الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية... في وجه من اليوم؟

دمر يوسف السليمان

2017 / 4 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


انطلقت الثورة السورية هذا قول لا لبس فيه , شارك بها من شارك و وقف البعض جانبا و فربق جرمها و اتهمها و سفهها بدوافع عديدة و لا بد من الإضاءة هنا إلى أن من وقف من الثورة موقف العداء ليس النظام فقط بل و هناك من يعتنق ما يفترض أن يكون فكرا يساريا , و بعض الإسلاميون السلفيون الذين يرون في الخروج عن الحاكم حتى و لو كان جائرا معصيتا
هذا الذكر للتنويه فقط و ليس بغرض التنويه
و نحن نتذكر مخاضات الثورة السورية المؤلمة في كثير من تفاصيلها , ليس من زاوية العتو العظيم الذي مارسه النظام و الجراح التي تسبب بها و في الجانب الأخر في التحولات و التغيرات التي أصابت سياق الثورة , فمن ثورة شعبية سلمية مطلبها الكرامة و الحرية إلى اليأس الذي أصاب الثوار نتيجة إمعان النظام في انتهاك كرامته و حريته فما كان منه إلا أن يحاول الثأر اليائس على شكل بندقية , و هنا كان أول انتصار للنظام و من جرم الثورة فبالغ النظام في مجابهة هؤلاء بهدف تصويرهم أكبر مما هم عليه و أستمر في تعميق جراح المجتمع بالإمعان في مجابهة بعضه بعضا , ليدخل الإسلام السياسي على خط الثورة و عبثهم في في أحشائها و حرفهم لها عن مسارها و ليصبح من اليسر إلصاق الثورة بداعش الابن الشرعي و النتيجة الحتمية للعبث العالمي و الدكتاتورية في سوريا و العراق .
و رافق كل هذا مهزلة سياسية ممن يفترض بهم أن يمثلوا العقل في سياق الثورة
كل هذا لا بد أن يحيلنا إلى البداية : هل مازالت الثورة السورية ضرورة تاريخية ؟
قد يجيب البعض بأن شروط الثورة بالمعنى السياسي الكلاسيكي غير موجودة..........إلخ
و لكن لنعد قليلا إلى معنى الثورة أليست سوى الاحتجاج الذي يطلقه مجتمع ما في تعبير عن الرفض للسكون وتعبيرا عن ضرورة التغير.
نعم أعتقد أن هذا الشرط لا يزال قائما في الشرط السوري و لكن ما تغير هو, في وجه من عليه أن يشهر احتجاجه
نعم و بلا شك أولا في وجه النظام الذي أثبت بالدليل القاطع أنه عقبة في وجه التاريخ و إزالته لا تزال ضرورة تاريخية , و في وجه الإسلام السياسي الذي أهدر الفرصة في كامل سياق الربيع العربي و ما ذلك سوى دليل على عبثه و عدم استجابته لضرورات الشعوب و في وجه كل من ليس بسوري يقاتل على الأرض السورية أو في سمائها و في وجه الإسلام الراديكالي ممثلا بداعش الذي لا يعبر عن روح و تاريخ الشعب السوري و في وجه من يريد التقسيم أو اللعب في تكوين سوريا الاجتماعي و انتزاع ميزة التنوع التي تتمتع بها سوريا و التي لا بد أن تكون أداتها في نهضتها.
إن الثورة ليست فقط الفعل الاحتجاجي ممثلا بالفعل السياسي بل هي طريقة سير التاريخ نحو الأمام و السوريون اليوم لابد أن يعيشوا التاريخ بدلا من أن يكونوا محصلته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا