الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«الطريق» رؤية تقدمية في الأوقات الصعبة

فهد المضحكي

2017 / 4 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في اطار احتفالية «الطريق» بمرور 75 عاماً على ولادتها في ديسمبر 1941، صدر في ديسمبر 2016 عدد خاص عن رحلتها الطويلة والشاقة التي كرست فيها روح الالتزام بمشروعها الفكري والسياسي والثقافي المؤمن كما يقول د. شفيق البقاعي: «بالماركسية كمبدأ لخطها الثوري فيما تحمل الاشتراكية كمذهب يحمل الراية الفكرية لبناء مجتمع العدالة والمساواة وحقوق الانسان» لقد صدر هذا العدد الخاص المكرّس للمناسبة اليوبيلية وعالمنا العربي المثخن بالجراح يحاول التقاط انفاسه وتضميد جراحه والنهوض مجدداً لمكافحة فاشيّات قديمة وجديدة تستجلب من مكامن الرجعية والتخلف في اصقاع الارض!

هكذا اشارت «الطريق» في مقدمتها وهي تتحدث عن تواصل صدورها في لبنان بانتظار اعادة التواصل مع جمهورها الوفي القديم والمتجدد بالشباب في البلدان العربية التي تقاوم المحاولات المتواصلة لتدميرها وعزلها وتصفية قضاياها.

ويتضمن العدد ثلاثة محاور رئيسية، يتضمن المحور الأول مقالات مستعادة من ذاكرة المجلة، تحكي البدايات التي تؤكد للاجيال الجديدة استمرارية الرسالة التي ارادها المؤسسون.

ويتضمن المحور الثاني شهادات راهنه في «الطريق» من ممثلي منابر اعلامية ومؤسسات ثقافية، وكتاب وباحثين ومبدعين ممن اسهموا على مدى اجيال عدة. اما المحور الاخير فتضمن اضاءات على وجوه الرعيل الاول المؤسس للمجلة والحامل رسالتها.

ومن تلك المقالات المستعادة من الذاكرة تحدث المفكر حسين مروة – الذي تم تصفيته من قبل الارهاب – عن صدور العدد الاول من مجله «الطريق» – لسان حال عصبة مكافحة النازية والفاشستية قائلاً: «يومذاك صدرت (الطريق) وعلى غلاف عددها الاول كانت صورة تمثل انساناً قوي البنية مفتول العضلات، يرفع في ساعديه الجبارين مطرقة هائلة ليهوي بها على صليب النازية المعقوف، المائل عند قدميه.. وانني لأتذكر اليوم، جيداً، كيف كان نفر من الناس ينظرون الى هذه الصورة باستخفاف، ويقلبون شفاههم في وجوهنا، سآخرين، قائلين بلهجة من احاط علمه بكل شيء: لن تجد المطرقة متسعاً من الوقت للهبوط على الصليب المعقوف! فرفقاً بانفسكم على الاقل!»

«ولكن المطرقة - كما يعلم الجميع اليوم - لم تكتف بدحر صليب النازية على ابواب موسكو ولا اكتفت بتهشيمه في ميدان ستالينغراد الخالدة، ولا اقتصرت على فك طوقه الجهنمي عن لينينغراد البطلة، بل لقد سحقته في وكره الى الابد، فوق قبة الريخستاغ في برلين، ورفعت مكانه علم النصر، علم الحرية والسلم» هذا القول جاء في مقدمة مقال كان انطوان تابت كتبه اوائل عام 1952، احتفالاً ببلوغ «الطريق» عامها العاشر. في حين وفي عيدها الاربعين كتب المفكر محمد دكروب عن مسيرتها التي استطاعت ان تضيء امام اجيال واجيال من القراء العرب، باتجاه الحركة النضالية، التغييرية، وباتجاه الفكر العلمي، العقلاني، التنويري، الماركسي.. واضاف: وفعالية «الطريق» انها كانت تصل، بشكل وبآخر، الى مختلف البلدان العربية.. واعرف، من خلال الكثيرين من المناضلين العرب، ان اعداداً من «الطريق» كانت تجد طريقها الى العديد من المناضلين المعتقلين في اعماق السجون العربية، فتضيء بفكرها التنويري ظلمات السجون وضباب ومن بين الشهادات في «الطريق» كتب المفكر غسان الرفاعي يقول: بيد ان المسيرة الريادية التي انطلقت بتوافق ميول العصر، واماني وطموحات الشعب اللبناني في الانفتاح الفكري والسياسي والديمقراطية على مستوى الشعوب والافراد... قد تعرضت في تطورها، رغم ذلك، الى فترات تراجع وانتكاس مريرة، دفعت «الطريق» ثمنها من رصيدها، عن خطيئة لم ترتكبها هي، بل ارتكبتها في الواقع، قيادة قوى اليسار، ازاء القضية الفلسطينية في العام 1948، على وجه الخصوص!

ومع ذلك، أخذت «الطريق» تستعيد دورها، من جديد، وتسترد انفتاحها الذي تميزت به في انطلاقتها الاولى، وقد لعب النهوض السياسي الجماهيري: الوطني والقومي الذي تمثل بالحركة الناصرية وثورة الرابع عشر من تموز /‏ يوليو 1958 في العراق، دوراً محفزاً دافعاً «الطريق» الى الانفتاح والنهوض غير انه يعزو النهضة الحقيقية لـ«الطريق» الى الاجواء التي خلفها المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي اللبناني (1968). حين استعاد الحزب دوره الطبيعي في الحياة السياسية، وبلورة الأساس والنهج الذي يسمح باستعادة العلاقة مع الجماهير، حين تلمس وأدرك الواقع اللبناني والعربي (القومي) بموضوعية، وعلى اساس تحليل علمي، متخيلاً الى حد كبير، عن الظاهرات والانحرافات غير العقلانية التي شابت مواقفه ونهجه، رغم مظهرها «اليساري».. و«الثوري» كتب الكسندر فافيلوف عضو رئاسة معهد الاستشراق الروسي في مقال له «الطريق» رؤية تقدمية في الاوقات الصعبة للحرب العالمية الثانية وقف ناشرو المجلة ومحرروها بشجاعة وتفانٍ في مواجهة الطاعون الاسود للفاشية ودفاعاً عن حق البشرية بالحرية والتقدم..

ولم يتنفس الشرق الاوسط الصعــداء في ســنوات مـا بعد الحرب: اقامت الدول الامبريالية الكبرى في فـــترة «الحرب الباردة» المتوترة بؤرة صراع شــرق اوسطية وهي تســمم اليوم حياة شعــوب المنطقة، وفي تلك الفترة الصعــبة دافعت المجــلة بثبات عن الرؤية التقدمية لمســارات الأحداث، وعن الشــعب الفلسطــيني، والشعــوب الاخرى بالتقدم السلمي والمستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا