الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لمنع الحياة

قحطان محمد صالح الهيتي

2017 / 4 / 19
سيرة ذاتية


يتفنن المجرمون بطرق تنفيذ جرائمهم ، ولكن داعش فاق في التنفيذ كل مرتكبي الجرائم على مر العصور . وتختلف الوسائط التي يستخدمونها في ذلك فمنها السيارات والدراجات النارية والدراجات الهوائية وحتى الحيوانات.
-
لن أدخل في طرق وأساليب تنفيذ عصابات داعش لجرائمها مدخلا يُخرجني عما أريد بيانه. فقد مُنعت الدراجات النارية لأنها استخدمت في تنفيذ بعض الجرائم، ولكي لا تتكرر الجريمة صبر الهيتيون واحترموا القرار. وبعد أن ارتكب أحد الأشخاص بدراجة هوائية جريمة القاء قنبلة على إحدى دوريات الجيش صدر القرار بمنع ركوب الدراجات الهوائية.
-
إن من حق الأجهزة الأمنية أن تتخذ القرارات اللازمة لحماية أمن المواطن بشرط ألا تتجاوز على حريته الشخصية. وإن من واجبها حماية أمن المدينة بالطرق المناسبة لذلك من خلال تسخير إمكانياتها الاستخباراتية والقتالية بما يحقق الغاية دون ضرر او ضرار بمصلحة المواطنين ووفق خطط استراتيجية مدروسة .
-
وبعد كل هذا أسأل: أليس بإمكان المشاة القاء قنبلة أو زرع عبوة ؟ فهل ستُصدر السلطات المسؤولة عن حفظ أمن المدينة قرارا بمنع المشي في الطرقات وتمنع الناس من التجوال خوفا من أن يُنفذ أحدهم جريمة ارهابية؟
-
اعتقد ويؤيدني الكثيرون بأن منع الدراجات النارية، و(الستوتات) والدراجات الهوائية ليست هي الحل، بل الحل هو تطهير المدينة من داعش وأذنابه، فضلا عن أن القرار سيحرم بعض الناس وبالأخص الكسبة من الرزق الحلال، كما أنه سيحول دون وصول بعضهم إلى عمله في الوقت المطلوب وبالأخص الطلبة، ومن هذا تنمو بذرة الشقاق بين المواطن من جهة ورجال الأمن والقوات المسلحة من جهة أخرى، وبالتالي عدم التعاون بين الطرفين وإنما التناحر وتنامي نزعة كراهية المواطن لعناصر الجيش والقوات الأمنية، وهذا ما لا نريده ، بل هو ما يسعى اليها العدو.
-
وإذا ما كانت السلطات المختصة خائفة من استغلال هذه الوسائط لتنفيذ الجرائم، لماذا لم تخفْ من سائق السيارة ؛ فتمنع استخدام السيارات؟ أليس بإمكانه تنفيذ جريمة إرهابية بأسلوب أدق وأسرع؟
-
من أجل أن يتحقق الأمن؛ فإن الأمر يستوجب احترام السلطات المختصة العسكرية والأمنية والإدارية للمواطن، وإعلامه بأنها وجدت لحمايته لا لإهانته مثلما جرى قبل يومين حين أطلق أحد الجنود رصاصة فوق سيارة أحد أبناء المدينة وقف مقابل فرن الصمون قرب ساحة الساعة ومعه عائلته ليشتري حاجته . وما جرى اليوم من احتجاز دراجات الطلبة ومحاولة الاعتداء عليهم لأنهم أرادوا الوصول إلى مدارسهم طلبا للعلم لا تنفيذا لجريمة إرهابية.
-
وعلى الأجهزة الإدارية والقضائية والعسكرية والأمنية التصدي بحزم لكل محاولات من يريد شرا بالمدينة وكشف المتورطين بالجرائم والمدافعين عنهم أيا كانت صفتهم الوظيفية والمهنية وعدم الاكتفاء بالحلول الترقيعية، لأننا نريد أن نعيش فلا لمنع الحياة بحجة المحافظة على الأمن وعلينا أن نتعظ مما جرى لنا وان لا نعيش المأساة مرة ثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة