الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الكوردية هي ضحية تأسيس و بقاء الدولة الاسرائلية 1920 – 2020 و ليس العكس

هشام عقراوي

2017 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


هناك بين الكورد و العرب و باقي القوميات في المنطقة من يعتقد على أن هناك تحالفا بين الكورد و أسرائيل, هذا الاعتقاد جاء كنتيجة طبيعية من مقولة ( عدو عدوي صديقي) فأسرائيل حسب العرب عدوة لهم و العرب بحكم احتلال العراق و سوريا لكوردستان أعداء للكورد فأن النتيجة هي صداقة بين الكورد و اسرائيل. هذه الاعتقادات لم تنتشر بين العرب فقط بل تحولت الى حقائق لدى الكثير أبناء الشعب الكوردي ايضا خاصة بعد أنشاء علاقات بين الثورة الكوردية ابان الخمسينات و الى الثمانينات من القرن الماضي و أعقبتها علاقات جديدة بين أحزاب و منظمات في أقليم كوردستان و اسرائيل بعد سقوط صدام.

الحقيقة التي يجب أن يعرفها الشعب الكوردي بشكل خاص و شعوب المنطقة هي أن هدم أحلام الكورد بالدولة الكوردية و تقسيم كوردستان جاء بعد أعلان تشكيل الدولة الاسرائيلية في فلسطين من قبل دول الحلفاء ابان الحرب العالمية الاولى و بالتزامن مع ذلك تم تقسيم كوردستان من قبل نفس الدول أي بريطانيا و حلفائها و لو كان الكورد و أسرائيل حلفاء لكان عليهم اقامة دولة كوردية بالتزامن مع تأسيس دولة أسرائيل و هذا كان سيحميهم و لكن بدلا من ذلك قرروا تقسيم كوردستان.

تقسيم كوردستان لم يأتي من خلال قرار واحد بل بعد مؤتمرين عالميين هما سيفر و لوزان. ففي الاول لم تكن ملامح أحتياجات الدولة الاسرائلية قد توضحت بعد و لهذا تم الاعتراف بحق الشعب الكوردي فيها بتقرير مصيرة. بينما في الثانية توضحت الموقف الصعب الذي ستعيشة أسرائيل بين دول عربية عدوة لها و توضح أيضا الطابع الاسلامي للحركة الكوردية التي رفضت التعامل مع الانكليز وشاركوا في ثورة العشرين، فجاء قرار تقسيم كوردستان من أجل ألهاء الدول العربية و تركيا و أيران بهذة القضية و بالتالي أضعاف الجبهة المعادية لاسرائيل.

بريطانيا و فرنسا لم يقدما على أنشاء دولة كوردستان الحليفة لاسرائيل في ذلك الوقت بل فضلوا تقسيم كوردستان لاسباب عديدة منها أن تشكيل دولة كوردستان كان سيكون بمثابة ضربة ثانية للعرب و الاتراك و الايرانيين بعد ضربة تشكيل اسرائيل، و السبب الاخر كان تواجد بريطانيا و فرنسا في المنطقة كدول محتلة الامر الذي كان تشكيل الدولة الكوردية سيكون دافعا ثالثا لشعوب المنطقة كي يقفوا ضد بريطانيا و فرنسا.و السبب الثالث هو ما تطرقنا الية تحالف الكورد مع العرب و الترك ضد التحالف الدولي انذاك و مشاركتهم في الحرب ضد الانكليز في العراق و اليونان و فرنسا في تركيا الى جانب أتاتورك.

و بهذا فأن دولة كوردستان في عشرينات القرن الماضي كانت الضحية التي أعطتها بريطانيا و حلفائها الى اسرائيل من أجل تشكيل هذة الدولة و أعطائها مقومات البقاء.

و تشاء الاقدار أن تكون الدولة الكوردستانية و الشعب الكوردستاني ضحية أسرائيل مرة اخرى هذة الاعوام و من المتوقع أن يتم استخدام ورقة الدولة الكوردستانية من أجل بقاء أسرائيل لعشرات الاعوام القادمة بعد قرب أنتهاء القاعدة و داعش و أدراك اسرائيل أن اية نهضة عربية تركية أيرانية ستكون نتائجها سلبية على اسرائيل.

أسرائيل لا تتهاون في ايهام العرب أن أقليم كوردستان حليف لها و تقوم بحركات أستخباراتية و تسريبات استخباراتية من أجل خلق عدو اخر للعرب في العراق و سوريا و تركيا و أيران. فأردوغان عندما أبتعد بعض الشئ عن أسرائيل حاول الاقتراب من الكورد و حل القضية الكوردية و سرعان ما أتحد أردوغان مرة اخرى مع اسرائيل لتكون النتيجة أنتهاء العملية السلمية في تركيا و هذا يعني أن الحرب يجب أن تكون سارية بين الكورد و تركيا كي تحتفط أسرائيل بعلاقاتها القوية مع أسرائيل.

في سوريا تعمل أسرائيل على تقوية داعش و القاعدة من أجل الابقاء على نفس المعادلة و هي أخافة تركيا من الكورد و الدور الكوردي الذي حصلوا علية بعد قدوم داعش الى المنطقة، هذا من ناحية و من ناحية أخرى فأن اسرائيل تضمن دولة سورية ضعيفة.

في العراق تعمل اسرائيل على دفع المشاكل بين القيادات الكوردية و الحكومة العراقية الى الامام و تريد خلق عداوة لا يستطيع فيها العرب و الكورد الجلوس مرة اخرى على مائدة المفاوضات. فما جرى الى الان في العراق بين الكورد و العرب كان بأسم الحكومات و لم تنتج عنه عداوات بين القوميتين العربية و الكوردية.

أسرائيل لا تريد أنشاء دولة كوردية في جنوب كوردستان بشكل سلمي و عن طريق المفاوضات و الحوار بل تريد خلق عداوة بين الكورد و العرب كي تضمن لنفسها حربا أخرى بين الكورد و العرب قد تدوم لعشرات السنين و لا يهمها أن كان وقودها الكورد أو العرب المهم أن تكون هي في أمان. تماما كما يحصل الان فالعالم كلة و خاصة العراقيون و السوريون يحترقون بداعش و أسرائيل منذ بروز القاعدة و داعش في أمان أكثر من اي وقت مضى. فسوريا و العراق و حزب الله و أيران و الان مصر و ليبيا أي جميع الدول التي كانت تعادي اسرائيل هي في حالة حرب و فوضى، وما أن أقتربت نهاية داعش في العراق و سوريا حتى بدأت أسرائيل تقلق و تريد زج ضحية اخرى في الحرب من أجل أن تنعم هي بالسلام و الضحية القادمة قد يكون الكورد أذا لم يحتكم قادة الكورد و العرب و يدركوا أن الكورد و الدولة الكوردية كانا ضحية تشكيل الدولة الاسرئلية 1920 والى الان و ليسوا أبدا بحلفاء، و هناك محاولات بأستمرار ذلك بدوافع و سياسة جديدة كالدولة الكوردية التي هي حق من حقوق الشعب الكوردي. ففي سنوات 1920 ايضا صار الكورد ضحية و حصلت أسرائيل بشكل غير مباشر على ما تريد من خلال تقسيم كوردستان و خلق قضية تحرير ووحدة كوردستان للشعب الكوردي. اليوم أيضا تريد اسرائيل خلق فوضى جديدة من أجل الاستمرار بعد داعش و القاعدة و الربيع العربي ووضعت الان عيونها على الكورد و من أجل هذا استطاعت خلق جو مشحون بين الكورد و العرب بدعوى تحالف كوردي أسرائيلي يغير خارطة المنطقة و في الحقيقة أن الكورد هم ضحية انشاء و أدامة الدولة الاسرئيلية.

على الكورد المضي في تشكيل دولتهم بسياسة حكيمة و عدم خلق عداوة بين الشعب الكوردي و العربي و لا اي شعب اخر و حصر النزاع بين القوى السياسية فقط و حل القضايا عن طريق الحوار و البدأ بالتمهيد لعلاقة دول صديقة و متحالفة بنفس طريقة السويد و النرويج و أندونيسيا و التيمور الشرقية و حتى فصل جمهوريات الاتحاد السوفيتي القديم و ليس بطريقة ما يجري الان في العراق و سوريا و اليمن.

الكورد كانوا دوما الضحية سواء بأرادتهم أو رغما عنها.

عربيا: أسرائيل تريد اشغال العرب بالقضية الكوردية و الدولة الكوردية التي هي ليست نقيضة للعرب و لحقوقهم تماما كما لم تتحول جمهورية جنوب السودان الى عدوة للعرب و لا جيبوتي و لا أرتيريا. دولة العراق و سوريا يمكنهما العيش و الاستمرار بأشكال عديدة و ليس فقط بالشكل الحالي. في السابق كان الشعب العراقي يعتقد أن الفدرالية تقسيم للعراق و كارثة و اليوم الشعب العراقي كلة يطالب بالفدرالية.

على الشعب العراقي و السوري أن يدرك أن حرب بين الكورد و العرب هي في صالح اسرائليل أذا كانوا فعلا يريدون العمل بمنطق قضيتهم القومية الرئيسية. و أستمرارهم بالعمل كمحتلين هذا أيضا في صالح أسرائيل و جميع القوى الاستعمارية و ما يسمونه بالعلاقات الكوردية الاسرائلية هي ليست ابدا بأكثر تطورا من العلاقات التركية الاسرائيلية و لا العلاقات السعودية الاسرائيلة. فلماذا يتحالف اسلاميوا العرب و قادة ربيعم العربي مع تركيا بينما يعتبرون الكورد أعداء لهم؟

الى الان الكورد ضحية لتشكيل الدولة الاسرائلية و لم تتغير المعادلة السياسية في المنطقة كي يكون تشكيل الدولة الكوردية في صالح أسرائيل بعكس ما يدعية الجميع. ما يخدم أسرائيل هو أستمرار الحرب و الفوضى و القتل بين الكورد و بين العرب و بعكسة فأن السلام و الاخوة بين الكورد و العرب هي ليست في صالح اسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة