الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في سطور المُتساقطين على حلبة دونالد

علاء داوود

2017 / 4 / 8
الصحافة والاعلام


بعد مرور هذه الأعوام الستة على الخراب الذي أريد له أن يُصيب الأرض السورية، لثنيها عن الإصطفافات التي تقض مضاجع البعض من العرب والعجم، لا نرى إلا مزيدا ً من الصمود في ظل ما يعيشه العالم بأسره من محاذير أمنية تضرب هنا وتتحضر للضرب هناك، يطِل علينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضربة عسكرية بصواريخ التوماهوك التي أثبتت أنها ليست ذكية بالقدر الكافي، وأقصد هنا الضربة العسكرية بحد ذاتها خاصة أنها تأتي كرد على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فماذا لو كانت جبهة النُصرة التي لا تعرف من الله سوى ال التعريف الخاصة بنصرة رغباتهم ولِحاهم القذرة هي التي تمتلك تلك الأسلحة في مخازنها وانفاقها تحت الأرض ؟؟، وأيضا ً يجدر التساؤل عن مصلحة القيادة والجيش في سوريا من جدوى استخدام هكذا أسلحة في الوقت التي تُحرز فيه تقدما ًعلى الأرض على نطاق واسع ؟!، يقول محللون.

إن الضربة العسكرية التي قامت بها القوات الأمريكية تأتي بأضواء ألوان الطيف من القمة العربية النائمة التي عُقدت في عمان، والتي لم يُخف ِ بعض الزعماء فيها اصطفافهم الى جانب جبهة النصرة وداعش، والذين أبدوا رضاهم الكامل بعد العدوان على الأرض السورية وشُكرهم لترامب على خطوته الشجاعة جدا كما جاء في وصف الإعلام العربي الكريه، وكلنا نعلم أن ترامب وقيادة القوات الأمريكية ليسوا بحاجة للضوء الأخضر من أحد، فهم من يُعطوه لأشباه الرجال حاكمي تلك الدول المُستزلمين، لكن القيادة الأمريكية تصيح في المحافل الدولية مُمتعضة من تضاؤل دورها في المنطقة، وكأنها توجه رسالة للعالم عامة وللقيادة الروسية خاصة بأنها ما زالت لها وجود في هذه المنطقة الساخنة، وأيضا ً يأتي هذا العدوان في سياق طمأنة الحلفاء كجبهة النصرة وداعش والحليفة الأبرز دولة الإحتلال التي تتباكى في كل فرصة عن أمنها المفقود وأمانها المنقوص، إذا ها قد خرج ترامب من عنق زجاجة التوقعات ولبِس جُعبته الفعلية والعملية.

وما أن خرجت علينا البروباغندا الأمريكية والعربية على حد سواء باسطوانة الأسلحة الكيميائية المتكررة، حتى بدأ الجميع بالتباكي على الإنسانية ومفهومها والطفولة الضائعة في سوريا الحبيبة، ولكن المُضحك المُبكي أن هذا التباكي يخرج من أبواق السلطنة العثمانية الورقية وبعض أقزام الإعلام العربي الذي يتجاهل الكوارث الحاصلة في اليمن والعراق وفلسطين وليبيا وسوريا، قد آن الأوان للبدء في وضع الحروف تحت نقاطها بأن ما يحصل هو تحالفات واقعة أيا ً كانت الأسباب والنتائج، فمملكة الرمال وهيمنة آل سعود على المنطقة ستُغني بالدف لأن الطبل حرام لخطوات ترامب التصعيدية ضد سوريا وروسيا وإيران، و وسترقُص ُ تجاهُلا ً جليا ً لامتلاك جبهة النصرة للأسلحة الكيميائية في سوريا والعراق ليس غريبا ً على تلك الأبواق المأجورة، وتواصُل الذبح والقتل وقطع الرؤوس ليس لها مكانا ً في أسطر الإعلام المُشارك فِعلا ً في الجرائم المتواصلة، يرى مراقبون.

إن الولايات المتحدة تضع العالم مجددا ً في إطار الأنداد، فالتدخل الروسي منذ بِدء التكالب على سوريا كان كالسيف على رِقاب القيادة الأمريكية، سنوات ست والدب الروسي يصول ويجول وأمريكا ليس لها موطيء قدم إلا من خلال جماعات القتل وشذاذ الآفاق، وعلى ما يبدو أن القيادة الأمريكية قررت استعادة الإنتباه أن القطب الأمريكي ما زال حاضرا ً، وليس الحديث عن أمن الولايات المتحدة الداخلي بمعزل عن التدخلات الطبيعية من منظورها في بقاع الأرض، ويأتي العدوان على الأرض السورية تحت عنوان استعراض القوة الأمريكية في المنطقة، خاصة أن دونالد ترامب يأخذ الإستعراض كمهنة يتقنها أمام جماهيره الأغبياء من عرب ٍ وعجم.

أما عن صمود الجيش العربي السوري على الأرض السورية فما زال قائما ً، وليس خافيا ً أنه يتمدد في ظِل الهجمة المستعرة أمريكيا ً وعربيا ً، وأن هذه الحملة الإعلامية والتي رافقتها الضربة العسكرية ليست إلا إزاحة النظر عن التقدم السوري وإعادة توجيه العدسة للتركيز على جرائم إنسانية قادتها هم ذاتهم سلطان الورق العثماني أردوغان وملك آل سعود المتهالك والبغل تميم إبن البغل القطري، وعلى الرغم من امتداد هذه الحرب وهذه السنوات الماضية إلا أن البعض ما زال يتمترس خلف مواقفه الرمادية والحيادية، والتي لن تصُب في نهاية المطاف إلا الى جانب القتل وإسناد القوى الظلامية في محو إنسانيتنا التي تتلاشى بثبات.

كما ويجدر التنويه الى أن مُعظم المُدافعين عن العُدوان الأمريكي والمُتساقطين على عتبات ترامب كانوا من العرب العاربة، وقد تكررت جُملة على ألسنتهم القذرة جمعاء، منذ أن شاهد ترامب مأساة خان شيخون، وصرخة مُدوية وصلت ولايات نخوة الأمريكية، وا ترامباه، حتى قال : ماذا ؟؟، أتُضرب خان شيخون وفي صدر دونالد أنفاس، يا غُلام هات ِ لي سَيفي ودِرعي وليُجهزوا لي بغلتي، فإني ذاهب لغزوة الشعيرات، أتُضرب الكيمياويات بكل أرض ٍ وعيش المسلمين إذن يطيب ؟!، أما لله والإسلام حق ٌ يُدافع عنه شبان وشيب ؟!، تكبير، وما كان من ابنته صاحبة الصون والعفاف إلا تعليقها : أبتاه كم أنا فخورة بك يا سندي، وصاحت بأنها تشعُر بالفخر لما أقدم عليه والدها المغوار، في الهجوم على الأرض السورية حتى أنت ِ يا إيفانكا ؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م