آب – 1937) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأوّل
إنّنا ندعو إلى الصراع الإيديولوجي الإيجابي ، لأنّه سلاح يمكننا من تحقيق الوحدة داخل الحزب و المنظمات الثورية لتكون أكثر كفاءة فى خوض النضال. فيجب على كلّ شيوعي و كلّ ثوري أن يحمل هذا السلاح.
بيد أنّ الليبرالية تنكر الصراع الإيديولوجي ، و تدعو إلى السلم اللامبدئي ، الأمر الذى أدّى إلى ظهور الأساليب السخيفة المبتذلة ، و إلى تفسخ بعض الوحدات و الأفراد فى الحزب و المنظمات الثورية تفسّخا سياسيا.
" ضد الليبرالية " ( 7 سبتمبر – أيلول- 1937) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني
يجب علينا ، حين نعارض الذاتية و الإنعزالية و أسلوب القوالب الجامدة فى كتابات الحزب ، أن نتنبّه إلى أمرين : أولهما " الإتعاظ بالأخطاء الماضية بهدف تفادي الأخطاء فى المستقبل" و ثانيهما " معالجة الداء بهدف إنقاذ المريض" . إنّ أخطاء الماضي يجب كشفها بدون أدنى مراعاة لحساسية أي شخص كان. و من الضروري تحليل و نقد ما حصل فى الماضي من الأشياء السيئة بأسلوب علمي حتى يمكن أداء العمل فى المستقبل بدقّة و حذر أكبر و بصورة أجود. و هذا هو المقصود من " الإتعاظ بالأخطاء الماضية بهدف تفادي الأخطاء فى المستقبل". و لكن هدفنا الوحيد من كشف الأخطاء و نقد التقصيرات هو إنقاذ المرء لا الإجهاز عليه، تماما كهدف الطبيب من معالجة المريض. إنّ الشخص المصاب بإلتهاب الزائدة الدودية ينقذ عندما يزيل الجراح تلك الزائدة. و طالما كان مرتكب الأخطاء لا يصرّ على خطئه مثل من يخفى داءه إلى أن يزمن فيستحيل علاجه، بل كانت له رغبة صادقة خالصة فى العلاج و فى إصلاح أخطائه فإنّنا نرحب به و نعالج داءه حتى نجعله رفيقا جيدا. و لا يمكننا النجاح فى علاجه أبدا إذا إندفعنا إلى توجيه النقد اللاذع له للتنفيس عن سخطنا عليه. و على المرء عند معالجة داء إيديولوجي او سياسي ألا يكون فظّا أو متسرعا على الإطلاق، بل عليه أن ينطلق من موقف " معالجة الداء بهدف إنقاذ المريض" ، لأنّ هذا هو الأسلوب الوحيد الصحيح الفعال.
" إصلاح أساليب الحزب" ( أوّل فبراير – شباط – 1942) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث
ينبغى الإشارة إلى نقطة أخرى بخصوص مسألة النقد داخل الحزب وهي أن بعض الرفاق لا يعنون فى نقدهم بالمسائل الكبرى ، بل يحصرون كل إهتمامهم بالمسائل البسيطة. و هم لا يفهمون أنّ الغاية الرئيسية من النقد هي التنبيه إلى الأخطاء السياسية و التنظيمية. أمّا فيما يتعلّق بالعيوب الشخصية فلا داعى إلى توجيه اللوم الكثير إلى الرفاق بسببها ، ذلك إذا كانت هذه العيوب لا تمتّ بصلة إلى الأخطاء السياسية و التنظيمية، حى لا يكونوا فى حيرة من أمرهم. ثمّ إنّه إذا تفشى مثل هذا النقد فسيتركّز كلّ الإهتمام داخل الحزب على النقائص الصغيرة ، و عندئذ سيصبح كلّ واحد هيابا شديد الحذر فى الشؤون التافهة، و ينسى مهمات الحزب السياسية، و هذا أمر شديد الخطر.
" حول تصحيح الأفكار الخاطئة فى الحزب " ( ديسمبر – كانون الأول – 1929) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأول
علينا أن نحترس ، عند مباشرة النقد داخل الحزب ، من الحكم على الأشياء حكما مستندا إلى التصورات الذاتية ، و علينا أن نبعد النقد عن الإبتذال. إنّ النقد يجب أن يبنى على الأدلّة و الوقائع، و أن يرتكز على الجانب السياسي.
من نفس المصدر السابق
إنّ النقد داخل الحزب هو سلاح لتقوية منظمات الحزب و رفع قدرته الكفاحية. إلاّ أن النقد فى المنظمات الحزبية بالجيش الأحمر لا يتحلى بهذه الصفة فى بعض الأحيان ، بل ينقلب إلى تهجمات على الأشخاص مما سبب تحطيم الأفراد و المنظمات الحزبية معا. و تلك إحدى صور الفردية البرجوازية الصغيرة. أمّا الوسيلة على تصحيح ذلك فهي : أن نوضح لأعضاء الحزب أن النقد إنما يرمي إلى رفع قدرة الحزب الكفاحية فى سبيل تحقيق النصر فى الصراع الطبقي ، و أنّه لا يجوز إستخدامه كوسيلة للتهجّم على الأشخاص.
من نفس المصدر السابق
إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب. فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه – أن ينبهنا إلى نقائصنا. فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به.
" لنخدم الشعب" ( 8 ديسمبر – أيلول- 1944) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث
نحن الشيوعيين الصينيين الذين يعملون إنطلاقا من أعظم المصالح لأوسع الجماهير الشعبية ، نؤمن بأنّ قضيتنا عادلة تماما فلا نبخل ببذل كلّ ما نملك فى سبيل ذلك ، بل نحن مستعدّون فى كلّ لحظة لبذل أرواحنا من أجل قضيتنا ، فهل هناك ، و الحالة هذه ، أي فكرة أو نظرة أو رأي أو وسيلة ،مما لا يفق مع حاجات الشعب، يصعب علينا أن ننبذه ؟ و هل يرضينا أن نسمح لأي قذارة سياسية أن تلطّخ وجوهنا الناصعة، أو لأي مكروب سياسي أن ينخر أجسامنا السليمة؟ نحن الذين ما زلنا على قيد الحياة نتألّم كلّما فكّرنا فى اولئك الشهداء الثوريين الذين لا يحصر لهم عدّ ، و الذين جادوا بأوراحهم فى سبيل مصلحة الشعب، فهل توجد بعد ذلك أي مصلحة شخصية يعزّ علينا التضحية بها، و هل هناك أي خطإ لا نستطيع أن نهجره؟
" الحكومة الإئتلافية " ( 24 ابريل – نيسان – 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث
يجب ألا نغتر أبدا بسبب أي نجاح نحرزه. بل علينا أن نكبح هذا الغرور و نوجه النقد دائما إلى كلّ تقصير يقع منا ، تماما كما نغسل وجوهنا أو نكنس بيوتنا كلّ يوم من أجل النظافة و إزالة الأوساخ.
" إلى التنظيم" ( 29 نوفمبر – تشرين الثاني – 1943) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث
يجب أو يوجه النقد فى حينه ، و لا يجوز أن يوجه بعد فوات الأوان كما تعودتم.
" حول مسألة التعاون الزراعي" ( 31 يوليو – تموز – 1955)
إنّ الأخطاء و النكسات قد علمتنا ، و جعلتنا أكثر فطنة ، فإستطعنا بذلك أن نؤدى عملنا بشكل أفضل. إنّه من الصعب على أي حزب سياسي و على أي فرد أن يفادى الأخطاء ، و لكن نرجو أن تكون أخطاؤنا أقلّ. و حين نرتكب خطأ ما ، نسرع فى إصلاحه، و كلّما كان إصلاحه سريعا و كاملا كان ذلك أفضل.
" الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " ( 30 يونيو – حزيران – 1949) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا