الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنوقف هذا المد الفاشي

يوسف الصفار

2017 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لنوقف هذا المد الفاشي
في العهد الملكي احد اقربائي من الرباعين العراقين الذين يتمتعون بلياقة بدنية وضخامة في الجسد . كان عنده مقهى , في منطقة علاوي الحلة في وسط بغداد , وكنا اطفال نساعده في بعض اعمال هذا المقهى , ومرات كثيرة كنت اشاهد احد الوزراء يمر بسيارته ويوقفها امام المقهى فينبري اليه قريبي ويحدثه عن امور معينة , كنا لانعيها .. وفي احد المرات اثناء الانتخابات اخذني الى بيتهم و كان هناك اشبه بالاحتفال التي يتقاطر اليه المؤيدون والمريدون للوزير وتقدم اقداح ( الشرابت ) وقطع الحلوى وقريبي يأخذه جانبا ويحدثه ايضا وانا لا اعي شيئاً مما يحدث , وحينما كبرت عرفت ان لكل وزير حماة او شقاوات يسيّر بها اموره السياسية ..
حدثت ثورة 14 تموز وفي خضم التأيد للثورة وضرورة الدفاع عنها بعد تهديدات دالس وزير خارجية امريكيا انذاك بالاسطول السادس الذي تحرك باتجاه لبنان. تشكلت كتائب المقاومة الشعبية الذي سيطر عليها الشيوعيون بحكم المد الاحمر الذي يحلوا للبعض تسميتها وحدثت امور كثيرة خارج نقاط سيطرة الجيش والشرطة فانبرى الانتهازيون كعادتهم بكل العصور بالقيام بامور متشنجة وصلت الى حد الاعتدائات على بعض الشخصيات السياسية والعسكرية . وحين حدث انقلاب 8 شباط الدموي تشكلت المنظومات الفاشية تحت مسميات الحرس القومي المشابهة لتنظيمات هتلرالنازية . فجرى التقتيل وعمليات الاغتصاب على كل من يشتبه به انه شيوعي او مؤيد للجمهورية اوالزعيم عبد الكريم قاسم .. حتى ضاق العسكريون ذرعا بتجاوزاتهم فانبروا بانقلاب عسكري آخر في 18 تشرين عام 1963 وحدثت مواجهات بين الحرس القومي والجيش انذاك انتهى بالقضاء على افراد الحرس القومي فقتل من قتل واستسلم من فضل الحفاظ على حياته ..
بعد انقلاب 17-30 تموز تشكلت فرق حزبية تقوم بعمليات تجسس ورفع التقارير لكل من لم يوالي حكومة البعث من شيوعين وقومين واسلامين ,وحينما تهيأ لهم الشارع اخذوا بملاحقة كل من لم ينتمي الى حزب البعث للضغط عليه وعلى عائلته في عملية تبعيث غاية في القسوة ,صاحبتها اغتيالات لرموز وطنية وحزبية ..لم يكتفي البعث الى هذا الحد حينما اندلعت الحرب العراقية الايرانية ,فزجوا بالاف المثقفين وخريجي الجامعات في الجيش الشعبي ومارسوا عمليات الاذلال لطبقات الشعب المثقفة من موظفين ومهندسين واطباء واساتذه الجامعات ..لا انسى حينها ونحن ناكل مرقة البصل الاخضر ونحن ندافع عن البوابة الشرقية والقيادات الحزبية يتمتعون بالذبائح المنحورة بتبرعات ابناء الشعب الميسورين لاعفائهم من الخدمة ..
بعد الحرب تشكلت افواج فدائي صدام , واساليبهم المعروفة , فانتهكت اعراض وُقتل افراد لاذنب لهم سوى تفوههم بنكتة عن القائد الضرورة او الاستهزاء من الحصار وتأثيراته المجحفة بحق الشعب .
في كل تلكم الاحداث نجد افراد يتجاوزون على القانون ويمتهنون الناس ويحطون من كرامتهم .. لكن بعد التغير الذي حدث في عام 2003 والاحتلال الامريكي البائس للعراق دخلنا في اتون الحرب الطائفية والقتل على الهوية مما شرذم عند العراقين كل شعور بالوطنية او الاعتزاز بالبلد, لانه في كل تلك الاحوال امتشقت الانتهازية العراقية التي ابتلينا بها على مر العصور لركوب الموجة .
فليس من قبيل الصدفة ان تعتدي شرذمة من المحسوبين على الحشد الشعبي على طلاب الجامعة اعقبه اعتداء على مقر الحزب الشيوعي العراق .. استغلوا سمعة الاف الشباب من المقاتلين ضد عدوان داعش الهمجي لتجير الانتصارات لصالح واجه سياسية معينة . ان مصادرة الحريات وانتهاك كرامة الانسان بسميات بعيدة عن توجهات المقاتلين من شبابنا الذين استشهدوا ودفعوا حياتهم ثمن تحرير الانسان من الفكر الداعشي الملوث , ليأتوا بنماذج تمارس نفس الادوار ولكن بسميات جديدة .. ان الشعب العرقي والاغلبية الصامته منه تعرف مسببات دخول داعش الى العراق واحتلال ثلث اراضية فالذي لم يمتلك الامكانية للدفاع عن الوطن بعد عشرة سنين من بناء الجيش وتزويده بارقى المعدات صرفت اثمانها من لقمة شعبنا المعطاء لايعطي مبرارا لهولاء لسحب الجماهير الواعية الى صفوفهم لامتهاننا ومصادرت حرياتنا .فعلى مر تاريخينا كان العراقي بكل طوائفه واحزابه هو الذي يدفع الثمن وليس المتسلقين على حسابه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مختصر ومفيد ولا يحتاج الى تفكير
سمير أل طوق البحرآني ( 2017 / 4 / 12 - 07:28 )
لا خير يرتجى للعراق ما دام تحكمه احزاب اسلامية وتاخذ جل سياستها من الخارج. يقول المثل: ان العرق دساس وهذا يعني ان الحكم الثيوقراطي الايراني وحكم الاحزاب الاسلامية في العراق بستقى من نفس النبع الا ان حكم الولي الفقيه مقنن في الدستور الايراني بوضوح وفي الدستور العراقي بتستروالدليل هو ان الحشد الشعبي تكون استنادا على فتاوى وليس على قرار برلماني. اخي الكريم من يعتقد بان هناك توافق بين الحكم باسم الدين والديموقراطية فهو واهم.

اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را