الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يضيء صفير الشاعر ليل العالم... مقداد مسعود في( بصفيري أضيء الظلمة وأستدل على فراشتي

مقداد مسعود

2017 / 4 / 19
الادب والفن


حميد حسن جعفر
عندما يضيء صفيرُ الشاعر ليلَ الشعر ..
مقداد مسعود ..في (بصفيري أضيء الظلمة وأستدل على فراشتي )
1
ليس من السهل أن يدمن القارئ ، بل وحتى الشاعر الاختلاف فكثيراً ما يكون الاختلاف قلقاً واللااختلاف راحة بال . ولأن القراءة من المفروض أن تكون منتجة للتغيير فمن الواجب أن يكون المنتج للعملية الإبداعية – وأعني به صاحب الكتابة من الواجب أن يكون منتجاً للمختلف. وإذا ما تساوى المختلف وسواه لدى القارئ والكاتب فلا بد من وجود حالة خلل / عطب لدى أي من الطرفين ولا ذنب للمنتوج فيما يحدث من حالة ارتباك في العملية الإبداعية هذا القول دفعني إلى الإعلان عنه هو (صفير – مقداد مسعود – الذي أضاء ظلمة الليل – ليل الشعر تحديداً – عندما راح يعمل على تغيير مسارات وظائف الأشياء ليتحول الصوت إلى إضاءة .
1- أمضي إلى مبتغاي
لا يضيء طريقي
سوى صوت ناي )) ص27
2- في الخريف يضيئني صوت فيروز ص29
3- لا يضيء طريقي سوى صوت الناي ص37
4- شكراً للناي وهو يرسم العندليب الصغير
شكراً للكمان مرتين وهو يطرد عن الناي الوحشة ص107
5- (( شكراً للناي وللكمان للمرة الثالثة
وهما يدربان الوحشة على الطيران )) ص108
6- ((تفتش القضبان بحثاً عن اليوسفيين / أولادها )) ص30
7- (( الخريف مضيء
يُزيح أمزجة الأنظمة
ونباح السطوح )) ص30
8- الخريف يرشحني في انتخاباته القادمة ص32
هذا الفصل الجميل / هذه الأفعال الجميلة لا بد لأي منهما من أن يذكر القارئ بالشاعر الأعمى : بشار بن برد الذي كان يرى بكل مفاصل جسده عامة وبإذنيه خاصة لا بعينيه كما يعاين جميع خلق الله .
ومن هنا تبدأ المغايرة والاختلاف وذلك عندما يتخلى الكائن عن وظائف اعتادها .. أي أنها دخلت فضاء الميكانيك وليمسك بأخرى سواها / مختلفة .
هكذا يعمل – مقداد مسعود – على صناعة الشعرية من خلال اللاشعرية حيث المألوف واليومي والمهمل ، والمتعارف عليه حيث يعمل الشاعر على تغيير المواقع والمفروزات .
وهذا ما يذكر المتابع بالشعر السبعيني – بقسم منه وبالقصيدة اليومية التي حاول وعَملَ الكثيرون على الإمساك بها ووضعها على الورق ، من خلال وضع اليد على خصوصية الفعل والكشف عن غواطسه وما يخفي من قدرات ومن منجز من الممكن أن يحقق وجوداً مختلفاً .
- مقداد مسعود وضمن – بصفيري أضي ... يطرق على الحديد بعد منحه حالة تسخين وضمن وسيلة تبدو مختلفة محاولاً إخراج الحياة المتغيرة الراكدة في قاع القمقم – والتي ستظهر على السطح مغادرة أعماق المعدن لتمنح الطرق صوراً وأشكالاً كانت مختبئة داخل المادة الخام / اللغة بعد أن يتم إبعادها عن القاموسية وتقشير الغلاف الخارجي الجامد / الميت وصولاً إلى الكوامن.
2
إن محنة الاكتشاف / محنة القراءة التي يضطر المستقبل للنص إلى ممارستها ستكون على رأس الإشكاليات التي سواجهها القارئ . إن قصائد مثل :
1- الضباب ومشتقاته ص33
2- نزهة الغياب ص37
3- ما تبقى من الحكايات ص47
4- مهيار ص69
5- الكمان – سيرة جانبية ص75
6- على ورق الحكمة ص95
7- بصفيري أضيء الظلمة واستدل على فراستي ص100
إن قصائد كالتي تحمل العتبات التي يبق ذكرها من الممكن أن تحمل الكثير من الأهمية وذلك لما ينتمي إليها من مفاصل تشكل عالماً من الألفة والتي تنتمي بدورها إلى الحياة / القارئ .
وسط هكذا كتابة سيجد القارئ نفسه وسط – حيص بيص – من أمور القراءة ، سيجد أمامه العديد من النصوص المنضوية تحت سماء المغايرة ،الجميع ينتمي إلى تناول آخر غير الذي سبق . كل نص بإمكانه أن يحمله إلى فضاء المخيال ، إلى فنطازيا . وما أن ينفرط النص / الفناطازيا يعود إلى أولياته حتى يتحول إلى الاعتيادي . وما أن يعيد تشكيل صيرورته حتى يجد نفسه في اللامعقول .
الشاعر – مقداد مسعود – لا يستغني عن المخيال في صناعة النص بل أن جميع النصوص لا يمكنها أن تخرج إلى القارئ إلا من خلال منظور اللامتعارف . إذ أن الشاعر لا يعتمد في عمله على ما توحي به المفردة ، بل يشتغل على عملية التجميع / التركيب – وهي من أهم مفاصل صناعة الشعر منذ ظهور الشاعر – المنتج للاختلاف . فالتحولات هي مجموعة الصفات والملامح التي اختصت بها مجموعة النصوص هذه .
وإذا ما استطاع الشاعر أن يكتشف الليل – علماً أن كلمة – الليل – تتكرر ما يقارب عشرين مرة – هذا العالم المليء بالغموض .
هذا الاكتشاف يتم عبر مقدمة معنونة بـ - ليلة اكتشاف الليل – ص9 وما على القارئ إلا أن يكتشف مفاصل هذا العالم المظلم . المضاء بأسره وتجلياته ، عبر مجموعة من النصوص
عبر الباب الأول المعنون – ميقات الياقوت – ص13 والذي يضم اثني عشر نصاً.
وعبر الباب الثاني والمعنون – ضوء البنفسج ص73 والذي يضم سبعة نصوص . أي أن أمام القارئ مقدمة ، وتسعة عشر نصاً .
المجموعة الشعرية هذه اتخذت من عتبة آخر النصوص عنواناً لها . ليؤكد الشاعر وعبر هكذا اختيار حالة من المرجعية الإبداعية لهكذا نص ألا وهو ((بصفيري أضيء الظلمة واستدل على فراشتي)) ص100 هذا النص يتشكل من خلال عشر وحدات تشكل فيما بينها النص الموّحد والذي يشكل وفي نفس الوقت ((مسك الختام)) كما يقال فإذا ما كان هناك مقدمة فلا بد من وجود خاتمة.
وقد تتشكل هكذا أنشطة إبداعية ضمن عملية قصدية يعمل على صناعتها الشاعر، أولاً تكون هكذا. وسط هكذا عنوان والذي يكلل القصيدة تنمو العديد من التناقضات التي تشكل روح النص .
أول هذه التناقضات ، تحويل الصوت إلى ضوء.
ثاني التناقضات صناعة المصيدة للإيقاع بالفراشة وذلك عبر صناعة اتجاه حركة الفراشة باتجاه الضوء. إذ يتحول الضوء / الدلالة إلى شراك .
إن متابعة العناوين الفرعية لآخر النصوص الخاتمة .
1- ملكية مطلقة ص100 2- عري باذخ ص101
3- الموسيقى تعلم ص102 4- رقصة جبلية ص103
5- بعد نهاية الشهر ص104 6-النفري يدرب زرادشت ص105
7- كاميرا خفية ص106 8- ندم الأصابع ص107
9- لذة وجود ص108 10- مسك الألام ص109
عبر هكذا نصوص يكمل الشاعر عملية الغاء القبض على فراشته ليطلقها في عالم القراءة وليتمكن القارئ من صناعة المدينة التي من الممكن أن تكون على شيء من الفضيلة .

3
الكائن البشري / القارئ تحديداً كثيراً ما يتخلى عن الكثير من الكِسر والشظايا الحياتية . التخلي هذا يتم عن طريق النسيان مرةً والتعود مرة أخرى وعندما يقع هذا الكائن تحت هكذا سلطة ، تتحول الحياة إلى فقاعة/ فراغ أو إلى دمية، إذ تبدأ عملية الالغاء للحواس/ المجسات. ولتحل العزلةُ. عبر الحواس الملغية يدخل الشاعر – مقداد مسعود – إلى فضاء الحياة التي يمارسها الكائن البشري ، ضمن حالة من اللاإرادية التي توجب على من يمارسها التخلي عن ماهية النشور والتكوين والخلق والوجود والدخول في العدم.
دخول الشاعر هذا أحدث – عجيجاً وضجيجاً – ينتميان إلى حالة من الصحو على ما يحدث ، إذ يبدأ الشاعر بخلق حالة من التغريب / تحديث المنسي من الكسر والثلمات التي فقدت الكثير مما تتميز به من الخصائص الحياتية التي من الممكن أن تشكل حالة اهتزاز لا تورث الندم بقدر ما تلغي حالة النعاس الذي يلف بعباءاته مساحات واسعة من حياة الإنسان.
***
كثيراً ما تتحول مفردات الكلام وإشاراته وإيحاءاته / اللغة إلى نسق تابع. وذلك عبر الاستخدام السلبي المفرط ، الذي يدخل في اللامعنى وضمن عملية معنية بوجوب توفر المعنى.
وسط فضاء كهذا تتحول اللغة إلى شيء فائض عن الحاجة مما يدفع بالكائن المنتج وكذلك المستهلك لهكذا فقرات منطوقة إلى البحث عما يلغي الخمول وينتج الحراك وذلك من أجل التخلص من انطفاء الصورة وذهاب نورها وتحولها إلى مجموعة أصوات لا تنتج سوى التشويش وتدمير حاسة السمع والاهمال.
-مقداد مسعود- وضمن هكذا فعل أيقاضي / حالة إنقاذ ، يعمل على خلق حالة مزاوجة / تداخل ما بين المفردات من أجل تخليصها من جمود الصورة وتزويدها بالحياة. ولتتحول هذه الحياة الجامدة / الراكدة إلى حياة متحركة ، قابلة للتوليد. بعد إن كانت تتحرك مكانها، بتأثير حالة العقم. ولتتشكل من ثم القصيدة التي تحمل صفة الحامل. بعد أن تتخلص من الخامل ضمن عملية تخصيب. إذ لا نسق شاطب هنا رغم وجود نسق الاختلاف . هذا الملمح الذي لا يمكن أن ينتج المشابهة / الإشباه.
فكثيراً ما تجر القصيدة من خلفها قصائد تنتجها مجموعة القراء. ورغم انتماء ما ينتجه القارئ ، إلى ما تم إنتاجه على يد الشاعر. إلا أن الاختلاف هو السمة الأساسية التي سوف تشكل العلامة الفارقة للنص الجديد.
سمة الإمساك هذه لا تتم عملية الإمساك بها إلا عبر تخليص اللغة / المفردات من محمية الانتظار/ فضاء آلية الانجماد كما لو كانت حيامن/ نطف مخصبة محتفظ بها ليتم من من بعد ذلك رميها في فضاء الرحم / المصهر.
هذه العملية – الانتاج الجديد للكلام المكتوب – لا بد للقارئ من أن يشبهها بالمثالين / صانعي التماثيل والنُصب ، أولئك الفنانون الذين يعملون على تحويل المادة الواحدة / الخام الجامدة ((القصدير والنحاس)) إلى مواد وأشكال ((تماثيل ونصب)) لا يمكن عدّها أو احصاؤها ، وهذا ما فعله جواد سليم عندما رمى بالنحاس في الفرن الحراري / الرحم، لينتج لنا لافتة الباب الشرقي/ نصب الحرية. ولا بد للقارئ أن يعلم أن لافتة هذا النصب الرائع كانت من أفكار وتصورات المعماري العراقي رفعت الجادرجي .
لغة الشاعر – مقداد مسعود – هنا هي نحاس المثّال جواد سليم – هناك.
4
القارئ الباحث عن قصدية الشاعر في كتابته للنص الشعري ، سوف يجد وبدءاً من وقوع عينيه على عتبة الكتاب/ العنوان سوف يجد أن الشاعر يعمل على ثنائية الصوت / الصورة.
الأذن / العين
هذه الثنائية التي من الممكن أن تتبادلا المواقع والمفروزات من غير أن تتغير الوظائف والمنتجات.
ووفق هكذا اجندات سوف يعثر القارئ على الكثير من المرجعيات / المفردات التي تأخذ بيده إلى حيث من الممكن أن يتحول هذا المفصل المنتج للصوت أو للصورة إلى ثيمة الكتابة أو إلى موضوع النص، حيث يتحرك الشاعر متنقلاً ما بين الداخل والخارج لكلٍ من مكونات القصيدة.
وما بين أن يكون الشاعر هو بطل النص، أو أن يكون الشاعر هو الراوي حيث يجد القارئ أن – مقداد مسعود – لا يمكن أن تسعه / تتحمله المساحة الموجودة داخل النص. أو المساحة الموجودة خارجها. لذلك يحاول أن يستنفذ حرية الحركة / الانتقال من / إلى بعيداً عن معوقات الحدود.
في المقدمة ((ليلة اكتشاف الليل))، الصفحة التاسعة ، هناك اثنا عشرة ترديدة للفظة ((الليل)) فهي – أي المقدمة – تبدأ بـ ((الليل حصاني)) ص9 وتنتهي بـ ((الليل)) ص11.
إلا أن الشاعر لا يدع الليل وشأنه بل نجده يهدي كتاباته إلى ((إلى شمس))ص5 ويفتتح نصوصه باقتباسات عن ((ماركس)) حيث تغيب الشمس، ص7 ولنجد أن أول القصائد هي ((قصائد السادسة والنصف صباحاً)) ص15 هذه الثنائيات التي تطلق لنفسها العنان من أجل الظهور ، ثنائية الليل / الشمس تكاد تشكل ماهية النص.
في ((لا نجمة في شتاء قميصي)) ص24 تتردد مفردة ((أيها الليل)) أربع مرات مع وجود لفظة (0شمس)) – لثلاث مرات ومرة واحدة كلمة ((عتمة)) ومرة واحدة لفظة ((نور)) ومرة واحدة لفظة ((نهاري)) ومرة واحدة للفظة ((ضوء)).
إن وجود القارئ وسط صفير الشاعر / هذا المنتج الصوتي الذي يعتبر أول ما تم إنتاجه من قبل حنجرة الإنسان الأولى، ووجوده كذلك وسط الضوء – هذا الشعاع البهيج – سوف يجد ما يقابله فيما يكتبه مقداد مسعود.
***
في ((الضباب ومشتقاته)) ص33
أو ((نزهة الغياب)) فلم بالأبيض والأسود ص37 .
أو ((ما تبقى من الحكايات)) ص46
تنتشر ثنائيات الليل والنهار.
الأنا / الآخرين
الأنا / الـ - هو –
السابق / اللاحق
البداية / النهاية
القبل / البعد
الأبيض / الأسود
كل هذا من أجل صناعة وضوح قد يتدفق في أي لحظة
((أنهم يعيشون حياتي ، مثلما تعجبهم
بدلاً مني ، ويمشون على أسمي حذرين)) ص88
((من الصعب أن تجدوا فارقاً واحداً
بيني وبينهم ، هم مثلي)) ص19
((لنرقص معاً ، أنا وأنا
كلانا النقطة والدائرة )) ص104
5
في الصفحة (100) سيجد القارئ نفسه وسط صفير الشاعر، الذي غادر وظيفته الصوتية الأولى وليجد نفسه متحولاً إلى ضوء وليكتشف الظلمة .
في هذا النص / الام ، تخلص الشاعر – مقداد مسعود – من مغناطيسية النص / النسق المتبوع ليؤسس لنص آخر ، يمتلك من المواصفات الإبداعية التي من الممكن أن لا يتحول – عبرها – إلى نموذج شاطب
بل يبدو أن هذا النص يشكل مجموعة اختلافات ، ومتغيرات استطاع الشاعر أن يلملمها / يجمعها ، من مجموعة تجارب كتابية ليضمنها لكتابه الشعري. من أجل تبرير / توفير عرض قراءاتي نتمكن – نحن القراء – من محاولة خلق حالة استدلالية ، تمكننا من تفكيك النص بعيداً عن تدميره ، هذا العرض يعتمد على قراءات أخرى لنصوص سابقة . أي أنه يعتمد على مجموعة قصائد قد لا تشكل خطاً مستقيماً / سكة حديد يتمكن عبرها القارئ من الوصول إلى نهاية الخط مغمض العينين حيث تتوفر حالة السلامة الفكرية والجسدية والروحية .
بل على العكس من هذا فإن القصائد العشرة التي تشكل قصائد الهرم الشعري هذا، قد لا توفر للقارئ – أي قارئ كان – حالةً من الاستقبال المجاني.
فهناك الكثير من التجميعات التي تنتمي إلى ما يسمى بالنمنمات أو التطعيم ((الأرابسك)) أو الأشياء الصغيرة التي قد لا يمكن الاستدلال عليها، إلا من خلال اقترابها من الآخر، أو الاتحاد مع غيرها لتشكل مجموعة من البؤر .
أي أن الشاعر هنا قد يتحول إلى صانع إلى خالق هارموني للاحجار الكريمة / الكلمات.
أن المواد الخام – التي كانت متداولة – والتي يعتمدها الشاعر لا يمكنها أن تتشكل بذاتها ، ولا يمكنها صناعة نص شعري ملفت للنظر، ما لم تتدخل أصابع الساحر. هذا الكائن البدائي اللابد في عب الشاعر، في هذه اللحظة تتحول الحنجرة وما تنتج من هديل إلى ما يشبه عصا موسى ، وما تنتج من افاع تسعى.
فهو يعمل على صناعة علامات جديدة لمواد قد تكون مستهلكة محاولاً تقديم تعاريفه لمفاصل الحياة التي نسميها اللغة ومن تلك التعاريف ..
1- الكمان : مصباحي اليدوي ، وعصا عيوني وبوصلتي في الظلام ص77
2- الهديل : سقفنا الثانوي ص78
3- الخريف : نديمي ، الدليل على دارتي النائية ص32
4- الضباب : حكمة تقشرنا لتمسك لب العدم ص33
5- العشار : نخيل ومياه وليال شتوية ص84
6- النخيل : كمان الجنوب ص80
7- البغل : دليل وخارطة العسكري الحرون ص34
8- فاسمي المساء : حصاني الرشيق ص87
9- الضباب : ثعلب يسرق ثياب الحمام ص35
10- البفسح لهاث يدي واغمائتي على تفاحة طاهرة ص91
11- السفائن مزرعة للطفيليات ص96
12 أنتِ : الوردة الوردة الوردة
الوردة مرآتي
الوردة إلى الأشجار وليلى ص103
6
الشاعر في معظم القصائد بصورة عامة. وعند – بصفيري اضيء الظلمة )) يعمل على إزالة الصدأ عن العملة المعدنية للكلمات/ اللغة التي استهلكتها الثرثرات/ اللغو. لتتحول إلى بريق فما فمن غرابة في لغة الشاعر ، بل أن معظمها لم يكن سوى المهمل ، أو المستهلك، أو التي اتعبها الصراخ. أو الذي يقف على حافة النسيان.
بل بان اللغة المتداولة لا يمكنها أن تسترد عافيتها/ قوتها وبهاءها أو أن تسترد قيمتها بين جمهور المشتغلين بسوق الأوراق/ العملات المالية/ أي الكتابة من غير أن يُبعد عنها ما تشبث بحافاتها من أحاسيس مهملة وشعور منطفئ.
اللغة جادة الجميع بإمكانه أن يستعملها / يسلكها . بعيداً عن التنظيم ما يؤدي إلى خلق حالة من الاندثار/ غياب الملامح، غياب الخصوصية ومن ثم فقدانها لميراث الوجود. فقدانها لمسببات خلقها.
***
بين يدي – مقداد مسعود – تتنحى المعاني المتآكلة السابقة للمفردات الكلامية ، لتحتل أماكنها انزياحات أخرى. تصنعها أفعال الشاعر في التزاوجات ، والاضافات عبر عملية إزاحة المهمل ، وتوليد المعاني.
فهو يعمل على إظهار المتواري خلف سواه من الصور والمعاني أي أن هناك حياة كامنة خلف المتداول.
إنه يستحث الغائب، من أجل أن تغادر المفردة تحصيناتها تلك التي حجمت الكثير من فعالياتها.
-مقداد مسعود- لا يعمل على أنسنة الأشياء أو الحاجات أو الجوامد بل يعمل على صناعة وظائف جديدة تمكن الملفوظ من الكلام من أن يتغلب على حالة العطل التي كانت تمارسها مضطرة بسبب التداولات الفجة، التي لا بد لها من أن تترك على جسد الكلمة أو اللغة الكثير من الندوب أو البثور والآثار التي تذهب بماء الحياة/ الشعر وتحولها إلى مجموعة من القشور .
*مفصل من هذه الدراسة منشور في طريق الشعب 19/ 4/ 2017
*مقداد مسعود/ بصفيري أضيء الظلمة وأستدل على فراشتي / دار الينابيع/ دمشق / 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - هل الفنان محمد علاء هيكون دنجوان الدراما المصري


.. كلمة أخيرة - غادة عبد الرازق تكشف سر اختيار الفنان محمد علاء




.. كلمة أخيرة - الفنانة سيمون تكشف عن نصيحة والدها.. وسر عودتها


.. كلمة أخيرة - محدش باركلي لما مضيت مسلسل صيد العقارب.. الفنان




.. كلمة أخيرة - الشر اللي في شخصية سامح في صيد العقارب ليه أسبا