الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في 9-4 خذوا كل ماسرقتم واتركوا لنا ماتبقى من الوطن.

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2017 / 4 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


تتراقص الكلمات أمامي وتتسارع العبارات وتتخلجني المشاعر كلما وقعت عيني على بطاقتي وعليها اسم العراق ، وبعدها اسمي واسم ابي ، لقبي وعنوان وتاريخ ولادتي ، وانا امضي في تقليبها عيني لا ترى الا اسم بلدي ,بلدي الذي امسى حزينا منهكا اسمه متذيلا كل اسماء البلدان الا في السلبيات فهو اولها , وهنا اسال نفسي ماذا قدمت لوطني الي تنهمر الدموع كلما نطقت اسمه وتذكرت ارضه المخضبة بدماء ابنائه .


عذرا ياوطني ليس لي حول لأحميك،ولا قوة لأدفع عنك ظلم العالم وظلم ابنائك ، فاليوم اراك تباع لارضاء الغير ويقدم اسمك في الهبات ,كانك يتيم في أرض اللئام,هي حقا مهزلة التاريخ في أبهى تجلياتها،عندما ارى من يملك الحكم والسلطة فيك يتافخرون معلنين أن التاريخ العراق أنتهى،و الوطن لم يعد يتسع إلا لفئة واحدة ،لافئتان . هذه الفئة الواحدة تجاوزت الدين والمذهب والعرق، واتحدت على نهب الوطن وتدميره ، تلك هي بطاقة الانتماء الى هذه الفئة فلا مجال فيها للوطنية ولا للنزاهة . يقودون حملات التحريض والتعبئة وينشرون سموم الكراهية والأحقاد وينبشون الماضي لفتح الجراح، يستجلبون التكفيريين ومجرمي المليشيات من كل مكان ويسهلون لهم تنفيذ المهام، يغتنون على حسابنا ويُصفُّون أحقادهم وضغائنهم بجثثناو فوق آلامنا ومصائبنا، لم يعد يهمهم شعباً ولا حياة باستثناء حياتهم وأهلهم،والكارثة والفاجعة.. جميعهم يزعمون حب الوطن وخدمة الوطن لكن ما ادراهم بكل هذا هم مجرد مرتزقة لا تاريخ لهم و لا وطن ،الاسم عندهم مجرد كلمة يطبعونها على الورق وصوت يرددونه في الاعلام من اجل اغراضهم القذرة ، لم يعلموا ان اسم وطني يعكس روحا ، روحا تهب كنسمات دافئة تحضن من حولها ونشم فيها عبق التاريخ ، تحن علينا كام تحتظن رضيعها، وتحتوينا، تهب لنا الحب و الامان.

في يوم سقوط الصنم لم يدر في بال (الشرفاء )من المعارضين لحكم صدام او كارهيه ان تبرز مثل هذه الوجوه وتدلع السنتها لتتفوه بعبارات وكلمات تحمل السم الزعاف مداف في العسل مدعية الحرص والحب للطائفة ان كل من يسعى لتخريب الوحدة الوطنية ما هو الا عميل ومخرب هؤلاء هم السبب الرئيسي في تخريب الوحدة الوطنية والمحرضون للبسطاء وتأجيج الصراع الذي لا مستفيد منه الا هم لقد جعلوا من السواد العام حطبا لنيرانهم التي يطبخون عليها طبخاتهم القذرة ويحصلون على مبتغياتهم ويطعمون ابناء الشعب السم الزعاف لقد برزت اقزام لم يسمع بها ابناء الشعب الا بعد الاحتلال واصبحت تطول بقامتها وتمد السنتها وتدعي حرصها ودفاعها عن الشعب ووحدته.

ان الذين يجلسون اليوم خلف المايكرفونات وامام شاشات التلفزيون ويقبعون في منطقتهم الخضراء التي اصطبغت بدم العراقيين واصبحت حمراء من دم الابرياء وسرقاتهم وثمنا لجلوسهم على الكراسي التي يتربعون عليها الان ،مجرمي المنطقة الخضراء الذين توسمهم امريكا اليوم بحكام العراق الديمقراطين و حكام العراق هؤلاء هم الذين جعلوا العراقيين الذين ملوا الانفجارات والارهاب المنظم والقتل العشوائي واعدوه باصلاحات ستكون العصا السحرية التي تجلب الامان والاستقرار والقضاء على الفساد لهم ليشهد العالم تمثيلية اقرب الى السخافة اسموها اصلاحات تارة واخرى اعتصامات من اجل مصالحهم فقط .

واخيرا ارجوكم يامن جئتم على ظهر الدبابات خذوا عاداتكم وتقاليدكم وتقليعاتكم وادعاءاتكم، فقد سرقتم منا الماضي والحاضر، فاتركوا لنا قليلا من المستقبل،خذوا سياساتكم ومجالسكم وحتى ديمقراطيتكم واتركونا بسلام،خذوا ملايينكم التي سرقتموها وصفقات فسادكم ،اسالكم بالدولار الذي تعبدون خذوا كل ماسرقتم واتركوا لنا ماتبقى من الوطن،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟