الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الممارسة كمفهوم: الجز الثاني

المعانيد الشرقي
كاتب و باحث

2017 / 4 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الممارسة كمفهوم: الجزء الثاني
تكون في عصر الثورة العلمية التقنية وحدة " النظرية " و ( الممارسة ) أمتن و أشمل منها في العصور السابقة، و لكن هذه الوحدة لا تقوم إلا على أساس التمايز بين النظرية و الممارسة، و تعود خصوصية النشاط العلمي إلى وظيفتها أي إنتاج المعرفة، التي هي معرفة من نوع خاص. إن أساس هذا النشاط المتخصص و هدفه هو تحصيل معرفة موضوعية برهانية عن الروابط الداخلية الهامة للأشياء و الظواهر و العمليات المدروسة. فهدف العلم و حصيلة النشاط المعرفي النظري، هو تحصيل معرفة يقينية جديدة و التحقق من صحة الحقائق العلمية المحصلة سابقا و إدراجها في منظومات جديدة.
إن مفهوم " النظرية " يجمع نسقا واسعا من النشاط الروحي ( المنظومات الإيديولوجية، و النظريات و المفاهيم العلمية، المأخوذة في وحدتها ). و لكن في نظرية المعرفة الماركسية اللينينية، يؤخذ مفهوم " النظرية " أحيانا بمعنى أضيق، حين يجري التمييز بين " النظرية " أو النشاط النظري و بين ذلك المستوى من المعرفة العلمية: المسمى " المعرفة العلمية التجريبية " و عندما يميزون بين معرفة علمية و معرفة علمية نظرية، يتم في الثانية تنسيق المفاهيم و القوانين في نظرية علمية برهانية متكاملة إلى حد ما، تغطي ميدانا واسعا من الواقع.
أما بخصوص وحدة النظرية و الممارسة، فتدرج الفلسفة الماركسية اللينينية مفهوم الممارسة ضمن المعرفة كأساس لعلمية المعرفة و كمعيار للحقيقة، و هذا يعني، أن النشاط المتخصص تاريخيا قد ظهر لأول مرة بفضل ذلك النشاط الذي يهدف إلى استيعاب العالم المحيط عمليا، أي بفضل الإنتاج و ممارسة التغيير، كما يعني أن المتطلبات العملية للإنسان الاجتماعي، هي التي تطرح المشكلات المعرفية و النشاط الروحي ثم تطرح الأسئلة، و الممارسة بصفتها أساسا لعملية المعرفة تكون محركا لتطور العلم و الإنتاج الروحي كله و بذلك تكون ( قاعدة تجريبية ) لاختيار الكثير من المعارف المحصلة في مجال النشاط الروحي المتخصص. أي أن الممارسة في نهاية المطاف هي المعيار الشامل و الحاسم ليقينية المعارف المتحصلة و لكن لمعرفة هذا الجانب، لا بد لنا أولا من التعرف على الفهم الماركسي اللينيني لمسألة اليقين (الحقيقة).
إن الفهم اللينيني للحقيقة يقوم على أساس أنها ترتبط بديالكتيك الذات و الموضوع. و هي من اختصاص المنطق الديالكتيكي. فعملية المعرفة تخرج عن إطار المضمون الحسي الملموس حين يعاد انتاج الواقع انتاجا ذا مدلول اجتماعي، أي حين يعاد انتاجه في منظومة اللغة و المقولات المنطقية و غيرها. و تندرج الحقيقة في عداد أهم الأدوات في مخزون الثقافة الانسانية.
لذلك فالحقيقة هي معرفة تتوافق مع الروابط الهامة للواقع الموضوعي، و أن المقدمة الأولى و الضرورية لموضوعية الحقيقة هي وجود الواقع و قوانينه خارج وعي الذات العارفة و بصورة مستقلة عنها، و يدل مفهوم الحقيقة على حصيلة التفاعل الديالكتيكي بين الذات و الموضوع، بين الواقع المستقل عن الإنسان و بين النشاط المعرفي له أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي