الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم الثقافة والمثقف

صلاح زنكنه

2017 / 4 / 14
الادب والفن


1
لا .. ولم .. ولن يصير شاعرا أو فنانا أو مبدعا , كل من يتبجح بالصلاة والصيام والزيارة والحج والتقوى حتى لو حصل على فرمان إلهي , لأن الإبداع نوع من الكفر بالتابوات والبديهيات والمسلمات , قد يصير مواطنا صالحا كيسا دمثا أو كائنا ازدواجيا منافقا بائسا منسيا , لكنه لن يصل إلى عتبة الحياة الضاجة بالمتناقضات ولن يتعرف على معنى كينونة الذات المتفردة المتمردة الصاخبة المجترحة لفعل الإبداع , كون المتبجح بالتدين والمحافظ على تقاليد الأسلاف يتميز بقناعة راسخة ثابتة لن تتزحزح , والقناعة التامة كنز الجهلة والسذج والسفهاء , سيكون رقما مضافا على الأرقام ونسخة بالية من الغباء المستدام.

2
لا اعتراض عندي على لقاء بعض المسؤولين الحكوميين حين يكون هذا المسؤول متفهما لمهامه ومسؤوليته إزاء الوطن والمواطن ولا غبار على تاريخه السياسي وجديرا بالزيارة لحلحلة المشاكل والعقبات وتجاوزها , لكن زيارة ثلة من الأدباء للسيد نوري المالكي يشم منها رائحة العفن السياسي والعهر الثقافي .
إلا تبا لكم أيها المحسوبين على شرف الكلمة.

3
عبر خبرتي وتجربتي في المجلس المركزي لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق منذ عام 1996 (كعضو فاعل فيه) وجدت أن أعضاء هذا المجلس الموقر .. بعضهم بيادق شطرنج يتلاعب بهم المتلاعبون .. وبعضهم توابع وذيول ومتملقون .. وبعضهم ببغاوات تجيد كلمة نعم بجدارة .. والقليل النادر يحتج ويعارض لكنه يلجم ويهمش ويبعد شاء أم أبى .. ودائما ثمة ديناصورات يمسكون بدفة قيادة الاتحاد ويهيمنون على مقدراته ويهمشون الكبار ويجملون الصغار ويبعدون المبدعين الذين يأنفون التماهي في السفاسف والتساخف الذي بات عنوانا للمشهد الثقافي الهزيل منذ العهد الدكتاتوري البغيض ومرورا بعهد الديمقراطية الموهمة وانتهاء بالمحاصصة الطائفية المقيتة , وها هو اتحاد الأدباء يعاني من أمراض الشيخوخة وفقر الدم والضغط والسكري وتصلب الشرايين والكساح الديناصوري وهو يحتضر منذ أكثر من عشر سنوات , هذا الاتحاد العتيد الذي فقد رصانته وبريقه بلا قانون سوى قانون صدام حسين , وبلا نظام داخلي سوى نظام حزب البعث , والسلام على من أتبع الإبداع.

4
اللوكيون المتملقون أشد مكرا وسفاهة ونذالة من الساسة الفاسدين المفسدين وهم دائما يتقدمون على علية القوم يقدمون المتأخرين ويأخرون المتقدمين يمسحون الأكتاف والأقدام ويبوسون الأيدي ويجيدون مهارة الشعراء المداحين في الثناء والتزلف ويحصدون الثمار قبل أوانها وينعمون بكل سهل يسير ويمشون خلف كل سيد ومدير .. اللوكي كائن أملس ناعم حقير.

5
الجواسيس والخونة والمرتزقة أشرف من المثقفين الذين بلا موقف ولا شرف
المثقف ضمير الوطن وحين يموت الضمير يغدو الوطن فندقا بائسا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا