الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضراب الاسرى: الحقيقه كل الحقيقه للناس

عطا مناع

2017 / 4 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اضراب الاسرى: الحقيقه كل الحقيقه للناس

بقلم : عطا مناع

كأنها الروح تبعث في الاجساد الميتة، انه الاشتياق رغم الوجع الذي سيسطو على ستة الالاف وخمسماية ايقونة لا زالت تمشي في درب الآلام متسلحة بأكاليل الشوك في زمن مشى فيه المهزومون على اجساد من تخندقوا في خطوط المواجهة.

اسرانا في سجون الاحتلال قرروا أن يقرعوا جدران الخزان، كلماتهم لن تكون صدى، وفعلهم سيثمر كرامة طالما افتقدناها، صدقوني سينتصروا على ضعفنا وحياديتنا، سيهزموا فينا نحن الفلسطينيين والعرب واقصد الشعوب اللامبالاة التي استوطنت عقولنا قبل اجسادنا.

هناك حيث العدم ينبثق الامل، ومن هناك تنطلق الصرخة التي تعيد العقول لرشدها والأمور لنصابها، انها صرخة ستضرب بكافة الاتجاهات، صرخة ستزلزل الارض تحت اقدام تجار الردح السياسي والوطني الذين ادموا عقولنا وأجسادنا بأبجديات لا تمت للوجع المتجذر فينا كفلسطينيين وعرب.

امام هذه الخطوة المقدسة لا بد لنا وهذا واجبنا كشعب ونخب إلا ان نرفع شعار الحقيقة كل الحقيقة للناس، الحقيقة التي تقول اننا اشحنا بوجوهنا عن اسرانا وانشغلنا في اسقاطات الانقسام الذي تحول مع مرور الوقت لمشروع اقتصادي هزيل عمل على تجويع شعبنا والنيل من كرامة الذين تقدموا الصفوف وعلى رأسهم اسرانا.

منذ عقود نجاهر بان فلسطين هي البوصلة، واليوم الاسرى هم بوصلة فلسطين وكل العواصم، ولا ابالغ اذا قلت لكم ان اسرانا وبجوعهم سيعيدون للعواصم العربية مجدها، سنرى قريبا عشرات ومئات الآلاف من جماهير امتنا العربية تصدح وبصوت واحد لفلسطين وأحرارها في سجون الاحتلال، سنرى وبوضوح صوت اسرى فلسطين يعلو فوق صوت الفاشية التي تعبث بمقادير امتنا بدمشق وعدن وبغداد.

علينا ان لا نخاف المجهول، فالمجهول هو الذي سيمنحنا ما نتطلع اليه، فالواقع الذي نعيشه كفلسطينيين وعرب هو الكابوس الذي يجب ان نفيق منه، والوصفة السحرية هي فلسطين واسرى فلسطين الذين حملوا الهم الفلسطيني والوجع الفلسطيني في ظل ثقافة السباب والشتم التي ارساها الانقسام بأوساطنا.

لا تتوجسوا من جماهيرنا العربية، فهم دائماً معنا عندما نكون مع انفسنا ومع قضايانا الجليلة، ولذلك ليكن اضراب الاسرى الذين اتخذوا هذه الخطوة التي تحمل مضامين متعددة وأهداف تتعلق بهم وبنا، فقد كانوا يراقبوا وعن كثب تردي اوضاعنا، وهم يعلمون انهم صمام اماننا ولذلك نهضوا من اجل كرامتنا نحن الذين ارتضينا ان نكون عبيداً للمرحلة ما يفرض الاستحقاق الكبير على شعبنا.

الاستحقاق يتمثل بأن نرمي خلف ظهورنا كل الخلافات والتناقضات، فلنحاصر الطبقة السياسية المتناحرة على اللاشيء سوى الفتات، ولنتسلح بالإيمان والثقة بحتمية انتصار اخوتنا ورفاقنا في باستيلات الاحتلال، ولنرفع الاحذية في وجه من يحاول النيل من اضراب اسرانا لأنهم عمود خيمتنا والثابت الذي يعيد الاعتبار لثوابتنا المنتهكة.

هي ملحمة لا بد ان تتكل بالانتصار، ننتصر بهم وينتصرون بنا، انتبهوا فالمعركة طويلة وموجعة لكن العبرة بالنهايات التي تضع القطار على السكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024