الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شعوب الشرق مثل الشعوب العربية تعشق الدكتاتورية وتتغزل بدكتاتورييها
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
2017 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية
هل يجوز اعتماد الديمقراطية التحتية او الشعبية ، لبناء أنظمة دكتاتورية استبدادية وفاشية ؟ فباسم الشعب ، يلجأ الدكتاتوريون إلى توظيف واستعمال الشعب الهجين ، لبناء أنظمة فاشية ، على أنقاض أنظمة ديمقراطية . بالأمس كان الدكتاتور يلجأ الى الجيش ، لبناء هيكله المعادي للديمقراطية . أما اليوم ، ودرا للرماد في أعين محور الديمقراطية ، الذي يراقب الانتهاكات الديمقراطية في المحيط ، يلجأ الدكتاتور الى الشعب ، الذي ينتهي دوره بمجرد رمي ورقة نعم في الصندوق ، وليترك للدكتاتور ما تبقى من بناء وتشييد السجن ( البيت ) الدكتاتوري .
ان ما حصل بتركيا باسم الشعب ، لهو انتكاسة ما بعدها انتكاسة للديمقراطية ، وللدولة العلمانية التي تنبذ التفرقة ، وتنبذ العصبية ، والطائفية . ان الدولة اللاّئيكية ، هي دولة الشعب ، والشعوب المكونة للدولة . أما بناء الدولة الفاشية ، فهي تجسيد كاشف للعنصرية والطائفية ، والتمييز بين مختلف مكونات المجتمع .
لقد قطعت تركيا مع الديمقراطية ، وحولت العلمانية إلى أخْونة فاشية ، تنتهي مع مرور الزمن الى نظام الخلافة ، وأي خلافة في ظل الشبكة العنكبوتية ، والانترنيت ، والهواتف النقالة ، والطائرات ، وما الى ذلك من ابتكارات بفضل العلم ، وليس باللاّهوت المزيف الذي هو خدمة الحاكم الطاغية ، والحاكم باسم الله ، وليس باسم الشعب والمفروض فيه ان يكون في خدمة الشعب . ان خليفة المستقبل السجلوقي ، يعترف بإسرائيل ، ويتبادل معها السفارات ، ويشترك معها في المناورات العسكرية ، ويتبادل معها الجاسوسية ، بخصوص العربان الأنذال ، مجرمو سورية ، والعراق ، واليمن ، وليبيا . فعن اي خليفة يتحدث الإخوان ؟
لقد استعمل الطاغية السجلوقي ، المملوكي ، العثملي ، الديمقراطية التحتية ، وهي ديمقراطية انتحارية ، في تقويض صرح النظام الديمقراطي البرلماني ، وبناء النظام الرئاسي الدكتاتوري الذي يركز كل السلط بيد السجلوق ، الذي يختزل الدولة فيه ، ويختزل نفسه في الدولة . الدولة أنا ، أنا الدولة .
إنها نفس الديمقراطية التحتية ، التي جاءت بهتلر وموسوليني الى الحكم ، فكانت النتيجة بشاعة الحرب العالمية ، وما رافقها من خراب ، وتدمير باسم الشعب ، وباسم كلمة الشعب .
لقد ركز السجلوقي كل السلط بشخصه ، ويكُون قد قلب وجه الإمبراطورية المملوكية العثملية ، من الديمقراطية ، الى نظام أكثر شمولي ، ورجعي ، واستبدادي ، وأكثر من استبدادي ، لأنه يوظف الفاشية الاخوانية ، في محو الطوائف الأخرى ، من كردية ، وعلمانية معادية للاخوانية . لقد ألغى السجلوقي منصب الوزير الأول ، وأضحى هو الرئيس ، ورئيس الوزراء المرتبطين بشخص الرئيس ، لا المرتبطين بالبرلمان ، والمسئولين تمام الرئيس الذي هو رئيسهم ، لا أمام الشعب من خلال نوابه بالبرلمان .
فإذا كانت الديمقراطية التحتية باسم الشعبوية ، تؤسس للدكتاتورية والفاشية ، وإذا لم يكن من حل غير الاستبدادية ، فأحسن ان ينتفض الجيش ، لبناء ديمقراطية الشعب ، بدل ديمقراطية – دكتاتورية الطائفة .
فهل سيستفيق الجيش التي تربى وترعرع في جو الديمقراطية العلمانية ، لمحو الإذلال ، والذل ، والمهانة التي لحقته باسم انقلاب مزعوم ، ولإعادة بناء الدولة الديمقراطية ، بدل الدولة الفاشية ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية