الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع الاديبة والشاعرة والانسانة ( نادية جمال الحيدري )

شه مال عادل سليم

2017 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


اجرى اللقاء ـ شه مال عادل سليم
على هامش الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي .

على شرف الذكرى 83 لميلاد شيخ الاحزاب العراقية ( الحزب الشيوعي العراقي ) التقينا بالاديبة والشاعرة (نادية جمال الحيدري ) وهي بنت لعملاقين بحجم العراق , هما (المناضلة نرجس الصفار والشهيد جمال الحيدري) , احد ابطال الحزب الشيوعي العراقي الذي ترك بصمة واضحة على صفحات تاريخ الحزب الشيوعي العراقي .
حيث وبعد انقلاب 8 شباط الدامي واستهداف العديد من قادة وكوادر الحزب وعلى راسهم الشهيد سكرتير الحزب ( سلام عادل ) قاد (جمال الحيدري ) وبالتعاون مع الشهيد ( محمد صالح العبلي ) اعمال الحزب المركزية , فنهضا بمهام القيادة في اعقد الظروف واقساها , وعملا من اجل إعادة الصلات التنظيمية بالمنظمات والرفاق المقطوعين , وتعزيز وحدة وتراص صفوفهم واصدار جريدة الحزب المركزية ( طريق الشعب ) وعدد من البيانات التي فضحت جرائم انقلابيي شباط .
تزوج الشهيد (جمال الحيدري )عام 1961 من الرفيقة المناضلة ( نرجس الصفار ) شقيقة الشهيد ( عواد الصفار ) ,وله منها إبنتان ( ليلى ونادية ) ....
(نادية حيدر ) , شاعرة مرهفة الإحساس، قادرة على نسج الكلمات في سطور من حرير، استطاعت بكل جدارة ان تحلق بقارئ نصوصها النثرية وقصائدها وقصصها في سماء وطنها وفي فضاءات ممتدة بلاحدود , ولا تخفي لمحات الحزن والفراق والتساؤلات الطفولية التي تضيف على كلماتها مزيدا ومزيدا من البريق البهي ونقطة الضوء التي لا تنطفي في ظلّ كل هذه العتمة الموحشة ....
(نادية حيدر ) تعشق الموسيقى والزهور والكتابة كما تعشق وطنها وهي التي قالت يوما : ( تعلمنا في بيتنا , ان الوطن هو قبل كل شيء وهو فعلا كذلك ) .....
لـ( نادية حيدر ) ديوان شعر بعنوان ( دروس في التحليق ) , تكتب ( نادية ) باللغة العربية والانكليزية و تنشر نتاجاتها وابداعاتها في الجرائد والمجلات والمواقع الالكترونية تحت اسم ( نادية حيدر ) .
(نادية ) تكتب منذ صغرها , حيث كتبت اول قصة قصيرة عندما كانت عمرها ( 12 ) سنة فقط ....
الشاعرة ( نادية ) فتحت لنا في ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي نافذة ذكريتها كي نستنشق معها عطر ( نرجس الصفار وجمال وعاصم ومهيب الحيدري) ورفيقاتهم ورفاقهم الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية الإنسان وكرامته وكان لنا معها هذا اللقاء الخاص :
* الاديبة والشاعرة ( نادية حيدر ) , يطيب لي في البدية ان اشكركم على إتاحة هذه الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الشيق ، كما اقدم إليكم ولعائلتكم المناضلة ( أل حيدر الحيدري ) بأحر تحياتي الرفاقية لمناسبة الذكرى الثالثة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي , هذا الحزب العريق ، الذي شكل الطليعة المكافحة والمجرّبة للطبقة العاملة وسائر الشغيلة في العراق ، وكافح وقارع الظلم عبر ثمانية عقود مضت وما زال يلعب دورا بارزاً في الحركة الوطنية العراقية لبناء عراق ديمقراطي مستقل، وعلى هذا الطريق قدم الحزب الشيوعي العراقي ، ولا يزال، تضحيات جلى وأرتالا من الشهداء الميامين يتقدمهم القائد المؤسس يوسف سلمان يوسف (فهد) ورفيقاه ( صارم وحازم ) , والآلاف من كوادر الحزب وأعضائه من مختلف القوميات والأديان والطوائف التي يزخر بها العراق وفي سبيل تحقيق "وطن حر... وشعب سعيد". وبهذا فقد غدا يوم تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عيدا لممثلي كل مكونات الشعب العراقي .
يسعدنا ان نرحب بالمربية الفاضلة الاديبة والشاعرة ( نادية حيدر ) ، ونبدأ حوارنا بسؤالنا : الاديبة والشاعرة نادية , هل لكم أن تعطونا نبذة مختصرة عن حياتكم وعن حياة ونضال آل (الحيدري ) ؟

ـ بدءاً اشكرك على هذه المقدمة الوافية التي عرفت القارئ بالأجواء التي احاطت بي منذ طفولتي والتي اثرت بي حتى يومنا هذا.
فانتمائي لهذه العائلة لم يكن مدعاة فخر فقط انما كان دعما لي في كل خطوة وحافزا استمد منه اصراري على تقديم الافضل وهكذا اكون جديرة به وعلي ان اضيف هنا ان الموضوع لم يكن مقتصرا على والدتي ووالدي كما تعلم بل كانت اسرتيهما من الاسر المعروفة في تاريخ الحزب والتي قدمت الكثير من الشهداء والتضحيات في هذا الطريق

* كتبتم بمناسبة الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي قصيدة الى والدكم الشهيد( جمال الحيدري ) بعنوان ( ايها الفارس الحقيقي) تقولين فيها:
ايها الفارس الحقيقي
الشيوعي الاول الذي "سمعت" عنه في حياتي
وما رأيت فيها من يحاكيه
هنيئاً لحزب ضممته بين ذراعيك
حتى اللحظة الاخيرة
ومن اجل ان ترفرف رايته
بدمك اغتسلت
وغادرتني . . هكذا طائعاً واثقاً
وسلالُ من حقول الوفاء
بالتضحيات بدل الزهر امتلأتْ
وفرغتْ
وانا بعدُ . .
لم اقطف ياسمينك !
هل لكم ان تتحدثوا عن الشهيد (جمال الحيدري) بالرغم من انكم لم تلتقوا به ابدا ؟

ـ نعم حقا انا لم التق والدي لكني اكاد انسى هذا لاني وبرغم حرماني من وجوده الى قربي فانا واختي كما لو كنا نعيش بانفاسه ان كان ذلك في البيت حيث بتنا نعرف كل شيء عنه .. كل ما احب كل ماتمنى كل هواياته واهتماماته ماذا يسمع من موسيقى كيف يقرأ الشعر ويكتبه حدثتنا امي كيف ان اختي ورثت عنه شكله وحركته وجديته والتزامه وكيف اني ورثت عنه حبي لفيروز وولعي وشغفي بالشعر وبالموسيقى حدثتنا ايضا عنه كيف كان عفويا صادقا مرحا محبا للحياة رغم كل ما يحمله من هموم واعباء . أما في خارج البيت فكنا نقرؤه في عيون الناس حين ياتي ذكره امامهم كيف تصيبهم الدهشة كيف يترجمون حبهم له واعتزازهم به
جمال الحيدري يندر ان نجده مثيلا له في حياتنا الواقعية ..احب الوطن حتى منحه حياته ،شهادتي به مجروحة و اخفق في الحديث عنه لاني لا احسه يخصني وحدي احس بانه يخص كل الناس لانه من اجلهم عاش ومن اجلهم استشهد .

* كتبتم نصأ عن والدتكم البطلة ( نرجس الصفار ) وتقولون في نهايته : ( كنتِ دائما بالنسبة لنا ميزاناً للعدل وبوصلة تشير الى اتجاه واحد صحيح وعيناً لا تنظر الا لتكسر الحيرة والتردد
وحين احتاج ان أصل يوماً الى قرار احاول ان اصل اليه بان ارتفع الى مصاف ان اكون ابنتكِ ابنة نرجس الصفار , حين احتاج ان أصل يوماً الى قرار
احاول ان اصل اليه بان ارتفع الى مصاف ان اكون ابنتكِ ) , اخبرينا عنها ( كأم ومناضلة وانسانة ) ؟
ـ ربما تجدني ابالغ حين اقول لك انني في تلك القصيدة لم اتمكن من قول كل ما اريده عنها لانها كانت أمرأة مهولة بكل ماللكلمة من معنى .. صارمة الى حد انها كانت تحاسبنا على الهفوات وحنونة الى حد ان قلبها يغفر لنا اكبر الاخطاء كنا نجد عندها حلولا لكل مشاكلنا ودعما لكل مواقفنا ..كانت تقرأ لنا شعر الجواهري فتزيد بعذوبة صوتها القصائد عمقا وكأنها تحكي لنا من خلالها كل ذكرياتها في ايام النضال تلك الذكريات التي بقيت معها حتى لحظاتها الاخيرة.. حين كنت صغيرة وكنت اراها تتحدث بحرقة وتناقش كنت اعلم على الفور ان الموضوع يخص العراق هذا الوطن الذي ما فارق خلجاتها وما فقدت الامل فيه وفي شعبه يوما كانت مؤمنة ايمانا عميقا بان الغد الافضل قادم لا محالة ومنها تعلمنا ان نخلق الامل ولو حين يكون الكون كله حقل يباب علمتنا كيف نبحث عن الامل ونجده ولو في برعم صغير يتفتح او في ضحكة طفل تشرق .. في كلمة في نغمة موسيقى انقل هنا كلماتها بالحرف كما كانت تنطقها وتوشوشنا بها في ليالي الخوف والرعب واليأس الذي كان يطرق باب قلوبنا ..أمي كانت مدرسة حقيقية للصبر والعطاء والحب والقوة مدرسة لم نتمتع بها طويلا لانها خطفت منا مبكرا .

* متى تبكي (نادية ) ومتى تضحك ؟
ـ تختلف مقاييس الضحك والبكاء من انسان لاخر قد تبكيني وتضحكني اشياء بسيطة جدا واخرى عميقة جدا قصيدة جميلة تبكيني واخرى تضحكني ماعدا الامور العامة لنقل مثلا الموت والظلم والغدر يدميان قلبي ويبكياني ولو دون دموع فأنا لا أذرف دموعي حزنا او ألما هي تهطل تلقائيا امام لحظة انفعال حتى لو كانت مفرحة حين احزن لا تجد دموعي لها منفذا.. تستعصي علي هي والكلمات معاً.كل علامات الحياة ومظاهر العدل وانتزاع الحقوق تملؤني بفرح غامر . . ان ارى احدا ما يصل الى غايته بإصرار خصوصا لو كانت امرأة في هذا الموقف ، هذه من الامور التي تعطيني جرعة كبيرة من السعادة لاني أحب ان تكون المرأة من القوة بحيث تنتزع حقها بنفسها بأسلوبها الخاص ولا تنتظر ان يمنحها إياه احد ضحكتي تكون من الاعماق حين أراقب طفلا يعبر عن نفسه بعفوية سعادتي الكبيرة داخل اسرتي مع زوجي واولادي .. هم مصدر قوتي .

* كتبتم قصائد متنوعة عن حب الوطن والغربة والحرمان والاشتياق والطيور المهاجرة والمطر وهروب الفراشات في ( دروس في التحليق ), حدثينا عن الكتاب ؟
ـ ذكرت في مقدمتك ان محاولاتي في الكتابة كانت مبكرة لكني وددت ان اضيف لما تفضلت به واقول ان كل ما كنت اكتبه في ذلك الوقت ظل حبيس دفاتري واوراقي ولم ير النور باستثناء مرة واحدة حيث نشرت في زاوية حوار مع قلمي في جريدة العراق الذي كان رذيس تحريرها عمي صالح الحيدري كان ذلك بسبب خشية اسرتي من ان انشر واتعرض الى الضغط الذي كان يتعرض له الادباء والفنانون في زمن البعث المقبور استمرت هذه الحالة حتى بعد مغادرتنا العراق حيث كنا نتجنب لفت الانتباه لان عيون النظام كانت تراقب الجميع حتى في المنافي كما وان تفرغنا تماما كاسرة لتثبيت اقدامنا في المجتمع الالماني الغريب عنا وايجاد طريق جديد للحياة في المانيا اخذ منا الكثير من الجهد والوقت حتى سقط الطاغية ودخل الانترنت متأخرا الى العراق وظهرت مواقع التواصل الاجتماعي واخذت انشر فيها ما اكتب ومن هنا بدأت الفكرة ان اضع مجموعة من القصائد في كتاب ليكون بطاقة تعريفية لي في هذا الوسط (طبعا المجموعة من اصدار دار الروسم في بغداد ) دعمتني في ذلك عائلتي واصدقائي حتى تمكنت المجموعة من الخروج للنور بهذا الشكل الذي بين يديك .. وهكذا كان

* استاذة نادية , درستم الكهرباء في العراق , لماذا اخترتم التدريس كمهنة ؟
ـ دراسة الكهرباء جاءت نتيجة طبيعية للمعدل الجيد كما تعلم ويعلم القراء لكن دراسة الكهرباء لم تلب يوما ما حاجتي الحقيقية للقيام بعمل يمثلني ادخل به الى معترك الحياة ربما كانت فراءة رواية او قصيدة جديدة تبعث في النشاط والفرح اكثر من متابعة محاضرات الالكترونيك او المائن مثلا كما انني لم لم امارسه كمهنة الا لمدة قصيرة بكلمة اخرى لم يكن يشبهني لامن بعيد ولا من قريب لهذا لم اجرب ان اعمل به في المانيا رغم ان الفرصة للعمل في هذا المجال في بلد مثل المانيا كانت ستكون اكبر .. كان حبي للغة العربية واجادتي لقواعدها سببا رئيسيا لاقبل عرضا من مدرسة اللغة الالمانية لتدريس اللغة العربية بعد ان لاحظت مُدرستي شغفي لتعلم اللغات وحبي الكبير لها فقررت ان اجرب وهكذا بدأت ثم اخذت الدورات تشهد اقبالا كبيرا لمست فيها حب الالمان للغتنا واندفاعهم لتعلمها واحترامهم لثقافتنا ولمست فيها ايضا نجاحي في هذا المجال بعدها بدأت فكرة تدريس الاطفال العرب من الاسر المختلطة والاسر العربية مما شجعني ان افتح مدرسة خاصة بي قضيت فيها ٤ سنوات اعتبرها من اجمل السنوات التي قضيتها هنا في المانيا .

* كيف ترون مستقبل العراق بعد سقوط النظام العراقي البائد ؟
ـ لا تستغرب اذا اخبرتك اني لاارى مستقبل العراق بهذه القتامة التي يراها الاخرون رغم كل مايجري اليوم فبعد ان انزاحت صخرة الدكتاتورية وفتحت ابواب الديمقراطية وبدأ الناس يعون اهمية ممارستها اجد اننا على الطريق الصحيح ومثل كل الناس يصيبني اليأس احيانا واستبعد اي شكل من اشكال الحلول لكن ايماني بهذا الشعب وبقدرته على صناعة مستقبل يليق به كبير جدا كما اننا لو فكرنا قليلا نجد ان كل الانظمة الديمقراطية في العالم لم تنجح بين ليلة وضحاها الامر يتطلب صبر وتضحيات وزرع الوعي لدى الناس وهذه هي مسؤولية الاحزاب العريقة والتي لها ثقل جماهيري كبير .. نعم انا مطمئنة ان العراقيون قادرون على خلق عراق جديد من هذا الصراع الذي نشهده اليوم في النهاية لن يصح الا الصحيح .

* ما هي طموحاتكم و أمنياتكم التي تحلمون بتحقيقها على المستوى العام والشخصي ؟
ـ اعتقد ان اي عراقي اليوم مهما كان بعيدا عن العراق او كانت شؤون السياسة لا تهمه او كان محبطا مما يجري لا اعتقد ان لديه امنية عامة اكثر من ان يعود العراق سالما معافى يعيش ابناؤه بسلام . . على الصعيد العالمي يبقى هاجس الارهاب يطاردنا جميعا وبرأيي ان الارهاب لايتحمله دين محدد او جنسية او جهة محددة الارهاب في كل حقبة تاريخية مارسته جماعات مختلفة وفي كل فترة كانت تدعمه دول عظمى هي التي تنتجه وتستخدمه وحين ينقلب عليها او يهدد مصالحها تحاربه تماما كالفايروسات وانواعها التي تنتج بنفس الطريقة ولنفس الغرض. على المستوى الشخصي اتمنى ان تصل كلماتي الى اكبر عدد من الناس لاني في كل كلمة اكتبها افكر بهم واحاول ان ابعث رسالة هي خبرتي وعصارة تجربتي في الحياة. اكيد هناك امنيات شخصية للعائلة ولي اتمنى ان تتحقق .

* هل تؤمنون بمصطلح الادب النسائي , و هل للكتابة جنس , وكيف تقيمون الخطب النسائي في الادب والنقد بشكل عام ؟

ـ لو اتفقنا على تعريف الادب النسوي بانه الادب الذي تكتبه المرأة فتضفي عليه من شخصيتها اولا كإنسان وثانياً كإمرأة وهو برأيي يشابه ماتضفيه المرأة على كل عمل تقوم به او مهنة وليس على الادب فحسب ولا اجد ان هناك شروطا على المرأة ان تلتزم بها يعفى منها الرجل او العكس لكني اعلم يقينا ان النتائج ستكون مختلفة وهنا فقط يمكننا التمييز بين الاثنين وعلى الرغم من ان المرأة استطاعت ان تثبت ان بصمتها على العمل الادبي مميزة جدا.. لكني احب تسمية الادب حسب نوعه وتاثيره وليس حسب مصدره رجل او امرأة فانا وعلى سبيل المثال لا اجد غضاضة في المقارنة بين ادب جبران خليل جبران وبين ادب مي زيادة على اساس ادبي بحت بغض النظر عن الجنس .


* اين المرأة العراقية في مسيرة الثقافة والأدب ؟
ـ لم تتمكن كل الظروف على صعوبتها ان تعيق المرأة العراقية من ممارسة دورها في المجتمع بشكل عام و على الساحة الثقافية والادبية بشكل خاص فالمرأة العراقية قدمت في هذه الفترة مثالا يحتذى في الاصرار على النهوض بنفسها رغم كل التابوهات التي تنتشر في مجتمعنا اليوم وها هي تتميز في الرواية والشعر والنقد والمقال الصحفي يشهد لها نتاجها وابداعها وتميزها في كل المحافل الثقافية والادبية لتكمل بذلك مسيرتها التي بدأتها منذ اواسط القرن الماضي وحتى اليوم فالمرأة الاديبة اليوم هي مبعث امل لمستقبل هذا الوطن ترفض كل انواع القيود وتتمرد على كل مايحاول ارجاعها الى عقود الكبت والتبعية .


* لمن تكتبون وبماذا تتميز كتاباتكم ؟
ـ مهم جدا سؤالك انا اكتب احيانا للكون الواسع واحيانا لذرة رمل صغيرة اعشق الطبيعة ومنها استمد صوري ومفرداتي اكتب للانسان لفطرته وعفويته لمصدر قوته ولنقاط ضعفه اكتب لابتسامة الاطفال ولدموعهم اكتب لاصدقائي الذين قدموا لي حبهم وثقتهم وكانوا معي دائما اكتب لابنتي للسمو الذي يحمله اسمها ولوجودها المفعم بالفرح وبالحياة لجمال روح ابني وأنامله وهي تبهرني بعزفها الساحر لأختي الجأ اليها لتكسر حيرتي كما كانت تفعل امي لزوجي ورفيق دربي لحبي له ولدعمه المستمر لي ووقوفه الى جانبي واكيد اكتب لوطني ولاهله الطيبين ولشهدائه الابرار لبغداد ساحرتي وقبلتي وحاضنة ذكرياتي وحكايا طفولتي لكم جميعا اكتب
اما عما يميز كتاباتي فاترك للقراء الاجابة على هذا السؤال فهم يملكون كل المفاتيح ويقرأوني من خلالها .


* كيف تقيمون دور المرأة العراقية اليوم في نضالها السياسي والاجتماعي والاقتصادي , النضال الذي انطلق في عشرينات القرن الماضي مستمداً العزم من الموروث العالمي الإنساني ,لتحقيق العدالة والمساواة بين المرأة والرجل استنادا الى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالقضاء على كل إشكال التمييز ضد المرأة، المساواة الإنسانية في الحقوق التي تعتبر حجر الأساس لكل مجتمع ديمقراطي تواق للعدالة الاجتماعية وترسيخ قيم حقوق الإنسان .
ـ في الحقيقة الاجابة على سؤال كهذا تحتاج ربما مجموعة مقالات ودراسات لنمكن من الالمام بكل ماقدمته المرأة العراقية في جميع المجالات وربما لن ااتي بجديد حين استعرض التاريخ المشرف لنضال المرأة العراقية،ودخولها معترك الحياة كعنصر فعال ومستقل الى جانب الرجل، والحقيقة التي ينبغي ان نعرفها جميعا ان نضال المرأة العراقية يمتد الى مطلع القرن العشرين وانها تمكنت على مر السنين من اثبات جدارتها في العمل الاجتماعي والسياسي وفي الاقتصاد على حد سواء انا لا اميل الى ذكر امثلة لكن هناك من العناصر النسوية من كانت لهن الريادة في هذا المجال مثلا الدكتورة روز خدوري من الحزب الوطني الديمقراطي التي ساهمت في تأسيس جمعية نسوية كان من اهم اهدافها مكافحة الامية في العراق كذلك الدكتورة نزيهة الدليمي من الحزب الشيوعي التي اصبحت اول وزيرة في الوطن العربي بأكمله في بداية الستينات وهذه الاسماء على سبيل المثال لا الحصر فالعراقية اثبتت دائما وجودها على الساحة السياسية حتى اللحظة واستطاعت كسر الطوق والقيود الاجتماعية التي فرضت عليها التبعية لفترة طويلة من الزمن محاربة بذلك كل ما من شأنه ان يميز بينها وبين الرجل او يحد من فعاليتها ومشاركتها في بناء الحياة وها نحن اليوم ورغم كل الضغوط الانية التي تتعرض لها المرأةاعتقد ان لها صوتا القوي مسموع لمؤثر في الساحة السياسية بغض النظر عن الاختلاف او الاتفاق معها في وجهات النظر!

*في نهاية اللقاء اشكركم جزيل الشكر, واترك لكم الكلمة الاخيرة ؟
ـ شكرا لك كبيرة استاذ شه مال على اتاحة الفرصة لي للتحدث الى الناس بشكل يجعلني اقرب اليهم من قبل
كلمتي الاخيرة اقولها وانا اؤمن بها ايمانا كاملا وهي انه في نهاية الامور لن يصح الا الصحيح وطننا اليوم يمر بأزمة لكنه سيتمكن بالتأكيد من تجاوزها لأنه العراق . ..!!

8 ابريل ـ2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على