الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزراء -بالصح- أم مجرد حقائب للمراضات؟؟

حميد طولست

2017 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وزراء "بالصح" أم مجرد حقائب للمراضات؟؟
في ظل الشخصنة الطافحة ، والغياب التام للتصور الأمثل للتشكيلة الحكومة وما صاحبها من نحس أو تعتر "بلوكاج" مع رئيس الحكومة المقال السيد بنكيران ، وسرعة التشكل مع رئيس الحكومة المعوض له السيد العثماني ، انتقلت ثرثرة الشارع العام وهدر الصحافة بكل ألوانها، إلى الحديث عن هندسة الحكومة الجديدة وأشخاصها وأحزابها ووزرائها، دون المرور بما هو أهم من كل ذلك ، والمتمثل في البرنامج الذي من الضروري أن تتقدم به أي حكومة ، أمام البرلمان للمصادقة عليه ، كخريطة طريق للخمس سنوات القادمة ، التي يطمع الشعب المغربي بأكمله في أن يرى من خلال تطبيقه خلالها ، ما يريد ويبتغي من واقع حي يقطع مع الماضي الشاهد على الإفلاس وخيبة الأمل ، ويؤسس لمستقبل تعمه الحرية والعدالة والكرامة ، وتملؤه الأفعال التي تنأى بأبنائه عن عوالم الجهل البغيض والبطالة المفجعة واليأس الفتاك والرتابة القاتلة والهجرة السرية الغدارة ، والمشاريع التي تقيهم نيران الفقر وجمر الفاقة وذل السؤال ، وغير ذلك من الضروريات والحاجيات التي هي من حقه بنص الدستور الذي صوت عليه ، والتي هي في حقيقتها حمل ثقيل ومرهق وشاق، ولا يقوى عل تحقيقها إلا حكومة بمواصفات ومعايير ومهارات مهنية واجتماعية ، يراعى فيها تراكم الخبرات الإدارية الفنية وتوازنها بالرؤية السياسية والاحساس بضرورة التحديث المؤسسي وفق خطط استراتيجية مدروسة وواضحة ، تتولى تنفذها باسم الحكومة نخب وطنية تقدس الإنتماء للوطن ، وتغار على عموم الشعب ، وتتفاني في بناء مستقبله ، وحماية مصالحه من الصفقات السياسية المطبوخة ، وتأطير أجياله وتقويم اعوجاجها والخروج بها من رتب القعود المتدنية إلى المنافسة الحقيقية في كل المجالات والقطاعات ، نخبة يشترط في ترشحها لتلك المناصب القيادية الحساسة –الوزارات- ، بالإضافة إلى الجدارة والقدرة العلمية والمهنية والأخلاقية والخبرات المهنية والتدرج الوظيفي وتنوعه ومدته الإنجارات المقدمو خلاله ، ونوعية الشهادات العلمية المحصل عليها ومعدل التخرج فيها، وتصنيف الجامعات المؤهلة ، فإنه يفرض ارتباط كل تلك الخبرات والكفاءات العلمية والمهنية ، باختصاص المؤسسة التي سيعين المرشح فيها، ليكون ملما بدقائقها ومهامها ، وعارفا بالمشكلات التي سيواجهها بها ، ومدركا لتوازنات القوى فيها، حتى يتمكن من رسم استراتيجية له ، لأن الوزير الذي لم يسبق له العمل في نفس الوزارة سيستغرق أشهرا طويلة في التعرف على مهامه، وأشهرا ليتعرف على مشكلات الوزارة ، وأشهرا ليرسم استراتيجيات العمل بها، وأشهرا يجرب ويخطئ ، وتذهب السنوات دون أن يقدم فيها أي خدمة أوتطوير نوعي . وإني هنا لم أهمل شرط النزاهة والأمانة والشرف لبديهيته ، سواء على المستوى الشخصي ، حيث يطلب في الوزير ألا تكون عليه أحكام او مخالفات حتى المرورية منها ، لأن ذلك مؤشر على احترام القانون، أو على مستوى سيرة أسرته التي تعتبر الجوانب الاخلاقية واجتماعية لها أمرا في غاية الاهمية ، ويلعب دورا إيجابيا في قياس مناسبة المرشح للمنصب الوزاري الذي يكلف به المرشح ..
فهل اللائحة الوزارية ، أو الجيش العرمرم من الوزراء الذي يصيب عدده الهائل المواطن السليم المعافى بالدوخة والدوار ، هل هي تشكيلة قادرة فعلا على التطوع الصادق والمشاركة الفعلية والفعالة لخدمة الوطن والمواطنين ؟ أم أن المسألة لا تتعدى مجرد حقائب للمراضات ؟ يعجز حاملوها والراضون بها عن رفع فاعلٍ أو نصب مفعولٍ به ، أم أنها مجرد مغامرة تجريب يتعلم فيها المحضيون "تاوزارا" في شأن هذا الشعب ، كما يفعل مبتدئي مهنة الخلاقة في المثل الشعبي: "بجربوا يا لحجاما في ريوس ليتاما"
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المراضاة بتاء مربوطة
عبد الله اغونان ( 2017 / 4 / 9 - 00:39 )
كتبتها بتكرار هكذا المراضات
فهي مفرد وليست جمع مؤنث سالم
في جل الدول العربية هناك محاصصة وتوزيع حقائب ومساومات
لواقترح العثماني 20 وزيرا لما قبلوا ذلك لأن جلهم مايهمه هو الحقائب
حزب العدالة والتنمية هو الحزب الوحيد الذي يسلك الديمقراطية الداخلية بل انه لاحق لأحد أن يرشح نفسه بل يرشحه الأعضاء
وكان رأي بنكيران هو اخبار الملك بعدم قدرته تشكيل الحكومة تحت ضغوط الابتزاز والشروط
بادخال حزب ورفض اخر

لكن جل الأعضاء صوتوا مع متابعة المشوار
وانضبط لقرار الحزب
وهذا السلوك ناذر لم نره الا في الزعيم بنكيران رضي الله عنه

اخر الافلام

.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت


.. العالم الليلة | ليست نيتساح يهودا وحدها.. عقوبات أميركية تلا




.. شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ