الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


73 المرأة في القرآن 6/8

ضياء الشكرجي

2017 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


73
هذه هي الحلقة الثالثة والسبعون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، حيث تكون ثمان حلقات تتناول حقيقة موقف القرآن من المرأة، هذه سادستها. ونواصل هنا ذكر الآيات التي تخاطب النساء عبر الرجال، وليس بخطاب مباشر موجه إليهن، فيما يكنّ هنّ المعنيات به.
«وَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما عَرَّضتُم بِهِ مِن خِطبَةِ النِّساءِ أَو أَكنَنتُم في أَنفُسِكُم، عَلِمَ اللهُ أَنَّكُم سَتَذكُرونَهُنَّ، وَلـاـكِن لّا تواعِدوهُنَّ سِرًّا إِلّا أَن تَقولوا قَولًا مَّعروفًا، وَلا تَعزِموا عُقدَةَ النِّكاحِ حَتّى يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ، وَاعلَموا أَنَّ اللهَ يَعلَمُ ما في أَنفُسِكُم فَاحذَروهُ، وَاعلَموا أَنَّ اللهَ غَفورٌ حَليمٌ.» (2 البقرة 235)
ألا يمكن أن تكون بعض النساء هن اللاتي يكنُنَّ في أنفسهن من حبٍّ لرجال ويذكرنَهُم في قلوبهِنَّ من فرط ما وقعنَ فيه من حب لهم، وينتظرنَ أن يتقدموا فيُخطَبن ممن أحببنَهم من الرجال؟ ثم ألم تكن الزوجة الأولى للنبي شخصية مستقلة واثقة من نفسها، بحيث هي التي كانت قد عرضت الزواج على محمد؟ أما كان يمكن تتمة النص بشيء مشابه متعلق بالنساء، بقول: (وَلا جُناحَ عَلَيكُنَّ فيما عَرَّضتُنَّ بِهِ مِن خِطبَتِكُنَّ مِنَ الرِّجالِ أَو أَكنَنتُنَّ في أَنفُسِكُنَّ، عَلِمَ اللهُ أَنَّكُنَّ سَتَذكُرنَهُم، وَلـاـكِن لّا تواعِدنَهُم سِرًّا إِلّا أَن تَقُلنَ قَولًا مَّعروفًا، وَلا تَعزِمنَ عُقدَةَ النِّكاحِ حَتّى يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ، وَاعلَمنَ أَنَّ اللهَ يَعلَمُ ما في أَنفُسِكُنَّ فَاحذَرنَهُ، وَاعلَمنَ أَنَّ اللهَ غَفورٌ حَليمٌ.)
«لا جُناحَ عَلَيكُم إِن طَلَّقتُمُ النِّساءَ ما لَم تَمَسّوهُنُّ أَو تَفرِضوا لَهُنَّ فَريضَةً، وَّمَتِّعوهُنَّ على الموسِعِ قَدَرُهُ وَعلى المُقتِرِ قَدرُهُ مَتاعًا بِالمَعروفِ حَقًّا عَلَى المُحسِنينَ.» (2 البقرة 236)
«وَإِن طَلَّقتُموهُنَّ مِن قَبلِ أَن تَمَسّوهُنَّ وَقَد فَرَضتُم لَهُنَّ فَريضَةً فَنِصفُ ما فَرَضتُم إِلّا أَن يَعفونَ أَو يَعفُوَ الَّذي بيدِهِ عُقدَةُ النِّكاحِ، وَأَن تَعفوا أَقرَبُ لِلتَّقوى، وَلا تَنسَوُا الفَضلَ بَينَكُم، إِنَّ اللهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ.» (2 البقرة 237)
لا يوجد - أو يكاد لا يوجد - خطاب مباشر موجه إلى النساء، فيما يتعلق الأمر بهن، وكأنهن لسن طرفا أساسيا في هذه الأمور، التي تعنيهن بدرجة أساسية، بل أحكام النساء، والمواعظ للنساء، وحقوق النساء، وواجبات وتكاليف النساء، كل ذلك يخاطب به الرجال. فالنساء يُنكَحن، والنساء يُطَلَّقن، والنساء يُعطَين فريضة أو صدقة أو مهرا، فهن منفعلات غير فاعلات، أي passive ولسن active في شيء إلا ما ندر.
«وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا وَّصيةً لِّأَزواجِهِم مَّتاعًا إِلَى الحولِ غَيرَ إِخراجٍ، فَإِن خَرَجنَ فَلا جُناحَ عَلَيكُم في ما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعروفٍ، وَّاللهُ عَزيزٌ حَكيمٌ.» (2 البقرة 240)
«يوصيكُمُ اللهُ في أَولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ، فَإِن كُنَّ نِساءً فَوقَ اثنَتَينِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ، وَإِن كانَت واحِدَةً فَلَها النِّصفُ وَلأَبَوَيهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِّنهُمَا السُّدُسُ مِمّا تَرَكَ إِن كانَ لَهُ وَلَدٌ، فَإِن لَّم يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ، فَإِن كانَ لَهُ إِخوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعدِ وَصيةٍ يّوصي بِها أَو دَينٍ. آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم لا تَدرونَ أَيُّهُم أَقرَبُ لَكُم نَفعاً، فَريضَةً مِّنَ اللهِ، إِنَّ اللهَ كانَ عَليمًا حَكيمًا. وَلَكُم نِصفُ ما تَرَكَ أَزواجُكُم، إِن لَّم يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمّا تَرَكنَ مِن بَعدِ وَصيةٍ يّوصينَ بِها أَو دَينٍ، وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمّا تَرَكتُم إِن لَّم يَكُن لَّكُم وَلَدٌ، فَإِن كانَ لَكُم وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمّا تَرَكتُم مِّن بَعدِ وَصيةٍ توصونَ بِها أَو دَينٍ، وَإِن كانَ رَجُلٌ يّورَثُ كَلاَلَةً أَو امرَأَةٌ وَّلَهُ أَخٌ أَو أُختٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِّنهُما السُّدُسُ، فَإِن كانوا أَكثَرَ مِن ذالِكَ فَهُم شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِن بَعدِ وَصيةٍ يّوصى بِها أَو دَينٍ، غَيرَ مُضَارٍّ وَّصيةً مِّنَ اللهِ، وَاللهُ عَليمٌ حَليمٌ.» (4 النساء 11 - 12)
وهذه أمثلة أخرى على مخاطبة النساء من خلال الرجال، مما يؤكد تبعيتهن وعدم كونهن شخصيات مستقلة.
«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ... وَإِن كُنتُم مَّرضى أَو على سَفَرٍ أَو جاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الغائِطِ أَو لامَستُمُ النِّساءَ، فَلَم تَجِدوا ماءً، فَتَيَمَّموا صَعيدًا طَيِّبًا فَامسَحوا بِوُجوهِكُم وَأَيديكُم، إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفورًا.» (4 النساء 43)
دعونا نتوقف عند عبارة «أَو لامَستُمُ النِّساءَ». هناك تفسيران، أحدهما معتمد من قبل معظم السنة، والثاني من قبل معظم الشيعة. وقبل بيان التفسيرين السني والشيعي، أقول لا أدري كيف يكون شعور المرأة، عندما يرد ذكرها مقترنا بـ«الغائِط» بقول «أَو جاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الغائِطِ أَو لامَستُمُ النِّساءَ». ولكن بعيدا عن ذلك، دعونا نتناول التفسيرين السني والشيعي، بمقدار ما لذلك من علاقة ببحثنا هنا. التفسير السني، هو بطلان الوضوء بملامسة النساء، ولذا هناك من لا يرى حرمة مصافحة النساء من السنة المرنين غير المتزمتين، ولكنهم يتجنبون مصافحة المرأة، إذا ما كانوا على وضوء ويريدون الصلاة، لأن مصافحة المرأة عندهم، وكذلك أية ملامسة جسدية مباشرة لها من غير حاجب، هو مبطل للوضوء، ولم يخبرنا هؤلاء الفقهاء ما إذا يكون الوضوء باطلا أيضا للمرأة، إذا صافحت رجلا، والظاهر أنها وحدها مُبطِلة لوضوء الرجل بالملامسة، بينما هو غير مبطِل لوضوئها. فإذا كان الأمر كذلك، فلو كانت معنية أيضا ببطلان وضوئها، لكان ينبغي أن تخاطب الآية النساء أيضا بقول مشابه، كأن يكون: (يا أَيَّتُها اللّاتي آمَنَّ إِن كُنتُنَّ مَريضاتٍ أَو على سَفَرٍ أَو جاءَ أَحَدٌ مِّنكُنَّ مِّن الغائِطِ أَو لامَستُنَّ الرِّجالَ، فَلَم تَجِدنَ ماءً، فَتَيَمَّمنَ صَعيدًا طَيِّبًا). هذا على فرض صحة التفسير السني. ودعونا ننظر في التفسير الشيعي، الذي يبدو منطقيا أكثر، وهو أن المقصود بملامسة النساء، هو مقاربتهن جنسيا، بمعنى أنه لو أحدثتم أيها الرجال حدثا أصغر، بأن جاءكم الغائط أو تبولتم أو خرجت منكم ريح، أو أحدثتم حدثا أكبر بأن جامعتم النساء، فأدخلتم حتى لو من غير قذف، أو قذفتم حتى لو من غير إدخال، أو من غير ملامسة النساء، فيما يعتبره الفقهاء حدثا أكبر يوجب الغسل، بينما الحدث الأصغر يوجب الوضوء، وفي حال عدم توفر الماء، فعليكم بالتيمم، بديلا عن كل من الوضوء أو الغسل. ولكن حتى هنا كان ينبغي أن تخاطب النساء أيضا، بأنهن أيضا معنيات بالوضوء، إذا جئن الغائط، ومعنيات بوجوب الغسل، إذا ما مارسن العملية الجنسية مع أزواجهن أو بعولتهن حسب المصطلح القرآني. هذا إذن مثال آخر على أن الله القرآني يتجنب مخاطبة النساء مباشرة، بل يوصل إليهن ما يعنيهن عبر الرجال.
«وَاللاَّتي يَأتينَ الفاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُم فَاستَشهِدوا عَلَيهِنَّ أَربَعةً مِّنكُم، فَإِن شَهِدوا فَأَمسِكوهُنَّ فِي البُيوتِ حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ المَوتُ أَو يَجعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبيلاً، وَاللَّذانِ يَأتيانِها مِنكُم فَآذوهُما، فَإِن تابا وَأَصلحا فَأَعرِضوا عَنهُما؛ إِنَّ اللهَ كانَ تَوّابًا رَّحيمًا.» (4 النساء 15 - 16)
الله حسب التصوير القرآني لا يخاطب المرأة بضمير المخاطب، بل بالضمير الثالث عبر الرجل، لأن الله في وعي الدينيين، ولو من غير تصريح، إنما هو ذكر، ولذا فهو يتكلم بلغة ذكورية، والذي يؤكد ذلك هو وجوب أن تتحجب المرأة عندما تقف بين يديه لتصلي، بالرغم إن عقيدة التوحيد تنزه الله عن تشبيهه على أي نحو بالبشر أو بأي مخلوقات أخرى «لَيسَ كَمِثلِهِ شيء»، ومنها تنزيهه عن الذكورة والأنوثة. لكن يمكن القول إن النص أعلاه يمكن استثناءه من الأمثلة التي أوردتها في عدم مخاطبة الله للنساء خطابا مباشرا، لأن هذه الآية تكلمت عن ممارسة (وهي كما يبدو وكما يذهب إليه المفسرون الممارسة المثلية)، تارة عند النساء، وأخرى عند الرجال، وفي كلا الحالتين كان الكلام بالضمير الثالث. مع هذا فإن بقية الأمثلة التي أوردتها وسأوردها كافية للاستدلال على ما ذهبت إليه واستنتجته من خلال هذه السياحة في آيات القرآن ذات العلاقة بموضوعنا.
«وَلا تَنكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكُم مِّنَ النِّساءِ إِلّا ما قَد سَلَفَ، إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَّمَقتًا وَّساءَ سَبيلًا.» (4 النساء 22)
وكذلك هنا، أسأل لماذا لم تُنهَ النساءُ، بخطاب مباشر موجه إليهن، عن الزواج بأبناء أزواجهن، سواء بعدما يُتَوَفَّون، أو بعدما يكون طلاق بينهن وإياهم. أو لماذا لا يجري الكلام عن الطرفين، الرجال والنساء بالضمير الثالث، أو كلاهما بالضمير الثاني، أو لا أقل لماذا لم يكن الخطاب تارة موجها إلى الرجال، وأخرى إلى النساء، وليس على النحو الذي يكاد يكون كله موجها فيه إلى الرجال، ولا يجري الكلام عن النساء إلا عن طريق الرجال؟ هل يمكن اعتبار الرجل رسول الله إلى المرأة، كما النبي رسوله إلى الناس، إذ يؤمر الرجل بإبلاغها عما يريده الله منها، كما يؤمر النبي بإبلاغ الناس عما يريده الله منهم؟ وكأني بالقرآن كما يقول «مَن يُّطِعِ الرَّسولَ فَقَد أَطاعَ اللهَ»، يريد أن يقول «مَن تُطِعِ بَعلَها فَقَد أَطاعَتِ اللهَ»، مع العلم إن العهد القديم يوجب على المرأة طاعة زوجها، وعلى العبد طاعة سيده. أما كان يمكن تكملة النص بقول: (وَلا تَنكِحنَ ما [أو: تُنكَحنَ مِمّا] نَكَحَت [أو: نُكِحَت مِنهُم] أُمَّهاتُكُنَّ مِّنَ الرِّجالِ إِلّا ما قَد سَلَفَ، إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَّمَقتًا وَّساءَ سَبيلًا.)؟
«حُرِّمَت عَلَيكُم أُمَّهاتُكُم وَبَناتُكُم وَأَخَواتُكُم وَعَمّاتُكُم وَخالاَتُكُم وَبَناتُ الأَخِ وَبَناتُ الأُختِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللاَّتي أَرضَعنَكُم وَأَخَواتُكُم مِّنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسَائِكُم وَرَبائِبُكُمُ اللاَّتي في حُجورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللاَّتي دَخَلتُم بِهِنَّ، فَإِن لَّم تَكونوا دَخَلتُم بِهِنَّ فَلاَ جُناحَ عَلَيكُم، وَحَلائِلُ أَبنائِكُمُ الَّذينَ مِن أَصلاَبِكُم وَأَن تَجمَعوا بَينَ الأُختَينِ إِلّا ما قَد سَلَفَ، إِنَّ اللهَ كانَ غَفورًا رَّحيمًا.» (4 النساء 23)
ألا كان يمكن أن يكون الخطاب أيضا موجها إلى النساء على هذه الصورة؟: (حُرِّمَ عَلَيكُنَّ آباؤُكُنَّ وَأَبناؤُكُنَّ وَإِخَوانُكُنَّ وَأَعمامُكُنَّ، وَأَخوالُكُنَّ وَأَبناءُ الأَخِ وَأَبناءُ الأُختِ وَأَبناؤُكُنَّ الَّذين أَرضَعتُنَّهُم وَإِخَوانُكُنَّ مِّنَ الرَّضاعَةِ وَآباءُ بُعولَتِكُنَّ وَرَبائِبُكُنَّ الَّذينَ في حُجورِكُنَّ مِّن بُعولَتِكُنَّ الَّذين دَخَلوا بِكُنَّ، فَإِن لَّم يَكونوا دَخَلوا بِكِنَّ فَلاَ جُناحَ عَلَيكُنَّ، وَحَلائِلُ أَبنائِكُنَّ الذين مِن أَرحامِكُنَّ ...). مرة أخرى، لماذا الخطاب دائما إلى الرجال؟ ولماذا الكلام عن النساء بطريق غير مباشر، وعبر الرجال؟ هل يخجل الله - تعالى عن ذلك - من مخاطبة النساء؟ هل يستنكف يا ترى؟ هل يستشكل؟
«وَيَستَفتونَكَ فِي النِّساءِ، قُلِ اللهُ يُفتيكُم فيهِنَّ وَما يُتلى عَلَيكُم فِي الكِتابِ في يَتامَى النِّساءِ الَّلاتي لا تُؤتونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرغَبونَ أَن تَنكِحوهُنَّ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الوِلدانِ وَأَن تَقوموا لِليَتامى بِالقِسطِ، وَما تَفعَلوا مِن خَيرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَليمًا.» (4 النساء 127)
ولماذا لا نجد مثلها بقول (يَستَفتِنَّك في الرجال، قل ...)؟
«وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما ...» (7 الأعراف 19)
أكتفي بما أشرت إليه في موقع سابق بخصوص هذا النص وما بعده حتى آية 27 من نفس السورة.
«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّ مِن أَزواجِكُم وَأَولادِكُم عَدُوًّا لَّكُم فَاحذَروهُم، وَإِن تَعفوا وَتَصفَحوا وَتَغفِروا فَإِنَّ اللهَ غَفورٌ رَّحيمٌ.» (64 التغابن )
كان يمكن أن نقرأ أيضا: (يا أَيَتُّهَا اللّاتي آمَنَّ إِنَّ مِن بُعولَتِكُنَّ وَأَولادِكُنَّ عَدُوًّا لَكُنَّ فَاحذَرنَهُم، وَإِن تَعفونَ وَتَصفَحنَ وَتَغفِرنَ فَإِنَّ اللهَ غَفورٌ رَّحيمٌ). ولست بصدد مناقشة وجوب المعاداة بسبب العقيدة، كما ورد عن إبراهيم من خطاب لقومه الذين لم يؤمنوا بما دعاهم إليه أن «قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبراهيمَ وَالَّذينَ مَعَهُ إِذ قالوا لِقَومِهِم إِنّا بُراءُ مِنكُم وَمِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ كَفَرنا بِكُم وَبَدا بَينَنا وَبَينَكُمُ العَداوَةُ وَالبَغضاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤمِنوا بِالله»، فقد ناقشتها في مكان آخر، كما لا أشير هنا إلى أن الأصح كان قول (قَد بَدَت) بدلا من (بَدا). إنما نريد هنا طرح التساؤل تلو الآخر عن سر تجنب الله القرآني، وبإصرار، مخاطبة النساء، إلا مرة واحدة، خص بهن نساء النبي. مع هذا والتزاما بالموضوعية، لا بد من طرح الاحتمال الآخر، مع ضعفه لمعنى الآية أعلاه، مما يجعله شاملا للرجال والنساء، بمعنى «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا [من الرجال والنساء] إِنَّ مِن أَزواجِكُم [أي زوجات المؤمنين وأزواج المؤمنات] وَأَولادِكُم عَدُوًّا لَّكُم فَاحذَروهُم.» وكما أشرت سابقا، العقل الفلسفي يقول بشمول الخطاب للجنسين، والروح العامة للقرآن الدالة على أصالة الذكورة، ولعدم التزام القرآن بثوابت العقل الفلسفي على طول الخط، بل مخالفته له في كثير من الأحيان، يكون تفسير الآية على الأرجح بكون الخطاب موجه للرجال من «الَّذينَ آمَنوا».
وإلى الحلقة السابعة ثم بعدها الثامنة من بحث المرأة في القرآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي