الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بن غوريون يتجاوز معارضيه

سعيد مضيه

2017 / 4 / 15
القضية الفلسطينية


بن غوريون يتجاوز معارضيه
بلفور والتجريف الهمجي -5
فصلت بريطانيا شرقي الأردن عن فلسطين وأسقطته بذلك من وعد بلفور. ثارت ثائرة جابوتينسكي وأتباعه تحت مظلة الصهيونية المراجعة، متمسكا بالمبادئ التي اقرها المؤتمر الاول للحركة الصهيونية. استمر مع اتباعه يرددون للأردن ضفتان لنا هذه وتلك لنا. أما بن غوريون فبوحي من براغماتيته قبل الإجراء البريطاني مشترطا ان يبقى الأردن ضعيفا متخلفا لا يشكل خطرا على المشروع الصهيوني؛ فهو يمتد بمحاذاة باطن الدولة الموعودة. اقترح تجزئة المعونة البريطانية المقدمة للوحدة العسكرية الأردنية على اشهر السنة، كي لا يتبقى فائض يستثمر في مشروع تنموي. إن فقر الأردن وتخلفه إرادة صهيونية كانت ولم تزل. كانت حكومة رشيد طليع ، أول حكومة تشكل في شرقي الأردن بتكليف من الأمير عبد الله، قد أقدمت سرا على توفير ندخرات من شانها أن تسهم في تنمية بعض جوانب الحياة الاجتمااعية. اكتشفت الحيلة واعفي رشيد طليع من منصب رئيس الحكومة بعد ستة اشهر من تشكيلها، ثم أبعد وجماعته الاستقلاليين خارج الأردن. فقد احتجت فرنسا على وجود أحمد مريود، احد زعماء الاستقلاليين ينظم مقاومة في سوريا من ربوع الأردن.
ومعارضة من جانب آخر برزت بوجه بن غوريون. كانت ضد إقامة الدولة. من الوسط اليهودي برزت جماعة من المثقفين الليبراليين، توفرت لديهم المناعة ضد العنصرية واخترق توجههم الديمقراطي الحواجز القومية، رفعوا مطلب إقامة المركز الثقافي اليهودي في فلسطين. حتى أربعينات القرن الماضي ظل بن غوريون يخفي فكرة الدولة ؛ لكنه طرح في لقاءاته مع المندوب السامي فكرة تهجير غير المالكين من الفلسطينيين خارج البلاد. هكذا جاءت معارضة أنصار الصهيونية الثقافية في الوسط اليهودي ليبرالية ترفض خيار الدولة وتدعو لصهيونية روحية. عارضت جماعة الصهيونية الثقافية الدولة حفاظا على القيم اليهودية؛ الدولة تلوث القيم اليهودية. يختلف جماعة الصهيونية الثقافية عن مجموعة زعمت انها يسار صهيوني، تحركت وكتبت كي تمنح الصهيونية واجهة إنسانية زائفة وتتستر على نواياها الاقتلاعية.
لكن تيار القومية المنغلقة اليميني، ممثل مصالح الاحتكارات في بناء قاعدة للامبريالية في منطقة استراتيجية، اكتسح المعارضة وجرفها في تياره.فيما بعد ، إتر تشكيل دولة إسرائيل برزت معارضة جذرية ظلت تتنامى. رغم قيام الدولة وتمتين علاقاتها بالامبريالية وإنجاز دولة إسرائيل تطورا اقتصاديا وعسكريا وعلميا – ثقافيا فإن اليهود المقيمين في إسرائيل لا يشكلون سوى 35 بالمائة من يهود العالم ، حسب تقديرات الصهيوني السابق ، أبراهام بورغ. ولا يتوقف سيل الهجرة من إسرائيل ، وتحتفظ نسبة منهم جوازات سفر غير إسرائيلي’.
تحت العنوان "ليس هذه هو الطريق" نشرأشر غينسبيرغ (1856-1927) مقالة بالاسم المستعار أحد هعام (أحد أبناء الشعب) . ومنذ نشر هذه المقالة بات يعرف بهذا الاسم . كان قد حضر المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في مدينة بازل السويسرية عام 1897 ). وجد نفسه في صف المعارضة، إذ أيد معظم نواب المؤتمر تأسيس دولة يهودية كهدف رئيسي للحركة الصهيونية. اعتزل الحركة وقاطع مؤتمراتها . دعا في المقالة إلى انعطاف فكري في الحركة ، وعرض لأول مرة مبادئ التيار الفكري المسمى لاحقًا "الصهيونية الروحية". في هذه المقالة قال آحاد هعام إن إقامة المركز اليهودي الرئيسي في فلسطين ليس من شأنه أن ينقذ اليهود من الاضطهاد الذي يتعرضون له في بعض البلدان، وإنما من شأنه أن يكون مركزا يهوديا روحيا مثاليا يؤثر بصورة إيجابية على مجتمعات يهودية في أنحاء العالم وعلى شعوب أخرى. في رأي آحاد هعام يكون المبرر الأرفع لإقامة المركز اليهودي الرئيسي في فلسطين هو السعي إلى جعله مركزا روحيا مثاليا وليس النية لجعله كيانا سياسيا.
و زعيم آخر ، آرثر روبين، حذر في رسالة بعثها العام 1911 من الخطة الكارثة. وفي رسالة ثانية بعثها عام 1914 اقترح تسليم الأراضي المشتراة إلى مستأجرين عرب يقيمون عليها مزارع تعاونية. لم تجد أفكاره ولا بقية الأفكار الخارجة على خطة الصهيونية العملية القبول لدى القيادة الصهيونية.
ونقل البروفيسور ساند عن المثقف اليهودي يسرائيل بلكيند (1861ـ 1929)، "كان من أوائل المستوطنين، واختلف عن التيار العام إذ آمن دوما بالرابطة بين السكان القدامى وبين الفلاحين المحليين في أيامه . وعشية موته لخص موقفه في كتيب خاص كرس موقفه في هذه القضية؛ ونجد في عمله هذا جميع الفرضيات الفضائحية التي شطبت لاحقا من أجندة المؤرخين الصهاينة . قال في المفكرة: ’ اعتاد كتبة التاريخ اليهودي القول أنه بعد خراب اورشليم على يد تيتوس تبعثر اليهود في كل بلاد الكون . ولكننا نقف هنا أيضا أمام خطأ تاريخي يجب إزالته وإبانة الأمور على حقيقتها‘. من وجهة نظر بلكيند أن تمرد باركوخفا عام 70 تدل على أن معظم الشعب ظل موجودا لفترة طويلة أخرى على أرضه. الذين غادروا هم الطبقات العليا والحاخامات وعلماء التوراة، الذين فضلوا الدين على البلاد.... لكن الفلاحين ظلوا مشدودين إلى أرضهم."
ورفض فرويد، عالم التحليل النفسي المشهور، الفكرة الصهيونية من أساسها. لم ينخدع بتمظهر الصهيونية. تلقى عام 930 1، رسالة من حاييم كوفلر، عضو "مؤسّسة إعادة توطين اليهود في فلسطين"، تطلب منه، بحكم مكانته العلمية الرفيعة كعالم سيكولوجي، التوقيع على النّداء الذي وجّهه إليه من أجل دعم قضيّة الصهيونية في فلسطين، ومساندة حقّ اليهود في إقامة شعائرهم بحائط المبكى. رد فرويد في الرسالة التي أبقيت مغيبة " كان من الأجدى، فيما يبدو لي، بناء وطن يهوديّ على أرض غير مشحونة تاريخيّا. لكنّني أعرف أنّ فكرة عقلانيّة من هذا القبيل لا يمكن أن تستدرّ حماسة الجموع ولا معونة الأثرياء. وأقرّ أيضا، وبكلّ أسف، أنّ تعصّب مواطنينا غير الواقعيّ يتحمّل نصيبه من المسؤولية في إثارة الارتياب لدى العرب. لا يمكن لي أن أبدي أيّ تعاطف ممكن مع تديّن مؤوّل بطريقة خاطئة".
في ثلاثينات القرن الماضي برزت مجموعة "الصهيونية الروحية"، تقصر نشاطها في الميدان الثقافي، وعلى رأسها جودا ماغنيس، زعيم تيار "برت شالوم" (تحالف السلام) ودافع عن "التعاون والتصالح بين اليهود والعرب"(6:60) . توفي ماغنس ميتة غامضة(6:62) ، شأن عدد من أبرز المعارضين لبن غوريون. كتب اينشتين مؤلفا يسرد سيرة حياته، حيث عين رئيسا للجامعة العبرية. ونقل الفرد ليلينتال في كتاب له صدر عام 1979 قول ماغنس " يبدو اننا فكرنا في كل شيء ما عدا العرب".
وتحدث نوعام تشومسكي ، المفكر الأميركي البارز، عن التحاقه وهو في سن الشباب بالحركة الصهيونية ، وكان زعيما لمنظمة شبابية يصفها " ليست صهيونية طبقا لمفهوم الصهيونية الحالي"؛ إذ عارض إقامة الدولة. قال إن أسرته اعتراها الحزن يوم اعلن عن إقامة دولة إسرائيل.
من انصار الصهيونية الثقافية مارتن بوبر، أستاذ الفلسفة بالجامعة العبرية، وكان يرى في العلاقات مع العرب مؤشرا للحفاظ على الإنسانية اليهودية"[6:133]. وشاركت في معارضة إقامة الدولة اليهودية هنريتا شولد، إحدى مؤسسات حركة هداسا للنساء.، وكذلك الفيلسوفة الألمانية حنه آرندت.
وحيث أن الثقافة تحيل على السياسة العملية التي تصنع الحقائق على الأرض فقد احتضنت الحياة في ظل الانتداب براغماتية بن غوريون ، راح يبني قواعد الدولة مدماكا فوق مدماك. في العام 1931 تسلم سير أرثور واتشوب منصب المندوب السامي في فلسطين. وعد البريطانيون إثر انتفاضة البراق 1929، بالحد من الهجرة اليهودية؛ لكن واتشوب تعاطف مع الهجرة؛ إذ شهدت السنوات الأربع الأولى من انتدابه زيادة حادة في عدد المهاجرين قرابة الثلاثة أضعاف( من 174606 إلى 329358) حسب إحصاء مكتب الهجرة لحكومة الانتداب. بينما بلغت الزيادة في الممتلكات اليهودية عام 1931 مقدار18585 دونما، فقد بلغت الزيادة 72905 دونمات عام 1935. كما ان مجالات العمل والتجارة حققت انتعاشا ملحوظا . انتهج بن غوريون مواقف براغماتية. انهمك في النشاط العملي داخل البلاد ؛ بينما بقي معارضوه في الخارج. من الاشتراكية الصهيونية وقيادة الهستدروت، اللتين كانتا موضوع نشاطه الرئيس صعد بن غوريون إلى قيادة المجتمع الذي راح يتشكل مع تدفق سيل الهجرة.
بخلاف فرويد خدع أينستين بالحركة الصهيونية. منح بمكانته العلمية وهجا للصهيونية ، لكنه تعاون مع الصهيونية الثقافية. انحاز للحركة الصهيونية احتجاجا على العداء للسامية، متوهما في الصهيونية ترياقا لدائها. من خطاب له ألقاه في فندق أمبسادور في لوس أنجلس(16شباط 1930) يقول: " لقد جرى الإعلان بوضوح أننا لا نسعى لخلق مجتمع سياسي ، وبأن هدفنا هو هدف ثقافي بأوسع معاني الكلمة ، وبما أن الأمر كذلك فإن علينا أن نحل مشكلة العيش بروحية الجيرة جنبا لجنب مع إخوتنا وأقاربنا العرب ، بطريقة نبيلة وصريحة وكريمة " [6:87 ].
وفي شهادة قدمها عام 1946، امام لجنة تحقيق دولية أفاد "في ظل الظروف الحالية لا يوجد امل في تحسين الوضع ما دام الانتداب في يد بريطانيا." وقال " إن اقتراحي هو شبيه باقتراح ماغنس-حكومة ثنائية القومية تحت إشراف مباشر لهيئة الأمم المتحدة. ارفض إقامة دولة يهودية لأن ذلك أمر غير ممكن عمليا في ظل توزيع السكان الحالي." أشار في شهادته إلى ضابط البوليس البريطاني دوغلاس دوف ، مؤلف كتاب "سيوف للإيجار:قصة رفيق حر حديث" المنشور عام 1934 ، وفيه يتحدث عن دوره في اضطرابات هبة البراق1929" [6:143]
انتهت علاقة اينشتين بقطيعة مع الصهيونية؛ إذ بوفاة وايزمن عام 1952 عرض عليه بن غوريون تسلم منصب رئيس الدولة الجديد. لكن العالم المرموق رفض العرض. قلّة من الناس عرفت حينذاك سبب الرفض. فسر العالم موقفه بعزلته عن الجمهور الإسرائيلي :"سيتعين علي أن أقول للشعب الإسرائيلي أشياء لا يحب سماعها ". فقد ظل أينشتين معارضا لإقامة الدولة، ووقف ضد الكوارث التي سببتها حرب التطهير العرقي. تعمقت ثقافة الكراهية العنصرية . أما بن غوريون فكشف عن تردي العلاقة مع اينشتين: "اضطررت لعرض المنصب عليه لأنه من المستحيل أن لا أفعل ، ولكن إذا قبل فسنقع في ورطة". وفي 17 آذار 1952 وجه رسالة عتاب إلى لويس رابينوفيتش ، الذي أيد قيام الدولة، تضمنت رؤية نبوئية إذ كتب ،" ألم يخطر ببالك ان (الحجاج) الذين جاءوا من انجلترا لاستعمار هذه البلاد قد اتوا لتحقيق مشروع مماثل لمشروعنا؟ هل تعرف أيضا كيف اصبح هؤلاء الناس بعد فترة قصيرة استبداديين وعدوانيين وغير متسامحين؟"
تُرك آينشتين يعاني العزلة الباردة يذوي في النسيان: "سأظل مقيما هنا (بالولايات المتحدة)بقية حياتي ، عازلا نفسي كلية عن الآخرين قدر استطاعتي. إن كل ما أحاول عمله في المجال الإنساني يتدهور بشكل ثابت إلى كوميدا سخيفة"، كما جاء في رسالة إلى صديق[6:283].
كشف النقاب عن معاناته القاسية البروفيسور استيفان ميساروش عالم الاقتصاد البريطاني(7): "خاض اينشتين نضالا لسنوات طويلة ضد عسكرة العلم ، ومن أجل نزع السلاح النووي . وأصيب بخيبة أمل نتيجة إلغاء مؤتمر لبحث هذه القضية؛ واستمر في النضال حتى وفاته متحديا التهديدات والتشهير العلني. تمكن خصومه من عزله(..) نظرا" لافتقاد حركة جماهيرية تردد أصداءه وتسانده ، حركة جماهيرية قادرة على مواجهة قوى رأس المال المدمرة والمتمترسة فتجردها من سلاحها من خلال رؤيتها البديلة للعملية الحيوية لتنظيم شئون الإنسانية"(7).
وقف الصهاينة في الجبهة المعادية ، ذلك أن التجمع الصناعي – العسكري حليفها وراعيها .رغم ذلك تجاهلت صحيفة نيويورك تايمز مواقف العالم الشهير واستهلت مرثيته بالقول " إن إسرائيل التي كرس الفقيد حياته من اجل إنشائها..." وحذت حذوها معظم صحف اوروبا واميركا!!
استثمرت الحركة الصهيونية سمعته العلمية ونفوذه الأدبي لأغراضها وفشلت عواطفه الإنسانية في ردع التوجهات العنصرية للصهيونية. الثقافة حصيلة ثمرة السياسة وما ترسبع في حياة الجماهير.
في إحدى ليالي حزيران 1933اغتيل حاييم الدوزوروف على شاطئ تل أبيب. كان شابا لامعا تسلم رئاسة هيئة إدارة الوكالة اليهودية، وكان يمقت التطرف العنصري. بقيت ظروف اغتياله غامضة؛ لكن المستفيد الأول من غيابه كان بن غوريون. حل مكانه، وبات يشغل مدير الوكالة، (5:90)ويعادل منصب رئيس وزراء إسرائيل.
وتوفي إلياهو غولوب ميتة طبيعية.كان احد ابرز مؤسسي الهاغاناة، وعرف عنه الأناة والدماثة. وبموته تولى بن غوريون مهمة وزير الدفاع .بات الرجل الذي قاد النضال ضد العرب في بيارات برتقال بتاح تيكفاه وحقول سيجيرا رئيسا للهستدروت، مسئولا عن وزارة الحرب.(5/94) في بداية يناير / كانون ثاني 1948 عقد اجتماع سري في مقر بن غوريون بشارع كيرن كاجيميث في تل أبيب حضره افراد القيادة العليا للهاغاناه وخبراء الوكالة اليهودية للشئون العربية. لم يصدق بن غوريون كلام الخبراء عن خطورة تدخل الجيوش العربية بجانب الفلسطينيين. حدد بن غوريون علاقات إسرائيل.. يجب ان تتحالف مع الغرب وان السلم مع العرب مستحيل.(5/97)
عارض وايزمن في البداية خطة تهجير الفلسطينيين ، ثم عدل عن موقفه . ووجه رسالة إلى وزير المستعمرات البريطاني عام 1930 قال فيها "بكل تاكيد إذا لم نستطع اجتياز نهر الأردن فإن العرب يمكنهم ذلك ". وفي نوفمبر من نفس العام كتب مقالة في ويك إند ربفيو طالب فيها ترحيل العرب المعدمين في الحال إلى شرقي الأردن.
هناك دلائل على ان بريطانيا كانت تود السير في تنفيذ الفكرة ؛ في اجتماع مع المندوب السامي البريطاني بفلسطين ، سير آرثر واتشوب، في 9يونيو1936، وشارك فيه موشيه شرتوك دافع بن غوريون عن موضوع ترحيل الفلسطينيين، ممن لا أرض لهم إلى شرقي الأردن. وقال ان الصهاينة سوف ينفقون المال بسرور... لتوطين العرب المهجرين في شرقي الأردن. وفي اجتماع ضم وزير المستعمرات مع وايزمن وبن غوريون في 8حزيران/ يونيو 1937 توصلوا إلى وجوب ترحيل العرب الموجودين في الجزء اليهودي من فلسطين.
وكتب يوسف فايتس ، المسئول الكبير في الصندوق القومي اليهودي ( كيرن كايميت) في مذكراته عام 1941 " أليس الآن هو الوقت الملائم للتخلص منهم ؟ لماذا نستمر في ترك هذه الأشواك بيننا وهي خطر علينا؟ يجب ألا تترك حتى قرية واحدة ولا عشيرة واحدة".
في العام 1942 عقد المؤتمر الصهيوني بفندق بلتيمور في نيويورك؛ آذن مؤتمر بلتيمور انتقال ولاء الحركة الصهيونية إلى اميركا، حيث برزت الدولة ذات النفوذ المتصاعد على المسرح الدولي.
لم تتشكل جبهة موحدة عابرة للقوميات والأديان تصمد بوجه التطرف القومي الصهيوني ؛ أسقطت المقاومة الفلسطينية من حسابها الوحدة العضوية بين الصهيونية والامبريالية ؛ مارست مقاومتها على شكل فزعات ارتجالية مشتتة. دخل بن غوريون الحرب وهو واثق من مقدرته على احتلال فلسطين بكاملها ، كما عبرعن ذلك إيلان بابه في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين".
بات في يقين بن غوريون وحاشيته أن الترحيل الإجباري لأكبر عدد من العرب أصبح الآن خطوة ضرورية للحصول على "دولة يهودية حقيقية"، "وأي تردد من طرفنا حول أهمية عملية الترحيل ، او أي شك من جهتنا في إمكان تحقيقها ، او أي حيرة في عدالتها ستجعلنا على الأرجح نخسر فرصة تاريخية لن تتكرر." [ بابيه 2007،28]– الترجمة العربية. يسرد الكتاب بتفاصيل موثقة حيثيات الحرب التي أعد لها بن غوريون عدتها، ووضع خطتها في ما عرف بخطة دالت. طرح الخطة على دائرة مصغرة في اجتماع عقد بمقر الهستدروت، أقرت جملة مذابح في عدد من القرى بهدف إرهاب سكان بقية القري ودفعهم للرحيل].
كان قد دون في مذكراته عام 1941 " من الصعب تصور عملية ترجيل تامة بدون إكراه ، وإكراه وحشي من اجل ذلك". وبالفعل نزلت حرب التطهير العرقي في فلسطين كارثة إكراه وحشي.
5-Uri Avnery:Israei Without Zionism A Plea for Peace In The Middleeast,NewYork The Macmillan Company-London Collier – Macmillan-limit-edon1968-

6-فرد جيرومي / آينشتاين حول العرق والتعصب العرقي : ترجمة مازن الحسيني ، الناشر وكالة أبوغوش، رام الله، 2011
7- استيفان ميزاروش:ابعاد التطورات الجارية- ترجمة مازن الحسيني ، دار التنوير 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ