الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضراب تاريخي للأسرى الفلسطينيين لاستعادة المكتسبات التي خسروها بعد أوسلو

عليان عليان

2017 / 4 / 17
القضية الفلسطينية



تطل علينا اليوم الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني في لحظة تاريخية فارقة ينتفض فيها اليوم ما يزيد عن 1500 أسير فلسطيني، من جميع الفصائل الوطنية والإسلامية في سجون الاحتلال، بإضراب تاريخي، لإعادة الاعتبار للمكاسب التاريخية التي سبق وأن انتزعتها الحركة الأسيرة بقوة إرادتها وأمعائها الخاوية ، والتي تراجع الاحتلال عنها بعد توقيع اتفاقات أوسلو المذلة.
والذي يعطي قوةً هائلة لهذا الإضراب ، وحدة الحركة الأسيرة في الإضراب فالأسرى تجاوزوا اليوم الإضرابات الفصائلية التي كان يجري خذلانها من قبل فصائل أخرى هذا ( أولاً) ( وثانياً) تفعيل الانتفاضة الثالثة تضامناً مع إضراب الأسرى ، حيث اشتعلت اليوم مدن وقرى ومخيمات الضفة الفلسطينية ،في الخليل ورام الله ونابلس وبيت لحم وطول كرم وجنين ، وفي مواجهات ساخنة مع قوات الاحتلال، تشارك فيها مختلف القوى الاجتماعية والعمرية من الشعب الفلسطيني .
ثلاثة عشر (مطلباً- شرطا) يرفعها ألف أسير فلسطيني اليوم وأبرزها : إنهاء سياسة العزل الانفرادي/ إنهاء سياسة الاعتقال الإداري/ إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري وإدخال الأطباء ذوي الاختصاص من الخارج/ وإجراء العمليات الجراحية بشكل سريع واستثنائي وعدم تحميل الأسير تكلفة العلاج / إطلاق سراح الأسرى المرضى خاصة ذوي الإعاقات والأمراض المستعصية/ إعادة التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة/ التجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات الفلسطينيات سواء بالنقل الخاص واللقاء المباشر بدون حاجز خلال الزيارة/ تركيب هاتف عمومي للأسرى الفلسطينيين في كافة السجون والأقسام بهدف التواصل إنسانياً مع ذويهم/ إدخال الكتب، الصحف، الملابس والمواد الغذائية والأغراض الخاصة للأسير على الزيارات/ إضافة قنوات فضائية تلاءم احتياجات الأسرى/ إعادة المطابخ لكافة السجون ووضعها تحت إشراف الأسرى الفلسطينيين بشكل كامل/ انتظام الزيارات كل أسبوعين وعدم تعطيلها من أية جهة / أن لا يمنع أي قريب من الدرجة الأولى والثانية من زيارة الأسير وزيادة مدة الزيارة من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف السماح للأسير بالتصوير مع الأهل كل ثلاثة أشهر/ إدخال الأطفال والأحفاد تحت سن الـ 16 مع كل زيارة/ عمل مرافق لراحة الأهل عند باب السجن.
لقد شكلت الحركة الأسيرة الفلسطينية والعربية، حالة متقدمة من النضال ضد المشروع الكولونيالي الصهيوني، حيث استطاع الأسرى الفلسطينيون والعرب، أن يحولوا السجون والمعتقلات الى مدارس لتخريج الكوادر المتقدمة ثقافياً وسياسياً وفكرياً ونضالياً، واستطاعوا أن يحققوا العديد من المكتسبات الخاصة بتحسين ظروف الاعتقال، عبر نضالاتهم الدؤوبة وعبر هباتهم وانتفاضاتهم المتتالية، وعبر معاركهم المتصلة التي خاضوها بأمعائهم الخاوية، وبقوة شكيمتهم، وصلابة إرادتهم، على امتداد عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
لكن ويا للأسف، جاءت اتفاقات أوسلو ومشتقاتها لتشكل نكسة للحركة الوطنية الأسيرة، مثلما شكلت نكسة لمجمل الحركة الوطنية الفلسطينية، ولنضالات الشعب الفلسطيني منذ انطلاق ثورته في منتصف ستينات القرن الماضي، إذ انه في ظل أوسلو والانقسام الفلسطيني الأفقي والعمودي الناجم عنها وانعكاس هذا الانقسام على الحركة الأسيرة، وفي ظل التنازل عن أبجديات المشروع الوطني استطاع العدو الصهيوني أن يسلب الحركة الأسيرة العديد من انجازاتها، التي حققتها بصمودها المنقطع النظير وبمعاركها المتصلة، التي قدمت خلالها عشرات الشهداء.
ولم يستكن ألأسرى الأبطال للأمر الواقع، وتمكنوا لاحقاً من استعادة بعض الحقوق والإنجازات، التي خسروها في مرحلة ما بعد أوسلو، ولا نبالغ إذ نقول إن الانتفاضة الفلسطينية الثانية" انتفاضة الأقصى"، شكلت رافعة للحركة ألوطية الأسيرة، ومنحتها زخماً في التصدي لأساليب العدو وإجراءاته.
ووفقاً للتقرير الذي أعدته هيئة شؤون الأسرى بتاريخ 16-4- 2016 فإن أعداد الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1967 وحتى أبريل/نيسان 2016، اقترب من المليون فلسطيني، مشيرا إلى أن أكثر من 15 ألف فلسطينية وعشرات الآلاف من الأطفال كانوا من بين المعتقلين.
وقد جرى تسجيل أكثر من 90 ألف حالة اعتقال منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000 وحتى لحظة صدور التقرير من بينهم أكثر من 11 ألف طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، ونحو 1300 امرأة فلسطينية وأكثر من 65 نائبا ووزيرا سابقا، بالإضافة إلى إصدار نحو 25 ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق.
وذكر التقرير أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغ لهذا العام 7000 أسير، من بينهم 70 أسيرة وأكثر من 400 طفل.
إن الوفاء للأسرى، لا يكون بالتذكير بقضيتهم في يوم الأسير فقط، وفي سياق موسمي،إنما يكون بما يلي:
أولاً : بدعم الانتفاضة الراهنة " الانتفاضة الثالثة " من قبل فصائل المقاومة ، والتصدي لمحاولات السلطة الفلسطينية إجهاضها في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني.
ثانياً: بالاستمرار في النضال، من أجل القضية التي أسروا وتحملوا ولا يزالوا يتحملون، عذابات الأسر من أجلها وبنبذ خيار المفاوضات مع العدو الصهيوني، لان التوقف عن النضال والاستمرار في دهاليز التسوية، والمفاوضات التي أثبتت الحياة عدم جدواها، يدخل الإحباط واليأس إلى نفوسهم.
ثالثاً : بالعمل على تحرير الأسرى، من خلال الفعل المقاوم عبر أسر جنود صهاينة، لتجري مبادلتهم بآلأف الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، كما حصل في عمليات التبادل التي أجرتها فصائل المقاومة الفلسطينية عام 1968، 1985 ، وفي عمليات التبادل التي أجراها حزب الله في الأعوام 1998، 2004، 2008 بعد أسر العديد من جنود الاحتلال.

رابعاً : عبر التاكيد على خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية المستندة الى العمق العربي، والملتزمة بالثوابت الفلسطينية وفق الميثاق القومي الفلسطيني، وبالآليات التي حددها ممثلة بالمقاومة بكافة أشكالها، وعلى رأسها الكفاح المسلح في إطار إستراتيجية حرب التحرير الشعبية.
خامساً :أن تضع فصائل المقاومة، قضية الأسرى على جدول أعمالها اليومي، للبحث في السبل والآليات الكفيلة بتحرير الأسرى،ومن ضمنها مطالبة كافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وهيئة الصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياتها، في كشف الممارسات البشعة التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين، والعمل على فرض معايير حقوق الإنسان، الى حين إطلاق سراحهم وكذلك الضغط على حكومة العدو الصهيوني، للإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
ان استمرار الكيان الصهيوني، في اعتقال الأسرى الفلسطينيين والعرب، وبوصفه كقوة احتلال ينتهك القوانين والمعاهدات وخاصة البنود 76،77،78،94 من معاهدة جنيف الرابعة وكافة نصوص اتفاقية جنيف الثالثة، والبند 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والبند 36 من ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل الخاصة بأسرى الحرب، يرتب على المجتمع الدولي، العمل على تحرير جميع الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية.
خامساً: فضح المعايير المزدوجة، لدول الغرب الرأسمالي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها من اجل جندي صهيوني واحد، جرى أسره في ميدان المعركة ألأ وهو جلعاد شاليط، في حين تتجاهل وجود أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني وعربي، في سجون الاحتلال محكوم على العديد منهم بعدة مؤبدات.
وأخيراً نقول لكم: يا من تقفون بكل شموخ في المتراس الأمامي، دفاعاً عن الأمة العربية وقضيتها المركزية، يا من لم تفقدوا البوصلة رغم عتمة السجن وقسوة السجان، يا من لم تفقدوا الإيمان بعدالة قضيتكم.. قضية تحرير الوطن من الماء إلى الماء وقضية تحرير الإنسان، نقول لكم : ستظلون في ضمائر أبناء الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي تعمل على اشتقاق مختلف الأساليب لتحريركم من معتقلات الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان