الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(ما بعد الموت فى الاديان السماويه الثلاثه)

حسين الجوهرى
باحث

(Hussein Elgohary)

2017 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(ما بعد الموت فى الاديان السماويه الثلاثه)
حسين الجوهرى......"صفحه ونصف"
----------------------------------------
نبذه تاريخيه مختصره:
.
تمت تصحيحات جذريه فى كلا خطابات اليهوديه والمسيحيه فى القرن السابع عشر الميلادى. فبعد أنتشار الكلمه المكتوبه (نتيجة آلات الطباعه) بدا المثقفين والفنانين والعلماء الأوروبيين يظهروا تأففهم (زمزأتهم) من بعض ماجاء فى الكتب المقدسه من نصوص متعلقه بالعبوديه والمرأه وبعض العنف (على قلة العدد النسبى لهذه النصوص). ونظرا للتركيبه الصحيه لهذه المجتمعات والحريات المكتسيه التى لم تستطع المؤسسات الدينيه عرقلتها (رغم أنها حاولت) لم تجد هذه المؤسسات بدا من الرضوخ. توقفوا عن ترديد هذه النصوص فى المعابد وتوقفوا عن تعليمها لأولادهم. فى ظرف بضع عشرات من السنين صارت هذه النصوص وكأنها لم تكن.
.
أما الخطاب الدينى الاسلامى فلم يحدث له تغيير يذكر منذ نشأة الديانه. هنا نذكّر بطرفى منظومة الحكم الاسلامى.
الطرف الأول "سلاطين وشركائهم من فقهاء المعتقد وقوميساراته" يحكم بسلطات مطلقه تبعا لما شرعته السماء.
والطرف الثانى هو الناس/الاتباع سمع وطاعه بلا قيد أو شروط.
لن نأخذ هنا فى الأعتبار الأعداد المتزايده والأصوات المتعاليه فى السنين الأخيره (نتيجة أدوات التواصل المجتمعى) والمطالبه بالتمرد على منظومة الحكم الأسلامى برمتها. هذا نظرا لانها حركات مازالت فى بدايتها.
======================
.
(ما بعد الموت فى اليهوديه).
الموت نهايه وفناء. الثواب والعقاب كله يتحقق أثناء الحياه وليس لأنه مكتوب أو مقرر على الأنسان بل لانهما النتاج الطبيعي لأعمال الفرد الصالحه أو الطالحه. التركيز كله على علاقة الناس مع بعضهم البعض. مراسم وطقوس العباده (العلاقه مع الرب) كلها احتفاليه وفولكلوريه.
.
(ما بعد الموت فى المسيحيه).
حياة أخرى خالده للصالحين. أما غير الصالحين فسيحرموا من الحياه الابديه الموعوده. العذاب يحتل جزء ضئيل ومبهم ولا يُذكر كثيرا حتى فى كتبهم المقدسه. أى أن التركيز كله على "الترغيب" فى اداء الأعمال الصالحه والأبتعاد عن السيئه. المحبه وما أدت له من علاقات حسنه بين الناس (وأعلاء قيمة التعامل وفقا للقاعده الذهبيه) جعل الترغيب هو العنصر الفعال لألتفاف المسيحيين حول عقيدتهم. وهنا ايضا, كاليهوديه, العلاقه مع الرب تنحسر فى صلوات أحتفاليه وفولكلوريه فى المقام الأول.
.
(ما بعد الموت فى الاسلام).
مدخل مغاير ومختلف نوعيا عن الديانتين السابقتين مبنى على "الترهيب". العذاب يبدأ من لحظة نزول المسلم الى قبره (الثعبان الأقرع). "السعير - الجحيم - العذاب المقيم - جهنم - بئس المصير - تبديل الجلود وأعادة حرقها...الخ", مفاهيم ومعانى لاتخلو منها صفحة واحده من القرآن. الخلاصه هى أنه "ترهيب" تقشعر له الأبدان. أما الترغيب فهو الوعد بملذات حسيه فى الجنه (جنس وطعام وشراب). الأهم هو على ماذا يرتكز الحكم بالثواب أوالعقاب؟ ليس على العلاقه بين الناس بل أساسا وفى أعلى الدرجات على قدر الأنصياع لأوامر رموز الديانه وتعاليمها (عمليا كل ما يتفوّه به الطرف الأول). وايضا على درجة التمسك بأداء المناسك والطقوس المجهده (راجع أركان الأسلام الخمسه). ماالذى نتج؟
.
1- قبضة محكمه من الطرف الأول على أعناق افراد الطرف الثانى. قبضه استحكمت منذ البدايه وأستمرت فى كل الأزمنه والأمكنه التى تم فيها تطبيق المنظومه الأسلاميه.
.
2- ضعف اللحمه بين الناس (بل وأنعدامها) مما ينعكس (خاصة فى زمننا الحالى) على تراجع مستمر فى قدرات المجتمعات المسلمه (ناطقة العربيه على وجه الخصوص) على تلبية أحتياجاتها. داله رياضيه هابطه ومستمره نحو نهاية كارثيه. نهاية نشاهدها بأعيننا وصل لها العديد من المجتمعات أما ماتبقى منهم فماهم ألا فى الطريق.
.
3- أفراد مبلبلين ومنافقين. بلبله لأختلاط معايير الصواب والخطأ فى أدمغتهم بين ما يحتمه المنطق وما تشرعه العقيده. أما النفاق فيتجلى فى مقولة "ياعم سينا ف حالنا. أحنا الأسلم نمشى على اللى بيقولوه لأحسن بعد مانموت يتضح أنهم صح. ولو ماطلعش صح يبقى ماخسرناش حاجه".
=======================
.
ماسبق هى الحقائق. أما تقييمى الشخصى بعد ألمامى بهذه الحقائق فهو "ياله من أهدار لقيمة الحياه وتحقير لبهجتها وعظمتها. كما أنه ليس بأمكانى أن أتخيل جرما أبشع مما ترتكبه فى مجتمعاتنا أطرافنا الأولى".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد