الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرة قدم على الطريقة الإيرانية

أحمد مولود الطيار

2006 / 1 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



السلسلة الممتدة من طهران إلى دمشق انتهاءا بحزب الله في لبنان, المطلوب أمريكيا تقطيع أوصال هذه السلسلة. منتصف السلسلة يتموضع النظام السوري وكسرها من الوسط يجعل طرفيها الشرقي والغربي بدون ضام. هذا جزء مهم من التحركات والضغوط الأمريكية فيما يتعلق بالملف السوري للوصول فيما بعد الى سحب ورقة مهمة جدا من التداول وإضعاف موقف إيران التفاوضي في أية صفقات مقبلة . كذلك جوهر القلق المصري السعودي الذي استدعى قمتي جدة وشرم الشيخ , الضغط على المكابح تخفيفا ما أمكن من سقوط سوري بالكامل في الحضن الإيراني مقابل ربما بعض التنازلات الغير ضارة فيما يتعلق بالتحقيق في مقتل الشهيد الحريري.
الورقة الثانية أو الحلقة الثانية في تلك السلسلة هي حزب الله والمطلوب منه إيرانيا هو المشاغبة والإحماء بانتظار تلقي الأوامر العسكرية والمظلة التي يتلطى خلفها شعارات جهادية .
النظام السوري في عهد بشار الأسد فيما يتعلق بإيران يختلف جذريا عنه في عهد حافظ الأسد حيث التوظيف كان متبادلا والميزان السياسي يميل بكفته لصالح النظام السوري, أما في الوقت الراهن فيكاد النظام السوري يعمل ضمن الأجندة الإيرانية, لا بل أنه مع حزب الله مع ما يراد للبنان يشكلان الخط الدفاعي الأول عن إيران حماية لمشروعها النووي.
تدرك إيران – سائرة ضمن هذا المدرك – أنها تقبض تحت إبطها أوراق مهمة وان ملعبها يمتد إضافة إلى سوريا ولبنان إلى كل الخليج وآباره ومنابع نفطه وصولا إلى إسرائيل دون أن ننسى مئة وخمسين ألف جندي أمريكي في العراق تحت قبضتها. تلك هي الكرات الموضوعة أمام القدم الإيرانية ويقول الإيرانيون أنهم في حال لم يدركوا المرمى فان الملعب سيشتعل بما فيه.
هذا عن المدرك الإيراني الموظف بكسر الظاء لسلسلة رأينا تضاريسها وتعقيداتها، وبالنهاية والنتيجة عبثيتها ودمويتها على كافة شعوب المنطقة في حال استمرت على عنادها في امتلاك السلاح النووي، يقابله في الجانب الأمريكي قبول التحدي، ولا مكان في القاموس الأمريكي لفرض أمر واقع أو الرضوخ لأحلام فارسية خرجت من حيز الأحلام إلى الممكن والواقع. يجري الحديث عن سيناريوهات أمريكية عسكرية تعيد إيران إلى جادة الصواب والمنطق الأمريكي بالتوازن مع تضخيم مبالغ فيه بقرب إيران الحصول على قنبلتها النووية .كذلك سيناريو آخر مناقض للأول يتحدث عن ربما رضوخ أمريكي لواقع أمر لا راد له وهو القبول الأمريكي بانضمام إيران إلى النادي النووي مقابل صفقة بين الأمريكيين والإيرانيين تتنازل بموجبها طهران عن حزب الله وفك عرى " الصداقة " والتضحية بالبيدق السوري .
ماذا عن المدرك السوري وهنا بفتح الظاء ؟ الخيارت باتت قليلة جدا وطوق النجاة لا أحد يرميه ولابد من الاسترخاء الغير مرخي في حضن الشوك الإيراني. يدرك النظام السوري ويعرف ولا يجهل أنه لا يحوز ما تحوزه إيران من ممانعات ومن رصيد القوة – اللهم إلا التحذير من خطر أصولي أو الفوضى - وييقن أكثر من أي وقت مضى أن جعبته خالية السهام وأنه في صراع "الشرطة الدولية" مع إيران سيكون وقودها الملتهب.
فهل قرر النظام السوري الانتحار ؟
11 أيلول النظام في سوريا كان مقتل الرئيس رفيق الحريري ولجنة التحقيق الدولية ترى في النظام السوري المشتبه رقم واحد والادانه إن تمت , لم يعد مهما الحديث هنا عن إدانة لأفراد أم لنظام سياسي , فالنتيجة بالطبع كارثية وهنا يتحقق القصد: إسقاط النظام السوري يعني كسر السلسلة من الوسط وليس المقصود بالكسر جغرافيا فقط أنه أهم من ذلك بكثير.
كلما ذهب الإيرانيون في تعنتهم بعيدا وكلما غالى أحمدي نجاد في تصريحاته أصغر من رئيس دولة وأكبر من آية الله الخميني يساهم في فك لحمة تلك السلسلة ويضيّق على بشار الأسد خياراته مؤذنا بسقوطه. ربما هذا هو الغير مدرك فيما يدركه النظام السوري.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا