الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع ام البساتين الاسيرة

عيسى محارب العجارمة

2017 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ربيع ام البساتين الاسيرة
خاص – عيسى محارب العجارمة – رحم الله من قال :- (لقد ترك لنا معاوية في كل زمن فئة باغية )، فعلى وقع صهيل الصواريخ الصليبية الاستعمارية (توما هوك )، وتدميرها لربع قوة سلاح الجو العربي سوري ، بمطار الشعيرات بوسط سوريا ، مذكرة بقصف ملجأ العامرية وسقوط بغداد ، بأسناد وضح لقطعان داعش والنصرة ، وبرد مزلزل على اعتراض صواريخ سورية حديثة ، لطائرات صهيونية على تدمر قبل شهرين .

تستمر رحلة الشقاء الاسبوعية بين قريتي أم البساتين الأسيرة بالاستيطان لقطعان مستوطني الوطن البديل الجدد ، وخصوصا بضاحيتها الشمالية بأم العساكر الجديدة (الجُمل) ، وبالفقر المدقع والقروض البنكية وصندوق اقراض المرأة وتمويلكم والأمين وفواتير الكهرباء الفلكية وغيرها ، حالها حال كل الريف الاردني ، وهي مسقط رأسي عام 1967 فنحن جيل النكسة بأمتياز .

وهي بلدة أردنية غاية بالروعة والجمال ، تقع بالضواحي الجنوبية للعاصمة عمان ، تكتسي اليوم حلة خضراء جميلة للغاية ، حيث جلست ظهيرة اليوم الجمعة بفناء بيتي أمتع ناظري بربيعها النضر ، عل وعسى ان انسى الظروف القاهرة التي تحول بيني وبين الذهاب برحلة عمرة .

وكنت قد شاهدت ليلة امس قبيل الغروب ، ثلة من الباصات السياحية الكبيرة ، وهي تقل عديد المعتمرين من عرب 1948 – الصامدين بوطنهم - للديار الحجازية المباركة ، وانا انتظر – قادما من غوانتامو الاسم الجديد لمكان عملي بكسارات الاغوار الوسطى - جهنم الاردن - من يقلني لبيتي بضاحية ام العساكر ، على مثلث ناعور الشونة ام البساتين على مدخل قرية ام القطين ، ذاك الاسم الذي يذكرنا بالخير الوفير الذي يمتاز به الريف الاردني الاخضر الجميل وخصوصا لواء ناعور الاشم ، حيث مراتع وديار قبيلة العجارمة الاردنية الابية .

مرت قافلة المعتمرين بجانبي قادمة من فلسطين التاريخية المحتلة ، وناظرت عيناي الدامعتين تحنانا وشوقا، للقاء رسول الله صلى عليه وعلى اله وسلم ، حيث لفحتني قشعريرة أيمانية غاية بالهمس الصوفي النقي ، وانا انظر لوجوه المسنين والمسنات الفلسطينيين وهي تفيض شوقا ولهفة لزيارة حضرة الرسول الاعظم ، وهم يناظرونني من شباك الحافلة ، وكنت ابادلهم نظرات المودة والعطف ، كيف لا والملائكة تحفهم من لحظة مغادرتهم ارض الاسراء والمعراج - فك الله اسرها – حتى وصولهم بحول الله ورعايته ليثرب وام القرى ، مأجورين غير مأزورين بأذن الله ، لقد كان قلبي يصرخ من الصميم ، طالبا منهم ارسال سلامي وشوقي لك يا حبيبي يا رسول الله .

حسنا فعل من أقلني ، حتى لا تفضحني دموعي الصوفية المنهمرة شوقا لأريج فلسطين وقبر الرسول على المثلث المذكور، لنتبادل حديثا قصيرا حول عملي بالكسارات وعودتي نهاية كل اسبوع لمدة 48 ساعه فقط وباقي ساعات عمري المهزوم أقضيها كسجين بمعتقل غوانتنامو لبقية الاسبوع بظروف عمل تشبه عمال المناجم بالصين الشيوعية القديمة لأذوب كشمعة على عشاء خمري فاخر بليلة حمراء من ليالي الفاسدين - وهم كثر بوطني- الذي أضحى مثل قلبي خرقة بالية من القهر والعهر والخمر .

ما عاد للربيع متسع ليدخل البهجة بنضارته ، لصدري المثخن بالقروض والديون ، والعمل بالسخرة - ومونة البطن- فقط لاغير ، عداك عن الطلبات القضائية التي تقصم الظهر المنهك من شدة الحمل ، هو ربيع اشبه بالقيظ اللاهب الذي ينتظرني بكسارات الاغوار-غوانتنامو الاردن - ، وكنت كما اسلفت جالسا بفناء داري ارقب بناء ضخما لربما احتاج لعشرة ايام عمل من انتاج الكسارة لمادة الرمل الخام ، بالربوة المقابلة لمنزلي ضمن ضاحية جديدة ، تنم عن وطنا بديلا يشبه مستعمرات الصهاينة بالقدس ، من ضمنه جامعا يذكرنا بسياسة الابارتهايد حيث يرتاده المصلين من فئة خاصة من الناس ، هبطوا على قريتي بالمظلات بالغة العجمة والرطانة غير المفهومة ، بتجديد لفتنة لن تموت على ما يبدو ظننا انها وئدت عام 1970 .

شاهدت بيتا من الشعر يقاوم الرياح والمطر لسنوات خلت وحتى اللحظة ، لقريب لي مالك قطيع اغنام يقطن وشويهاته هناك - كرمز لصمود الشعب الارني الصابر- بين فلل وجامع تلك المستوطنة الغريبة على شريط ذكراة أرهقها الولاء والانتماء المجاني السخي ، لوطن يمارس ضدي الاقصاء والتهميش منذ 15 عاما ، هي مدة طرقي للصحافة الالكترونية قدمت خلالها للنظام ما يفوق الوصف وخسرت قلمي شعبيا ، ونسيت نفسي حتى أظلتني غيوم السجون بعد ان ظللتها حتى ضلت ، ناسيا ان الانظمة القمعية والدولة العميقة لن تغفر ابدا لمن امتهن مهنة القلم ، حتى وان كان على دينها وديدنها .

تذكرت مهنة الاردنيين القديمة وهي البذرقة اي حماية قوافل الحجاج منذ غابر العصور فكانوا يحصلوا من الدولة العثمانية على مبالغ مالية كبيرة (خاوة ) ، تساعدهم على الوقوف شامخين كأشجار زيتون برما الداشر - وهو بالمناسبة لم يعد داشرا - ونخيل معان ، وقمح ذيبان وقرى الحمايدة والربة وحسبان وصما وبلعما وحوران .

فعذرا ام البساتين الغالية لانني لم استمتع بربيعك الماتع ، كالسنوات الخوالي فلم اعد ذاك الطفل الذي عرفك وعرفتيه ، الذي اضحى شيخا كهلا بالخمسين من عمره ، حيث كبرت فجأة بوفاة عمي الغالي - قبل عدة أشهر- ابا عدنان رحمه الله ، ولم يعد في العمر متسع لفرحة الربيع الضائعة ، بين سندان الموت ومطرقة الفاقة والاقصاء والتهميش ، ولم يبقى الا ممارسة البذرقة الثقافية ، مع هذا الغي والاقصاء غير المبرر يا اردننا الاسير، رغم تشدق بلبل الاعلام الاردني الصداح كل مسا وصباح معالي محمد المومني بغير ذلك.

ختاما تحية العروبة والحق للجيش العربي السوري ، الصامد بوجه الصهيونية والاستعمار الجديد ، وصبيانه من ارهابيي داعش والنصرة والخوارج ، كما صمد الاردنيين بوجه من جاء لجعل عمان هانوي العرب عام 1970 ، وكما هو صامد اليوم بوجه مؤامرة الوطن البديل ، رغم الجراح والقروض والديون وسياسة زج الاحرار بالسجون ، وقديما قال هتلر يكفي انني حررت المانيا من اليهود فنحن من سنحرر الوطن العربي من اليهود الخنازير وكل عملائهم ونحن لها.


خاص – عيسى محارب العجارمة – رحم الله من قال :- (لقد ترك لنا معاوية في كل زمن فئة باغية )، فعلى وقع صهيل الصواريخ الصليبية الاستعمارية (توما هوك )، وتدميرها لربع قوة سلاح الجو العربي سوري ، بمطار الشعيرات بوسط سوريا ، مذكرة بقصف ملجأ العامرية وسقوط بغداد ، بأسناد وضح لقطعان داعش والنصرة ، وبرد مزلزل على اعتراض صواريخ سورية حديثة ، لطائرات صهيونية على تدمر قبل شهرين .

تستمر رحلة الشقاء الاسبوعية بين قريتي أم البساتين الأسيرة بالاستيطان لقطعان مستوطني الوطن البديل الجدد ، وخصوصا بضاحيتها الشمالية بأم العساكر الجديدة (الجُمل) ، وبالفقر المدقع والقروض البنكية وصندوق اقراض المرأة وتمويلكم والأمين وفواتير الكهرباء الفلكية وغيرها ، حالها حال كل الريف الاردني ، وهي مسقط رأسي عام 1967 فنحن جيل النكسة بأمتياز .

وهي بلدة أردنية غاية بالروعة والجمال ، تقع بالضواحي الجنوبية للعاصمة عمان ، تكتسي اليوم حلة خضراء جميلة للغاية ، حيث جلست ظهيرة اليوم الجمعة بفناء بيتي أمتع ناظري بربيعها النضر ، عل وعسى ان انسى الظروف القاهرة التي تحول بيني وبين الذهاب برحلة عمرة .

وكنت قد شاهدت ليلة امس قبيل الغروب ، ثلة من الباصات السياحية الكبيرة ، وهي تقل عديد المعتمرين من عرب 1948 – الصامدين بوطنهم - للديار الحجازية المباركة ، وانا انتظر – قادما من غوانتامو الاسم الجديد لمكان عملي بكسارات الاغوار الوسطى - جهنم الاردن - من يقلني لبيتي بضاحية ام العساكر ، على مثلث ناعور الشونة ام البساتين على مدخل قرية ام القطين ، ذاك الاسم الذي يذكرنا بالخير الوفير الذي يمتاز به الريف الاردني الاخضر الجميل وخصوصا لواء ناعور الاشم ، حيث مراتع وديار قبيلة العجارمة الاردنية الابية .

مرت قافلة المعتمرين بجانبي قادمة من فلسطين التاريخية المحتلة ، وناظرت عيناي الدامعتين تحنانا وشوقا، للقاء رسول الله صلى عليه وعلى اله وسلم ، حيث لفحتني قشعريرة أيمانية غاية بالهمس الصوفي النقي ، وانا انظر لوجوه المسنين والمسنات الفلسطينيين وهي تفيض شوقا ولهفة لزيارة حضرة الرسول الاعظم ، وهم يناظرونني من شباك الحافلة ، وكنت ابادلهم نظرات المودة والعطف ، كيف لا والملائكة تحفهم من لحظة مغادرتهم ارض الاسراء والمعراج - فك الله اسرها – حتى وصولهم بحول الله ورعايته ليثرب وام القرى ، مأجورين غير مأزورين بأذن الله ، لقد كان قلبي يصرخ من الصميم ، طالبا منهم ارسال سلامي وشوقي لك يا حبيبي يا رسول الله .

حسنا فعل من أقلني ، حتى لا تفضحني دموعي الصوفية المنهمرة شوقا لأريج فلسطين وقبر الرسول على المثلث المذكور، لنتبادل حديثا قصيرا حول عملي بالكسارات وعودتي نهاية كل اسبوع لمدة 48 ساعه فقط وباقي ساعات عمري المهزوم أقضيها كسجين بمعتقل غوانتنامو لبقية الاسبوع بظروف عمل تشبه عمال المناجم بالصين الشيوعية القديمة لأذوب كشمعة على عشاء خمري فاخر بليلة حمراء من ليالي الفاسدين - وهم كثر بوطني- الذي أضحى مثل قلبي خرقة بالية من القهر والعهر والخمر .

ما عاد للربيع متسع ليدخل البهجة بنضارته ، لصدري المثخن بالقروض والديون ، والعمل بالسخرة - ومونة البطن- فقط لاغير ، عداك عن الطلبات القضائية التي تقصم الظهر المنهك من شدة الحمل ، هو ربيع اشبه بالقيظ اللاهب الذي ينتظرني بكسارات الاغوار-غوانتنامو الاردن - ، وكنت كما اسلفت جالسا بفناء داري ارقب بناء ضخما لربما احتاج لعشرة ايام عمل من انتاج الكسارة لمادة الرمل الخام ، بالربوة المقابلة لمنزلي ضمن ضاحية جديدة ، تنم عن وطنا بديلا يشبه مستعمرات الصهاينة بالقدس ، من ضمنه جامعا يذكرنا بسياسة الابارتهايد حيث يرتاده المصلين من فئة خاصة من الناس ، هبطوا على قريتي بالمظلات بالغة العجمة والرطانة غير المفهومة ، بتجديد لفتنة لن تموت على ما يبدو ظننا انها وئدت عام 1970 .

شاهدت بيتا من الشعر يقاوم الرياح والمطر لسنوات خلت وحتى اللحظة ، لقريب لي مالك قطيع اغنام يقطن وشويهاته هناك - كرمز لصمود الشعب الارني الصابر- بين فلل وجامع تلك المستوطنة الغريبة على شريط ذكراة أرهقها الولاء والانتماء المجاني السخي ، لوطن يمارس ضدي الاقصاء والتهميش منذ 15 عاما ، هي مدة طرقي للصحافة الالكترونية قدمت خلالها للنظام ما يفوق الوصف وخسرت قلمي شعبيا ، ونسيت نفسي حتى أظلتني غيوم السجون بعد ان ظللتها حتى ضلت ، ناسيا ان الانظمة القمعية والدولة العميقة لن تغفر ابدا لمن امتهن مهنة القلم ، حتى وان كان على دينها وديدنها .

تذكرت مهنة الاردنيين القديمة وهي البذرقة اي حماية قوافل الحجاج منذ غابر العصور فكانوا يحصلوا من الدولة العثمانية على مبالغ مالية كبيرة (خاوة ) ، تساعدهم على الوقوف شامخين كأشجار زيتون برما الداشر - وهو بالمناسبة لم يعد داشرا - ونخيل معان ، وقمح ذيبان وقرى الحمايدة والربة وحسبان وصما وبلعما وحوران .

فعذرا ام البساتين الغالية لانني لم استمتع بربيعك الماتع ، كالسنوات الخوالي فلم اعد ذاك الطفل الذي عرفك وعرفتيه ، الذي اضحى شيخا كهلا بالخمسين من عمره ، حيث كبرت فجأة بوفاة عمي الغالي - قبل عدة أشهر- ابا عدنان رحمه الله ، ولم يعد في العمر متسع لفرحة الربيع الضائعة ، بين سندان الموت ومطرقة الفاقة والاقصاء والتهميش ، ولم يبقى الا ممارسة البذرقة الثقافية ، مع هذا الغي والاقصاء غير المبرر يا اردننا الاسير، رغم تشدق بلبل الاعلام الاردني الصداح كل مسا وصباح معالي محمد المومني بغير ذلك.

ختاما تحية العروبة والحق للجيش العربي السوري ، الصامد بوجه الصهيونية والاستعمار الجديد ، وصبيانه من ارهابيي داعش والنصرة والخوارج ، كما صمد الاردنيين بوجه من جاء لجعل عمان هانوي العرب عام 1970 ، وكما هو صامد اليوم بوجه مؤامرة الوطن البديل ، رغم الجراح والقروض والديون وسياسة زج الاحرار بالسجون ، وقديما قال هتلر يكفي انني حررت المانيا من اليهود فنحن من سنحرر الوطن العربي من اليهود الخنازير وكل عملائهم ونحن لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر