الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيود أمّي- الفصل الرّابع-5-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 4 / 9
الادب والفن


طريق العودة موصد
رمال تتحرّك
تغطّي أفكاري، تحرق أثري
محتار قلبي من البقاء، أو الرّحيل
أو بالزحف على حجارة من مستحيل
كل شيء مرهون بالموت على جانبي الطريق
تبحثُ عن مجد يعوم على دمي
لم أعرف أنّنا سوف نلتقي
من أرسلك إلى الموت يا هذا ؟
كنت تقهرني، ألعن نفسي بصمت
الآن نلتقي ثانية هنا
تشكو لي، أشكو لك.
هل تذكر يوم قتلتَ أخي؟
نعيش معه هنا على حواف الطريق
نسير معاً في طريق مجهول
نريد أن نعود.
. . .
عندما ألعب مع الأطفال أنسى أنّ لي أمّ قد تسحبني من شعري من بين الأطفال. أخجل عندما تفعل ذلك. ليس كلّ الأمهات يفعلن ذلك.
أشعر أنّني أقلّ متهن-أعني رفيقاتي بالحيّ- عندما تتحدّث امّي مع أخي أشعر أنّها تفخر به. طبعاً هو يستحقّ. هو أفضل منّي. هو أصغر منّي بعام واحد، يحرص أن يحافظ عليّ. ها هو ينادي لي، وكأنّه أبي: "هيّا ادخلي إلى المنزل. عليك أن تكوني ناضجة يا عليا".
لم يضربني فقط دفع بي إلى الدّاخل، وهو يقول: "ما نفع اللعب. أليس من الأفضل أن تساعدي والدتك في جلي الصحون؟ "
-أردّ عليه في قلبي: ولماذا لا تساعدها أنت؟ أحبّ اللعب يا أخي. لماذا تمنعني منه؟ يشترون لك ثياباً خاصة ، وكرات، من أجل أن تلعب.
لا أحبّ هذا المكان، فلا أحد يحبّني فيه. لا زلت في العاشرة، أعاتب نفسي لأنّني أحتجّ على كلام أخي. عندما كسرت رجله البارحة بينما كان يلعب كرة القدم أصبح منزلنا مسرحاً من كثرة الزّوار ، والهدايا، خبأت نفسي خلف خزان الماء، وأنا أبكي، وأدعو الله: يارب اشف أخي! أحبّه. لا تسمع كلامي عندما أتحدّث عنه. هل أنا السبب في كسر رجله؟
لا شكّ أنّني السّبب، كنت أشتمه في سرّي.
. . .
اليوم قالت لي المعلمة: " أكملي النّص يا عليا!"
أكملت القراءة بشكل طبيعي. صحيح أنني لم أكن أنظر إلى الكتاب قبل أن تطلب منّي إكمال القراءة، لكنني كنت أراه أمامي، وأنا أنظر إلى النّافذة ، وأذهب بعيداً بنظري.
-"توقّعت أنّك شاردة الذهن. تبدين غير مهتمّة، ولكنكّ في النهاية تعرفين كلّ ما أطلبه. ماذا يشغلك يا عليا؟ تشردين على الدّوام. في كثير نمن المرات أرغب أن أعاقبك فأطلب منك أمراً، وأكتشف أنّك لم تنصرفي عن الدّرس. سوف يكون لك شأن يوماً. أشعر أنّك سوف تعملين في الفنّ، أو الأدب"
-لا أعرف كيف أرد. أخجل من المديح. لا أستحقّ ذلك، فأمّي تعيّرني أنّني أصبحت امرأة ولا أفقه شيئاً. كأنّ المعلّمة تمتدحني. أليس الأمر غريباً؟
كان يجب أن أقول لها شكراً، لكنّني لا أعرف أن أعبّر عن الشّكر. جلست وأنا أشعر بالخجل من المديح. قالت لي رفيقتي: لو أنّ المعلمة قالت لي ما قالت لك، لكنت عملت نشرة أخبار عن الموضوع، وأنت تجلسين هادئة، وكأنّ شيئاً لم يكن.
. . .
أمّي. أرغب أن أذهب مع المدرسة في رحلة إلى البحر. هي لا تكلّف كثيراً. عملت طوال الصيف ، وجمعت نقوداً. ألا يحق لي بعضها؟
-"كأنّك يا عليا تعيشين بعيداً عن العالم. كلّنا عملنا في الصّيف. نحن ننفق من هذا على الطعام. لم يبق منه شيء، وزيارة البحر مليئة بالمخاطر، إضافة إلا أنّ الرّجال أشرار يمكن لأحدهم أن يخطفك ويعتدي عليك. "
-لكنّ أخي ذهب، وهو يجيد السباحة في البحر؟
-"أخوك سوف يصبح رجلاً، وأنت سوف تصبحين امرأة، والمرأة عليها أن تتقن أمور المنزل، وتكون محتشمة. "
-أمّي! أرغب أن أرى البحر. أريد أن أذهب.
-"تبكين من أجل البحر. ابكي حتى الصباح. لا أحد سوف يردّ عليك."
-غفوت قرب الحظيرة. أتت عليّ شمس الظّهيرة. الجميع مشغول في يوم الجمعة. أرى طوفاناً يحيط بي، المياه عكرة، الطوفان يحيط بي. أصرخ: أمّي!
أستيقظ وأنا أرتجف من الحرارة. أمشي وأسقط في مدخل الغرفة. إنّها ضربة شمس لم تقتلني. قالت أمّي:" الله ستر بنا. كنت سوف تموتين!"
. . .
ماذا تفعلين يا عليا؟
ألم تقولي لي أننا سنكمل طريقنا معاً؟
تعالي نركض مثل أطفال لا يكبرون
نعيش الحبّ، تحسدنا الحياة
نمتلئ بربيع العمر
يمكننا بدء رحلتنا الآن.
-دعني أعيش معي
فمنذ ولدت لم أراقبني
أضع عمري في الميزان
أحضنني
يعزّ عليّ البكاء
الصّبا يعاتب
لم أعطه الأمل
-لا زال الشباب يغزو مسيرتنا
وضفيرتك الثّخينة تنادي كي أفردها على كتفي.
تعاليّ. مرّت طفولتنا بين المقابر
دعينا نعيش الشباب.
-قد لا أكون عليا. تعوّدت أن أفقدني، أبحث عنّي.
قد لا أكون غير ها من الأسماء.
لو عندي دليل يرشدني إلى حالتي.
هل أنا على قيد حياة؟
. . .
أين أنت يا أمّي؟ أبحث عنك. إنّني جائع. أرغب أن أجلس في حضنك. أن تكوني كما كنت يوماً. تربتين على ظهري، وتداعبين شعري.
-آسفة يا بنيّ. كنت فقط شاردة الذهن.
دقائق، وأحضر لك الطّعام.
أحكي لك قصّة من الأحلام.
تقول القصّة: " كان تميم طفل ذكي، سوف يكون له شأن يوماً. هو تميم ابن عليا. كانت في العاشرة عندما قالت لها المعلّمة سوف يكون لك شأن. اعتقدت أنّه شيئاً سوف يأتي كما الأيّام من تلقاء نفسه، وأنه سوف يصبح لها.
تميم ابن عليا سوف يكون له شأن.
تعال يا تميم نتعلّم الغناء.
كلّ أوّلاً، وبعدها نركب قطار الزّمن.
سوف يبدأ قطار الزمن رحلته من هنا باتجاه مملكة تميم.
سوف نركب. هيا.
تميم! أين أنت؟
أين تميم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر