الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية وغرغرينا أحلام الشعوب

رولا حسينات
(Rula Hessinat)

2017 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الآمال العربية في الوحدة وإعادة بناء البيت العربي باءت بالفشل منذ عقود بعد تفشي أزمات الثقة بين الشعوب وأنظمتها السياسية رغم أن الكثير من هذه الأنظمة السياسية كانت ولا تزال مسيطرة على الوضع السياسي في دولها كما في اليمن وسوريا وليبيا ولم يكن هناك حراك فعال لجامعة الدول العربية أو إعلان لقمة عربية تحل أزمة الشعب والنظام في أي من البلاد العربية وليست في الدول التي انتهكت فيها حرية الإنسان وأضطُهد في أبسط حقوقه وهي الحياة الكريمة
بعيدا عن منهج السياسيين في العرض المتفائل لأبعاد القمة العربية يكون حلم المواطن في تلمس أدنى مستوى من الحياة الكريمة والتي لا يمكنه الشعور بها بأي شكل من الأشكال إلا إذا تغيرت مأساته اليومية والعلاقة الطردية بين باب جهنم وراتبه البسيط وأعباء الحياة. لا تعنيه الاتفاقات الكثيرة ولا أجندة الأعمال ولا أي من الجلسات الحوارية الجانبية لأنها ببساطة لا تطعمه الخبز.
حال المواطن الأمريكي بعد ما وهبته العربية السعودية قد تغير حسب تصريحات ترامب بأن ما قيمته 300 مليار دولا كافية لخلق وظائف للمواطن الأمريكي والقضاء على نسبة مرتفعة من البطالة كان يمكن للمواطن الأردني أن يشعر بهذا الفارق لو كان ما قيمته 10 مليار من الدولارات قد وظفت من اجل دعم اقتصاده ودعمه فعليا دون أن تصادرها البدلات الفاسدة بأشكال مختلفة وبعيدا عن منظور المحاسبة .
ليست قضية أي مواطن أينما وجد على الساحة العربية الحديث عن السياسة والوضع الإقليمي رغم أنه يشكل عبأ جديدا عليه يفرضه المتطرفون بين الفينة والأخرى، ما يعنيه حقا هو تحسين الوضع المعيشي وتقليص العبء الضريبي وتوثيق علاقته مع حكومته والتي يجب بأي شكل من الأشكال فصلها عن النظام الحاكم لأن فساد الحكومات وتخبطها لا يعني بالضرورة فساد الأنظمة إنما تقصير من النظام في المحاسبة والمراقبة وهذا كفيل إلى أن يشكل أزمة ثقة المواطن العربي مترفع عن الوقوع بها.
الفوضى الإقليمية في المنطقة العربية وإعادة بناء شرق أوسط جديد بناء على الرؤية الأمريكية ومشروع كونداليزا رايس وكلينتون التي صرحت به علانية في كتابها الشهير لم يعد يخفى على أحد أن السياسة الغربية تقوم على الدعوة للتفاوض حول الدائرة المستديرة وعقد اتفاقيات التسلح مع المتطرفين تحت الطاولة. ليس هذا وحسب بل ودعم العصابات الإرهابية وعلى رأسها داعش الدموية وخلق مفهوم الإرهاب الإسلامي والدعوة إلى العلمانية العالمية رغم أنها بالفعل مطبقة في الأنظمة السياسية العربية. ليس هذا وحسب بل ودعم الأقليات في اتخاذها تقرير المصير بإنشاء دول لها داخل المنظومة الجيوسياسية للدول الأم رغم أن التمازج البشري على مدى قرون من الزمن ألغى هذه التفرقة العنصرية والتي يمكن القول أن نظام صدام والأسد كانا سببا في ظهورها كقضية رأي عام لسوء تعامل الأنظمة معها وحرمانها من أدنى حقوقها التي كان حريّا بهذه الأنظمة تطبيقها والتعامل معها كحق شرعي لا يمكن الانتقاص منه وفق الأهواء
ومما زاد الطين بلة هو الحرب الأهلية التي تدور رحاها في أغلب البلاد العربية التي سعت إلى ثورات الربيع العربي على أساس طائفي وهي التي لا يمكن إنهاؤها إلا بتولي الحكماء زمام الأمور
وتأتي في ظل هذا التشوه في الديمغرافيا البشرية والأيدلوجية الإنسانية والصراع الجيوسياسي القمة العربية في البحر الميت لتبحث التطورات في المنطقة التي لا تخفى على أحد والتي لا يمكن ان ينكرها حصيف الذي يعلم أسبابها وخفاياها ولا يداريها لأن الاعتراف بهذه الأزمات كفيل بحلها ولن يفيد دفن رأس النعامة في التراب الحكومات والساسة بشيء.
إن قضية الأمن القومي ليست صعبة كما يصورها الإعلام بقدر ما هي قضية إعادة الثقة بين الشعب ونظامه وبين الحكومة والمواطن وبين الإنسان والإنسان بعيدا عن النصوص المعقدة.
الشفافية والإصلاح الاقتصادي والسياسي وتجذير مشاركة المواطن في العمل المجتمعي وتفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني كفيل بخلق لحمة وطنية وجيش داخلي قوامه الشعب بعيدا عن اللعبة السياسية في خلق أسافين الفرقة الوطنية
ما يحتاجه المواطن العربي بالفعل هو إعادة توجيه اهتمامات القمة العربية وأولوياتها إلى الشأن العربي الداخلي والذي من شأنه رفع سوية الشعوب وتقويتها وتدعيم الثقة المتبادلة بين الشعوب وحاكميها وتقوية بنيان الدولة في مواجهة الأخطار الخارجية وتفعيل المنظومة العربية في الحراك السياسي بعيدا عن اللجوء إلى الأمم المتحدة التي أثبتت عدم جدارتها وانحيازها إلى الأبرتايد كما ويجب سحب أي قوات غير عربية من الأراضي العربية وهذا يعني إخراج القوات الأمريكية والروسية والفرنسية من الأراضي العربية وعدم الانصياع إلى المفهوم الاستعماري القديم بعد نجاح الدول الاستعمارية في تغير المفهوم الاستعماري أو حكومة الانتداب إلى معاهدات ثقافية واقتصادية تخضع لمظلة المم المتحدة وغيرها من الهيئات العالمية التي لا تبتعد كثيرا عن مفهوم السيطرة على النخاع الشوكي العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت