الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا واجهوا الإرهاب أنهم يغنون من أجل الحياة الآمنة

MOHAMMED ALRUBAIY

2017 / 4 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


هكذا واجهوا الإرهاب
أنهم يغنون من أجل الحياة الآمنة

محمد الكحط –ستوكهولم-
هكذا أستقبل الشعب السويدي العمل الإرهابي الجبان، لقد غنوا من أجل الحياة ومجدوا ضحاياهم، ووضعوا الزهور وأوقدوا الشموع، في مكان دماء الضحايا وقدموا الزهور لرجال الشرطة، تكاتفوا وغنوا معاً يداً بيد، وبصوتٍ واحد هتفوا ضد الإرهاب، بل وتحدوه بروح المواطنة وحب بلدهم والأخلاص للقيم الإنسانية التي تربوا عليها ويطبقونها في حياتهم، فلا تفرقة ولا تمييز بين إنسان وآخر بسبب لونه أو جنسه أو عرقه أو طائفته أو مبدأه.
وقفوا يوم الأحد 9 أبريل/ نيسان بالآلاف جنب المكان الذي شهد الجريمة الإرهابية يوم الجمعة 7 أبريل/ نيسان 2017، والذي سقط جراءه خمسة شهداء وخمسة عشر جريحا من الناس الأبرياء المسالمين، وسط العاصمة السويدية ستوكهولم.
شعب لا يعرف العنف، بل ينبذه، شعب مسالم يعيش الهدوء ويكافح من أجل نشر السلام في جميع العالم، ويحتضن مئات الآلاف من المهاجرين والمغتربين والمهجرين من كافة دول العالم، ويقدم لهم العون ليبدأوا حياتهم هنا بأمان، والمؤلم أن المجرم الذي أرتكب هذه الفعلة الشنيعة وعائلته المكونة من زوجته وأربعة أطفال أحد هؤلاء الذين ينعمون بخيرات هذا البلد الآمن والذي يجسد القيم الإنسانية الأصيلة في تعامله مع الآخرين. قدم من أوزبكستان ليستقر هنا، في السويد، قام يوم الجمعة بقيادة مركبة حمل ضخمة للمرور فوق أجساد الأبرياء وهم في الشارع ومن ثم يقتحم أحد أكبر المجمعات التجارية من بوابته الزجاجية، ليهشم المجمع وأجساد الأطفال والنساء والرجال المسالمين. فأي عقلية همجية يملكها هؤلاء...؟؟؟
كنا هناك في شارع دروتننكس كاتان (شارع الملكة) وسط ستوكهولم حيث شهد الحادث الإجرامي المروع، من قبل أحد مغفلي القوى الظلامية الحاقدة على البشرية والإنسانية، قبل اليوم تم أغلاق الشارع وكما ترونه في بعض الصور فارغ لكن الآلاف قدموا الى هنا وهم يحملون الورود والشموع، ويكتبون أجمل الكلمات التي تعبر عن عمق القيم الإنسانية الطيبة وحب الحياة ونبذ الكراهية نرى السيدات الطاعنات في السن والشابات والشباب والشيوخ في المكان، علما ان أعتقال المجرم كما تم معرفته أنه تم بناءا على مساعدة المواطنين الحريصين على وطنهم وحبهم لشعبهم.
يبدو ان الحقد الأعمى ليس له حدود، هكذا الإرهاب، يستمر من بلادنا العراق والمناطق الأخرى التي لا زالت تشتعل بالحروب والصراعات، ليصل اليوم الى مدن آمنة بل بحبوحة من السكينة والهدوء تجد فيها القيم الإنسانية بعيدا عن الحقد والأنانية، تجد فيها ظلال السلام والاستقرار، لكن يبدو هنالك من لا يروق له أن يرى أناس أختاروا الحياة الإنسانية بعيدا عن شريعة الغاب والوحشية، ولكن هيهات، أن القيم الإنسانية تترسخ وستترسخ وستسطع شمس الإنسانية على كل البشرية.
تحية للسويد، البلد الوديع الآمن الهادئ، بلد في مقدمة البلدان التي أختارت الحياة.
اللعنة على الظلاميين أينما كانوا، ومجدا للشهداء، وتحية للشعوب المحبة للحرية والحياة والسعادة والطامحة الى التقدم والنجاح. يدا بيد ضد الإرهاب وضد الحاقدين على الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية