الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول قضية رفع علم كردستان على مؤسسات الدولة في كركوك,هل كان اجراءا صائبا؟

مازن الشيخ

2017 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


قبل كل شئ اود الايضاح بأني من المؤمنين بحق تقريرالمصيرلكل الشعوب التي تطمح لذلك
’لكني لست مع اسلوب الكفاح المسلح’لأنه يفقد مدعي الحق مصداقية مهمة في طريق تحقيق الهدف,
حيث ان تلك الطريقة تسبب اضرارا تزيد من عداء وعناد الطرف الاخر’وتحول القضية الى صراع عبثي’سرعان ماتضيع في تداعياته الاهداف المشروعة ,
وهذا الامررأيته واضحا في تاريخ الحركة الكردية’
ان نضال الكورد اتسم بقصرالنظر’وعدم الاعتمادعلى ستراتيجية واضحة’أوالالتجاء الى طريق متحضر’يمكن ان يكسب القضية تعاطفا وتفهما’محليا ودوليا
’ للاسف’فان الطريقة التي حاول الكورد فيها الحصول على اعتراف بحقوقهم’جعلت البعض يتصور انهم معتدون ومثيري شغب ومشاكل ومعادين للنظام.
حيث ان المحاولات الاولى لتأسيس كيان كوردي مستقل’’احتجاجا’لاوتمردا على قرارات سايكس بيكو
والتي نتج عنها تأسيس اول دولة كوردية بعنوان جمهورية مهاباد في اراضي كوردستان ايران’انتهت بالفشل الذريع’ودفع اول رئيس جمهورية الكردية ’قائد محمد’رأسه ثمنا’لخطوته غير المدروسة والمحسوبة بدقة,
نفس الخطأ كرره المرحوم مصطفى البرزاني’حين تنكر لموقف رئيس وزراء اول جمهورية عراقية’عندما استدعاه من منفاه في روسيا وعرض عليه التفاوض من اجل حل القضية الكردية’وكانت فرصة عظيمة ضيعها’وبدلا من التفاوض اشتعلت حربا شعواء ذهب ضحيتها ابرياء’وضعف من خلالها اقتصاد البلد وعسكر المجتمع العراقي.
واستمرت المحاولات والاساليب الغير موضوعية ولامنطقية والتي لاتعبرعن حنكة سياسية او بعد نظر لدى القيادات الكوردية التي ’تعاقبت على التحكم بمصير اكراد العراق’والتي اسائت اليهم اكثر بكثير مما افادتهم.
لقد سمعت تصريحا للسيد مسعود البرزاني’قال فيه(اننا لسنا ثوارا تحت الطلب)وواقع الحال انهم كذلك فعلا من خلال سلوك القيادات الكردية’والتي كانت على طول الخط تسيئ الى الكيان العراقي وتقدم المعونة الى اعدائه’دون ان تحصل على اية منافع!
لكن يبدو ان الكورد مستعدين ان يلدغوا من الجحر عدة مرات.
حيث انهم ساهموا في مساعدة شاه ايران على اجبار العراق على توقيع معاهدة الجزائر 1975’بعد ان ساعدوا ايران على تقويض السيادة العراقية على اراضي كردستان العراق’وجعلوا انفسهم اداة لمحاربة الجيش العراقي مدعومين بقوى ايرانية’كان الشاه يطمع باراضي عراقية’ولم يكن للكرد وامانيهم ومستقبلهم اية اهمية بالنسبة له’وفعلا’وبمجرد حصوله على مبتغاه بعد توقيع المعاهدة مع العراق’سحب الدعم عن الكورد العراقيين’فانهار تمردهم فورا’ودفع الشعب الكوردي ثمنا باهضا بعد ان انتقم ديكتاتور العراق منهم لدورهم في اجباره على تقديم تنازلات للجار الايراني المعتدي’اضافة الى ان ذلك الموقف ادى الى اشتعال حرب شعواء بين العرق وايران استمرت 8سنوات حصدت ارواح بريئة’وحطمت اقتصاد العراق.
الحديث يطول’لكن رباط الحديث كما يقال:ان خطوة الكورد برفع العلم الكوردستاني على دوائركركوك الحكومية هو خطوة في الاتجاه غير الصحيح’’وقد تؤدي الى عواقب وخيمة على الشعب الكوردي قبل غيره’فاستغلال الوضع المأساوي الراهن’والذي يعيشه العراق’بعد ان سقط تحت سيطرة عصابات داعش الاجرامية’والصحوة الحكومية’وتمكن الجيش العراقي من دحر الدواعش’بعد تقديم تضحيات جمة’كان يوجب على الكورد الانتظار الى ان تهدأ الامور,وتبدأ مفاوضات جدية وباشراف اممي لتقييم الوضع وتقرير مصير كركوك استنادا الى تحقيقات دولية في تاريخ التغيير الديموغرافي لسكان كركوك الاصليين’كالاعتماد على التعداد السكاني لسنة 1957 كمبدأ اساسي’وبعد ذلك تتم تسوية الامر’وبوافقة جميع الاطراف.
اما ان يستغل الوضع الراهن لفرض امر واقع على الحكومة العراقية’والحاق كركوك بكرستان العراق جبرا وبقوة السلاح’لامر في غاية الخطورة’وسيؤذي الشعب الكوردي ’لان ذلك السلوك لابد ان يستفز الجميع’وسيلحق بالقضية الكردية المشروعة اذي كبير واشمئزاز’من قبل المتعاطفين,ولااعتقد ان المجتمع الدولي’وخاصة امريكا’سيوافقون الكورد على ذلك السلوك’وحتى ان سمحوا لهم’فسيكون ذلك من اجل توريطهم في قضية تصب لصالح الامريكان’وبعدها سرعان ماستخلون عنهم ويتركونهم تحت رحمة اعدائهم.
ذلك الامر لاشك فيه لمن يجيد قراءة التاريخ,وان كان الجيش العراقي’والامة العراقية’قد اصيبت بخلل نتيجة الاحتلال الامريكي وبعد اسقاط نظام صدام حسين بالقوة’فان ذلك الامر ليس قدر العراقيينن’بل ان الامر الطبيعي هو ان العراق دولة قوية ولابد ان يحكمها ابنائها يوما’انذاك لااحد يستطيع ضمان امن كردستان’خصوصا انها استغلت فترة ضعف وحاولت فرض امر واقع’لانه لايصح في نهاية امر الا الصحيح.
ولااعتقد ان احدا يمكن ان يلوم الانظمة السابقة على الطريقة التي تعاملوا بها مع القضية الكردية
لان المشكلة,خصوصا نظام صدام حسين’حيث ان الشخص كان معروف عنه انه ديكتاور قوي وقاسي’والعيب في الذي لم يحسن التعامل معه.
اليوم التاريخ يعيد نفسه’وكل من يتصور ان الجيش العراقي’انتهى,بعد ان حله سئ الذكر بريمر ’هو مخطئ’ولابد ان يأتي يوما تصفى فيه الحسابات’وان اضطر العراقيين الى اشعال نار حرب من اجل استعادة كركوك’فالنتيجة حتمية,سيتلقى الشعب الكوردي نكسات اخرى’ولن يتحمل مسؤوليتها الا القادة الكورد.
تمنياتي الصادقة ان تسود الحكمة,ويتعض المغامرون بمستقبل شعوبهم.
مع تمنياتي الصادقة ان ينال الشعب الكوردي في جميع الشتات استقلاله’ووسط اعتراف دولي’وذلك يحتاج الى حنكة سياسية واخلاص من قبل قادتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة