الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام عمرو أديب..البلقنة من جديد

احمد البهائي

2017 / 4 / 16
الصحافة والاعلام


ما تقدمه القنوات الفضائية المصرية الخاصة ما هي إلا فوضى وعبث اعلامي بمعنى الكلمة ، ومن العجيب عندما يقال على مقدمي برامجها.. الاعلامي الكبير أو الدكتور فلان ..، وعندما يتحدت فهو ليس من الاعلام والدكتوراه بشئ ،انا مقيم في اوروبا منذ عام 1991 ومتابع للحدث العالمي ، لم اجد مثل هكذا اعلام يقدم على الطلاق ، ما يقدم تضليل وتلويث بصري وسمعي وذهني وثقافي وسلوكي ، الهدف منه التصحر الذهني والفرقة والانقسام والتصارع والتمترس بالدين ، ومن هنا نطالب بايقاف هذا الذي يوصف بالاعلام حتى نحمي الوطن من هؤلاء الصبية المراهقين اعلاميا .
امس وأول امس ، أصابت الإستنتاجات قناعتي بعد شهور من المقاومة والمناعة ، وبما لا يدع مجالا للشك ، أيقنت ان الأستاذ عمرو أديب لا هو صحفي ولا بإعلامي ، فالمشهد كما رايناه جميعا وهو يحوم حول فريسته ( اخو منفذ العمل الارهابي على الكنيسة ) الذي كان يبكي وهو جالس على الارض وطارده ومنه من الخروج ، محاولا بأسئلته ابتزازه والضغط عليه كأنه شرطي من البوليس او وكيل نيابة ليقوم بدور ووظيفة ليست من إختصاصه ، ليرفع ترومتر إشمئزازي ، ليليها مشهد من فصول الدراماتورجية على الطريقة الجعجاعية ، وهو منفعل منتفخ الحلاقم ، يطالب شيخ الازهر بالاستقالة ، حتى كادت ان تصيبني حصبة البروباغندا الاعلامية ، مؤكدا بهذا وببساطة ان دوره بعيدا كل البعد عن مهنة الإعلام التي عنوانها " الحدث يصنع الخبر " وهدفها إيصال الحقيقة ، ليؤكد أنه من تلاميذ ان الخبر يصنع الحدث حتى يمكن توجيه الرأي العام.

فأستاذنا ينظر الى نفسه بأنه مثقف نخبوي تلون بأجيال ، وهو المثقف والحكيم الذي احاط وألم بكل المعارف والمتكلم الفصيح الذي يجيد الحديث في كل الموضوعات ، وله حق التنقل بينها سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية أو امنية بكامل الإرتياحية ، ويعطي لنفسه احقية التوقع والتنبؤ بل تأكيد الحدث قبل وقوعه ليذاع الخبر حتى يصنع الحدث ، من خلال استعراضه لمهاراته وصولاته في كل المواقف والاحداث والاماكن التي مر بها ومرت عليه وقربه من دوائر صنع القرار ، مستعينا بما لديه من ادوات فكرية ولسان وخطابة وراديكالية الحركات الموروثة والمكتسبة ، ليؤثر على الجمهور المستمع او المشاهد ، ليحظى برتبة المثقف النخبوي العارف المالك لينابيع التوقعات التي يجب ان نسلم بها ، وهنا تصل الذات العارفة لديه الى اعلى دلوها ، وهنا تكمن الخطورة .

فالذات العارفة هى تلك الذات التي تقوم على الوجود البشري ، والتي تنمو من خلال نشاطان يكمل كل منهما الاخر ، النشاط العقلي والنشاط العملى ، وما يهمنا الان في موضوعنا وخالتنا تلك النشاط العقلي ، الذي يعمل على إنتاج افكار تكون لها قيمة معرفية من خلال فهم الواقع وربطه بالحدث لبناء معرفة صحيحة ، وفق معطيات الحدث وموضوعات ومناهج متعددة ومتنوعة يمتاز بها صاحب الذات ، كلها مترابطة بالاليات الذهنية والاختبارية والخبراتية لديه لينتهي المطاف الى تدقيق مفهوم الحقيقة وتحديدها ثم بلوغها ، ولبلوغ الحقيقة ادوات لابد ان تمتلكها الذات العارفة ،اهمها ،*موضوع المعرفة الذي قد يكون ماديا او فكريا ، *استعدادات الذات ومكوناتها من مهارات وخبرات وكفاءات ، *اللغة باعتبارها اداة التعبير اي فن الكلام وبها سيتكون الخطاب ، لينتهي القول كما نرى ونسمع على لسان الاستاذ وهو يقول لنا بكامل الثقة وكأنه امر مسلم به " ان الحقيقة هى ......... ".
فكما سمعنا وشاهدنا ، يتضح ان الذات العارفة بها قصور لانها تعتمد فقط على العنصر العملي وبعيدة عن النشاط الذهني ، لنقول في سطور له ولامثاله ، ان ما هي إلا جعجعة تهدم ولا تصلح ، وما نخشاه من الاعلام التضليلي ان يعاد سيناريو " البلقنة " من جديد! ، ليكون سيناريو بمشاهد مصرية اكثر ضراوة ووحشية ،ولهذا نطالب بإيقاف هذا الإعلام قبل فوات الاوان وتصبح مصر في خبر كان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا