الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعرية التاريخ في -يا شيخ معذرة مهند ضميدي

رائد الحواري

2017 / 4 / 20
الادب والفن


تعرية التاريخ في
"يا شيخ معذرة
مهند ضميدي
أن يكتب الشباب بروح التمرد شيء جميل، ويبعث على الأمل، فهم يؤكدون على قدرتهم على تجاوز النظام الأبوي الصارم، والتقدم من جيد إلى الأمام متجاوزين كل الارث الثقافي البليد، منطلقين ضمن مفهومهم للتاريخ والكيفية التي يجب أن يكون عليها المستقبل. "مهند ضميدي" يبدأ حديثه مخاطبا الشيخ: "يا شيخ معذرة" فهو يتعمد استخدام لغة الخاطب المهذبة التي تعلمها، لكي لا ينفر منه الشيخ المخاطب، وكأنه يستميله لسماع بقية الخطاب.
بعدها نجد كلام يوضح افكار الشاعر والغصة التي يحملها من ذاك التاريخ الذي قدم بصورة وردية من قبل الشيخ،
.. فإني بتُّ أكره كل تاريخِ العروبة فيك
حدثتَ عن أمجادِ قتلٍ واغتصابِ

فالتاريخ الذي يمثله هذا الشيخ تاريخ حاضر أمام الشاعر، بحيث وجد فيه الدماء والقتل والخراب والسبي، فهو تاريخ وواقع غير إنساني، فليس لنا حاجة فيه.
دعني أمزّقُ صفحةَ التاريخِ كي أنسى الألَمْ
.. لن تختفي ذكرى ترفرف كالعَلَمْ..
ذا واقِعٌ من مجدِكَ الغالي الذي يعنيكْ.
يا أيها التاريخ متنُكَ نازِفٌ
يا أيها التاريخ مجدُكَ زائفٌ
ويداكَ تحمل وزر أعراضِ الورى ،
صورٌ من الأحداث تحكي ما مضى
ما ليس يجفوهُ الشعور إذا انقضى .

يتعمد الشاعر عدم توجيه شتيمة لهذا الشيخ ويتصرف بشكل لبق من خلال توجيه تلك غضبه للتاريخ فقط،
وإذا ما توقفنا عند نهاية القصيدة سنجدها تربط الماضي بالحاضر بحيث يجتمع السواد ويشكل حالة مطلقة.
في عصرنا الماضي تطايرت الدماءُ ليمتطي السلطان مهرةَ حكمهِ ويذوقَ من كأس الخلافةِ رشفةَ الشّهد
ِ في عصرنا الماضي قصور السيّدِ السلطانِ يعلوها أنين حرائرٍ بيعت ليأنَسَ ذلك السلطان في ملكوتهِ الوردي .
هل ذا هو المجد التليد؟؟! يا شيخ معذرةً فإني لست أهوى هتكَ أعراضِ العبيدْ.

وإذا ما توقفنا قليلا عند النهاية يتبادر لنا هذا السؤال: هل الهدف من هذا النص القنوط من التاريخ والواقع؟ أم أن الشاعر أراد أن يدفعنا لتقدم إلى الأمام من جيد لكن بأفكار وحقائق جديدة؟ اعتقد أن الهدف هو فتح آفاق جديد أمام المتلقي بحيث يبتعد عن الركض خلف خرافات النظام الأبوي المسيطر والذي أوصلنا إلى هذا الخراب والتخلف والبدء، من جديد فأفكار وعناصر بشرية جديدة، بعيد عن تلك المتنفذة والتي حولت واقعنا إلى خراب وموت.
يا شيخُ معذرةً
.. فإني بتُّ أكره كل تاريخِ العروبة فيك
حدثتَ عن أمجادِ قتلٍ واغتصابِ
كواعِبٍ و حرائرٌ سُبِيَت وباتت دونما أعراضها ،
هل هذه الأمجادُ تستهويك؟
دعني أمزّقُ صفحةَ التاريخِ كي أنسى الألَمْ
.. لن تختفي ذكرى ترفرف كالعَلَمْ..
ذا واقِعٌ من مجدِكَ الغالي الذي يعنيكْ.
يا أيها التاريخ متنُكَ نازِفٌ
يا أيها التاريخ مجدُكَ زائفٌ
ويداكَ تحمل وزر أعراضِ الورى ،
صورٌ من الأحداث تحكي ما مضى
ما ليس يجفوهُ الشعور إذا انقضى .
في عصرنا الماضي تطايرت الدماءُ ليمتطي السلطان مهرةَ حكمهِ ويذوقَ من كأس الخلافةِ رشفةَ الشّهد
ِ في عصرنا الماضي قصور السيّدِ السلطانِ يعلوها أنين حرائرٍ بيعت ليأنَسَ ذلك السلطان في ملكوتهِ الوردي .
هل ذا هو المجد التليد؟؟! يا شيخ معذرةً فإني لست أهوى هتكَ أعراضِ العبيدْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
محمد البدري ( 2017 / 4 / 20 - 14:38 )
طالما يتحدث الشاعر بتهزيب وعذوبة استمالة للشيخ فهو لم يتخلص بعد من ابوته عليه.
اشنقوا القساوسة هكذا تحدثت اروربا التي تمثل مركزية العالم المعرفية والثقافية وهكذا سادت العالم ومعها كل من تبني فكرها. فهل نحن قادرين علي سحل وبقر ثم شنق المشايخ؟ لكن دعنا من هذا فهو أمر واضح وضوح الشمس الا لمن فقد بصيرته، ما هي تلك العروبة التي فقدها الشاعر في شيخه العزيز. وهل هنالك تاريخ للعروبة أم لمجموعة من قطاع الطرق عقيدتهم الاسلام للنهب والسب واستباحة الاعراض وتخريب العمران. فلننظر لسوريا واليمن والعراق وليبيا والجزائر وما حدث فيهما بموجة جديدة من ذلك الاسلام؟

تحياتي واحترامي واعتزازي بما تكتب

اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار