الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان على (فوهة بركان)القوانين الإنتخابية...والطموحات القاتلة

خورشيد الحسين

2017 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لا يغيب عن ذهن أحد أن القوانين المتطاحنة والمتناطحة بقرون شيطانية ليست بريئة البتة من تقديرات واضعيها ووعيهم بتردداتها ونتائجها المستقبلية، سواء أخذت طريقها للتنفيذ أم أنها بقيت في ساحة الصراع بين الأخذ والدرس ووضع الملاحظات والرد.
فالجميع مكشوف على الجميع ،وكل طرف يدخل من نقطة ضعف الآخر ليمسك بعنقه ضغطا ،كي يمرر أهدافه،وبسبب تشابك المصالح والأهداف وتعقيد العلاقات وأبعادها الوطنية والأقليمية والدولية تجد الكل ضاغطا في مكان ما ومضغوطا في مكان آخر،وما يشي بانعدام الفرص للخروج من هذه الحلقة المفرغة أن الجميع يرى أنه يملك في نفسه الأوراق الأكثر قوة لفرض أجندته على الآخرين غير آبهين بضيق الوقت وما قد يترتب على ذلك من انفجار أزمة تشكل الفتيل المفجر لصراعات سوف تخرج من تحت الرماد لتحرق الجميع بنارها وتصبح المقولة الأكثر مصداقية(إشتدي أزمة ....تنفجري) !!
هذا اللبنان الذي قام هيكله وبنيت أسسه على قواعد طائفية ومذهبية منذ قرنين إلا قليلا من الزمن، لم يتغير ، ولم يتقدم خطوة واحدة جوهرية ،فكل الحروب الأهلية والصراعات الطائفية وثوابت الخلافات ما زالت صامدة في جوهر العلاقات بين مكوناته،وأضيف إليها المزيد بعد أن (كبُر)لبنان فتوسع العقد الطائفي_الإجتماعي بإضافة المزيد من إشكالات تركيبة نظامه وبنيته المختلة وتطورها القانوني مما أدى الى مزيد من تعميق أزماته التاريخية ولم تنفع معه كل علاجات التجميل الخارجية ،ففي داخله ما زال يعشش نظام القائمقاميتين ونظام المتصرفية والميثاق (الطائفي) المسمى زورا وبهتانا باليمثاق الوطني وصولا حتى الطائف الذي أرسى قواعد ما سبق وجذرها وتكفل رعيان الطوائف بدفن كل الإيجابيات التي تضمنها وزرعوا فوق ضريحها راياتهم لتظلل مصالحهم الشخصية وطموحاتهم الخاصة .
الوقت يضيق ،ومهلة الشهر تنقضي بسرعة البرق ،وما زال القيمون على رقاب العباد ومستقبل البلاد يخوضون جدلا بيزنطيا حول أي القوانين تجسد (حرية المواطن) زورا وبهتانا،فما يريده الرعاة لا علاقة له بالرعية ولا بتطوير الدولة وقوانينها ولا بخروج لبنان من تاريخ الوطن _المزرعة الى حاضر ومستقبل الى الوطن _الدولة ،فكل طرف من رعيان المرحلة يسعى لقانون يؤمن له ثلاثة نقاظ:
1_تأكيد هيمنته على أبناء مذهبه ومسح المنافسين من خريطة الوجود السياسي ليصبح الممثل الشرعي والوحيد للكرسي المخصص لقبيلته.
2_تأمين أكبر عدد ممكن من النواب لزوم تأكيد سلطته وتوسيع شراكته في نهب الدولة ومواردها.
3_ترسيخ أحادية تمثيله ومصادرة قرار (قبيلته)ليكون الأقوى بامتداداته الإقليمية والدولية ليستفيد من الإحتضان والدعم الخارجي ...
ربما هي الأهداف الظاهرة ،أما ما خفي أدهى وأمر،فطموحات بعض المكونات تجاوزت هذه النقاط لترسم خارطة طريق أبعد هدفا بما لا يحتمله لبنان من أي شكل تقسيمي وفي ظل أي صيغة كانت!!! لا تكهنات ولا قراءة فناجين ولا ضربا في الرمل ،هي الحقيقة التي تحكي عن ذاتها ونكاد نلمسها في التصريحات وفي تمييع الوقت للضغط وكسب الرهان ....فهل يحتمل الواقع اللبناني المترنح أصلا رهانات رعناء تضعه على فوهة قوانين تفجيرية .....وطموحات شخصية بلا أفق؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست