الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة الفئران البشرية الإيطالية محكومة بالفشل

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 4 / 9
الطب , والعلوم


يصعب أن تقول للمتخصصين في مجال ما أنهم يخرقون القوانين التي يعرفون بحكم تخصصهم الطويل في المجال .
هذا هو حال التجربة التي يقترحها على العالم المتخصص في البيولوجيا الطبية و هو الجراح الإيطالي سيرجيو كنافيرو و التي بطلها مريض روسي يعاني من ضمور عضلات جسمه و يحتاج لجسم آخر معافى يعيش فيه بعد زرع رأسه في ذلك الجسم .الجسم الجديد يقول خبر الجريدة الالكترونية المغربية هسبريس (أنظر رابط الخبر أسفل المقال) هو لشخص محكوم بالاعدام تطوع بجسمه لفائدة المواطن الروسي .
العالم تقدم فعلا على الصعيد العلمي .
و بعدما كانت التجارب تجرى على الفئران فحسب ، فيبدو من خلال هذا الخبر (إذا كان صحيحا طبعا) أن الفئران الآن صارت بشرية خصوصا و أن هناك جراح صيني يقولون أنه أجرى أكثر من ألف تجربة من نفس النوع على الفئران و سيشارك في تجربة المواطن الروسي .
صراحة لا بد من هدف لهذا اللهو بأرواح الناس الآخرين أوما قلنا أنها صارت فئران بشرية طالما أنهم يعرفون أنها غير ممكنة من الناحية النظرية.
هنا سأذكر مثالا واحدا فقط و دائما من الناحية النظرية وبسرعة و إيجاز يجعل من هذه التجربة محاولة فاشلة و هو ما يتعلق بالقانون البيولوجي المناعي immunologique يسمى رفض العناصر الأجنبية عن الجسم من طرف جهاز المناعة .
من المعروف في البيولوجيا أن كل خلايا جسد إنسان ما لها ما يميزها عن خلايا أجساد الآخرين و هي المادة الوراثية DNA بإستثناء حالة التوأمين الحقيقيين . ال DNA هي الحمض النووي الريبوزي الناقص الأكسجين .
المادة الوراثية لخلايا جسم شخص ما تحتوي على الجينات (أجزاء من DNA) التي ترمز وتنظم تحقيق كل الصفات الوراثية للشخص المعني على أرض الواقع و تجعله مختلفا عن الآخرين بحيث يمكن القول مثل ما لدى كل شخص بطاقته الشخصية للهوية وله جواز سفره الخاص فأيضا له بطاقته البيولوجية المختلفة عن بطائق الآخرين .
و بالتالي فإذا كان من المعروف أن هناك جزيئات معقدة تسمى CMH (المركب الرئيسي للتلاؤم النسيجي) مصنوعة من مركبات سكرية – بروتيدية و عناصر أخرى تكون ملتصقة على الجهة الخارجية لخلايا الجسم ومعروضة للوسط الداخلي لنفس الجسم (أي للدم واللمف) و خاصة للخلايا المناعاتية التي في حال لو كانت مخالفة ل CMH الجسم أي للذاتي فإنها تهاجمها و تزيلها كعناصر أجنبية ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يزعم من يقترح تجربة المواطن الروسي أن التجربة ستنجح بحظوظ 90% و هو يعلم هذه المعطيات المناعاتية التي و هي بديهية تجعل من حظوظ الزرع صفرا.
و لو لم يكن يعلم هذه المعطيات التي يعرفها المتخصصون لقال أن حظوظ النجاح هي 100% و ليس 90% و في حال لو كانت فعلا ستكون ناجحة .
فرفض الأعضاء المزروعة بسبب أختلاف CMH شيء بديهي قد تمت البرهنة عليه بالتجارب الكثيرة التي لا تقبل شكا و لا جدالا .
و بالتالي فالحالة الوحيدة التي يمكن أن تجعل من تجربة الجراح الإيطالي شيئا ممكنا هي أن يكون للمواطن الروسي توأم يتبرع له بجسمه . و بدون هذا الشرط فلا يمكن أن تنجح مثل هذه العمليات للأسباب التي ذكرنا هنا.
سيكون هناك رفض متبادل بين جسم المواطن المتبرع و رأس المواطن الروسي كرد فعل طبيعي ينطلق منذ الدقائق الأولى لإنتهاء المحاولة و إنتظار النتائج .
هذا من الناحية النظرية .
أما من الناحية العملية فحتى لو كانت التجربة ممكنة ، فيبقى ما يتعلق بكفاءة المتدخلين المختلفين خلال إجرائها و ظروفها العامة والخاصة .
يبقى السؤال لماذا هذا العبث بالبشر و هم يعلمون ؟
لا أدري.

رابط خبر جريدة هسبريس .
تحت عنوان "جدل علمي واسع يرافق أول جراحة في العالم لزرع رأس كامل "
http://www.hespress.com/sciences-nature/345608.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية في محيط منطقة الصناعية بمدينة غزة تخلف شهداء


.. سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الردّ الإسرائيلي




.. أنفلونزا الطيور لدى البشر.. خطر جائحة مُميتة يُقلق منظمة الص


.. يعد أكبر مجمع للأبحاث في إيران.. تعرف على قدرات مركز أصفهان




.. -إيران تهدد بمهاجمة محطات الطاقة النووية الإسرائيلية-