الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة - الفصل العاشر من كتاب -المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي– 1974 )-

شادي الشماوي

2017 / 4 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
- الفصل العاشر من كتاب "المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي– 1974 )"

( الكتاب برمّته متوفّر للتنزيل بمكتبة الحوار المتمدّن )
الماويّة : نظريّة و ممارسة ( عدد 26 / ديسمبر 2016)
مقدّمة المترجم للكتاب 26 :
منذ وفاة ماو تسى تونغ والإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976، تعرّضت الماويّة إلى أفظع الهجمات المسعورة من اليمين و" اليسار". فلفّقت تهم لماو بإرتكاب مجازر والتسبّب في قتل الملايين وشوّهت صورة الصين الماوية الثوريّة إلى درجة جعلتها مسخا وخلطت الأوراق بين الصين الماويّة الإشتراكية والصين التحريفيّة الرأسماليّة. وإلى جانب البرجوازيّة الإمبرياليّة العالمية والقوى الرجعيّة الأخرى عبر العالم وممثّليها السياسيّين والأدبيّين، إصطف التحريفيّون، محر ّفو الماركسيّة، من كلّ رهط، من الصنف الأوروشيوعي إلى الصنف السوفياتي والصيني مرورا بالتروتسكيّة وصولا إلى الخوجيّة، ليشنّوا حربا شعواء ضد الماويّة بما هي المرحلة الثالثة في تطوّر علم الشيوعية من ماركسيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة ـ ماويّة.
وقد تصدّى الماويّون الحقيقيّون إلى هكذا هجوم من أكثر من جهة ودحضوا الأطروحات الإنتهازيّة اليمينية واليسراويّة والدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة منذ أواخر سبعينات القرن العشر ين وطفقوا يطبّقون الماويّة ويطوّرونها نظر يّا وعمليّا.
ومن محاور الصراع التي طالما تلاعب بها أعداء الماويّة لا سيما منهم الخويجّين وسال حولها الكثير من الحبر، الحزب الماوي وصراع الخطّين كمساهمة عظيمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطوير علم الشيوعيّة. وقد شرحها وكرّسها عمليّا الماويّون عالميّا وبيّنوا بالمكشوف والملموس تهافت أعداء الماويّة بهذا الصدد وبغيره أيضا.
ومساهمة منّا في مزيد تسليط الضوء على المسألة وعلاقتها ببقيّة مسائل الحياة الحزبيّة الشيوعيّة، إرتأينا فى هذا الكتاب الجديد ان نقدّم للقرّاء، رفيقات ورفاق وباحثين عن الحقيقة، ملخّصا لتطوير ماو تسى تونغ لنظريّة الحزب الشيوعي الماويّ وسيره ومبادئه إلخ ورد فى مؤلّف صنّف تحت إشراف قيادات ماويّة. وقد ترجم هذا المصنّف بداية إلى الفرنسيّة وتاليا ترجم إلى الأنجليزيّة. عنوانه الصيني هو " المعرفة الأساسيّة للحزب " وبالفرنسيّة والأنجليزية حمل عنوان " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني " لغرض مفهوم طبعا. ونحن إذ حافظنا على العنوان بالطبعتين الفرنسيّة والإنجليزية، فقد أضفنا (الماوي، 1974) غايتنا من ذلك توضيح الأمر منذ العنوان، أي فرز الحزب الشيوعي الصينيّ في ظلّ قيادة ماو تسي تونغ عن الحزب الشيوعي الصيني وقد إستولت عليه وغيّرت لونه التحريفيّة أو البرجوازيّة الجديدة التي أعادت تركيز الرأسماليّة منذ 1976 في الصين التي كانت إشتراكية في عهد ماو.
وللأهمّية الفائقة لهذا الكتاب الذي يعدّ من التراث الماويّ العالمي ولعدم إيلاء الماويّين أو مدّعى الماويّة عربيّا له العناية التي يستحقّ دراسة ونشرا وتطبيقا وحتّى تغييب مضامينه عمدا وتكريس نقيضها، قرّرنا قبل عدّة سنوات الشروع في تعريبه كسلاح من الأسلحة الإيديولوجيّة والسياسيّة التي ينبغي أن يتسلّح بها الشيوعيّون الحقيقيّون في صراعاتهم من أجل إستيعاب علم الشيوعيّة قصد فهم العالم وتغيير ثوريّا. ولظروف ما نتأجّل إتمام العمل برمّته وقتها. وصادف أن راسلنا أحدهم عبر الأنترنت وطلب منّا حينها الإطّلاع على جزء ممّا أنجزناه فلم نر مانعا في ذلك بل قدّمنا الصفحات المنجزة بصدر رحب مع ملاحظة أنّ المنجز غير تام وليس معدّا بعدُ للنشر. إلاّ أنّه تمّ التفطّن إلى أنّ شخصين من كتّاب موقع الحوار المتمدّن، لا ندرى من أين حصلا على مخطوطاتنا، أدخلا بعض التعديلات الطفيفة أو دون تعديلات أصلا، نشرا في شكل مقالات دون توفير معطيات دقيقة عن المصدر ـ الكتاب ولا حتّى الإشارة للقائم بجهد الترجمة وأكثر من ذلك، ذهب أحدهما إلى حدّ تذييل إحدى المقالات بأنّه صاحب الترجمة والنسخ. والأنكى هو أنّهما في كتابات أخرى بصفة مباشرة أو غير مباشرة يرجماننا بكيل من الشتائم في معرض صراعهما مع ناقد لخطّيهما الإيديولوجيّين والسياسّيين.
وبالنسبة لنا، لا يتعلّق الأمر بملكيّة خاصة أو ما شابه، فكتبنا جميعها متوفّرة للتنزيل المجاني ولا نطالب بأكثر من الإشارة إلى صاحبها من منطلق النزاهة العلميّة لا غير؛ ولن نسم ما قاما به بنعوت متداولة وإنّما يهمّنا هنا أن نشير بعجالة إلى أنّ هكذا تصرّفات تنمّ في أفضل الأحوال عن إخفاق فى إستيعاب قضيّة تتقاطع فيها الأخلاق والأبستمولوجيا. فليس من الأخلاق الشيوعيّة في شيء إتيان مثل ذلك الصنيع وليس من علم الشيوعيّة تشويه الوقائع وقلب الحقائق رأسا على عقب. ويعلم متتبّعو صراع الخطّين صلب الماويّين بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ومناهضيها، أنّ مسألة مقاربة الحقيقة بإعتبارها واقعا ماديّا موضوعيّا يجب البحث والدراسة لكشفها كما الإقرار بها مهما كانت مُرّة والإنطلاق منها لتفسير العالم وتغيير من منظور شيوعي، أو إعتبارها، ببراغماتيّة ونفعيّة،" حقيقة سياسيّة " أو " حقيقة طبقيّة " مسألة جدل محتدم عالميّا. وعليه، لا نقول أكثر من أنّ مقترفي ذلك الصنيع فى نهاية المطاف من مناهضي الحقيقة بما هي واقع مادي موضوعيّ وما ينجر عن ذلك.
ونعود إلى واضعي الكتاب الماوي الصيني الذي عرّبنا لنطّلع على غرضهم الأصلي من وضعه حيث نقرأ في كلمة ختاميّة:
" هذا الكتاب حول " المعرفة الأساسية للحزب " تمّت صياغته إنطلاقا من النظريّة الماركسية، من اللينينية ومن فكر ماو تسى تونغ بخصوص بناء الحزب وإنطلاقا من روح وثائق المؤتمر العاشر، لتوفّر مرجعا لأعضاء الحزب الشيوعي وللناشطين الراغبين فى الإنخراط فى الحزب وكذلك للشباب المتعلّيمن عندما يدرسون القانون الأساسي للحزب؛ وهو موجّه كذلك ليكون مرجعا لمنظّمات الحزب القاعديّة التى تقدّم دروسا حزبيّة.
أثناء صياغته، تمتّع هذا الكتاب بدعم قويّ من عدّة مصانع ومن عدّة قرى ومنظّمات ومدارس فى المدينة كلّها، ولهم جميعا نتوجّه هنا بجزيل الشكر.
وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
وعلى أهمية هذا المصنّف ومضامينه الثوريّة رئيسيّا، نهيب بالقرّاء أن يأخذوا بعين الإعتبار إطار تصنيفه إذ هو نتاج الصين الماويّة، الصين الإشتراكية، حيث كان الحزب الشيوعي الصيني في السلطة. هذا من جهة ومن جهة ثانية، وثانويّا، بعد عقود ودراسات نقديّة وممارسات ماويّة متطوّرة أكثر، حسبنا هنا أن نلفت النظر إلى خطئين باتا بيّنين الآن وهما بالطبع لا ينالان من قيمة الكتاب أبدا وبكلّ تواضع الشيوعيّين الحققيّين قد قال أصحاب الكتاب مثلما مرّ بنا: " وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
فقد لمسنا فعلا، أوّلا، نزعة يمكن أن توصف بالمثاليّة في تعميم غير واقعي على غرار إستعمال متكرّر لصيغ " كلّ الشعب وكلّ الحزب ..." أو " كافة الشعب وكافة الحزب ..." في مبالغة تجافى الحقيقة والقانون الجدلي الأساسي لإزدواج الواحد؛ وثانيا، نزعة حتميّة إنعكست في التشديد على حتميّة إنتصار الشيوعيّة وهي نزعة عانت منها كثيرا وطويلا الحركة الشيوعيّة العالمية وشخّصها بوب أفاكيان ونقدها ولا يزال أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة.
ومحتويات هذا الكتاب من التراث الماوي العالمي هي:
- طابع الحزب I
الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي
الحزب طليعة البروليتاريا
النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب

II- الفكر القائد للحزب
الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون الحقيقة الأصحّ و الأكثر علميّة و ثوريّة
الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون مرشد عمل حزبنا
النضال من أجل الدفاع عن الفكر القيادي للحزب

III- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب
الشيوعية هي مثل البرليتاريا الأعلى النبيل
لتحقيق الشيوعية من الضروري المرور عبر دكتاتورية البرليتاريا
ينبغى أن نناضل طوال حياتنا من أجل تحقيق الشيوعية


IV- الخط الأساسي للحزب
الخط الأساسي هو قوام حياة الحزب
ينبغى الاعتراف تماما بالطابع المتواصل للصراع الطبقي و الصراع بين الخطين
يجب التحلّى بالرّوح الثوريّة للسير ضد التيّار
يجب تسوية العلاقة بين "الحبل الرئيسي " و "عقد الشبكة " بطريقة صحيحة


V- مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها
ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية
العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق
التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس
"الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها " هي المبادئ الأساسية التى يجب على أعضاء الحزب احترامها

VI - القيادة الموحّدة للحزب
يجب أن يقود الحزب كلّ شيء ، هذا مبدأ أساسي فى الماركسية – اللينينيّة
القيادة الموحّدة للحزب هي بالأساس قيادة إيديولوجيا و خطّ سياسي
المسك الجيّد بالمسائل الهامة و تعزيز القيادة الموحّدة للحزب
يجب على أعضاء الحزب الشيوعي أن يخضعوا عن وعي للقيادة الموحّدة للحزب وأن يحافظوا عليها

VII - المركزية الديمقراطية فى الحزب
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب
المسك بالعلاقة بين القيادة الجماعية و المسؤولية الشخصيّة بطريقة صحيحة
تطوير الديمقراطية داخل الحزب و الحفاظ على الوحدة الممركزة

VIII- الإنضباط فى صفوف الحزب
الإنضباط ضمان لتطبيق الخطّ
الإحترام الواعي للإنضباط الحزبي
التطبيق الصحيح للإنضباط الحزبي

IX- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى
أساليب العمل الثلاث العظمى عادة جيدة فى حزبنا
أسلوب دمج النظرية بالممارسة
أسلوب الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير
أسلوب عمل ممارسة النقد و النقد الذاتى

X – تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
تكوين خلف قضيّة الثورة مهمّة إستراتيجيّة هامة
تكوين خلف القضيّة الثوريّة و إختيارهم فى خضمّ النضال
ليعمل الحزب كلّه لإنجاز عمل تكوين خلف للثورة على أفضل وجه

XI – مهام منظّمات الحزب القاعدية
أهمّية الدلالة التى يكتسيها تعزيز بناء منظّمات الحزب القاعدية
المهام القتالية لمنظمات الحزب القاعدية
يجب على منظّمات الحزب القياديّة أن تضمن بناءها الخاص

- XII الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب
الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب فى غاية الأهمية
للنهوض بالدور الطليعي و النموذجى يجب أن نتّبع " المتطّلبات الخمس "
عن وعي نعيد تشكيل نظرتنا للعالم بهدف الإنخراط فى الحزب إيديولوجيا

XIII- ظروف الإنخراط فى الحزب و إجراءاته
شروط الإنخراط فى الحزب
إجراءات الإنخراط بالحزب
المعالجة الصحيحة لمسألة الإنخراط فى الحزب
الإعتناء بجدّية بعمل إنتداب المنخرطين الجدد
XIV- رفع راية الأممية البروليتارية
الأممية البروليتارية مبدأ جوهري فى الماركسية – اللينينية
النضالات الثورية لشعوب مختلف البلدان تساند بعضها البعض
العمل بكل ما أوتينا من جهد لتقديم مساهمة أكبر من أجل الانسانية


الهوامش بالأنجليزية
الملاحق (2) ـ من إقتراح المترجم
فهارس كتب شادي الشماوي
===================================================================

مقولات للرئيس ماو
- نواة القوّة التى تقود قضيّتنا هي الحزب الشيوعي الصيني . و الأساس النظري الذى يرشد تفكيرنا هو الماركسية اللينينيّة .
( 1- الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ " )
- يجب على الحزب السياسي ، كي يقود الثورة إلى الظفر ، أن يعتمد على صحّة خطّه السياسي و على صلابة تنظيمه.
(2- " فى التناقض " ، صفحة 459 من المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )
- يجب ممارسة الماركسية و نبذ التحريفيّة ، و العمل من أجل الوحدة لا الإنشقاق ، و التحلّى بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس .
(3- المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ( وثائق )؛ بيكين 1973)
-------------------------------
مقولة للرئيس ماو
يمتدّ المجتمع الإشتراكي على فترة تاريخية طويلة خلالها يتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي ، وكذلك الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . يجب فهم أنّ هذا الصراع سيكون طويلا و معقّدا و أنّه يجب أن نضاعف من يقظتنا و نتابع التربية الإشتراكيّة . يجب أن نفهم و نعالج معالجة صحيحة المشاكل التى تطرحها التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ ، و أن نميّز بين التناقضات بيننا و بين العدوّ ، و التناقضات فى صفوف الشعب ، ثمّ نعالجها معالجة صحيحة . و إلاّ فإنّ بلدا إشتراكيّا مثل بلدنا سيتحوّل إلى نقيضه : ستتغيّر طبيعته و سيشهد إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن ، يجب علينا الحديث عن هذه المسألة بإستمرار يوميّا و شهريّا و سنويّا حتّى نحصل على فهم واضح بما فيه الكفاية و نتّبع خطّا ماركسيّا – لينينيّا.
( 4 - ماو تسى تونغ ، سبتمبر 1962 )
================================================================
تقديم
يعلّمنا الرئيس ماو أنّه " من الضروري جدّا أن يذهب الشباب المتعلّم إلى الريف لتعاد تربيته على يد الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين- الفقراء " (5) و منذ بضعة سنوات ، ذهب مئات آلاف شباب المتعلّمين إستجابة للنداء العظيم للرئيس ماو ، وهم مفعمون بالأمل الثوري ، إلى الأرياف و المناطق الحدوديّة لوطننا . إنّهم يدرسون بجدّية المؤلّفات الكلاسيكيّة الماركسية – اللينينية وكتب الرئيس ماو وينكبّون بنشاط على نقد التحريفيّة و إصلاح أسلوب العمل و يقاتلون بحماس فى الخطوط الأمامية للحركات الثوريّة الكبرى الثلاث و يتّبعون بصرامة طريق الإندماج مع العمّال والفلاّحين (6) ، و هم يقدّمون مساهمتهم فى بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و يرفعون بدرجة كبيرة مستوى وعيهم هم من خلال الصراع الطبقي و صراع الخطّين . و بإستمرار يظهر أبطال بروليتاريّون و ينشأ جيل جديد و يزدهر . هذا إنتصار كبير للخطّ الثوري للرئيس ماو .
و وفقا لتعاليم الرئيس ماو : " يجب الإعتباء بتنشئة جيل الشباب " (7) ، و نحن نكتب و ننشر هذه " السلسلة للدراسة الخاصة للشباب " تلبية لحاجيات شباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و الذين يدرسون بأنفسهم (8). مسترشدة بالماركسية – اللينينية و فكر ماوتسى تونغ ، تشمل هذه السلسلة من ناحية المضمون ، معارفا عامة فى الفلسفة و العلوم الإجتماعية و العلوم الطبيعيّة وكذلك نخبة من أعمال لوسين .
و كلّنا أمل أن تكون لنشر هذه السلسلة فائدة عمليّة فى دراسة الشباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و تساعدهم على رفع وعيهم لصراع الخطّين و مستواهم النظريّ و مستواهم الثقافي و العلمي ؛ و فى التقدّم بخطوات كبيرة على الطريق المتمثّل فى أن نكون حمر وخبراء ، و فى تلبية أفضل لحاجيات بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و التقدّم فى كافة المهام المنجزة .
و نعبّر عن شكرنا الجزيل للوحدات المعنيّة و للمؤلّفين الذين قدّموا الدعم القويّ لعمل نشر هذه السلسلة و ندعو قرّاءنا إلى صياغة ملاحظاتهم و نقدهم لهذه السلسلة ، بهدف تحسينها .
منشورات الشعب – شنغاي
==================

X – تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
جاء فى القانون الأساسي للحزب : " يجب على الرفاق في كلّ الحزب ... أن يربّوا ملايين من الخلف لقضيّة الثورة البروليتارية " و هذه مهمّة إستراتيجيّة كبرى و عظيمة ألقاها التاريخ على عاتق حزبنا . و مثل هذه المهمّة لا يمكن إنجازها إلاّ إذا كان الحزب برمّته يوليها أهمّية . لهذا على كلّ منظّمات الحزب و أعضائه أن يدرسوا دراسة جدّية هذا التوجيه و يفهموه بعمق و يطبّقوه بحزم .
تكوين خلف قضيّة الثورة مهمّة إستراتيجيّة هامة
إثر تلخيص تجربة صراع الخطّين داخل الحركة الشيوعيّة العالميّة و داخل حزبنا ، أثار الرئيس ماو أهمّية مسألة مواصلى قضيّة البروليتاريا الثوريّة وهي مسألة تخصّ مصير حزبنا و مصير دولتنا . و قد أشار إلى : " انّ مسألة تربية الخلف لقضيّة البروليتارية الثوريّة هي ، فى التحليل النهائي ، مسألة ما إذا كان هناك فى المستقبل من يواصلون القضيّة الثوريّة الماركسية – اللينينية التى بدأها الجيل القديم من الثوريّين البروليتاريّين أم لا ، و هل تظلّ قيادة حزبنا و دولتنا فى المستقبل فى أيادى الثوريّين البروليتاريّين أم لا ، و هل يواصل خلفنا السير على الطريق الصحيح الذى رسمته الماركسية – اللينينية أم لا ، أو بمعنى آخر هي مسألة ما إذا كان فى إستطاعتنا أن نحول بنجاح دون ظهور تحريفيّة خروتشوف فى الصين أم لا . و جملة القول أنّ هذه مسألة على أعظم جانب من الأهمّية ، مسألة حياة أو موت لحزبنا و بلادنا . إنّها مسألة ذات أهمّية أساسية بالنسبة إلى مستقبل قضيّة البروليتاريا الثوريّة لمائة أو ألف سنة و حتّى لعشرة آلاف سنة ." ( 168 -" حول شيوعية خروتشوف المزيّفة و الدروس التاريخيّة التى تقدّمها للعالم " ، " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 293-294) و يبيّن توجيه ماو هذا تماما الدلالة العميقة التى يكتسيها مواصلو قضيّة البروليتاريا الثورية.
فى كلّ مرحلة تاريخيّة من الثورة الصينيّة ، أولى الرئيس ماو على الدوام أهمّية كبرى لعمل تكوين الخلف ؛ لقد أعطى على الدوام مكانة كبيرة فى بناء الحزب لمسألة مواصلي الثورة . بعدُ فى المرحلة الأولى من الحرب الأهليّة الثوريّة ، وهو يقود " معهد الحركة الفلاحيّة " (169 ) ، كوّن الرئيس ماو و درّب عددا كبيرا من كوادر النخبة من أجل النضال الثوري فى تلك المرحلة . و فى مرحلة الحرب الزراعيّة الثوريّة ، صرّح الرئيس ماو مستهدفا الفكرة الخاطئة لعدم التجرّأ على إختيار الكوادر : " أنبذوا الآراء الخاطئة و سوف تجدون الكوادر بين أيديكم ." (170 - " يجب أن نعتني بالعمل الإقتصادي " ، المجلّد الأوّل ، صفحة 198 ). و فى مرحلة حرب المقاومة ضد اليابان ، شدّد مجدّدا على هذه المسألة : " تربية أعداد كبيرة من الكوادر الجدد بصورة مخطّطة هو إحدى مهمّاتنا الكفاحيّة ." (171 - " دور الحزب الشيوعي الصيني فى الحرب الوطنيّة " ، المجلّد الثاني ، صفحة 281 ) . و فى مرحلة الثورة الإشتراكية – بعد القيام بتقييم للتجربة التاريخيّة لدكتاتوريّة البروليتاريا – توجّه الرئيس ماو إلى الحزب سنة 1964 بهذه الكلمات : " لكي نضمن ألاّ يتغيّر لون حزبنا و بلادنا ، لا يكفى أن يكون لنا خطّ صحيح و سياسات صحيحة ، بل يتطلّب الأمر تربية و تكوين ملايين الخلف ليواصلوا قضيّة البروليتاريا الثورية " ( 172 - " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 293 ) و لفت نظر الحزب إلى أنّه " لا بدّ لنا ، من منظّماتنا العليا إلى السفلى ، أن نعتني دائما و فى كلّ مكان بتربية وتكوين الخلف للقضيّة الثوريّة "( (173 - " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 294 ) . و أثناء الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى ، أكّد أيضا الرئيس ماو فى عدّة مناسبات على أنّه يجب إختيار الكوادر الشابة لإدماجها فى الفرق القياديّة لمختلف المراتب . و منذ عقود عديدة – متّبعا كلّ هذه التعاليم للرئيس ماو – كوّن حزبنا فى خضم صراع ثوريّ فى منتهى القسوة و التعقيد ، و درّب دفعات متتابعة من الكوادر الثوريّة ، ضامنا هكذا تطبيق الخطّ الثوري للرئيس ماو و محقّقا الإنتصار خلف الإنتصار .
و بصدد مسألة تكوين مواصلين لقضيّة البروليتاريا الثوريّة ، يوجد صراع طبقيّ و صراع خطّين حادين جدّا . فلأجل بلوغ هدفهم الإجرامي الذى هو الإطاحة بدكتاتورية البروليتاريا ، حاول الأعداء دائما من الداخل كما من الخارج بكلّ الطرق و المناورات الممكنة أن يفتكّوا هؤلاء المواصلين للثورة من البروليتاريا . فقد وضعوا آمالهم فى إعادة تركيز الرأسمالية فى جيلنا الثلث أو الرابع .(174) و لتغيير الخطّ الأساسي للحزب و إعادة تركيز الرأسماليّة ، لجأ لين بياو و زمرته كذلك إلى تخريب الثورة من الداخل ساعين إلى إفتكاك هؤلاء المواصلين للثورة من البروليتاريا . لقد عارضوا بكلّ قواهم توجيهات الرئيس ماو بشأن تكوين ملايين مواصلي قضيّة البروليتاريا الثوريّة و شوّهوا و حرّفوا لمصلحتهم الشروط المطلوبة من هؤلاء المواصلين للثورة و خرّبوا الإتّحاد الثلاثي للشباب و الكهول و المسنّين (176 ) فى فرق القيادة ، و جلبوا إليهم و أفسدوا الكوادر والجيل الجديد بواسطة أفكار مسمومة و أسلوب حياة برجوازيّة . و كذلك هاجموا إرسال الشباب المتعلّم إلى الريف (177) و إرسال الكوادر إلى مدارس 7 ماي (178) ، ناشرين الإفتراءات الغادرة و زاعمين أنّ الإجراء الأوّل هو " شكل مقنّع من الأعمال الشاقة " و الثاني " شكل مقنّع من البطالة " آملين بيأس رؤية الكوادر والجيل الجديد يبتعد عن الطريق الصحيح للرئيس ماو و يتحوّل إلى أدوات لإعادة التركيز المعادي للثورة الذى ترغب فيه طبقة الرأسماليّين و الملاّكين العقّاريين. و كلّ هذا ، طبعا ، لا يمكن أن يكون من طرفهم عدا أمل غير معقول. فالشباب و الكوادر الثوريّون فى مجملهم قد نقدوا بعدُ بقوّة و بالأفعال الملموسة الإفتراءات الوقحة للين بياو و أمثاله .
تكوين خلف القضيّة الثوريّة و إختيارهم فى خضمّ النضال
يعلّمنا الرئيس ماو : " إنّ الخلف الصالح لقضيّة البروليتاريا الثوريّة ينشأ فى الكفاح الجماهيري ، و يترعرع و ينصقل فى العواصف العاتية للثورة . فينبغى إختبار الكوادر و الحكم عليهم و إختيار و تربية خلف منهم فى غمرة الكفاح الجماهيري الطويل ." ( 179 -" مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 296 ) هذا هو الشيء الأساسي الذى وفقه يجب أن نكوّن مواصلي الثورة و نختارهم ؛ و إن طبّقنا بعمق توجيه الرئيس ماو هذا ، سنسرّع فى عمليّة ظهور و نموّ خلف قضيّة البروليتاريا الثوريّة .
يقول مثل شعبيّ " لا يمكن لشجرة صنوبر ألفيّة أن تنمو فى أصيص و لا يمكن لفرس جامح أن يتحرّك فى ساحة مغلقة ". فقط فى خضمّ الأعاصير الكبرى للنضال الجماهيري يمكن لخلف قضيّة البروليتاريا الثوريّة أن يتشكّلوا و أن يكبروا . القيادة و القدرة على العمل لا يسقطون من السماء : هما يتراكمان تدريجيّا عبر ممارسة النضال الثوريّ . هناك رفاق و رفيقات ليسوا مرتاحين لفكرة أن نجعل شبابا يتولّون عمل القيادة معتقدين أنّهم ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية على الصعيد السياسي ، و أنّهم غير قادرين على تحمّل حمل ثقيل ؛ وجهة النظر هذه خاطئة . قال الرئيس ماو : " لندعهم يتصرّفون و يتعلّمون فى خضمّ العمل ، هكذا يصبحون أقدر و سنرى عديد الناس القيّمين يظهرون . ليس ب " الخوف من تنّين أمامنا و نمر وراءنا " سنكوّن كوادرا " ( 180 - " حول مشكل التعاون الفلاحي " ). كي تصبح الكوادر الشابة أقدر ، يجب أن نسمح لها بان تنغمس فى الصفوف الأماميّة للحركات الثوريّة الثلاث ، و أن تواجه الأعاصير وهي على أعلى نقاط موجات الصراع الطبقي و صراع الخطّين . فى النضال العملي ، سيرفعون مستوى وعيهم بخصوص مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و سيعمّقون فهمهم للماركسية ، للينينيّة و لفكرماو تسى تونغ و سيتعلّمون التعرّف على القوانين الموضوعيّة للحركات الثوريّة الثلاث و إستخدام هذه القوانين . يجب على منظّمات الحزب على كافة المستويات أن توجّههم بالملموس بأن تدعهم يعملون بحرّية للسماح للكوادر الشابة بفهم الوضع و المسك بالسياسة و معالجة المشاكل و قيادة العمل بأنفسهم . يجب أن تنكبّ قيادة العمل على مساعدتهم بشكل ملموس و فى نفس الوقت تطلب منهم الكثير ؛ تحرص على إيلائهم العناية دون أن تمسك بكلّ شيء فى اليد ؛ تتركهم يطبّقون مبادراتهم و إبداعهم تحت قيادة خطّ الحزب و سياساته الأساسيّة . يجب تشجيعهم على إظهار الجرأة فى الممارسة ، على الجرأة فى العمل و التجريب حتّى يرفعوا عبر النضال قدرتهم على القتال بأنفسهم و يكتسبوا فنّ القيادة . و هكذا يمرّون من مستوى أدنى فى الممارسة النضاليّة إلى مستوى عالى نسبيّا ، من نقص النضج السياسي إلى نضج معيّن و من عدم القدرة على قيادة العمل إلى قدرة معيّنة على ذلك .
و بُغية تكوين مواصلين للثورة فى خضمّ النضال ، ينبغى التمسّك بالشروط الخمسة التى أعلنها الرئيس ماو و تطبيق الخطّ المتمثّل فى توظيف الناس حسب مؤهّلاتهم . لقد أشار الرئيس ماو إلى أنّ مواصلى قضيّة البروليتاريا الثوريّة : " يجب أن يكونوا ماركسيين – لينينيين حقيقيين " و " يجب أن يكونوا ثوريّين يضعون أنفسهم قلبا و قالبا فى خدمة الغالبيّة الساحقة لسكّان الصين والعالم " و " يجب أن يكونوا رجال سياسة بروليتاريّين قادرين على الوحدة مع الأغلبيّة الساحقة و العمل بإنسجام معها " ، و " يجب أن يكونوا نماذج يحتذى بها فى تطبيق المركزيّة الديمقراطيّة للحزب و أن يحسنوا منهج القيادة المرتكزة على مبدأ " الإنطلاق من الجماهير و العودة إليها " و أن يزرعوا أسلوب عمل ديمقراطيّ يجعلهم قادرين على سماع الجماهير " ؛ و " يجب أن يكونوا متواضعين و يقظين و أن يبتعدوا عن كلّ فكرة مسبّقة و كلّ تسرّع ، و يكونوا قادرين على ممارسة النقد الذاتي و يتحلّوا بشجاعة إصلاح النقائص و الأخطاء فى عملهم " ( 181) . و تمثّل هذه الشروط الخمسة التى أعلنها الرئيس ماو المعيار الأصحّ لتكوين خلف قضيّة البروليتاريا الثوريّة و إختيارهم . و يتعيّن على منظّمات الحزب أن تدرس بجدّية وتفهم تمام الفهم و تطبّق بصرامة هذه الشروط الخمسة لتكوين مواصلى الثورة . و ينبغى أن نحرص على أن نضع فى مراتب القيادة فى كلّ المستويات رفاقا و رفيقات متميّزين صهروا أنفسهم فى خضمّ حركة الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى و يتمتّعون بمستوى عالى من الوعي لصراع الخطّين و يتجرّؤون على النضال ضد كلّ التيّارات الضارة و يملكون مميّزات و قدرات فى شتّى الميادين و هم متحمّسون . و يجب التشبّث بوجه الخصوص بإختيار العناصر الأبرز من صفوف العمّال و الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين- الفقراء ، و السهر على تكوين كوادر من صفوف النساء و الأقلّيات القوميّة . ولا يجب أن نختار لمواقع القيادة هؤلاء " الحكماء القدامى " الذين ينغمسون إلى العنق فى مهامهم المهنيّة و لا يعتنون بالسياسة و لا يريدون إغضاب أي أحد . وفى الوقت نفسه ، ينبغى أن نكون فى منتهى اليقظة تجاه الوصوليّين الأنانيّين ، وتجاه المتآمرين و الأشخاص ذوى الوجهين من رهط خروتشاف و أن نمنع هذه العناصر السيّئة من التسرّب إلى الفرق القياديّة و الإستيلاء على القيادة فى مختلف مستويات الحزب والدولة .
و لأجل تكوين مواصلى الثورة ، يجب أن نطبّق تطبيقا جيّدا مبدأ الإتّحاد الثلاثيّ بين المسنّين و الكهول و الشباب . و قد أتت تجربة إيجاد هذا الإتّحاد الثلاثي خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى نتيجة مزج الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ مع حركة الجماهير . و قد حدّد القانون الأساسي أثناء المؤتمر العاشر تحديدا واضحا إنجاز الإتّحاد الثلاثيّ للمسنّين و الكهول و الشباب فى الهياكل القياديّة لكافة المستويات على أنّه مبدأ تنظيم للحزب ؛ و يوفّر لنا هذا ضمانات حقيقيّة على الصعيد التنظيمي و يخلق ظروفا مناسبة إلى أبعد حدّ تسمح لنا بتكوين مواصلى الثورة وفق الشروط الخمسة التى أعلنها الرئيس ماو : و قد بيّنت الممارسة العمليّة أنّ تطبيق مبدأ الإتّحاد الثلاثيّ للمسنّين و الكهول و الشباب فى الهياكل القياديّة فى جميع المستويات يمثّل وسيلة هامة لتكوين خلف الثورة فى خضمّ النضال . فلرفاقنا و رفيقاتنا القدامى الثوريّون الذين صهروا فى أتون النضال الثوري الطويل الأمد تجارب غنيّة و قدرات جيّدة على القيادة . و الكوادر الشابة هم الأكثر رغبة فى التعلّم و الأقلّ محافظة على الصعيد الإيديولوجي ، و هم حسّاسون للغاية لما هو جديد و يتجرّؤون على التفكير و الكلام و التحرّك ؛ إنّهم مستقبل ثورتنا و أملها . والكثير من الكوادر من الكهول تتجمّع فيهم بعض ميزات الكوادر المسنّة و الشابة ، فضلا عن كونهم يزخرون بالطاقة و ينهضون بدور مفصليّ فى فرق القيادة . فى إطار قيادة جماعيّة ، إذا وجدنا كوادرا مسنّة و كوادرا كهلة و كوادرا شابة و وجدنا أنّ الجميع يعملون معا و يتعلّم الواحد من الآخر و يتكلّمون و يتقدّمون معا ، فإنّ ذلك لا يجعل الفرقة القياديّة مليئة حماسا و قتاليّة فحسب بل يخوّل أيضا للشباب بأن يتكوّنوا حتّى أفضل بفضل الدفع و التطوير و المساعدة الذين يُقدّمهم لهم الجيل القديم و أن يتولّوا بعد فترة زمنيّة مهمّة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا . (182)
ليعمل الحزب كلّه لإنجاز عمل تكوين خلف للثورة على أفضل وجه
يجب على منظّمات الحزب واجبا مطلقا أن ترفع معرفتها بالدلالة الإستراتيجيّة التى يكتسيها تكوين و تربية خلف للثورة ، و أن تنظر فى هذا المشكل بوضعه من منظور أرقى للصراع بين الطبقتين و صراع الخطّين ، و التكفّل بتكوين مواصلين للثورة كمهمّة هامة لتعزيز بناء الحزب و تطبيق الخطّ الثوري للرئيس ماو ؛ يجب وضع هذه المسألة على جدول أعمال لجان الحزب ، و يجب نقاشها بكثرة ، و القيام ببحوث فى هذا الشأن و مراقبة التجارب فى هذا المجال و تلخيصها . بربط ذلك بحركة نقد لين بياو و تصحيح أسلوب العمل ، تجب دراسة تعاليم الرئيس ماو بخصوص تكوين مواصلى قضيّة البروليتاريا الثوريّة دراسة أعمق ، و مواصلة نقد السخف الذى أشاعه لين بياو و مخادعون آخرون من الصنف نفسه فى هذا الصدد ، و كنس العراقيل الإيديولوجية و رفع مستوى الوعي . و يعتقد بعض الرفاق و الرفيقات أنّه يجب " ترتيب الأجيال وفق رأس مالهم " . إنّهم ينظرون إلى رأس مال التجربة و حسب . و نعتقد أنّ التجربة الثوريّة شيء ثمين . إذا كان كادر يملك رأس مال تجربة معتبر – ما يعنى أنّ الحزب ربّاه طويلا و أنّه مرّ بإمتحانات طويلة الأمد من النضال الثوري – له عموما مستوى وعي مرتفع نسبيّا فى ما يتعلّق بالخطّ و تجربة أكبر فى العمل . لهذا يعتبر حزبنا دائما الكوادر القديمة بمقابة كنوز ثمينة . و مع ذلك ، إذا قارننا رأس مال التجارب و المؤهّلات و المميّزات ، لا يحتلّ الأوّل إلاّ المرتبة الثانية ، و لا يجب أن نعطيه أهمّية لا حدود لها ، و أقلّ من ذلك أن نضعه قبل المراتب الثانية . إن " رتّبنا الأجيال حسب رأس المال " ، لن ننظر إلاّ إلى " رأس مال " الكوادر و " الجيل " الذى ينتمون إليه ، و لن ننظر إلى " مميّزاتهم " و لا إلى " مؤهّلاتهم " ؛ و يصبح من المستحيل إختيار عناصر النخبة من صفوف العمّال و الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين – الفقراء ليحتلّوا مواقع القيادة ؛ ستظلّ عديد المواهب غير مستعملة و تتضرّر من ذلك قضيّة الحزب . يجب بصفة مطلقة أن نضع نهاية لوجهة النظر الخاطئة ل " ترتيب الأجيال حسب رأس مالها " و أن نشجّع بجسارة القوى الجديدة . و هناك رفاق و رفيقات يفكّرون أنّه إعتبارا لوجود كوادر جديدة بعدُ فى فرق القيادة ، يمكن أن نخفّف من عمل تكوين الخلف للثورة . و هذه فكرة خاطئة . ينبغى النظر جيّدا إلى أنّ تطوّر الثورة الإشتراكيّة فى العمق و التقدّم عبر قفزات فى عمل بناء الإشتراكية يتطلّبان عددا أكبر من الكوادر ذات المؤهّلات و المميّزات المتنوّعة . إن لم ننكب من الآن على تكوينهم و على إختيارهم ، نخاطر بأن نحدث لاحقا قطيعة فى عمل الحزب ، سيما و أنّ تكوين كادر يقتضى سيرورة كاملة من التدريب و التقدّم . لهذا علينا أن نتجاوز بصرامة هذه الفكرة القائلة بالتحرّك ببطئ و بالعكس ، نستغلّ الوقت الراهن و ننخرط فى السيرورة و ننجز بنشاط عمل تكوين المواصلين للثورة و إختيارهم . و فكرة أنّه " من الأفضل عدم الإرتقاء إلى موقع أعلى من الإرتقاء إليه " لدى العديد من الناس فكرة حتّى أكثر محلّية . فتكوين المواصلين لقضيّة البروليتاريا الثوريّة يعنى قضيّة الثورة بأكملها ، إنّه مرتبط وثيق الإرتباط بالهدف الكبير المتمثّل فى التحرير التام للإنسانيّة قاطبة . لهذا يجب علينا أن نستوعب إستيعابا شاملا المسألة و أن نتحرّك بأسلوب لونغ كيانغ (183 ) و أن لا نهتمّ فقط بوحدتنا الخاصّة و حسب ، قسمنا الخاص أو جهتنا الخاصة و حسب . كافة المؤسسات و المصانع و الكمونات الشعبيّة الريفيّة و مختلف التشكيلات و الأجهزة المتنوّعة فى بلدنا الإشتراكي ، ينبغى ليس فحسب أن تنتج و أن تقوم بعملها بشكل جيّد ، ولكن أيضا أن تبرز المواهب و تكوّن ملايين مواصلي قضيّة البروليتاريا الثوريّة . و يتعيّن على المنظّمات القاعديّة للحزب أن تسهر بنشاط على تكوين معوّضين ، أن تفرح بإرسال الكوادر الجديدة كلّ بدوره إلى مواقع يكونون فيها ضروريّين أكثرللقضيّة الثوريّة ؛ هذا هو السلوك الصحيح الذى يجب أن نسلكه .
يجب أن تتّخذ إجراءات فعّالة حقّا لتعزيز تكوين المواصلين الثوريّين و تربيتهم على مستويات عدّة . يجب على منظّمات الحزب من جهة أن تخلق الظروف التى تسمح للكوادر الجديدة بأن تصلّب عودها فى ممارسة النضال ، و من الجهة الأخرى ، أن تنظّم تنظيما مناسبا دراستهم و عملهم و نشاطهم اليدوي و تساعدهم بجدّية على معالجة التناقضات بين العمل و الدراسة . و فى الوقت نفسه ، آخذين بعين الإعتبار الوضع ، يجب إرسالهم فى الوقت و بالعدد المرغوب فيهما و بصفة مخطّطة ، إلى دراسة ، كلّ بدوره ، المؤلّفات الكلاسيكيّة الماركسية – اللينينية و مؤلّفات الرئيس ماو و ضمن مجموعات دراسة للكوادر من العمّال و الفلاّحين و الجنود و ضمن مختلف مجموعات القراءة لأجل أن يرفعوا مستوى معرفتهم بالماركسية – اللينينية و أن يستوعبوا النظرة الماديّة الجدليّة والماديّة التاريخيّة للعالم ( 184). و على منظّمات الحزب كذلك أن تعزّز قيادتها فى ما يتعلّق بعمل تكوين مواصلين للثورة ، يجب أن تسهر على نموّهم على الصعيد السياسيّ و أن تدرّبهم ، بفضل عمل إيديولوجيّ و سياسيّ دقيق ، على عدم الإنقطاع عن الواقع ولا عن الجماهير ولا عن العمل اليدويّ. من خلال النضال ، إذا حدث أن تبيّن أنّ للكوادر نقائص أو أنّهم إقترفوا أخطاءا ، يتعيّن على منظّمات الحزب أن تساعدهم فى تحليل الأسباب و فى إنجاز تقييم لتجربتهم ، و فى تمييز الجيّد و السيّء و فى رفع مستواهم ؛ و عليها أيضا أن تحمّلهم مسؤوليّاتهم و تشجّعهم على العمل بجرأة ، وعلى عدم توجيه عتاب لا مبرّر له و لا نقد كيفما كان . هذه هي الطريقة الوحيدة للعمل على جعل الكوادر الجديدة تتعلّم أن تستنتج بنفسها الدروس من خطواتها الخاطئة و من إخفاقاتها ، و تقترف أقلّ أخطاءا و تكبر بصفة صحيحة .
و لا يعنى تكوين ملايين مواصلى قضيّة البروليتاريا الثوريّة فقط منظمات الحزب و أقسامه و إنّما يعنى الحزب بأسره . يجب على منظّمات الحزب و مجمل أعضائه أن يعالجوا معالجة صحيحة هذا العمل و يبذلوا جهدهم للقيام بذلك على أحسن وجه . ينبغى على كافة الرفاق و الرفيقات الذين يعتنون بالمهام القياديّة أن يكرّسوا أنفسهم بصفة خاصة للجماعيّة ، و هم يضعون فى المصاف الأوّل مصالح الحزب و الشعب ، ينبغى أن يتولّوا طواعيّة العمل على تكوين خلف ثوريّين و أن يرحّبوا بنموّ هذه القوى الجديدة ويرعوها . يجب أن ينظروا نظرة صحيحة إلى الكوادر الجديدة التى تلتحق بالفرق القياديّة ، و أن يقدروا على تمييز خصوصيّاتهم وميولاتهم و إن لاحظوا لديهم نقائصا و أخطاءا ، أن يتبنّوا موقفا سليما فيساعدوهم بهمّة على تصحيح أنفسهم ؛ و السلوك المتمثّل فى الوقوف موقف المتفرّج و عدم التدخّل أو حتّى الإستهزاء بالناس موقف خاطئ مطلقا .
ينبغى على جميع الثوريّين أن ينصاعوا إلى الشروط الخمسة المطلوبة من خلف قضيّة البروليتاريا الثوريّة ؛ يجب أن يكونوا متشدّدين جدّا مع أنفسهم و لا يخيّبوا الآمال الكبرى التى يعلّقها عليهم الحزب و الشعب . و يجب على الكوادر الحديثة الإدماج فى فرق القيادة كذلك أن تتّبع موقفا صحيحا . يجب أن يكونوا واضحى الرؤية و يدركوا جيّدا أنّه أثناء المرحلة التاريخيّة الإشتراكية ، الصراع بين البرجوازية و البروليتاريا حول مواصلى الثورة صراع معقّد و طويل الأمد ؛ يجب أن يقاوموا عن وعي هجمات قذائف البرجوازية المغلّفة بالسكّر و يستخلصوا الدروس من واقع أنّ بعض الأشخاص الذين لا ينتبهون إلى تغيير نظرتهم إلى العالم تسحبهم البرجوازية إليها ولا يجب أن يكونوا " سريعي الزوال كالورد ".
و يجب أن يتحلّوا بالتواضع و اليقظة و أن يقيّموا أنفسهم بصرامة و يدرسوا بجدّية و يأخذوا عن وعي بأيديهم إعادة صياغة فهمهم للعالم و يتجاوزوا الأفكار غير البروليتاريّة و يعّززوا روحهم الحزبيّة البروليتارية و يوازنوا بين موقع الفرد و موقع منظّمة الحزب ؛ يجب ، فى الحركات الثوريّة الكبرى الثلاث أن يتعلّموا بتواضع من الكوادر القديمة و من الجماهير و أن يقبلوا بمراقبة الجماهير وأن يتخطّوا أساليب عملهم السيّئة ؛ يجب أن يتمكّنوا من النزول كما من الصعود ، و على أن يكونوا " يوسفيّين " كأفراد من الشعب ، و أن يتحمّلوا إختبارات التنقّل المتكرّر بين القاعدة و القمّة ؛ و يجب أن يدركوا كلّ أهميّة مسؤوليّاتهم و يضعوا فى المصاف الأوّل مصالح الحزب و أن يملكوا معارفا و وجهات نظر شاملة و السياسيّة و أن يقدّموا مساهمتهم للحزب و الشعب . يجب على هذه الكوادر الجديدة أن تبذل جهدها لتحافظ على الدوام ، حتّى و إن تغيّر موقعها ، على روح النضال الشاق الخاصة بالشعب الكادح ، لتكون على الدوام ؛ حتّى و إن إحتلّت مواقعا عليا ، مصمّمة على مواصلة الثورة وخدمة الشعب بكلّ قلبها ، لتتصرّف على الدوام ، حتّى إن أصبحت من القادة ، كتلامذة للجماهير ، و تحافظ أبدا على حماسها الثوري و تتقدّم بإستمرار على طريق مواصلة الثورة .
==========================================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي