الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خان شيخون

عدنان الأسمر

2017 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


*
يتكرر دائما سيناريو المراكز الاستعمارية لايجاد الذرائع لتضليل الرأي العام وخلق مبررات لسلوكهم العدواني المتوحش المعادي للانسانية ،فالسيناريو نفسه استخدم في العراق وفي العديد من الدول التي اعتدت عليها الادارة الامريكية بدون موافقة الشرعية الدولية، الا ان المؤسف والمحزن هو تمكن وسائل الاعلام من اعادة صياغة الوعي الجمعي وخلق قابلية واستعداد لدى البعض لتصديق الاكاذيب والاباطيل التي تساق لتبرير العدوان، وكان اخرها استخدام الغاز ضد اطفال عزل في منطقة خان شيخون، علما ان هذه المنطقة ليست عسكرية او معادية للنظام السوري، كما انها ليست عصية على الجيش العربي السوري.وبالتالي لا توجد اية مبررات لاستخدام الغاز او الماء ضد اؤلائك الاطفال الابرياء العزل.
ولكن مثل هذه الافعال ترتكب من قبل القوى المعادية لتبرير العدوان واظهار فظاعة الجريمة وبشاعتها لايجاد حالة من التقبل لشراسة العدوان وقسوته، وهذا سلوك اعتاد عليه المراقبون والاعلاميون ، فالقوة المعادية تسعى دائما لهدم نفسية المواطن وخلق حالة من الاحباط واليأس لديه، وايجاد الظروف التي تساعد على الاقتتال الداخلي وتدمير الاوطان وارتكاب المذابح ضد ابناء الشعب والوطن الواحد، واستخدمت الادارة الامريكية جملة من التقنيات للتأثير على وعي الناس وتشويه القيم والضوابط الانسانية والاخلاقية والدينية لديهم ومنها استخدام الرسائل المشفرة، والرسائل المعكوسة، وتقنية النانو، ورش غاز الكيميترال، والمخدرات الالكترونية، والجن الفضائي، وشرائح التحكم عن بعد، والمجال المغناطيسي والامواج الكهربائية القصيرة وصناعة الفيروسات وتصدير الامراض وخلق ظروف المجاعة واستخدام اساليب غاية في الاجرام ضد الافراد مثل الانتهاكات الجنسية والتعذيب الشديد وتعريضهم للكلاب المسعورة وصعقات كهربائية بهدف تخريب ارادتهم وهدم نفسيتهم وتفكيك عناصر البناء الانساني الداخلي وتحويلهم الى وحوش مستعدون لارتكاب افظع المجازر، بما فيها الاغتصاب الجماعي وتشويه الجثث والقتل باشكال مقززة، وقد شكلت وزارة الدفاع الامريكية فرقة لهذه الغاية تسمى الفئران القارضة.
وتتعاون مع شركات "بلاك وتر" حيث تشكل عصابات الارهاب باسماء ذات دلالة دينية او وطنية وتكلفها باقذر المهام وفق استراتيجية الفئران القارضة، بهدف اختراق الحدود وتهريب السلاح والمخدرات وترويجها وتدمير ونهب المقدرات الثقافية والمعرفية والاثرية وتدمير البنية النفسية والاجتماعية والاقتصادية لابناء الوطن الواحد.
والهدف الاساس والكبير هو توفير شروط تاريخية مكانية وزمانية وموضوعية لبقاء الكيان الصهيوني وتفوقه على قاعدة السلوك النقيض والمتمثل في الوصول بالدولة القطرية العربية، وخاصة الدول العربية المركزية العراق مصر وسوريا، الى اضعف حالة ممكنة، وادامة الاقتتال والصراع الداخلي والتفكيك والتجزئة الى ان ينفخ في السور، فالصهاينة يفرحون كثيرا كلما تزايدت اعداد القتلى والمشوهين وعم الخراب والدمار وتعمقت الازمات الاجتماعية والاقتصادية، فالكيان الصهيوني يحاول دائما زيادة نسب تراجع النمو الاقتصادي وتخريب الزراعة والصناعة ونشر الفقر والجهل والجوع لدى الدول العربية وخاصة ذات الدور الجيوستراتيجي الحاسم.
ولا بد من ان يسأل كل واحد منا نفسه اي دولة في الكون تسمح بتجاوز حدودها، او الاخلال بالنظام العام، او الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، او استخدام السلاح في وجه الدولة او ضد فئة من مواطنيها او مخالفة الدولة في المواقف السياسية والبرنامجية؟!
وهل هناك دول تسمح بالتظاهر والعنف وحمل السلاح ومخالفة القانون وترويج المخدرات وتشكيل العصابات المسلحة؟!
ثم ما هو موقف رقيب السير اذا طلب من السائق التوقف ولم يستجب له، فهل يقول له:سامحك الله مع السلامة ام يطلق النار عليه؟!
ثم وهل مسموح ان تجري كل الانتهاكات والتجاوزات في العديد من الدول العربية المستهدفة ، العراق سوريا ليبيا اليمن ومصر. في حين ان من يرتكب تلك التجاوزات حتى لو كان رأي فقهي محدود يقطع بالسيف عنقه.؟
هذه الاسئلة يجب ان تكون ادوات للتفكير لكي تتوقف عملية الاصطفاف الخاطئ، والمواقف الداعمة للعدوان، فلمصلحة من يقف البعض مع امريكا والصهاينة ويطالبهم باسقاط وتدمير النظام في الدول العربية ؟؟
فهل يعلم البعض ان قناة الجزيرة اسست استديوهات كبيرة تشبه بعض المناطق الجغرافية في ليبيا وسوريا ومصر وجلبت المرتزقة، حيث نفذت مشاهد تمثيلية لاثارة القلاقل الداخلية وتشجيع الناس على التمرد والتأثير على وعيهم باعتبار ان مشهد التمرد متفوق ويتصف بالبطولة وقادر على التصدي للمؤسسة السياسية والعسكرية، وبالتالي على الاخرين الالتحاق بحالة التمرد؟!
هل يعرف البعض ان كثير من مشاهد العنف ضد مؤسسات الدولة ليست حقيقية بل مدبلجة ومأخوذة من مشاهد عنف وصدام في دول اخرى؟! ولكن الهدف هو بيان ان هناك انشطة معارضة تتسم بالكثافة والزخم والقوة
ولماذا ننسى الافتراءات على العراق بانه يملك اسلحة الدمار الشامل؟ وبعد انتهاء العدوان اعترف مرتكبوه بان العراق لا يملك هذه الاسلحة، وانما الرئيس الامريكي الذي زاره الرب في البيت الابيض قد أمره بتدمير العراق، وبالتالي لماذا لا تعتبر افتراءات غاز خان شيخون هي نفسها مثل الافتراء على العراق وانما من قام بهذا العمل الاجرامي هم عصابات التكفير المجرمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو