الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوريا الشمالية أمام خيارات التصعيد ام التهدئة؟

جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)

2017 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



بعد ان قضى دونالد ترامب، بقصفه بالصواريخ لقاعدة الشعيرات في سوريا، على ما شبهات لاحقته في امريكا من بسبب "اعجابه" بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن وانقياده للخضوع "للتهديد" الروسي بحسب الدوائر الاعلامية الامريكية القريبة من الديمقراطيين. وللحصول على صفة القائد العالمي الحاسم، اقدمت الولايات المتحدة الامريكية على استخدام اقوى قنابلها غير النووية والمسماة (بأم القنابل) في ضرب كهوف كانت قد بنتها بنفسها للمجاهدين من اجل تحرير افغانستان من الاحتلال السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي، بحجة استخدام داعش لهذه الكهوف في توسيع نشاطه الارهابي.
هذا المنعطف الخطير في السياسة الامريكية هو رسالة تهديد لقيادة كوريا الشمالية، التي تعترض الولايات المتحدة الامريكية على برنامجها النووي وسعيها الدؤوب للحصول على صفة دولة نووية، مع ان كوريا الشمالية ما زالت تحتاج لعدة سنوات من اجل تصنيع صواريخ نووية. علما بأن مدى الصواريخ الكورية الشمالية مازال لا يتجاوز الالفين من الكيلومترات ولا تشكل تهديدا سوى لليابان والقاعدة الامريكية في اوكيناوا. أما التهديد بالوصول الى اراضي الولايات المتحدة الامريكية فهو تهديد غير واقعي في المرحلة الحالية ويحتاج، لكي يكون واقعيا وجادا، الى تطوير للمنظومة الصاروخية الكورية الشمالية يستغرق اكثر من عشر سنوات.
وتجدر الاشارة هنا الى ان الصواريخ الكورية الشمالية تستخدم الوقود السائل الذي يعبأ لها قبل بضع ساعات من اطلاقها وهذا ما يجعلها صيدا سهلا للصواريخ الامريكية عند الضربة الاستباقية. هذا اذا ما اخذنا التهديدات الامريكية بمحمل الجد، خاصة وان الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان قد اطلق تصريحات نارية متوعدة ومهددة يصعب تجاهلها.
وفي جميع الاحوال فان التصرفات والتصريحات الهوجاء الكورية الشمالية وفرت للادارة الامريكية مسوغا قانونيا وموضوعيا لنشر منظومة صواريخها المضادة في المنطقة، والتي من شأنها التصدي ايضا لشبكة الصواريخ الصينية العابرة للقارات والتي يمكنها واقعيا الوصول الى الاراضي الامريكية. وهذا ما يفسر تصرفات القيادة الصينية في استنفارها لقواتها واستعراضها لقدراتها العسكرية في المناطق الحدودية القريبة من شبه الجزيرة الكورية واليابان.
المواجهة العسكرية في المنطقة ليست من مصلحة الصين او الولايات المتحدة الامريكية، الا ان الولايات المتحدة الامريكية راغبة في اجراء يردع طموحات كوريا الشمالية النووية. وقد دعا وزير الخارجية الصيني (فان اي) الى عدم استخدام القوة لحل النزاع القائم في شبه الجزيرة الكورية واكد عل ان بكين لا تسمح باندلاع حروب وفوضى على حدودها.
وعلى العموم فان التصعيد هو سيد الموقف الان، خاصة بعد ان دفعت الولايات المتحدة الامريكية الى الحدود الكورية الشمالية باسطول حربي من حاملات الطائرات المجهزة بصواريخ نووية موجهة. وفي قاعدة اوكيناوا قامت امريكا بنشر منظومة صواريخ مضادة للجو اضافة الى منظومة صواريخ البتريوت الدفاعية التي نشرتها على الاراضي اليابانية لحمايتها من اي هجمة صاروخية تقوم بها كوريا الشمالية.
وفي المقابل صعدت بهينيان من مواجهتها للتهديدات الامريكية ولم تتوقف عن اجراء تجاربها الصاروخية في ظروف التهديد الحالية، كما صرح نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي بان كوريا الشمالية "لن تبقى مكتوفة الايدي" اذا ما تعرضت لهجوم صاروخي امريكي، وهذا يعني انها سترد دون ابطاء على اي هجوم صاروخي على اراضيها.
واخيرا فان الخيارات الكورية الشمالية محدودة، ولا يبدو انها ستتخلى عنها مهما كان التصعيد الامريكي، فالعالم يذكر جيدا ان خضوع صدام حسين للاملاءات الامريكية وقبوله بالتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل لم يؤدي سوى الى اضعاف قدراته القتالية ولم ينقذه بالتالي من مصير محتوم كان الامريكان قد رسموه له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا