الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخرى - أيمن عودة في الميزان

تميم منصور

2017 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى – أيمن عودة في الميزان
تميم منصور
مرة أخرى ما أن وصل نبأ اللقاء الذي تم بين رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة ، وبين الزعيم اللبناني وليد جنبلاط ، حتى مشقت وأشهرت عشرات السكاكين وحراب الرفض والانتقاد لهذا اللقاء .
في رأيي أن النقاش ملح الحياة والنقد حالة شرعية ، لأنه يفتح مسامات التصحيح ، ويقلل من الاعوجاج ، على أن يكون في دائرة النقد الموضوعي البناء ، البعيد عن الاستخفاف والتشكيك والتخوين .
أمام هذه المعطيات يصبح من حقي أن أرفع ترسي وأدخل في ساحة هذا العراك المفصلي الكلامي ، خاصة ما ظهر منه على صفحات التواصل الاجتماعي – الفيسبوك ،من منطلق أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، لأن الايمان والعمل ضمن هذا الرأي بصدق ، يعني بالنسبة لي كمال بالنضوج الفكري والعقلي .
أنني أعرف من هو وليد جنبلاط ، منذ أن ظهر على الساحة السياسية والحزبية في لبنان ، أعرف أنه انحاز وانحرف عن ثوابت مؤسس الحزب والده الشهيد كمال جنبلاط ، الذي يعتبر من كبار الرموز والقوى الوطنية في لبنان والعالم العربي ، ومن الداعمين للمقاومة الفلسطينية .
أعرف بأن وليد جنبلاط مزاجي ومتقلت في مواقفه ، فبعد أن كان أحد الواجهات التي استخدمتها سوريا ضد معارضيها في لبنان ، انقلب عليها ، وساهم بالتحريض ضدها ، وكان في مقدمة الذين اتهموا المخابرات السورية بأنها تقف وراء عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري .
أعرف بأن وليد جنبلاط من المؤسسين لقوى 14 آذار ، التي ناصبت العداء ، ولا زالت للمقاومة اللبنانية برئاسة حزب الله ، والانكى من ذلك أنه وقف ولا يزال مع القوى الرجعية والتكفيرية ضد النظام القومي الممانع في سوريا ، وقد حاول تحريض العرب الدروز في جبل العرب ضد النظام ، لكنه فشل .
كل هذا لا يمنعني من حمل ترسي للدفاع عن موقف أيمن عودة ، ولقائه مع وليد جنبلاط ، فأنا لا أمانع هذا اللقاء بقدر انتقادي ورفضي لمواقف وليد جنبلاط ، لأنني على قناعة بأن هذا اللقاء مع رئيس القائمة المشتركة ، لا يمس ولا يسيء لأي مواطن عربي في الداخل الفلسطيني ، ولا يمس ولا يقلل من رصيد أيمن عودة الوطني ، لأن أي لقاء سياسي بين أثنين أو أكثر ، لا يعني أن يقبل أو يؤمن كل منهما بمواقف وميادىء الآخر ، إذا أخذنا بمواقف من أشهروا سيوفهم ، من حقنا أن نتساءل ، كيف التقى الرئيس الخالد جمال عبد الناصر مع رئيس وزراء استراليا المدعو " مانزس " الذي جاء يدافع عن موقف فرنسا وبريطانيا من تأميم قناة السويس عام 1956 ، وكيف كان يلتقي الزعيم الروسي بوتين مع الرئيس الأمريكي السابق أوباما ، رغم قيام الأخير بفرض عقوبات على روسيا .
كان أيمن عودة نداً لوليد جنبلاط ، لم يتنازل عن مواقفه المعروفة ، وقد تعامل مع جنبلاط باتزان وعقلانية ورجولة ، عندما قال : بأننا نقدر مواقف مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي ، ونثمن دعمه للقضية الفلسطينية ، لكن لنا نقاش مع هذا الحزب بالنسبة للقضايا السياسية ، خاصة في العقد الأخير من مسيرته ، هذه الإجابة وحدها كافية بوضع الصورة الحقيقية لموقف جنبلاط وحزبه من المقاومة اللبنانية ، ومن سوريا ، هذا الموقف يشير الى أن غالبية المواطنين في الداخل الفلسطيني يرفضون مواقف جنبلاط وحزبه.
ان شخص أيمن عودة ومواقفه لم تتغير ولم تتراجع بعد هذا اللقاء ، وبالتأكيد أنه ترك انطباعاً لدى جنبلاط بأن للمواطنين العرب شخصية سياسية ، مستقلة ، وأن لديهم القدر الكافي من المسؤولية ، وأن معاركهم في عنفوانها تختلف عن نضال المواطنين العرب داخل الأقطار العربية ، لأننا نناضل من أجل البقاء ، ومن أجل انتزاع حقوقنا المسلوبة ، ونناضل من أجل أن ينال شعبنا الفلسطيني كافة حقوقه في تقرير المصير ، وحق العودة ، هذا النوع من النضال قل ما يجده في أي قطر عربي .
ان وجود أعضاء القائمة المشتركة في أكبر مؤسسة برلمانية عنصرية في العالم ، هو بحد ذاته كفاح ونضال ، أيمن عودة الذي واجه وتصدى للشرطة بجسده حتى سال دمه في أم الحيران ، هو ذاته الذي قابل جنبلاط ، ومعه سفير فلسطين في باريس ، لم يتغير ولم يهادن ..!! لماذا لم يتم مشق واشهار هذه السكاكين والحراب في وجه الذين يحجون كل يوم الى الدوحة في قطر ، مثل زملاء أيمن عودة في القائمة المشتركة ، لم يجرؤ هؤلاء حتى اليوم على فضح مواقف قطر الاجرامية بحق سوريا ، حتى اليوم لم يتضج موقفهم من محور المقاومة .
لماذا لم نر هذه الحراب عندما حصل أحد قادة الحركة الإسلامية في الداخل على جائزة الملك فيصل من – علة العرب – السعودية ، أو أعضاء الكنيست العرب الذين يلتقون مع شخصيات اردنية مشبوهة في التعامل والتخابر ، عدا عن الشخصيات الفلسطينية التي تنسق أمنياً مع إسرائيل ، وشخصيات مصرية تحيط بها علامات السؤال ، وغيرها و غيرها ، وأي عضو كنيست عربي بلا خطيئة – فليبدأ ويرمي بحجر – على حد قول السيد المسيح .
بينما امتشقت السكاكين قبل مدة وجيزة عندما طالب أيمن عودة بالتعاون مع قوى اليسار اليهودي ، وكم نحن بحاجة هذه الأيام الى مثل هذا اليسار ، كي ينضم الينا للصراخ في وجه حكومة الاحتلال ، ان موقف هذا اليسار من حكومة الاحتلال أفضل من موقف الأنظمة العربية ، بما فيها سلطة محمود عباس .
اليوم يقوم هذا اليسار بكافة اطره بنشاط وتحركات تطالب بإنهاء الاحتلال ، آخر هذه النشاطات المظاهرة التي قامت في مدينة القدس ، وشارك فيها الآلاف من العرب واليهود ، وقد أعلنت منظمات يسارية مختلفة ، بأنها تستعد للقيام بالمزيد من الاحتجاجات والمظاهرات للمطالبة بوضع حد للاحتلال ، بمناسبة مرور 50 سنة على وقوعه .
أقول للذين أشهروا سيوفهم وسكاكينهم في وجه هذا اللقاء ، ان السياسة مثل كرة القدم لا وجه ثابت لها ، وان أيمن عودة غير قادر على ادخال اهدفه في كل الشباك ..!! والعزف على أوتار مزاج كل واحد فينا .. السؤال هل نثق به ؟؟ في رأيي أن أيمن عودة أخرج العمل البرلماني من دائرة الديكور التقليدي ، وأدخله في دائرة التفهم والتوضيح واللقاء والسجال وكشف الغطاء عن الظلم ونصب خيام الحق ، مع شق طرق التفاهم مع الآخر ، رغم ثقل الهموم التي يحملها على كاهله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق