الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجودة وضمانها في الجامعات الليبية -لا نريد موالد سيدي الجودة-

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2017 / 4 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


إن نظرة سريعة على أهم ملفات التعليم خصوصًا التعليم العالي لهذا العام سيكتشف أن هذا العام 2017م لا يزال يحمل على كتفيه قائمة طويلة من الملفات المفتوحة منذ أعوام، ولعل أهم ملف هو ملف الجودة وضمانها في التعليم ، لذا فإننا سنطرح عدة تحديات فيما يتعلق بجودة التعليم الجامعي، بالإضافة إلى بعض الفرص التي يمكن الاستفادة منها على أرض الواقع، فالجامعة تُعرف على أنها مؤسسة علمية وثقافية واجتماعية طورها المجتمع لغرض أساس هو خدمته، كما تشمل وظائف هذه المؤسسة التدريس، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، فيما أصبحت بعض الجامعات المتقدمة تسعي إلى تحقيق وظائف أخرى مثل : المنافسة والحداثة، والابداع ، ولكي يتم ضمان الجودة في هذه المؤسسات فأننا نعتقد بضرورة توافر بعض المتطلبات أهمهــــا :-
• الاستمرار في نشر ثقافة الجودة الصحيحة في الجامعات ( لا نريد موالد سيدي الجودة ) الهدف منها حشد إعلامي فقط !
• بناء فعال للخطط الإستراتيجية، ومن ثم الخطط التشغيلية، حيث سيكون العامل الحاسم في تحقيق النجاح للجامعات
• السعي نحو بناء توصيف البرامج الأكاديمية، وفقًا لنموذج التوصيف البرامجي.
• العمل على بناء توصيف المقررات الدراسية، وفقًا لنموذج توصيف المقررات الدراسية.
• إشراك مكاتب ضمان الجودة وتقييم الأداء بالجامعات في المجالس الرسمية، لعرض، ومناقشة كل القضايا المتعلقة بالجودة وضمانها.
• تفويض الصلاحيات للترشيد الأمثل للوقت.
• تثمين جهود أعضاء هيئة التدريس والعاملين الذين يحققون التميز والإبداع في أدائهم المهني.
• وضع برامج تنمية القدرات البشرية لأعضاء هيئة التدريس، خاصة فيما يتعلق بتطوير استراتيجيات التعليم والتعلم.
• السعي نحو بناء ميثاق أخلاقي لأطراف العلمية التعليمية، سواء أعضاء هيئة التدريس، أم موظفين، أم طلبة.
• الحاجة إلى وضع البرامج والأنشطة التحفيزية لأعضاء هيئة التدريس المتميزين سواء كانت مكافآت مالية أم معنوية، على سبيل المثال: وضع جائزة أفضل أستاذ جامعي من حيث الأداء الأكاديمي، وجائزة أفضل أستاذ جامعي من حيث الأداء البحثي، وجائزة أفضل أستاذ جامعي من حيث الخدمة المجتمعية.
إننا نقترح على المؤسسات التعليمية المقترحات العملية التالية البعيدة عن الخيال والتصورات والرؤى الوهمية :
• ضرورة الإسراع بتفعيل مكاتب الجودة بكل الجامعات والكليات والأقسام .
• إنشاء صندوق لدعم جودة التعليم بالجامعات .
• عقد ورش عمل تدريبية حول تفعيل برامج الجودة وضمانها .
• ربط البحث العلمي بخدمة المجتمع وأن تسود ثقافة البحث العلمي الصحيحة بدلا من بحوث الترقيات وتحويل نتائج البحث العلمي إلى واقع ملموس بدلاً من مجرد أبحاث مكدسة فوق بعضها .
• أن تضع الجامعات الليبية فى حسبانها التغيرات الكبري التي لحقت ببيئة المجتمع خاصة بعد 2011م .
• ضرورة وضع الخطط الإستراتيجية للجامعات وأن تكون واضحة محددة وتضع فى حسبانها جميع الاحتياجات التعليمية وجميع التهديدات الداخلية والتحديات الخارجية مع توفر سياسات وخطط تفصيلية محددة الأهداف تترجم تلك الإستراتيجيات إلى واقع عملي .
• أن تُوضع هذه السياسات والخطط للمراجعة والتحديث باستمرار من أجل مواكبة التطور والتحديات التي تواجه التعليم الجامعي، "وكمثال على هذا حدثني احد عمداء الكليات بإحدى دول الخليج العربي بأنه طلب مقابلة رئيس الجامعة وذلك لغرض معين فما كان من رئيس تلك الجامعة إلا أن قال له لا تأتي إلا ومعك خطة الكلية ومن ثم نناقش الموضوعات التي تريد !
وأخيراً نختم هذه المقالة بعدة أسئلة، وربما هي تحديات لا تزال مستمرة نأمل الوقوف عندها :-
• هل تستطيع الجامعات الليبية مواكبة معايير ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي ؟
• هل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات مؤمنون حقًا بأهمية جودة وضمانها، وأنها تتيح للجامعة التعليمية قدراً من الارتقاء ؟
• هل الجامعات قادرة على إيجاد نظام بحثي جديد ، تتوافر فيه الأجواء الصحية لبروز وظهور العلماء الحقيقيين وليس مجرد الساعين إلى الحصول على درجات علمية على الورق ببحوث مكررة ومنقولة ؟
• هل البحث العلمي في الجامعات موجه نحو معالجة المشاكل المجتمعية ومتوافق مع متطلبات التنمية ؟
• هل يمكننا تطوير جامعات كي تسهم في تخريج كوادر قــادرة علــى التفكير النقـــدي الإبداعــــــي لا ذهنية العنعنة والحفظ ، والتكرار والاستظهار ؟
• هل يؤمن الأستاذ الجامعي نفسه بضرورة التغيير والخروج من دائرة التعليم إلى رحاب الفكر والإبداع في العلم والتعليم والبحث والتطوير على حد سواء ؟
• هل نستطيع إعادة صياغة العلاقة بين الجامعة والمجتمع لكي تأخذ دورها الفاعل والمنشود في إحداث التغيير في المجتمع وتنميته ؟
• كيف يمكن للجامعات الانفتاح على الأحداث والتطورات التي تجري في المجتمع، والمشاركة فيها؟
• وبالنظر إلى الحالة الراهنة لمجتمعنا، "حرب أهلية"، إضافة إلى تنوع تحديات التنمية وإشكالاتها، هل يصبح من المقبــــول علميـــــاً واجتماعيـــــا، تباطــــــؤ الجامعــــــــات أو تهاونهــــــا في القيـــــام بدورهــــــا نحــــو المجتمـــع وخدمة قضاياه ؟
• هل المواءمة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل ممكنة ؟
• ما هي فرص العمل المتاحة في سوق العمل المحلي حتى يتم توفير الخريج المدرب للاستفادة منه؟
" نختم بهذه التساؤلات أو التحديات والتي لا تحتاج إلى إجابة بل وقفة وتدبر مع الذات لضمان جودة في الجامعات الليبية "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا