الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة)) (القسم الثالث)

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2017 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


فالجهات التي أيدت ضرب سورية أو الغارة الصاروخية عليها بقوة وفرحة كبيرة ـ كما أسلفنا/القسم الثاني ـ هي على التوالي:
 ((بريطانيا وفرنسا: وطبعاً معهما دول غربية أخرى على شاكلتهما، وكذلك اليابان..وهي جميعها ومعها الولايات المتحدة ذاتها يشكلون سوية: أعرق الدول الاستعمارية الإمبريالية التي عرفتها لبشرية في عصرها الحديث هذا..!!
 الكيان الصهيوني: وهو يمثل الذراع الإمبريالي الاستيطاني المزروع في قلب المنطقة العربية، والمعد للسيطرة عليها وعلى ثرواتها الوفيرة.. ولمنعها من النهوض والتطور!.
 تركيا الإخوانية الأردوغانية: ذات الأحلام العثمانية التوسعية حليفة الكيان الصهيوني، وذيل حلف الناتو الجنوبي!.
 المملكة السعودية: وهي كيان آخر وذراع أخرى زرعتها بريطانيا في المنطقة العربية، لتؤدي دوراً شبيهاً بدور الكيان الصهيوني، ومكملاً له إستراتيجياً .. وهو دور (ظلاميٌ قرسطويٌ) من الناحيتين الدينية والاجتماعية!.
 مشيخات الخليج النفطية: وهي بأغلبيتها كيانات قبلية تطلبت المصالح الاستعمارية تحويلها إلى مستودعات نفطية عملاقة، وأطلقت عليها مسميات .. (دول أو إمارات) وأعطتها أدواراً إقليمية .. رغم أنها (كيانات مجهرية)!.
 القوى الإرهابية مجتمعة: كداعش والنصرة وجيش الإسلام والأخوان المسلمون.............الخ وهم أكبر المستفيدين من هذه الضربة الصاروخية لسورية، وهي قد منحت للإرهابيين (قبلة الحياة) بعد أن أصبح مصيرهم في مهب الريح في سورية والعراق معاً.. كما أنها أعطتهم برائة أخلاقية من تهمة الإرهاب وحسن سلوك (كيميائي)!.
وجميع هئولاء الإرهابيين ـ كما هو معروف ـ توابع للمملكة السعودية والمشيخات النفطية، (وهابياً) أو مالياً أو بشرياً ـ وبتبادل المنافع ـ هم توابع وأذرع أيضاً.. لنفس تلك الدول الاستعمارية الامبريالية العريقة!.))
***
وإذا ما عرفنا أن هذه المجموعة من الدول (هم الأغنياء المحظوظين في عالم اليوم) وهم في أغلبهم من عتاة الاستعماريين والإمبرياليين القدامى، ومعهم مخلبهم الصهيوني الذي زرعوه في فلسطين المحتلة، وتوابعهم وعملائهم من الرجعيين (النفطيين) العرب القدامى والجدد، وتوابع توبعهم الأرهابيين.. فهئولاء جميعاً (متضامنين) هم من صنعوا ومولوا وصدروا ووظفوا الإرهاب والإرهابيين في هذه المنطقة من العالم، للسيطرة عليها وعلى مقدراتها وعلى ثروات شعوبها!.

ولهذا يصبح مفهوماً جداً لماذا أيدت هذه القوى (مجتمعة) العدوان الغاشم على الشعب السوري؟.. ويصبح مفهوماً أكثر لماذا وقع هذا العدوان على سورية، ولمصلحة من تم تنفيذه؟. خصوصاً بعد أن عرفنا سلفاً، بأن لا مصلحة ولا فائدة للنظام السوري في تنفيذ تلك الجريمة الكيميائية في (خان شيخون)!.
لكن السؤال الذي يفرض علينا هنا فرضاً هو: إذ لم يكن النظام السوري هو منفذها..فمن هو إذاً الذي نفذها؟؟
لنتابع تسلسل الأحداث وحيثيات الوقائع .. وبعدها يمكن تشخيص المجرم الذي إرتكب جريمة (خان شيخون) الكيميائية:

o أولاً: إن جانباً مهماً من أسباب ضرب سورية، يمكن أن تُفَسِرَها في ميادينن المعارك في سورية ذاتها.. فبعد انتصارات الجيش العربي السوري في (معركة حلب الحاسمة) قد تغير مجرى هذه الحرب، لغير صالح قوى الإرهاب ورعاته ومصنعيه ومموليه ومصدريه أولئك.. فبعد معركة حلب الشهيرة أصبح وجود الإرهاب وجميع القوى الإرهابية على المحك في كل من سورية والعراق، وأصبح استمرار الإرهاب [مع منافعه الكثيرة لتلك الأطراف] في خطر حقيقي، فجاءت الضربة الصاروخية الأمريكية لسورية لتنقذ الإرهابيين من مصير محتوم، أخذ يلوح في الإفق واضحاً!!
o ثانياً: إن لتراجع ترامب عن تصريحاته الشهيرة ـ قبل وبعد انتخابه ـ حول اتهامه لإدارة أوباما (بتصنيع داعش والإرهاب) واستعداده للتعاون التام مع روسيا وسورية في (تصفية داعش والإرهابيين جميعهم).................إلخ وجاء ترجع ترامب بعد أن أخبره مستشاروه بما لا يعرفه حقاً، عن الإرهاب وفوائده وهي كثيرة جداً، للولايات المتحدة نفسها..فقد أخبروه بــ:
(1) بأن الإرهاب صناعة أمريكية [MADE IN USA] بالأساس، وهو في خدمة المصالح العليا للدولة الأمريكية!!
(2) وبأن الإرهاب هو الذي مكن الاقتصاد الأمريكي من الانتعاش والازدهار ثانية، بعد أن وصل إلى شفير الهاوية بتأثير المقاومة العراقية الباسلة!.
فالإرهاب هو الذي مكن القطاع القاطر للافتصاد الأمريكي برمته، أي [قطاع صناعات السلاح الأمريكي] من الاشتغال بأقصى طاقاته، وبيعه لأسلحة بأعداد مهولة لم تحصل في تاريخه من قبل، ولا حتى في الحربيين العالميتين الأولى والثاني!!
(3) وبأن الإرهاب هو الذي حول قطاع كبير من المقاومة العراقية إلى قوى إرهابية، وجعلها تغير اتجهات فوهات بنادقها عن الجيش الأمريكي باتجاه فئات أخرى من الشعب العراقي.. مما جعل من هذه ـ المقاومة سابقاً ـ في النهاية في خانة خدمات المشروع الأمريكي الشامل في المنطقة العربية!!
(4) وأن الإرهاب هو الذي مكن الولايات المتحدة من إعادة احتلال (المشرق العربي) برمته، برضا حكامه وبأموالهم وتمويلهم، بعد شرعنتهم له بمبررات طائفية، ومكن الأمريكيين من السيطرة على أغلبية الملوك والرؤساء والأمراء العرب، والنوم معهم في فراش واحد ومشاركتهم كل شيء، حتى فراش الزوجية!.
(5) وأخيراً وليس أخراً أخبروه وأفهموا جيداً، بأن الإرهاب هو الأداة الوحيدة الصالحة لتنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة العربية ونشر " الفوضى الخلاقة " فيها..فهو ـ أي الإرهاب ـ الذي بنى سدوداً في وجه " الثورات العربية " وحولها إلى أداة تخريب لجميع البلدان والثوابت العربية، وحولها من ثورات باتجاه النهضة والتحديث والمستقبل، وجعل منها ردة جاهلية سوداء باتجاه أكثر العصور دموية وظلاماً.. مما أجبر (جميع النظم العربية) على الالتجاء للولايات المتحدة نفسها، لحمايتهم منها ومن آثارها !.
وبناء على كل هذه الفوائد المادية والسياسية والإستراتيجية للإرهاب، فعلى الولايات المتحدة حماية هذا الإرهاب لا محاربته، وهذا ما فهمه ترامب من مستشاريه جيداً.. وعملاً بنصيحتهم وجه ضربته الصاروخية إلى سورية!!

o ثالثاً: إن خبراء الإدارة ومستشارو ترانمب قد أخبروه وأفهموه جيداً أيضاً، أن الثوابت الإستراتيجية الأمريكية في هذه المنطقة من العالم.. تتلخص بالآتي:
1)) إن منطقة الشرق الأوسط هي (منطقة نفوذ تقليدي) للولايات المتحدة ولحلفائها الغربيين وحدهم، وأن تدخل روسيا في سورية يعتبر تجاوزاً على الحقوق الأمريكية والغربية الثابتة في هذه المنطقة!.
2)) إن روسيا تعود إلى المنطقة من جديد لتلعب ثانية دورة القوة الأعظم الثانية في العالم، وهذا ما لا يجب السماح به!
(3) إن التدخل الروسي في سورية والمنطقة، قد قلب الموازين فيهما لغير صالح القوى الموالية للولايات المتحدة، ووضع عراقيل ومصدات مانعة لــ "مشروع الشرق الأوسط الكبير" الأمريكي من أن يتحقق في المنطقة مستقبلاً!.
(4) إن روسيا انفردت لوحدها بالتدخل في سورية وقلبت موازين القوى بين الأطراف المتنازعة، بينما الولايات المتحدة تتفرج كالمشلول.. فعليها هي الأخرى إذاً التدخل العسكري الواضح في سورية، لإثبات وجودها في الساحة السورية، وتصحيح أوضاع هذه الساحة وموازين القوى فيها إن أمكن!.
(5) إن روسيا أصبحت أشبه بالمنافس في أسواق السلاح في المنطقة، وهذا يضر بالمصالح والاقتصاد الأمريكي!.
(6) إن التدخل الأمريكي في سورية إذا لم يستطع في هذه الحالة أن يحقق جميع الأهداف أعلاه، فإنه على الأقل يحسن شروط التفاوض بين الأطراف المتصارعة، ولا يجعلها جميعها لصالح محور سورية روسيا إيران حزب الله.. كما أنه يرضي حلفاء أميركا السعوديين والخليجيين المتطيرين حد الجنون، من نهاية الحرب السورية لصالح ذلك المحور!.

o رابعاً: بعد صدور (قانون جاستا) الذي يربط الإرهاب بمملكة آل سعود مباشرة، وببعض الأطراف الخليجية الأخرى في عهد أوباما، وتصديق الكونكرس الأمريكي عليه، مضافاً إليه تطورات الميدان العسكري على الساحة السورية وسياسة ترامب المعلنة عن محاربة الإرهاب، بعثت الرعب والهلع في نفوس جميع تلك الأطراف..لأنها ستفضحهم وتفضح الإرهاب والإرهابيين ورعاتهم ومموليهم ومدربيهم ومصدريهم ومقدمي التسهيلات الشاملة لهم، بما فيهم الولايات المتحدة نفسها، فجن جنون هذه الأطراف لهذا التطورات الخطيرة.. وهذا ما لم يكن يعرفه ترامب أيضاً!!
فهرعوا ـ كعادتهم ـ والسعوديون في مقدمتهم على عجل إلى واشنطن طالبي الرحمة..فاغتنمها ترامب فرصة ذهبية!.
ولما كان كل شيء له ثمن في أسواق المال والسياسة الأمريكي، فقد باعت لهم إدارة ترامب (رحمتها) بسعر [200 مليار دولار] تدفعها لهم السعودية عداً ونقداً، وفوقها تعويض ذوي ضحايا [11 سبتمبر حسب قانون جاستا] بمليارات أخرى من الدولارات ومبالغ مجزية لكل عائلة، وبتسويات مباشرة مع ذوي الضحايا، لكن خارج المحاكم وخارج الضجيج الإعلامي!.. مع توسل سعودي مخزي، يرجو ترامب بمراجعة سياسته المعلنة ـ أو التخفيف منها ـ بشأن التعاون مع روسيا والنظام السوري ورئيسه (بشار الأسد) في تصفية الإرهاب والإرهابيين!!
وترامب ـ كما هو معروف ـ رأسمالي كبير وتاجر كبير وشاطر في قضايا المال والتجارة، ويعرف جيداً من أين تؤكل أكتاف الآخرين ـ خصوصاً أكتاف السعوديين والخليجيين ـ وكيف تعقد الصفقات المربحة معهم.. فقبل هذه الصفقة المربحة جداً، مضيفاً إليها شروط تعهد السعوديين والخليجيين الآخرين معهم [باستمرار حلبهم حتى آخر برميل نفط].. فقبلوا خانعين!!..

وبهذه الصفقة الخيالية، بالإضافة لكل ما عَرّفه به خبرائه ومستشاروه، عرف ترامب (فوائد الإرهاب) التي لا تحصى.. فأوعز لــ C.I.A بتدبير أمر أو فبركة قضية لسورية، فأوعزت هي بدورها لصبيانها (المجاهدين في سبيل إلله!!) بافتعال حادثة ترجع الأمور في سورية إلى المربع الأول، وتمكن ترانمب من التراجع عن جميع مواقفه السابقة، وتبرر له ضرب سورية.. فافتعلوا (كيميائية خان شيخون) ووفروا لترامب (غطاءاً أخلاقيا) نفذ به ضربته لسورية!!
وهكذا كانت حكاية الضربتين ـ الكيميائية والصاروخية ـ من أولهما إلى آخرهما!!
***
وإذا كانت هذه هي حكاية الضربتين (الكيميائية والصاروخية) ضد سورية.. فإنها حكاية صغيرة جداً في حكاية كبيرة جداً،
تشمل سورية والعراق والأردن وفلسطين حالياً، والمنطقة العربية برمتها لاحقاً!!
وقد روينا (عناوين فقط) لبعض فصول تلك الحكاية الكبيرة جداً في مقالنا التمهيدي (1)لهذه المقالات المتسلسلة، ونوهنا عن مقال لنا من ثلاثة أجزاء نشرناه في في جريدة " العربية " البغدادية في منتصف عام 2009 ((واليوم، وبعد ثمان سنوات من نشر (لذلك) المقال، نرى أن له روابط قوية جداً تربطه بما حدث ويحدث الآن، وجملة وقائع كثيرة تجري وجرت في وطننا العربي عموماً، وفي العراق وسورية خصوصاً!.
وقد سلطت (الضربة الكيميائية) في سورية والضربة الصاروخية الأخيرة لسورية ضوءاً قوياً وكاشفاً، على جملة المعلومات التي وردت في ذلك المقال، وربطتها بها ربطاً محكما!.. ولهذا سنعيد نشر (ذلك) المقال المهم (في القسم الرابع التالي) لنرى: ما الذي تحقق منه وما الذي لم يتحقق؟..وأين صدق المقال وأين كذب أو أين توهم وتخيل؟.. وأين نقف نحن الآن من تنفيذ باق بنود ذلك المشروع (الخطير) أي " مشروع الأقاليم التسعة " ؟؟
[يــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــع]
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة