الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مسروق ح1

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2017 / 4 / 15
مقابلات و حوارات


حوارية مسروقة ح1.


أتصل بي قبل فترة أحد أصدقاء الفيس بوك طالبا أجراء حوار غير تقليدي لمصلحة جهة أعلامية عربية تهتم بالمعرفة الغير تقليدية، وافقت فورا ورتبنا موضوع كيفية أجراء الحوار بشرط أن تكون الأسئلة غير تقليدية أيضا وأن لا تعدل أو تحور مفردات أجاباتي، طلب إمهاله فترة ثم عاد موافقا وأتفقنا على بدء الحوار كجزء أول، وهذا ما حدث، مرت أسابيع دون أن يخبرني عن نشر الحوار ومصيره، أرسلت له رساله فلم يرد، دخلت على صفحته فأفجأ بأن الحوار المنشور كان قد نسبه لنفسه مع محرر الثقافي للوسيله الإعلامية، فكتبت ملاحظة على ذات المنشور وطلبت تفسيرا منه على هذه السرقة، دقائق وأختفت الصفحة ولم يعد بإمكاني الدخول لها فقد حظرني وألغى الصداقة، وحفاظا على حقي المعنوي والمعرفي أعيد نشر الحوار كما هو وتأكيدا على أن المعرفة والثقافة لا تبنى بالسرقة ولا ينتسب العلم إلا لأهله، وهذا هو نص الحوار....
هو_ بداية لا بد لنا أن نحدد ميدان حوارنا من مفهوم بين، هذا المفهوم يرتكز على معرفة ماهية الإنسان؟ فما هو الإنسان كما تعرفه أنت؟
أنا_ قد يكون من الصعب جدا أن نعرف المعرف أصلا إذا كنا نريد أن نقدمه للقارئ العادي، ولكن لو أردنا أن نعط للمفهوم بعدا أعمق أو لنقل تعريف فلسفي فلا بد أن نخوض بالعميق، الإنسان كائن جدلي دائر بين وعيه ووجوده وبين كيفه وتكوينه، بمعنى أن نقول إنسان لا بد أن نشترط له الكينونة الخاصة وجوديا والمميزة له عن سائر المخلوقات فنقول إنه سلالة من المخلوقات التي تتميز كغيرها بميزات تتشارك مع الكل ومميزات أخرى تنفرد عنها، فكونه كائن فهو يبحث عن مكان وكونه وجودي فهو في دائرة الموجود في حدود ما وجد نفسه عليه، أما تكيفيا فينفرد عن سائر الكائنات أنه يفهم الكل أعني الموجودات أو في سبيل ذلك، ولكن لا وجوب للأخريات أن تفعل ذلك، أو هكذا يبدو لنا الأمر من خلال وعينا الخاص الذي لا يشابه وعي بقية المخلوقات لا بالمفردات ولا بأدوات الوعي، هذا جزء مهم من تعريف الإنسان أما الجزء الأخر أن الإنسان يملك ذات متحركة متطورة لا تتوقف عن التبدل والتغير وهذا يعود لكونه محملا بأسئلة ويبحث عن أجابات لها.
هو_ هل يعني أن الإنسان مرحلة متقدمة من صيرورات الخلق؟
أنا_ ليس بالضرورة أن يكون مرحلة متقدمة ولكن هذا هو حال صيرورته وعليه أن يستجيب لها وأن لا يتخلى عنها تحت أي سبب أو عنوان، لأن الخيار الأخر سيكون فقدانه لحالة التميز هذه.
هو_ لكل إنسان ذات خاصة وهي المسئولة عن حركة وجوده في الوجود (المجتمع الكوني) هل أن تضخم الذات هو من يشعره بهذا التميز؟
أنا_ أولا نعم لكل إنسان ذات فردية ولكن هذا لا يعني أن الذات الإنسانية مختلفة من فرد لفرد، الإنسان ذات واحدة بالشكل العام أما ما يظهر للخارج من هذه الذات فهي محصلة لكيفية الوعي بها (الوعي الذاتي الفردي) وهذا يتبع لتنوع الإحساس بوعي قوى الذات وهي العقل والأنا والروح، فالتباين داخل الذات الفردية يعود لكون القوى هذه تتفاعل فيما بينها لتمنح الإنسان شخصية ذاتية هي بالتأكيد متنوعة ومختلفة من فرد لفرد ومن مكان لمكان ومن زمن لزمن، لكنها تبقى من حيث الأس الجوهري ذات إنسانية واحدة.
هو_ أليست الذا هي الأنا وذات الأخر هو الــ (الهو) والعلاقة بينهما هي ما تنتجه الشخصية الذاتية؟
أنا_ لا بد أن نفرق من حيث الدلالات والمعاني والماهيات بين المفاهيم حتى نكون على بينة من أمرنا ، الأنا هي قوة الحس أو الجزء الحساس من ذات الإنسان والذي وظيفته التعامل مع الخارج لبناء الداخل وبه يعبر عن نتيجة هذا التفاعل، فهي أداة مستقبلة ومرسلة ولكنها بالتأكيد غير خالقة لها، العقل هو من يقوم بوظيفة ترجمة وترميز وفرز وخلق المفاهيم في نظامه ويرسم في قوة النفس الصور الحسية التي أستقبلها أو وصلت إليه كخام محتاج إلى تصفية، أحيانا القوة النفسية الأنا تجسد مفاهيم العقل وأحيانا لا تستهدي بها ليس لأنها متمردة ولكن من المؤكد أن خلل ما في أجهزة التعرف الرابطة بينها وبين العقل هي السبب وراء عدم ألتزامها أو عدم التوافق الحاصل بين العقل والنفس، وتبقى الروح هي الطاقوية التي تغذي كليهما دون أن تتدخل في شيء عدا وظيفتها بمد أسباب الحياة للجسد البدني للإنسان.
هو_ واضح أنك تفرق بين الأنا وبين الذات، لكن السؤال هنا من المسئول عن تصرفات الشخصية الفردية عند الإنسان (الأنا) أم (الذات)؟
أنا_ عندما نقول أن الأنا جزء حيوي من الذات وأن الذات هي مركب تفاعلي يعني أننا لا يمكن أن نفصل بالنتيجة بين مسئولية الأنا ومسئولية الذات، لأن كليهما الجزء والكل مشترك في بناء النتيجة.
هو_ هل صحيح ما يقال أن الإنسان كائن مفترس ولكنه عاقل؟
أنا_ لا أدري كيف يجمع بين الأفتراس والعقل، إذا كنا نقصد بالمفترس هو علاقته بالحول الطبيعي وهذه العلاقة الغير طبيعية نسميها أفتراش فبالتأكيد أننا أخطئنا الوصف، وإذا كنا نقصد أن الإنسان في حالات معينة يتحول إلى حيوان مفترس كبقية الحيوانات الأخرى فهذا شاذ من القاعدة الأساسية التي تقول أن الإنسان الطبيعي كائن خائف أن يكون فريسة للأخرين فيمارس حق الدفاع وحق الديمومة وحق الأرتقاء.
هو_ما حقيقة مقولة أن الإنسان كائن أجتماعي وهل حقيقة أنه كذلك؟
أنا_ كل كائن هو أجتماعي في حدود قوانينه الخاصة، فقانون الأجتماعي عند الحيوان مثلا متنوع حسب طبيعة الأجناس والأنواع تتشابه بصفات عامة وتختلف بتفاصيل خاصة، النظام الاجتماعي مثلا في قطيع الذئاب نظام صارم ومطبق بقوة ولكنه جامد ولا يتطور حسب الظروف، كذلك نجده في مملكة النحل أو في مجتمع الطيور المهاجرة، لكن عند الإنسان المفاهيم تختلف وتتطور لذا فالقانون الاجتماعي متبدل ومتغير دوما، وهنا لا بد أن نشير إلا أن كل مجموعة من المخلوقات لا يمكن أن تعيش خارج قانونها الأجتماعي وإلا تشتت وأنتهت وهذا ينطبق أيضا على الإنسان.
هو_أنت تزعم أن لكل المخلوقات الحية نظاما أجتماعيا خاصا وأن كل الموجودات فيه أجتماعية بالطبع، ألا ترى أن هذا تطرف فلسفي حينما نضع للعجموات البهيمية قوانين؟
أنا_ لا هذا ليس تطرفا ولكن لأننا دوما نستخدم مقاساتنا الخاصة كمعيار عام فأننا نواجه هذا التناقض، حتى في حياة الناس هناك قياسات ومعايير مختلفة للتعبير عن محددات الأشياء، فالجواهري أو بائع المجوهرات يقيس ويعير بضاعته بميزان حساس جدا وبمقاسات صغيرة جدا، أما بائع الملح فلا تفرق عنده حساسية الميزان ولا كمية الوزن الزائدة أو الناقصة، مقياسنا الشخصي في معرفة كون الحيوان كائن أجتماعي ببيئته ومجموعته تختلف تماما عن مقياسنا الخاص بنا، وهنا الإشكالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة