الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كليات التربية ومهام الحماية (Anti-virus)

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2017 / 4 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


عُقدت ورشة عمل بعنوان تحديث وتطوير كليات التربية في الجامعات الليبية، يوم الاثنين، الموافق 6/4/2017، حيث كانت الورشة بإشراف وتنفيذ الجمعية الليبية للجودة والتميز في التعليم، التي أتشرف برئاستها، إضافة إلى الجمعية الليبية للمناهج وإستراتيجيات التدريس، التي يرأسها الزميل الدكتور عبدالعظيم عبدالخالق، كما شاركتنا أيضًا في عملية الإشراف اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، برئاسة الدكتور محمد حبيل، حيث كان المستهدف من فعاليات الورشة عدداً من كليات التربية في جامعات الليبية، وهي جامعة طرابلس، وجامعة المرقب، والجامعة الأسمرية، وجامعة سرت، وجامعة مصراتة، وجامعة بن وليد، كما شارك في أعمال الورشة عدد من المهتمين والخبراء في مجال التربية وجودة التعليم، إضافة إلى بعض المسؤولين في وزارة التعليم، حيث قمنا بإطلاق مشروع تحديث وتطوير كليات التربية في الجامعات الليبية، الذي قامت بإعداده الجمعية الليبية للجودة والتميز في التعليم، وأعطيت لي مساحة واسعة لشرح المشروع للمستهدفين، فكان بداية الحديث مع قصة قد يعرفها بعض الليبيين، خاصة سكان المناطق التي تجرى فيها العيون المائية الطبيعية، حيث كانت تتصاعد معدلات انتشار الحمى في هذه المناطق نتيجة للإصابة بحشرة البعوضة، وكان من نتائج تلك الإصابات انتشار أمراض، مثل: ألم خلف العيون، وآلام العضلات والمفاصل، والغثيان، والقيء، وانتفاخ الغدد، والطفح ..إلخ، والتي كان بعضها قد يؤدي إلى الموت ، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية 1949م قامت ما يعرف بالنقطة الرابعة، وهو برنامج مساعدات تقني أمريكي مخصص للدول النامية، بدراسة وتشخيص أوضاع تلك المناطق، ووضعت لها وصفة علاجية " روشته"، استطاعت القضاء على أسباب الأمراض المنتشرة في تلك المناطق، وذلك بالقضاء على حشرة البعوضة المسببة لكل الأمراض، فانتهت كل الأمراض المرتبطة بها، كانت هذه مقدمة قمت باستعراضها أمام المستهدفين، وذلك لتأكيد أهمية تشخيص ومعالجة أوضاع كليات التربية؛ بهدف إصلاح منظومة التعليم في ليبيا، فبدلاً من التركيز على معالجة نتائج ضعف منظومة التعليم، لا بد أن يتم التوجه والتركيز على دراسة وتشخيص ومعالجة الأسباب الحقيقة لذلك الخلل والضعف، فتكرار الأسباب يؤدي حتمًا إلى النتائج نفسها، فضعف التكوين المهني لبعض المعلمين، وازدياد الاعتماد على أسلوب الحفظ والتلقين، وقيام بعض المعلمين بتدريس مواد غير متمكنين منها، وعدم تحديث وتطوير المناهج والمقررات الدراسية، وعدم الالتزام بمعايير التقييم الخاصة بالطلبة...إلخ، كل ذلك مرده إلى ضعف كليات التربية، فهذه الكليات هي التي تقوم بإمداد مراحل التعليم الأساسي والثانوي بالمعلمين، كما أنها تقوم أيضًا بمهام التنمية المهنية للمعلمين في مراحل التعليم كافة، فكليات التربية هي أشبه بمصنع يقوم على تخريج المعلمين، لذا وجب الارتقاء بجودة مخرجاتها، فالتعليم عبارة عن صناعة، نجاحها وفشلها مرتبطان بالقائمين بها، وحيث إن المعلمين هم سند وركيزة هذه الصناعة، لذا لابد من أن تتوفر فيهم الكفايات والشروط، والأخلاقيات ذات علاقة بالمهنة، وبالتالي لابد من الاهتمام بهذه المؤسسات التعليمية التي يناط بها ليس فقط تسيير هذه الصناعة، إنما أيضًا تحديثها وتطويرها، من خلال السعي نحو تخريج معلمين ذوي كفايات، قادرين على التعاطي بشكل جدي مع مستجدات الواقع، فكليات التربية من المفترض أن تقوم بدور الحماية (Anti-virus) اتجاه أي خلل أو ضعف قد يحدث في منظومة التعليم، فهي التي ستقود عمليات الإصلاح والتحسين لمراحل التعليم كافة، إذن من المهم جداً أن تُدرس أسباب انحدار وضعف كليات التربية في الجامعات الليبية؛ ليتم تجاوزها، وبغير ذلك لن يصلح حال التعليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة