الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاحِنةُ خرفان

امين يونس

2017 / 4 / 8
كتابات ساخرة


في نُكتةٍ قديمة : ( ... أوقفتْ نقطة التفتيش ، شاحنة مُحّمَلة ، وسألتْ السائِق : ماهي حمولتك ؟ أجاب : خمسون خروفاً . أمروهُ أن يقف جانباً حتى يفتشوا ويَعّدوا الحمولة ، وبعد أن أكملوا ، قالوا لهُ : صحيح أنها خمسون ، ولكن ذاك الخروف السمين كانَ ينظرُ إلينا شزراً ، فإتركهُ هنا لكي نُحّقِق معه ! . إضطرَ السائق أن يُغادِر ويتحمل الخسارة . أما أفراد السيطرة فلقد ذبحوا الخروف على سُنة الله ورسوله ، وأولموا وليمةً دسمة .
بعد إسبوعين جاء نفس السائِق بشاحنته وحمولةٍ جديدة من الخرفان ، لكنهُ هذهِ المرّة ، ربط أعين الخرفان جميعاً ، لكي لا يُوّفِر حجةً لعناصر السيطرة . غير أنهُ تفاجأ بأنهم سحبوا خمسة خُرفان جانباً . فقالَ لهم : ماهذا ، ماذا فعلوا ؟ ان عيونهم مربوطة جيداً . أجابه المسؤول : ان الخروف الذي حققنا معه في المرة الماضية ، إعترفَ على هؤلاء الخمسة !! ) .
.............
لا أعتقد بأن بشار الأسد ونظامه وأجهزته ، بحاجةٍ إلى إثبات مدى دكتاتوريته ووحشيته ، فهو على أية حال ، نتاج البعث الفاشي أياه ووريث أبيه . لكنهُ وعلى رؤوس الأشهاد وتحت إشراف الأمم المتحدة ، قبل سنوات ، تخلَصَ من مخزونه من الأسلحة الكيمياوية ، ولم يعد يمتلك شيئاً منها .
في 2013 وبعدها أيضاً ، اُستُخدِمتْ الأسلحة الكيمياوية في الحرب القذرة في سوريا ، وأشارتْ كُل الدلائل ان " جبهة النصرة " صنيعة المخابرات التركية ، بمُختلف مسمياتها ، هي التي كانت مسؤولة عن ذلك ، وفي هذه المرة أيضاً ، في خان شيخون، يُرّجَح ذاك الإحتمال .
.............
سائِق الشاحنة في النُكتة أعلاه ، يدركُ جيداً سخافة الذريعة التي إستند عليها عناصر السيطرة ، والتي مفادها ان الخروف حملقَ فيهم بِتَحَدٍ وكراهية .. وأنهم سوف يحققون معه ! . لكنهُ أي السائِق خافَ أن يعترض لئلا يتعرض للضرب والإهانةِ فوق ذلك . وحتى في المرّةِ التالية ، حين إستولوا على خمس خُرفان ، لم يعترِض جدياً ، خشية الأسوأ .
المصيبة ان السائِق لا يتعرض فعلياً للأذى ، بل ان " الخرفان " التي يُتاجِر بها ، هي التي يُستولى عليها وتُذبَح . والإحتجاج الخجول للسائِق وعدم رضاه ، ليسَ شفقةً على الخُرفان ، بل لأن عدد الذين يتاجِر بهم يقلُ شيئاً فشيئاً ! .
مأساةٌ كامِلة : نقاط التفتيش أو السيطرات المُختلفة ، بعناصرها الخبيثة الجَشِعة ، تذبح الخُرفان تحت يافطاتٍ عديدة ، والسائِق مُستمرٌ في قيادتهِ الرعناء وفي مُتاجرَته الحمقاء ! . والسبب الرئيسي في ذلك كله : أن الخروف في المرّة السابقة إعترفَ أثناء التحقيق على الخرفان الأخرى ! .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا