الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتضار المستقبل..

وليد حسين النوفل

2017 / 4 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


دوما ندخل في نفق مظلم من المعميات ... أنظمة متردية..وايديولوجيات بائسة..هي مسرح لميلودراما دموية ليس فيها متفرجون ولا مخرجون.. يحركها القصور الذاتي..وهوس السلطة والمال والشهوة .. اما المواطن فقد خسر صوته و اخرس لسانه .
وفقد الثقة بينه وبين السلطة..و جهاز السلطة مترهل...و الميزانية العامة تغير مسارها من الخزينة إلى جيوب الفاسدين المتنفذين..واصبحت ثروة خاصة لهم..وبالنتيجة اصابها الخواء الدائم... و الجيش تحول إلى شرطة يساهم مع الاجهزة القمعية في قمع معارضي السلطة ..و الشعب امسى مجرد رعية للحاكم .والقضاء اصبح شريعة الراعي .. و الذبح والسلخ والنهب عنوانا لاعمال يومية وعادية وباشراف السلطة...
وفي نفوس الشعب ساد الهلع..... ومورس التعذيب والاعتقال الكيفي والاضطهاد والرشوة والسرقة وافتقاد معايير حقوق الإنسان.
وفقد الكثير من المواطنون قدرتهم على تحكيم العقل...واعتادالشعب عندما يقطع يد لص فقير...يقبل يد لص آخر (امير) ..
اما الاديان فاصبح لكل لدين لسانان في شريعة البعض لسان للعبادة واخر للتوسل ..والانقياد الاعمى وتسليم العقول ومنح تاج القداسة... لاصنام وشخوص اغلبها نتاجا لافكار التدليس والتأجيج لصالح الدولار... او خوفا من سيف الحاكم غليظ القلب وبطانته...فاستغلوا المنابرالطائفية والاعلامية التي تنفخ الدس الطائفي و سلبوا ضمانات وحقوق الطبقة المسلوبة الارادة من الكادحين والمستضعفين. حتى سلطت سياط الاقوياء بلا وجه حق لاغتصاب ارادتهم وهدر حقوقهم المهضومة اصلا..
ان من اولى بذرات الفكر الديكتاتوري ..هي الخطابات الميتافيزيقية الطازجة والرنانة والحماسية التي تبدأ بغسيل عقول الجماهير واستخدام المزيج الديني السياسي ..وهم يتباكون كالخراف وسيصرخون ويهتفون... ككورسا هائلا متناسلا كالخراف.. هكذا تبدأ الديكتاتوريات التي عودتنا ان تمسح البلد ومافيه لتبدا من الصفر .. بتزوير الحقائق وتلويث التاريخ الذي هو اصلا ملوث وتكتب تاريخا جديدا لها بماء الذهب على انها انظمة ملائكية..؟؟
مشكلتنا ليست في الديموقراطية ولا في الشريعة ولا في الخلاف الموهوم بينهما.. بل في العقول الراكد ة التي تصنع الطغاة والاصنام وتؤلههم بلا بصيرة وبعناد طويل...إن الديمومة التي طبعت عقولهم وطباعهم هي العبودية...والانقياد الضريرخلف كل ناعق.. وهنا... المشكل الاكبر .
مشكلتنا في هذا الخوف المريع في عدم الجرأة في طرح الكلام ... فالحاكم يخشى الكلمة.. والمواطن تلجمه الكلمة التي يخشى الحاكم سماعها..ويتخللها العسف والرعب..
لا براءة لأي نظام.. ولا يمكن لأي ضحية أن ينظر إلى هذا العبث إلا على اعتباره إفرازاً واحداً لأنظمة طاغية..متعسفة تساوي واحداً في النهاية هو المال والشهوة والتعسف...
تصحوا الشعوب عندما تصحوا وتثور وتحطم الاغلال ..وتمسك بدفة مستقبلها..وتقيم نظاما وطنياً يكون يحمل رؤية متكاملة... محورها ومرتكزها ضمانات حقيقية لحقوق المواطن ... لا واجباته وحسب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال