الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


4 جدل التحليل النفسي _ ثنائية الفكر والشعور

حسين عجيب

2017 / 4 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الطبع الشخصي أو الشخصية الفردية تتحدد بشكل أساسي من خلال الاعتقاد_ تصور الشخصية عن العالم وطبيعته وعلاقاته, بالاضافة إلى تصور الموقع الشخصي ودوره العام (الثابت), وهو موقف لا شعوري وغير واعي بمعظمه.
لا يعكس الشعور ( ايضا الفكر_ منجز اليسار المعرفي) الواقع الموضوعي والحوادث المختلفة والمتنوعة ( إنسانية أو فيزيائية أو كيميائية وغيرها)_ بل يعكس الشعور....جزءا من الاعتقاد الشخصي مع طريقة تفسيره لما يخبره او يصادفه, ويتعذر ان يتطابق الشعور مع الواقع وكثيرا ما يناقضه.
لايصدق الانسان أن شعوره غير حقيقي, ولا يطابق الواقع كما هو عليه ( الواقع الموضوعي سواء أكان معه او بدونه).
مع انه كثيرا ما يتصادف أن يدرك احدنا حقيقة المشاعر المتناقضة, خصوصا خلال المواقف المفاجئة والمركبة_ ومع ذلك نحن جميعا نستمر في التبرير ومقاومة الجديد وعدم الاعتراف بالتغير الذي صار الواقع الحقيقي بالفعل. ( كل لحظة يستبدل المالوف بالغريب وغير المألوف وبالمجهول والموحش أيضا).
"المقاومة" أو "العقلنة" أو "الايديولوجيا" وبقية أعمال التبرير وتغطية الأسباب الفعلية وغنكارها خلف ستارة من الحجج الفكرية والمنطقية_ ربما.
ذلك هو المجال المعرفي المشترك بين الماركسية والتحليل النفسي_ السبب والمصدر هناك خارج الوعي غالبا, وينبغي العمل لكشفه والوصول إليه.
(تجدر الاشارة إلى أعمال إريك فروم وويلهام رايش في هذا المجال دوما)
* * *
وجها الشعور_ مستويان للوعي....أو السطح المزدوج للشعور
1_ السلبي في البداية, يترافق مع فقدان الشعور بالهوية والذات_ يتكرر عبر التخدير والنوم, او بشكل مصطنع ومقصود كتعاطي الكحول والمخدرات وغيرها. ويمكن تمييزه بسهولة من خلال آثاره اللاحقة, كالشعور بالندم والقلق ومشاعر الاثمية والخوف.
2_ الشعور الايجابي وراحة البال _ الذي يعقب الانجاز خصوصا, الحيوية والفرح. يتأسس عادة على الماضي الشخصي, كبديل عن الماضي المغفل والوهمي....لكن المشكلة المتكررة, تبقى في الهبوط المستمر للطاقة النفسية, وفي كل لحظة يمكن أن تتحول لفكرة ثابة _قهرية.
الشعور الايجابي يترافق مع معادلة الصحة العقلية: اليوم افضل من الأمس, وغدا هو الأكمل
* * *
الايديولوجيا والعقلنة تسميتان لخبرة واحدة اجتماعية_ نفسية مشتركة.
حالة الادمان مثال نموذجي على الفكرنة والعقلنة.
لو سألنا, ما هي العملية النفسية المحورية:1_ الكبت والتفريغ اللاشعوري, ام 2_ الكبت والتصعيد والتسامي اللاشعوري أيضا, أم 3_ حالة مختلفة ومتجددة _ حصيلتهما معا_ تتغير من شخص لآخر, وحتى في سلوك الشخص نفسه تتغير تبعا للمواقف والوضعيات , كما لعدد مرات التكرار_ ودخول عامل الضجر والتعب؟؟؟
أعتقد ان الحالة الثالثة هي العامة والمشتركة, وتشمل الجميعو كما أنها قابلة للملاحظة الذاتية او الموضوعية عادة.
يوجد مثال تطبيقي_ يقارب المطابقة_ لما يحدث من عمليات نفسية لا شعورية بمعظمها, ومع ذلك تنتظم وفق اتجاه أول ثابت ويمكن التنبؤ به بتكراره, ثم اتجاه ثاني هو النقيض وأقل ثباتا وتكررا, ثم اتجاه ثالث هو التوليفة بينهما_....مرة على شكل تكافؤ الضدين ونكوص, والثانية على شكل حل إبداعي للتناقض (الثالث المرفوع)....
والمثال المباشر هو السكين وملعقة الطعام على المائدة ...1_ الحل الفصامي, عبر الكبت والتفريغ الآلي واللاشعوريو يشبه استخدام عدد غير محدود من الأدوات ( عدد الملاعق والسكاكين_ في الحد الأدنى يساوي عدد أنواع الطعام على المائدة, وله ميزته الواضحة في النظافة, وأيضا في التذوق النموذجي). 2_ الحل بالتصعيد والتسامي, يشبه توحيد الأدوات(ملعقة واحدة أو سكين...) ميزته الواضحة السهولة مع التكرار, أو الحفاظ على الطاقة وتحقيق قانون الجهد الدنى.
من الواضح ان كلا الخيارين ضروري, ولا يمكن الاستغناء عنه بشكل دائم ونهائي. والحل العملي متبادل ونسبي بينهما.
الأمان والاثارة نقيضان, وما يحقق السهولة والراحة ودرجة عليا من الأمان سيكون على حساب الاثارة والعكس تماما...(معادلة الزوج ة _ العشيق ة)
....
ومثال التدخين تطبيق ثاني للعقلنة والايديولوجيا....
1 _ في الواقع العملي, يعيش المدمن على إيقاع العادة الانفعالية. ( وكان فرويد النموذج البارز على ذلك طوال حياته).
التدخين مع عدد السحائر والنوعية( باكيت أو نارجيلة أو بايب...) والمدة الومنية بين نفس وآخر....كل ذلك يشكل الواقع اللاشعوري_ والمفارقة أن الجميع يراه ويعرفه باستثناء المدمن ة ...الانغلاق في دائرة الاهتمام السلبي.
2_ الفكرنة أو العقلنة_ الوجه الشعوري للحديث الداخلي والتأويل الذاتي... " انا ادخن لأنني أحب التدخين , وأريد ذلك. وفي يوم قادم_ بالتأكيد_ سوف أتوقف عن ممارسة هذه العادة البسيطة ( والسهلة)".
وما يحدث في الواقع اليومي والمتكرر, ان اقل من نسبة 1 في المئة يتوقفون عن الادمان, وينتقلون غلى مستوى نشاط عقلي وانفعالي أعلى في نمط العيش والتفكير.
أكثر من سبعين بالمئة من المدمنين, يعكسون معادلة الصحة النفسية _العقلية, لتصير خلال حياتهم الشخصية: الأمس أفضل من اليوم, وغدا هو الأسوأ.
أما حالة تكافؤ الضدين ( إنكار الماضي والمستقبل, وإنكار مرور الزمن بالعموم), حيث تعيش الأقلية السائدة والحاكمة أيضا اجتماعيا وسياسيا وفكريا... ونسبتها ضمن حدود التوازن, بين عشرة وثلاثين بالمئة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254