الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى يوم الأرض: تسارع وتيرة الاستيطان بغطاء رسمي عربي

عليان عليان

2017 / 4 / 6
القضية الفلسطينية


في ذكرى يوم الأرض: تسارع وتيرة الاستيطان بغطاء رسمي عربي
بقلم : عليان عليان
يحيي الشعب العربي الفلسطيني في الداخل والشتات ومعه جماهير الأمة العربية هذه الأيام الذكرى أل 41 لهبة الأرض المجيدة، في ظروف غاية في الخطورة ، تتمثل فيما يلي :
أولاً: تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس ومنطقة النقب الفلسطينية وبتسارع وتيرة هدم المنازل في القدس ، في مناطق 1948 كما حصل في قلنسوة والعراقيب وبقية قرى ومدن الجليل والمثلث والنقب، وذلك بغطاء كبير جداً من الإدارة الأمريكية.
فبالأمس تمت مصادقة حكومة العدو على إقامة مستوطنة جديدة " 2000 " وحدة استيطانية في الضفة الغربية ، ومصادرة 1000 دونم باعتبارها أراضي دولة.
ثانياً : تسارع وتيرة التنسيق الأمني مع الاحتلال لاصطياد المقاومين ولإفشال عمليات المقاومة لأبناء شعبنا ، وفي الذاكرة التي لا تمحي اغتيال القائد الوطني التقدمي – المثقف المشتبك – الشهيد البطل باسل الأعرج.
ثالثاً : انتقال العديد من أطراف النظام العربي الرسمي من مربع التسوية إلى مربع الخيانة العظمى ، خاصةً عندما تصل الأمور بمسؤول عربي أن يعتبر فلسطين وطناً مقدساً لليهود ، وعندما تندلق العديد من الحكومات للتطبيع مع الكيان الصهيوني ونشدان وده ، دونما ربط حتى التطبيع بالانسحاب من الأراضي المحتلة.
رابعاً: إصرار معظم مفاصل النظام العربي الرسمي بقيادة السعودية على حرف بوصلة التناقض الرئيسي ، ليصبح التناقض مع إيران وبقية أطراف حلف المقاومة ،بحيث بتنا أمام تشكيل محور إسرائيلي خليجي ضد حلف المقاومة.
خامساً : إصرار النظام العربي الرسمي على طرح المبادرة العربية للسلام المزعوم ، التي باتت لازمة من مستلزمات القمم العربية ، بحيث أصبحنا أمام علاقة طردية مابين اندلاق النظام العربي على السلام وما بين ازدياد شهية الاستيطان.
يحيي الشعب العربي الفلسطيني ذكرى يوم الأرض ،بوصفها محطة بارزة من محطات النهوض الوطني الفلسطيني، وفاتحةً مجيدة للصعود الثوري جرى البناء عليها لاحقاً في اشتقاق آليات وآساليب جديدة للدفاع عن الأرض وعروبتها ، آليات جديدة ونوعية للمقاومة : بحيث لا يمكن عزل الانتفاضات والهبات الجماهيرية اللاحقة" انتفاضة الحجارة، هبة النفق وانتفاضة الأقصى، والانتفاضة الثالثة، وكذلك التصدي العظيم لمسلسل الحروب الصهيونية العدوانية على قطاع غزة، عن هبة يوم الأرض المجيدة.
إن الشعب العربي الفلسطيني إذ يحيي هذه المناسبة العظيمة يتذكر كوكبة من شهداء الوطن- شهداء يوم الأرض في 3- آذار الذين خضبوا أرض الجليل وعموم فلسطين بدمائهم الزكية لتنبت مناضلين جدد في انتفاضات لاحقة، نتذكر ونحفر في الذاكرة النضالية العربية أسماء خالدة : خديجة شواهنة وخير ياسين، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وحسن طه ورأفت الزهيري، ولتنضم إلى تلك الكوكبة في ذات اليوم قافلة شهداء أخرى في الضفة الغربية ضمت: لينا النابلسي وتمام ستيتية ومحمود الكرد، تعبيراً عن وحدة الشعب ووحدة الأرض والمصير.
في ذكرى يوم الأرض نشير إلى أبرز دروس واستخلاصات يوم الأرض على النحو التالي:
أولاً: أكدت تمسك العربي الفلسطيني بتراب وطنه وفشل مراهنة العدو على مقولة " الآباء والأجداد يموتون والأبناء ينسون" إذ أن الذي خاض غمار تلك الهبة العظيمة شبان وشابات بعمر الورد، من الذين ولدوا بعد نكبة عام 1948 وقدموا أرواحهم رخيصةً دفاعاً عن ثرى الوطن ، حين تصدوا بصدورهم العارية لمخطط العدو القاضي بالاستيلاء على 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث وعلى ما تبقى من أراضي النقب .
ثانياً: أكدت على عمق انتماء أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة عام 1948 لأمتهم العربية ولهويتهم القومية،ولفلسطينيتهم كهوية نضالية، وأكدت الفشل الذريع لسياسات العدو في تذويبهم وسلخهم عن هويتهم القومية.
ثالثاً: أكدت على وحدة الشعب الفلسطيني في مناطق 1948 وفي الضفة والقطاع والشتات، إذ ما لبثت أن اشتعلت هبة الأرض حتى انتقلت شرارتها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات لتشتعل في الضفة والقطاع هبة مكملة وموازية ارتقى خلالها إلى العلا شهداء من نابلس وغيرها من المدن الفلسطينية.
لقد برهنت هذه الوحدة على صلابتها لاحقاً حين شكلت جماهير شعبنا في مناطق 1948 الرديف الداعم لانتفاضة الحجارة ( 1987- 1993 ) والمشارك الفعلي في انتفاضة الأقصى، حين قدمت خمسة عشر شهيداً دفاعاً عن الأرض ومن اجل دحر الاحتلال الصهيوني عن ثرى الوطن.
رابعاً: أكدت مجدداً على أن الأرض – كل الأرض الفلسطينية-هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وليس فقط ما جرى احتلاله منها بعد عام 1967 ، وان إستراتيجية العدو الصهيوني أكدت ولا تزال تؤكد أن بقاء المشروع الصهيوني ودولة الاغتصاب مرهونة بمواصلة مصادرة الأراضي والاستيطان.
خامساً: أكدت هبة يوم الأرض على العمق العربي للقضية الفلسطينية، وقد تبدى ذلك في الحراك الجماهيري العربي الملتحم بالنضال الفلسطيني إبان هبة يوم الأرض وعلى امتداد الصراع مع العدو الصهيوني، بالضد من سياسات النظام العربي الرسمي المتخاذل في معظم مفاصله.
إن إحياء يوم الأرض يكون بما يلي:
1-نبذ خطاب التسوية البائس ومغادرة اتفاقات أوسلو المذلة
2- التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية المستندة إلى إستراتيجية المقاومة بكل أشكالها، وبإعادة الاعتبار لثقافة المقاومة .
3- الالتزام بإستراتجية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ، وبإستراتيجية المقاطعة التي تخلى النظام العربي الرسمي عنها.
4-التأكيد على أساسية لبعد القومي للقضية الفلسطينية، وعلى ثوابت الصراع مع العدو الصهيوني الامبريالي في أن الصراع كان وسيظل مع هذا العدو صراع وجود وليس صراع حدود وأن سمة هذا الصراع تناحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست