الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات الكنائس: سأضع رأسي في الرمل

عطا مناع

2017 / 4 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


هل نعبر عن خجلتا هل نعتذر ؟؟؟؟ أم نعبر عن تضامننا مع ضحايا التفجيرات الارهابية على الكنيسة المرقصية وكنيسة مار جرجس ؟؟؟ هل يحق لنا أن نعمم ونقول كلنا ضحايا للإرهاب !!! ألا يكفي ان نخدع انفسنا وندعي ان الارهاب لا دين له ؟؟ من ذا الذي ادخل هذا الوهم لعقولنا وأقنعنا بتلك الاكذوبة ؟؟؟ ألا تصفعنا الحقيقة القائلة ان الدين اساس الإرهاب ؟؟؟؟ لماذا سمحنا لأنفسنا بان نكون ضحية الانتقائية الدينية بالرغم اننا نشاهد عمليات الذبح البشع باسم الدين ؟؟؟ وماذا عن هؤلاء الإرهابيون هل سقطوا علينا من السماء أم استوردناهم من كوكب آخر ؟؟؟

السؤال المخيف، ألا نتعبر انفسنا امتداداً لثقافة السيف ونبش القبور والفتاوى التي تكفر الآخر هذا الاخر قد يكون منا نحن، ألا نكفر الشيعة وبعضنا يمجد امريكيا ويعشق إسرائيل علنا حيناً وسراً احيانا ؟؟؟؟ اليس نحن ابناء تاريخ اسود قام على الذبح وأقنعنا انفسنا او اقنعونا في المدارس والمساجد والغرف المعتمه اننا اسياد العالم وخير امة اخرجت للناس ؟؟؟

احاول ان اهرب من عشرات الاسئلة التي تصدع رأسي وتخيفني كواحد من ضحايا الدجل الديني الذي تغول فينا لينشر ثقافة القتل والذبح والتفجير واجتثاث اجمل ما انتجت لنا الحضارة والفكر، لماذا نجامل أنفسنا الهذه الدرجة عشعشت الافكار السوداء في عقولنا لنصبح ابناء الشيطان، شيطان المصالح والفتاوى التي تقذب بنا لمرتبة ادنى من الحيوانات.

احاول ان اقنع نفسي انني سليل تاريخ ساهم في الحضارة البشرية بلا جدوى، احاول ان افتش في ثنايا تاريخنا عن العدالة فلا اجد سوى الحجاج، نحن ضحايا تاريخ يدعي الفضيلة زوراً، تاريخ الجواري والغلمان والدعارة المشرعنه، تاريخ الجماعات التي قادت صراعات دموية لم ولن تنتهي.

لذلك، اقول لكم يا ضحايا التفجيرات لا تصدقونا،ونحن نقول لكم ان الارهاب لا دين له !!!! نرحل تخلفنا وجرائمنا والوحش القابع فينا على الغرب لعجزنا على الاعتراف بالحقيقة، الغرب يستغل امراضنا ولكننا الاساس، يا ضحايا الارهاب نحن احفاد الحجاج وأبو العباس السفاح ومعاوية ابن ابي سفيان، نحن الذين نحمل جينات ابو جهل وهند آكلة القلوب، ونحن اسرى كوابيس التاريخ الغارق في الدم، ارثنا الاسود الذي لا فكاك منه.

هؤلاء الارهابيون ليسوا ضحايا القهر الاجتماعي والاقتصادي كما يحلو لنا ان نصورهم، هؤلاء هم سيف العجز الوهابي التابع للغرب، انهم يعبرون عن ايدلوجية لها جذور ضاربة في اعماق التاريخ والفكر الديني التكفيري والشبق المرضي وصفتهم السحرية.

ما العمل والإرهاب الديني يضرب سوريا والعراق ومصر واليمن ؟؟؟؟ ما عاد من الممكن التفتيش عن الحلول، ولسنا بانتظار المعجزات ولا الوصفات السحرية الجاهزة، هذا واقعنا الذي احتضن امراضنا وارثنا الثقيل المحتضن من اعدائنا الذين اتقنوا استغلاله، لا مجال امانا سوى فهم الواقع، ومن الخيال الاعتقاد اننا نستطيع تغيير واقعنا في المدى المنظور، وقد يتوجب علينا ان نتوقع الاصعب والأخطر، فهؤلاء يمثلون قوى اقليمية وعالميه تمتلك كافة المقومات والإمكانيات الكفيلة باستمرار فكر الذبح الذي سيضرب في كل مكان.

لا تصدقوا اكذوبتهم، فالصراع المخيم على وطننا العربي ديني في الممارسه واستعماري في العمق، وبالاستناد لهذه الحقيقة سنرى تحالفات بأقبح صورها، ففي المدى المنظور ستكشف الدول المتحالفة مع رأس الحية اوراقها، ستقودهم اسرائيل بحجة محاربة ايران "الصفوية" وسوريا "العلوية" ويمن "الحوثيون"، وسيمتد الفكر الظلامي ليعبر عن نفسه بوضوح اكثر بعشرات الفتاوى التي تشرع القتل في مصر "الفرعونية" وبالتأكيد المغرب العربي لن يكون بمنأى عن امراضهم.

قد نضع رؤوسنا في مستنقع امراضنا، لكننا سنبقى ندور في الحلقة المفرغة التي لا تسمي الاشياء بأسمائها، سيبقى النفاق سيدنا، سنستنكر في العلن ونؤيد في السر، وسيخرج بعضنا ليقول اذا كانوا على حق فنحن معهم، وإذا كانوا على باطل ليهديهم الله، هكذا نحن نتلاعب بالكلمات كما نتلاعب بالفكر، فكرنا الذي يدعوا للتسامح والقتل والإبادة ما يعكس تناقضاً مًرضياً قل مثيله في الفكر البشري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل