الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى مروان البرغوثي: الجوع مهانة لا كرامة

مجدي عبد الوهاب

2017 / 4 / 16
القضية الفلسطينية


الى مروان البرغوثي: الجوع مهانة لا كرامة
مجدي عبد الوهاب
يبدأ الاسرى الفلسطينيون أو بالاحرى عدد كبير منهم اضرابا عن الطعام هذا اليوم وذلك بعد ان اعلن مروان البرغوثي عن هذا الاضراب برسالة تم بالـتأكيد تهريبها من الزنزانة الانفرادية رقم 28 في سجن هداريم، وانا اسأل بداية وقبل الخوض في الجوهر: كيف استطاع القائد تهريب هذه الرسالة من زنزانته الانفرادية؟! ام لعله استعان باهل الكرامات؟!
والمفلت للنظر، وانا لن أخوض الان في الجوهر، الملفت ان من تلى البيان زوجته، وهذا امر طبيعي فلا شك ان الزوجة هي الاكثر اشتياقا لزوجها، وهي أول من يريده أن يخرج من غياهب السجون ليعود اليها والى أحضانها كان الله بعونها على هذا الغياب الطويل.
وأما بالنسبة للرسالة التي بعثها الى الشعب، ولا ادري عن اي شعب يتحدث مروان، ألا زال يعتقد ان ثمة شعبا فلسطينيا، يبدو انه لا يدري اننا جميعا قد اقتربنا من الخروج باعلان التخلي عن هويتنا كشعب فلسطيني؟! وسامح الله اليهود الذين جعلوا منا شعبا!!
بدأ مروان البرغوثي خطابه بالقول:"أخطابكم من زنزانتي الصغيرة ومن العزل الانفرادي" وسؤالي هل يفترض ان تكون الزنزانة كبيرة؟! وكيف تأتى أن تخرج رسالة كهذه من عزل انفرادي؟! والانكى انه يقول :" ومن وسط الاف الاسرى وباسمهم" كيف يكون في عزل انفرادي ويشعر أنه وسط الاف، أليس في ذلك شعور بالهذيان؟! وكيف له ان يشعر بانه يتحدث باسمهم لولا ان مصلحة السجون الاسرائيلية تسمح له بذلك؟! فليت قائدنا يقول في مقدمة الرسالة :" أتوجه الى من يريدون سماعي بعد ان سمحت لي مصلحة السجون الاسرائيلية بالتوجه اليكم بهذا الخطاب"
وثم يردف قائلا " (الاسرى) الذين قرروا خوض معركة الحرية والكرامة ومعركة الشرف والبطولة، معركة الاضراب المفتوح عن الطعام" وانا أسأل هنا: ما علاقة الحرية والكرامة بالجوع؟! هل يجب أن نجوع لنحقق الحرية والكرامة؟! فكل ما اعرفه ان الجوع هو دلالة من دللات المهانة.
وثم شدد مروان البرغوثي على ان الاسرى خاضوا عشرات الاحتجاجات والاضرابات وسقط خلال نصف قرن ما يزيد عن 200 اسير شهيد، وانا اسأله : وماذا حققتم سيدي من كل هذه الاحتجاجات سوى سقوط "شهداء"؟! وان كانت لم تفد والدليل هو سقوط 200 شهيد ولم يتغير قتيل فلماذا الاعلان عن اضراب الطعام هذا؟! فلا شيء تغير بالنسبة لظروف سجنكم، ولا اريد الخوض هنا باطلاق تسمية شهيد على من مات مضربا عن الطعام أو ملقيا بنفسه الى التهلكة.
ثم اكد مروان البرغوثي على ان الاحتلال يزج سنويا بالاف الاسرى في غياهب السجون ومعسكرات الاعتقال، وانا اسأله : علام يحتج طالما ان هذا هو الطريق للحرية؟! أليست هي معركة؟! هل يعتقد قائدنا أن اسرائيل ستوزع الورود على من يقتل أبناها؟! أليس هذا نوعا من البلاهة؟!
والاجمل ان توقيت هذا الاضراب كما قال مروان يأتي في شهر نيسان، وهو يذكر من نسي ما حدث في شهر نيسان:" شهر مجزرة ياسين وعبد القادر الحسيني وشهر ابو جهاد"... والحبل على الجرار، وانا اسأل مروان: ألا يعني ذلك ان لا شيء قد نفع من ذلك وأن الطريق الذي سلكه كل هؤلاء القادة لا ريب خطأ؟!
وفي الختام أتوجه الى قائدنا مروان البرغوثي بان يفكر جيدا في كيف عليه ان يخرج من السجن ليعود الى ابنائه وزوجته قبل أن يهرم، هذا ان عاد اليهم اصلا، ليقضي معهم بعضا من الوقت العائلي الذي لا معنى للحياة بدونه، ودعك منا ومن اطفلانا ومن شبابنا ومن امهاتنا، فكل ما نريده هو ان ننعم بحياتنا لا أن نمضيه معك في غياهب السجون، وان كنت أنت اخترتها مع كل هؤلاء الالاف فانعم انت وهم باختياركم، وان اردت الخروج ففكر جيدا واخرج برسالة اخرى مغايرة، واذكرك ان رسالتك هذه تأتي في أجواء أعياد الفصح لدى المسيحيين ولدى اليهود، وهي لعلمك أعياد تحمل معاني النور والخلاص والحرية، فانشدها لك ولنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد