الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله في فكر عمر الخيام6/ 25

داود السلمان

2017 / 4 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الزمان المكان: تختاره الشعراء وتحبه العُبّاد
يقول الخيام:
قَد مزَّق البدرُ سنَار الظـــــــلامْ
فأغنم صفَا الوقت وهات المُدامْ
واطرب فإنَّ البدرُ مِن بعـــــدنا
يسري علينا في طباقِ الرغــامْ
ويمكن لنا من خلال هذا النص- المقطع أن نغوص في عدة مباحث كلامية فلسفية، ومنها: "الزمان" ، "المكان". فالبدر عندما يمزق ستار الظلام، وتنكشف الحجب فتظهر حينئذ مختلف الاسرار، فيراها الناظر عين اليقين، لذلك فأن هذه الاوقات تختارها الشعراء غالبا، لأنها افضل الاوقات لكتابة القصائد، حيث ينزل الوحي الشعري فيملي عليهم القصائد العصماء، لذلك فهم يسمون هذا الجو الشاعري.
فـ "الزمكان" مهم جدا للملهمين والمبدعين، ويختاره ايضا العبّاد حيث يجعلون عنه خلوة يناجون فيها ربيهم، ويسمعونه اصواتهم من وساطة، بعد ان تهدأ الاصوات وتنام الناس، وتغفو العيون ويسكن كل شيء، الا عين الله فهي مستيقظة مترقبة المخلوقات{ لا تأخذه سنة ولا نوم}.
فلسفة الزمان والمكان
"اختلفت الآراء في النظر إلى الزمان والمكان بين الفلاسفة، كلٌ بحسب مذهبه وتأملاته، فتعددت تبعاً لذلك المفاهيم بشأنهما، وتباينت".
فقد ذهب ديمقريطس الى أن الزمان ينقسم إلى ما لانهاية من الآنات، والمكان ينقسم إلى ما لانهاية من النقاط، وهذه الفكرة عن الانقسام اللامتناهي للزمان والمكان قادته إلى القول باستحالة الكثرة والحركة بخلاف ما ذهب إليه الذريون. (راجع الموسوعة العربية).
أما أرسطوAristotle فالمكان عنده السطح الباطن الملامس للجسم، وهو إما: مكان خاص يشغله جسم محدد أو مشترك يوجد فيه جسمان أو أكثر، والزمان هو مقدار الحركة أو عددها متفاوت زيادة أما نقصاناً، فهو إذن كم متصل يرتبط بالحركة السابق منها واللاحق.
وقد انطلق فلاسفة العرب في آرائهم عن الزمان والمكان من أرسطو، فالمكان عند ابن سينا «السطح الباطن من الجرم الذي يحوي المماس للسطح الظاهر للجسم المحوي»؛ وعند المتكلّمين: «الفراغ المتوهم الذي يشغله الجسم، وينفذ فيه أبعاده» وكذلك الزمان لديهم أمر موهوم، وعند الأشاعرة: «متجدد معلوم، يقدر به متجدد آخر موهوم»، ويتحدث الرازي عن معنيين للزمان؛ أحدهما: أنه أمر موجود في الخارج متصل وغير منقسم وهو مساو للحركة، والآخر متوهم لا يوجد في الخارج. لكن الزمان والمكان بقيا في الفلسفة العربية الإسلامية أسيرين للصورة الدينية للإسلام التي أعطت للمفهوم معنى أكثر اتساعاً مما كان عند أرسطو، فارتبط المفهوم بزمان خالد ومكان آخر غير الذي نحياه؛ وهو دار البقاء أو عالم الآخرة، وألحقت به جملة من المشكلات، منها مشكلة الوجود الفردي ومصيره، وحلت صراعات هذا الوجود بين التناهي الزماني والمكاني وبين اللاتناهي والخلود. (راجع الموسوعة العربية).
في حين أن ابن سينا قرن مفهوم الزمن بالحركة؛ وكان الأقرب في هذا الربط الحركي الزماني. هناك من جعلهما معتمدان على الوعي الفردي مثل ماخ وبركلي أو حسي مثل فلسفة كانط حيث أن الزمان والمكان شكلان رئيسيان لوجود المادة ولا ينفصلان عنها، والمكان هو التجربة الخارجية للإنسان في حين الزمان هو التجربة الداخلية، وأعطى تصوّر أبستمولوجي لهما، لكنه مرتبط بالرياضيات البحتة.
(راجع: https://amalalamri55.wordpress.com )

الرغام ونظرية التشاؤم
الرغام هو التراب، تقول: رغم انفه، كأنك تدس انفه تحت التراب، وهي عبارة عن الاذلال والخضوع مجبراً.
ففي التهذيب 8/ :132" قال الليث: رغم فلان إذا لم يقدر على الانتصاف وهو يرغم رغما، وبهذا المعنى رغم أنفه. وفي الحديث- إذا صلّى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض حتّى يخرج منه الرغم- معناه حتّى يخضع ويذلّ، ويقال ما أرغم من ذاك شيئا: أي ما اكره، والرغام الثرى قال، ويقال: رغم أنفه إذا خاس في التراب. ويقال رغّم فلان أنفه وأرغمه إذا حمله على ما لا امتناع له منه. قال: ورغّمته: قلت له رغما ودغما، وهو له راغم داغم. قال أبو عمرو: الرغام : دقاق التراب. ومنه يقال أرغمته أي أهنته وألزقته بالتراب. ومنه يقال أرغم اللّه أنفه، والرغم الذلّة. وقال الأصمعي: الرغام من الرمل ليس بالّذي يسيل من اليد. وراغمت فلانا: هجرته وعاديته، ولم أبال رغم أنفه، أي وان لصق أنفه بالتراب. وقال الفرّاء: المراغم: المضطرب والمذهب في الأرض. وعن ابن الأعرابي: الرغم : التراب. والرغم : الذلّ. والرغم : القسر. ويقال : ما أرغم من ذاك شيئا، أي ما أنقمه وما أكرهه".
فقول الخيام:" البدرُ مِن بعـــــدنا يسري علينا في طباقِ الرغــامْ" كأنه يريد ان يقول: اننا ستجبر مرغمين بمغادرة مكاننا هذا وهو مكان الخلوة والاستجمام وقضاء الوطر، بالعبادة والمناجاة، او بالتفكير بالفلسفي والمعرفي والروحي، وذلك ان التفكر هي افضل العبادات، كما في الحديث المروي عن النبي: "ان التفكر افضل من عبادة سبعين عاما".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية