الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميتافيزيقا والتراث الإسلامى

طلعت رضوان

2017 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الميتافيزيقا والتراث الإسلامى؟
طلعت رضوان
هل الله هوالذى خلق الحماقة؟
وهل من روى الحديث كان أحد الشهود؟
ترتبط الميتافيزيقا بالمطلق مع العداء للنسبى، وبصياغة أكثردقة فهى مع الفكرالأحادى ضد التعددية، وتجاورذلك مع انحيازاللغة العربية لصيغة (أفضل تفضيل) مثل (فلان أفضل الناس) أو(فلان أكبرخبير) إلخ. ومن أمثلة ماورد فى التراث الإسلامى أنّ الله فضــّـل بنى إسرائيل على العالمين (سورة البقرة/47، 122) وفضلهم- كذلك- فى سورة الجاثية/16. و(كنتم خيرأمة أخرجتْ للناس)) (آل عمران/110) وشمل المطلق تفضيل الرجال على النساء (البقرة/228- وتكرّرنفس المعنى فى سورة النساء/34) وذكرالقرآن أنه لايـُـفرّق بين الرسل (البقرة/136، 285- وتكرّرنفس المعنى فى آل عمران/84) ثم عاد التفضيل (فى سورة الإسراء/55)
ومن صورالمطلق أنّ الجن والإنس خـُـلقوا للعبادة فقط (الذاريات/56) وكذلك استحالة تخزين الماء (الحجر/22) ورغم أنّ الآخرة ستنقسم إلى جنة ونار، فإنّ (جهنم) ستشمل الجميع (مريم- من66- 71) ومن صورالمطلق أنّ الله اصطفى مريم ((على نساء العالمين)) (آل عمران/42) وأنّ الحياة الدنيا لعب ولهوبهدف تفضيل الحياة الآخرة (الأنعام/32) بل إنّ القرآن وضع المسلمين فى (كفة التفضيل) والمجرمين فى الكفة النقيض (القلم/35) أى أنّ (كل) المسلمين أخيار، و(كل) المجرمين أشرار. وفرّق بين (الأعمى والبصير) (الأنعام/50 وهود/24 والرعد/16وفاطر/19وغافر/58) بل إنّ الأعمى فى الدينا ((هوفى الآخرة أعمى وأضل سبيلا)) (الإسراء/72) وصيغة المطلق جعلتْ المرأة التى تشتاق للإنجاب (كطبيعة غريزية عند النساء) فإنها فى القرآن- كما قال الوحى- حملتْ كــُـرهـًـا ووضعتْ كــُـرهـًـا (الأحقاف/15)
وقد تأثرمحيى الدين بن عربى بهذا التراث الميتافيزيقى فكتب أنّ الله تعالى قال ((وخشعتْ الأرض للرحمن فلا تسمع إلاّهمسًـا)) (رسائل ابن عربى- هيئة الكتاب المصرية- عام2016- ص198) وذكرأنّ الرسول قال ((أطــّـتْ (= سجدتْ) السماءُ وحقّ لها أنْ تئط مافيها موضع شبرإلاّوفيه ملك ساجد لله)) وفى الشرح قال ابن عربى ((ساجد لله ليـُـنبـّـه على نظركل ملك فى السماء إلى الأرض لأنّ السجود الانخفاض التطأطؤ. وقد عرفتْ (الملائكة) أنّ الأرض موضع الخليفة فأمرها الله بالسجود ناظرين إلى مكان الخليفة، حتى يكون السجود له، ولم يزل حكم السجود فيهم لآدم وللكامل أبدًا دائمًـا، فعند الملأ الأعلى ازدحام لرؤية الإنسان الكامل، كما يزحم الناس عند رؤية الملك إذا طلع عليهم، فأطــّـتْ السماء لازدحامهم)) (ص216) فماذا أضاف ابن عربى غيرالموجود فى القرآن والأحاديث النبوية عن سجود الملائكة لله وللإنسان، باستثناء إبليس الذى رفض السجود؟ وهل اختلف ابن عربى عن غيره من الذين تناولوا هذا التراث؟ خاصة أنه عاد فكرّرنفسه عندما قال ((لما خلق الله الإنسان من جملة خلقه خلقه إمامًـا، وأعطاه الأسماء الإلهية، وأسجد له الملائكة، جعل له تعليم الملائكة ماجهلوه، ففازبالمنزلتيْن: منزلة العزة بالسجود له ومنزلة الذل بعلمه بنفسه، فبقى على أصله من الذل والافتقار. ولما حمل الأمانة عرضًـا وجرى ماجرى، قال هووزوجته إذْ كانت جزءًا منه: ربنا ظلمنا أنفسنا، بما حملاه من الأمانة)) (ص222) أليس هذا ما ورد فى القرآن، فماذا أضاف ابن عربى؟
ومن شطحات ابن عربى (بتأثيرالميتافيزيقا على عقله) قوله: اعلم أيـّـد الله المؤمن أنّ (حرف الميم) من عالم المُـلك والشهادة. والقهرمخرجه مخرج الباء عدده أربعة وأربعون، بسائطه الياء والألف والهمزة..إلخ)) (ص311) وهوما تكرّرفى أغلب صفحات الكتاب.
وذكرابن عربى حديثــًـا قال فيه الرسول: أنّ حوارًا داربين الله والعقل، فقال: إنّ الله لما خلق العقل قال له: أقبل. فأقبل ثم قال له: أدبرفأدبر. فقال الله سبحانه وتعالى: وعزتى وجلالى ما خلقتُ خلقــًـا أشرف منك، فبك آخذ وبك أعطى..ولما خلق الله الحـُمق قال له: أقبل فأدبر. ثم قال له: أدبرفأدبر. ثم قال له: أسكن فاضطرب. فقال الله سبحانه وتعالى: وعزتى وجلالى أركبنك فى أبغض الخلق. وعن عائشة أنها قالت: قلتُ يارسول الله: بمَ يتفاضل الناس فى الدنيا؟ قال: بالعقل قلتُ: أليس يـُـجزون بأعمالهم؟ قال: وهل عملوا إلاّبقدرما أعطاهم الله من العقل؟ فبقدرما أعطوا منه كانت أعمالهم. وبقدرما عملوا يـُـجزون..وفى بعض الآثارأول شىء خلقه الله القلم وأمره أنْ يكتب كل شىء، وفى بعضها أنّ الله خلق اليراع وهوالقصب ثم خلق منه القلم. وفى رواية (ثالثة) أول شىء كتبه القلم: أنا التواب، أتوب على من تاب (ص149، 264، 293)
فهل قال الرسول (بالفعل) حديث (الحواربين الله والعقل؟) أم أنه حديث ضعيف العنغنة وغيرمتواتركما يقول الفقهاء؟ وإذا كان لم يقله فمن الذى قاله؟ هل قاله شخص غيرمسلم وغيرعربى؟ وإذا كانت الإجابة تنفى وجود شخص أجنبى (غيرعربى) فهذا يدل على تأثيرالتراث الميتافيزيقى على عقول العرب الذين (ألــّـفوا أمثال تلك الأحاديث) وإذا كان الله هوالذى (خلق الحـُـمق) كما جاء فى الحديث، فلماذا تتم محاسبة الإنسان على تصرفاته الحمقاء؟ كما أنّ السؤال الأهم فيما يتعلق بالجزء الأخيرعن الحواربين الله والقلم، والأمربالكتابة، فهل من روى هذا الحديث كان أحد (شهود) هذا الحوار؟ وما الدليل (المادى) على تواجده فى (موقع الحدث)؟ وكلما قرأتُ تلك الكتب الغارقة فى الميتافيزيقا، كلما تساءلتُ: ما فائدتها لمن استسلموا لها و(غرقوا) فى مياهها بل والأدق (انغرزوا) فى وحلها، بأنْ سطــّـروا آلاف الصفحات فى (رسائل) تـُـسمى (علمية) بهدف الحصول على الماجستيرأوالدكتوراه؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وماذا أضفت أنت من تفسير ؟ مجرد تشكيك
عبد الله اغونان ( 2017 / 4 / 13 - 10:22 )

الميتافيزيقا وهي لدينا الغيبيات - والغيبيات لانبحثها بعقل العرف المعتاد المادي بل بعقل عالي مجرد
الشبهات هي اثارة أفكار تدعي البحث لكنها تركز على جزء وتتناسى جوهر الموضوع

اذ مرجعها التشكيك وقلة الايمان

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا