الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح في جدليات - 20 – دجاجاتٌ على عشاء.

نضال الربضي

2017 / 4 / 19
كتابات ساخرة



انتظمت المجموعة ُ بعد دعوة ٍ على عجل، من زعيمها الذي صاح فيهم صباحاً: إليَّ إليّ!

-ماذاهنالك؟
لهثوها و هم يصلون تباعاً

-لا أجد بين يدىَّ القوة الكافية لأرعى مصالحكم
أجاب و الأسى على وجهه قد لاح

-أستطيع لكم أكثر، و أفضل، لكنكم تمنعونني
أضاف و قد تقلصت عضلاتُ وجهه بتأثر ٍ صادق

-كيف، كيف
تعالت أصواتهم و الدهشة تملؤ الُمحيا تلو المحيا

-كلما أردنا أمرا ً لا بدَّ لي أن أجمعكم، و نتباحث، و نصوت، و نقرر، لا تفموني خطأً، رجاءً، أنا أحترم عقولكم، لكنني أسرع، و أنتم تعرفون، لا شكَّ تذكرون فضلي كيف جعلت قريتنا أفضل من كل القرى المجاورة، إرادتي مشحوذه، همتي عالية، لكنني مقيد، لا أستطيع أن أتحرك إلا بكم، و أنتم خير الناس، على راسي من فوق، لكني أتعبكم معي، لا داعي لتتكلفوا المشقات، دعوني أحملها لوحدي، لا يهم، فلأذبل، فلأمت،ليرزخ متني تحت المسؤولية من أجلكم، اسحقوني لا أبالي، أنا فداكم، أطلقوا يدي فقط.


-نحن فدا كندرتك
قال أحدهم

-أنت مُلهمنا و تاج راسنا
سارع إلى التأكيد آخر

-نحن معك، افعل ما تريد
أكد ثالث

-لا لا ليس ما أريد، لكن ما تريدون أنتم، ألستم تريدون الأفضل و الأميز و الأحسن؟ إنني فقط أترجم ما في عقولكم، ما في قلوبكم، أنا أنتم و أنتم أنا، بل لست أنا من بعد لكن أنتم، و ما أصنعه هو مشيئتكم.
قال بحماس و هو يتلوى كأنَّ الكون بأجمعه كانت تنفجرُ طاقتُه من جسده في تلك اللحظات

-لنغير طريقة اتخاذ القرارات، أصنع ما تريدون، و أنتم ترتاحون، دون اجتماعات و لا مشاورات، فنبض قلوبكم يصل إلي، موافقون؟
أردف مُتسائلاً و في صوته نبرة ُ الواثق الآمر المُطمئن.

- أنا معك
- و أنا أيضاً
- لا حاجة للاجتماع
- بلى لا حاجة، نحن نثق بك
- كلنا معك

-يا جماعة يا جماعة مهلاً، يجب ُ أن تمرَّ كل أمورنا بيننا بالتأني و البحث و بعد التدارس من كل زوايا النظر و التباحث فيما يفرضه الفكر و المنطق و المصلحة العامة، و هذا لا يكون سوى باجتماعنا على كلِّ أمر، هذه مسؤوليتنا أمام القرية!
قال عاقلهم.

-ما هذا الهراء
-هل تشكك في زعيمنا العظيم؟!!
-ألا يكفي أنه سيحملُ هذه العبء؟سيُسحق ُ لأجلنا!!!
-أنت خائن لمصلحة القرية،في أحسن الأحوال أحمق لا أكثر
-يجب أن تُطرد من بيننا

تدخل الزعيم:
-لا لا يا جماعة، له وجهة نظر ينبغي أن نحترمها، لكنه مش فاهم، معذور، لا يقدّر أبعاد المشروع، احترموا أخاكم، دعوه يعبر عن رأيه، و الآن لا يجب أن نضيع الوقت أكثر، فلنمضي فيما عزمتم عليه، أنا موافق على ما تريدون، و سأبدأ باتخاذ القرارات من الآن، على البركة، يلا!

بعد يومين كانت أنباء اجتماعهم الديموقراطي و نتائج قرارهم الديموقراطي حديث القرية، و تكفَّلت مجموعة الزعيم بشرح الانسجام العميق بين رؤية الزعيم الديموقراطية و آليات اتخاذ القرار الديموقراطي الديموقراطية و النتائج المُتفقة مع الديموقراطية التي نتجت عن تلك الرؤية الديموقراطية، في قرية ٍ كانت ما زالت تتعافى من مواسم ٍ كثيرة من الجفاف، بسبب قرارات غير ديموقراطية!


-------------------------------------------------------
شرُّ البلية ِ ما يُضحك

و ما زالت شعوبنا تصفِّق لمستعمرها القديم الذي اهتدى إلى الديموقراطية لعله يهديها كما تظن

قال أمير الشعراء

"برز الثعلب ُ يوماً"

و أقول أنا: العتب على من ارتضى أن يكون دجاجة َ عشائه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دللوني ما لكم غيري !!
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 19 - 19:02 )
تحياتي أيها العزيز
شعوبنا يربض على قمة هرمها من يقول دللوني .. وكأن النساء عجزت أن تلد !!
وهذه الشعوب ترضخ له ...لأنها لا تملك الثقة بأنها تستطيع ان تنجب من هم افضل منه بملايين المرات ..
سلامات


2 - سلم عقلك!
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 19 - 19:15 )
ليسلم عقلك يا صديقي الجميل!

صار التركي الذي علق المشانق لأحرارنا و استهلك شبابنا و خيرات مواطننا قي حروبه:المخلص المنشود.

يستمرؤون الذل و ينتشون بالعبودية و يترحمون على استعمار بغيض، فلا كرامة لهم و لا مستقبل، إنما المستقبل للأمم التي تصون أبناءها و تُعلي من قيمة عقولهم و تؤمن في قدراتهم و لا تنتظر من يأتيهم من الخارج ليصنع لهم.

و فوق كل هذا أو قل لأجل هذا البؤس لم يسأل أحدهم نفسه كيف يمكن أن يُستخدم استفتاء كأداة ديموقراطية لتحطيم قيم ديموقراطية؟ لم تسعفهم عقولهم ليروا التناقض.

عافانا العقل مما ابتلاهم به التعصب!

دم بكل الود!

اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا