الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة المياه في العراق الواقع المرير والامال بالحلول الواقعيه

عبد الكريم حسن سلومي

2017 / 4 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


العراق كان ولم يزل بلد زراعي فقد كانت المياه فيه دوما احد اسباب بناء حضارات العراق العريقه في القدم لذلك وجدنا ان قلتها وشحيحها في الجزيره العربيه هي التي دفعت شعب الجزيره للهجره لبلاد الشام والرافدين ونقلوا معهم طرقهم الاروائيه وطوروها وبنوا بذلك حضارات عريقه على ضفاف الانهار فنجد اليوم اثارهم شاخصه لليوم في العراق والشام كما يمكن ملاحظة اثارهم التي تدل على طرق استخدام واستثمار المياه في المنطقه العربيه وقد وضعت هذه الاقوام القوانين والشرائع التي تعنى بشؤون المياه وادارتها مثل قوانين حمورابي واورنمو قبل 4000سنه.
ان ازدياد الطلب على المياه اليوم وفي اغلب بقاع العالم بفعل ازدياد السكان والتغير المناخي الذي ادى لموجات جفاف قد يؤدي لانتشار الصراعات في كثير من بقاع العالم ومنطقتنا وبلدنا من اكثر البلدان المرشح تعرضهم لمثل هذه المشاكل .
فمن المعلوم للجميع ان اكثر من 70%من موارد العراق المائيه تأتي من خارج العراق وهذا ان دل على شيء يدل على مدى خطورة الوضع المائي لدينا وخاصة بسبب الظروف العالميه الخطيره في المنطقه ولذلك نرى ان الصراعات بسبب المياه قادمه لامحاله مالم يتمكن العاملين في مجال المياه اليوم وفورا من ايجاد الحلول الواقعيه والعلميه ومن الان خوفا من ان يصبح بلدنا بلد الرافدين من مستوردي المياه مستقبلا وقد بدأت بوادر استيراد مياه الشرب المعدنيه.ان صناعة الجوع سياسة استخدمتها الامبرياليه العالميه ولاتزال تستخدمها ضد الدول الناميه .
ان التناقص في كميات المياه في عموم منطقتنا سيؤدي حتما لمزيد من التوترات السياسيه كما ان البيئه وانتاجية الغذاء سوف تتاثر بصوره كبيره ,اننا نقول وللاسف ان السياسه ستحكم وتدمر مستقبل الاجيال القادمه بشأن اغلب الموارد الطبيعيه ومنها الماء وانني ارى لو استخدمنا الحكمه فان المعالجه متوفره وتحتاج قليل من الصبر والجهود والمتابعه الميدانيه الحقيقيه والا فأن وضع المياه اليوم ومستقبلا خطير .
ان من اكبر الاخطاء في العراق واخطرها هو تشتت المسؤليات في قطاع المياه والتي نرى من المهم اليوم اناطة ادارة المياه لوزارة واحده وفي كافة مجالات استخدام المياه زراعي صناعي بلديات واخرى وعند ذلك سوف يتم وضع موازنه مائيه للبلد ان لم تكن ناجحه على الاقل تكون ناجحه بنسبه كبيره
اننا يجب ان لانخفي رؤسنا كالنعامه امام الخطر بل علينا مواجهته بالفعل لابالصراخ والتصريحات الناريه الكاذبه واننا حقيقة اليوم نواجه مشكلة قلة المياه وان لم تظهر واضحة اليوم فانها ستكون عاصفة وخطيره مستقبلا . ان كمية المياه المخصصه لكل فرد سوف تتراجع بنسبه كبيره وهذا يعني اننا نواجه مشكله وخاصة وان اغلب مياهنا تاتي من خارج بلادنا كما ان استخدام المياه كوسيلة للارهاب والابتزاز سيؤدي لطمع دول المنبع اكثر وهذا مابانت ملامحه اليوم هذا مع العلم ان اسرائيل بدات تؤثر كثيرا على دول المنابع في المنطقه للضغط علينا لتمرير سياساتها ولغرض الحصول على المكاسب السياسيه والاقتصاديه.
ان حجم المشكله كبير ولكن عدد وحجم ونوعية الكوادر المسؤله عن ادارة المياه عموما ولكل المجالات للاسف قليل وغير كفوء والبعض منها لايتحمل المسؤليه وغير جدير بموقعه ونحن لانريد ان نقارن بين الماضي والحاضر لكي لانتهم ولكننا نحن عراقيين ونحب وطننا ونتمنى له الخير ولكل شعبه لذلك نقول ان السلوكيات المريضه والسلبيه والقرارات السياسيه والخاطئه ادت في الماضي والحاضر الى ضياع الكثير من الثروه المائيه مع العلم ان كل اصحاب القرارات يعلمون ان العراق يقع في المنطقه الجافه قليلة الامطار ويجب المحافظه على وارداته المائيه وعدم هدرها اما انهارنا فهي ذات عائد مائي متراجع بسبب سياسة دول المنبع وكذلك المياه الجوفيه في تناقص بسبب الاحتباس الحراري والتغير المناخي وقلة الامطار مما ادى ذلك لقلة واردات المياه الجوفيه ومصادر تغذيتها هذا مع الاستنزاف المفرط لهذه المياه رغم قلة مصادر تعويض النقص فيها من جراء السحب المفرط منها اما المصادر الاخرى وهي مياه الصرف الصحي والزراعي فأن العراق لايستخدمها مطلقا بسبب عدم توفر وسائل المعالجه لمثل هذه المياه هذا مع العلم بتخلف الزراعه لدينا واستخدام طرق متخلفه بالري عموما . ان عائدنا الزراعي قليل كواقع حقيقي .كمااننا نشاهد حفر الابار بصوره عشوائيه وهذا سيؤدي حتما لاستنزاف المياه الجوفيه ويشكل هذا خلل كبير في الموارد المائيه وعند ذلك قد لاتتوفر حتى مياه الشرب لبعض المدن المعتمده على الابار ومع علمنا ان اكثر من 4 مليون عراقي خارج العراق اليوم لاسباب عديده وحالة مياه الشرب تعاني من النقص الشديد وعدم الصلاحيه لأغلب المدن فماذا سيحدث لو عاد هؤلاءللوطن فمن المؤكد ان البلد ستكون في حالة فقر مائي كبير في مياه الشرب وماذا سيحدث للعراق لو ازداد عدد سكانه مع شحة موارده الطبيعيه ومنها الماء خاصة مع العلم ان الاستثمار في مجالات الري والزراعه يكاد يكون معدوم ونود التذكير هنا ان العراق كان من مصدري الحبوب في سنوات الخمسينات من القرن العشرين ومع هذا نقول هل من حلول؟ الجواب نعم اذا اخذت المعالجات والطروحات على محمل الجد ولانجعلها حبر على ورق كما وضعت كثير من الحلول في دواليب النسيان ولذلك بعد ان تكلمنا على الواقع نرى ومن وحي الواقع........
يجب اولا ان تتولى وزارة الموارد المائيه السيطره على كل اعمال المياه في الزراعه والصناعه والبلديات وإلا ستبقى اشكالية التطاحن موجوده وتضيع وتتفتت جهود ترشيد الاستهلاك وأكاد اجزم ان ملاين الامتار المكعبه من مياه الشرب تذهب سدى ونراها يوميا في شوارعنا فهل نتفهم الامر.
وكذلك يجب تدريس مواضيع ترشيد الاستهلاك المائي في مراحل الدراسه الابتدائيه مع البيئه وبذلك نرمي حجر في المياه الراكده لتحريكها بعد ان اصبح واقعنا المائي متخلف بقوه ويجب الحد من هدر المياه بتفعيل القوانين الصادره واصدار غيرها وتطبيق القوانين بحق المخالفين وبقوه وعند ذلك فقط سنصل لعدم الهدر او تقليله بنسبه كبيره والا سنبقى ندور بحلقه مفرغه وبنفس المكان كما ان اعادة تخطيط المدن ووضع شبكات المياه وعدم تشتيت التجمعات السكانيه حيث ذلك يؤدي لضياع مبالغ كبيره مع عدم توفير خدمات بصوره جيده لذا يجب تحديث شبكات مياه الشرب حيث نرى ان حجم مياه الشرب الضائعه كبير جدا بسبب قدم الشبكات وعشوائية انجازها في اغلب الاماكن ومن الممكن ان يفتح أي شخص باب منزله ليرى بعينه كم هي مياه الشرب المهدوره في زقاقه ونرى انه يجب التوقف عن انجاز شبكات المياه في الارياف والاكتفاء بتوفير منظومه تصفية وتعقيم المياه ومحاولة تجميع القرى في مدن صغيره والذي يعيش بالريف يرى كم من المياه تهدر في كثير من قرانا وارجوا ان ينظر لهذا المقترح بعين الواقع لاعيون اخرى كما انه يجب وضع محطات لمعالجة المياه الصرف الصحي والزراعي في القرى والنواحي والمدن للاستفاده من المياه لنفس تلك المواقع و يجب معالجة مياه الصرف الزراعي قبل مزجها مع مياه الرافدين لاحتوائها على الاملاح والاسمده والمبيدات التي تؤذي النبات والحيوان والبشر عموما علما ان مياه المبازل السطحيه ومياه غسيل التربه من الممكن الاستفاده منها في كثير من الاعمال الصناعيه والمنزليه وقد استخدمت في هذه الايام مياه ابار مالحه لاغراض منزليه .اننا يجب ان نعترف ان الانتاجيه في اغلب اراضي العراق اليوم لازالت واطئه قياسا لبقية اقطار العالم وبذلك تصبح الزراعه ليست ذا ت قيمه اقتصاديه فيجب التفكير اليوم بأستخدام الهندسه الوراثيه لمضاعفة الانتاج الزراعي ومن اولى مهام الري في العراق نرى انه يجب مراجعة المقنن المائي في عموم الوطن كما يجب التوقف عن زراعة بعض المحاصيل الحقليه ذات الاستهلاك المائي الكبير ولفتره محدوده لاعادة مليء الخزانات المائيه والسيطره على الشحه وكذلك يجب تطوير مشاريع الري القديمه بتبطين قنواتها الترابيه او تحويلها للري الحديث لتقليل الضائعات المائيه وتحقيق الامن الغذائي للبلد حيث للاسف اليوم بلد الرافدين يستورد كل غذائه بعد ان كانت بلادنا من اكبر البلدان في تصدير المحاصيل الحقليه في العهد الملكي ويجب ادخال التقنيات الحديثه لمعالجة المياه المالحه وبطرق كيمياويه وفيزياويه وبا يولجيه وجعلها صالحه لاستخدامات عديده ونؤكد على دور القطاع الخاص وضرورة زجه بالاستثمار بمجال ادارة المياه ولنجربه ونرى كيف سيتعامل مع الماء عند ذلك فقط سنعرف كم نحن جنينا على هذه النعمه بسلوكياتنا الخاطئه البعيده حتى عن تعليمات ديننا الحنيف مع ضرورة استخدام الطرق الحديثه في تطوير الابار المائيه لاستغلال المياه الجوفيه بصوره علميه مع معالجة مياه كثير من الابار المالحه لبعض الابار المتواجده في غرب البلاد ويجب الاعتماد في كل ذلك على الطاقه النظيفه في سحب المياه والري لتحسين البيئه لان البيئه سيكون لها دور كبير في حل كثير من المشاكل كما اننا نرى ولو ان ذلك سيزعل الكثير ان الري بالواسطه عموما سيضمن نسبه عاليه من عدم فقدان وهدر المياه مع استخدام طرق الري الحديثه بكافة انواعها مع التفكير بأستخدام طرق اصطياد بخار الماء من الجو في بعض المناطق وقد تكون ناجحه بتوفر جهود علميه لها كما انه يجب التذكير ان العرب القدماء استخدموا مثل هذه الطرق واخيرا يجب ان نذكر ان الارهاب المائي ضد العرب عموما والمنطقه خاصة سيستمر فهو من صنع السياسه الصهيونيه والامبرياليه العالميه التي مازالت تمارس بكل الطرق لغرض خنق الامه العربيه وبلاد المسلمين وللاسف ستكون ادواتها بتنفيذ هذه السياسات من نفس المنطقه فهل نعي الدرس ام سنبقى نهدر ثرواتنا ويتحكم بها الغير ام الظروف الحاليه تكون لنا صدمه لنصحوا قبل خراب الديار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك