الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مداخيل مؤثثات نقد قصيدة النثر المعاصرة-ب

سعد محمد مهدي غلام

2017 / 4 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مداخيل مؤثثات نقد قصيدة النثر المعاصرة -ب
هناك.نقود تظهر قبل الفنون وهناك من يعقد الفن ويجعل مادته من يتقدم من نقد ويجعله مادته من يتقدم من نقد الطبيعة ونقد النقد الذي ياتي بعده
هل ننقد النتاج الفني قبل وجوده؟

لقد اكتشف الفن محض مصادفات رافقت التطور البشري وفق قوانين التطور البشري تبعا لمنجزات دارون . كم هم من يرفضون ما تمخض عن دراسات دارون ومن تبعه وأعقبه وسار على نهج البحث والدراسة التطورية الطبيعية ؟.ان المعترض يستند على ان ما بني على باطل فهو باطل .لقد أثبتت الدراسات إن تعلم النحت والنقش والرسم أوجدته ضرورات انعكاسية شرطية أملتها وقائع التصادم الحياتي بين اﻹنسان ومحيطه .لكن كم من الناس من يرفض ذلك جملة وتفصيلا.اذا نحن في عملية تاسيس قواعد معيارية للنقد أما اشكال منهجي قاعدي كل ما سنتفق عليه ﻻقيمة له ما دامت اﻻصول متباينة. كما استبينا ليست مهنة النقد جموح جانح في مشاعر أو سرعة خاطر .بلى المبدع يتعرض إلى هصر وإعتصارات وضغوط تدفعة للإبداع .ولكن النقاد ليس بمنأى عن تلكم المجهودات فهم أما حقيقه لو أراد أن يكون وجهة نظر عن نفسه على كهف ﻻبد له من استيعاب واقع البشر حينها .وطبيعةالتكيف وظروف المحيط الطبيعي ومجريات الوقائع الحياتيه وكيفيات التفكير والفهم والأدوات المستخدمة وآليات استحضارها. وحيثيات ذلك. بل ﻻبد له من مرتسمات طبولوجية وفق سياق كرونولوجي حتى يبلغ القدرة في إعطاءنا تصورا موضوعيا مقبولا عقليا وعلمويا لواقعة النفس على الجدار .دخل معها اﻻن معايير لم تكن متيسرة قبل بضعة عقود. من ضمن المتاح هو الفحص الكاربوني والمعالجة الرقمية لحساب العمر اﻷفتراضي لعمر النفس وعمر اﻷداة المستخدمة ومنها اﻷصباغ ومقارنة ذلك مع نموذج إنسان تلك المرحل الحقبية من عمر البشرية ؛عبر دراسة أثنية وأنثروبولوجية ترافقه حتما معطيات دراسات ومنتجات مخرجاتية لبحوث تتناول وظائف الدماغ ،وما أنجز وأصبح ما مسلمات علم الدماغ فسلجيا وباثولوجيا .كان هذا التميز بين أدب القوة وأدب المعرفة اﻷول يثير والثاني يعلم ما ينشد إيصال القوة أدب .وما ترومه تبليغ المعرفة ليس كذلك هذا طروحات دي كوينسي تصدى لدراسة نتاج بيكون وما توصل إليه نيوتن عبر نتاجات نيوتن تتناول نقد علمي وفلسفي يعتمد ما تيسر من منجزات العلوم والفلسفة يتحرى الدقة واﻹحصاء واﻻستتقصاء والمطابقة ومقارعة الحججية . أما إنتاجات بيكون فيتناولها النقد اﻷدبيﻻنه من مراجع الفنون الجميلة التي تعالج الشعر والمسرحية والقصة والرواية والتمييز بين مؤرخ اﻷدب وناقده .فوظيفة البحث عن بقايا عصر أدبي تختلف عن وظيفة تقويم وتقييم تلك البقايا لما تستحقه ذاتيا.
جاءت ضربات هيروكليطس مدمرة لقاعدة بيانات معتمدة حينها في فهم اﻷدب اﻹغريقي عندما قال، بان كل شئ تحرك ويتغير وﻻشئ ثابت .
ولكن الجميع إتفق إن لغة اﻷدب ليست لغة الحياة
وقد جاء أهل اللسان فقالوا ان الكلام غير اللغة
واللغة غير اللسان واﻷخير له إيقاعات على الضفتين واﻹيقاع منبور والنبر يولد الوزن والوزن يستوجب موازين ومقابلاته المعيارية. ثم ولج السفسطائيون أنئذ وكما عمل علماء التطور والنقاد والسالكون في اﻹبداع والفلاسفة قبل الحرب اﻷولى في الشك باﻷراء التقليدية ؛وفق مناهج ديكارتية وباسكالية وبونكارية وكومتية. السفسطائي القديم كان يتصدى للوجود والعدم الخير والشر والمعرفة والجهل والرذيلة والفضيلة والكلام واللغة واﻹسلوب .....وأغراض الشعر وأبعاده والغايات الغرضية منه ومن أين يستمد ومدى صحة اﻷخذ من الميتافيزيقيا .وكان موقف افلاطون نقديا شرسا رغم إعجابه بالشعر والشعراء الجوالة إﻻإنه يقول، إن الشاعر شئ خفيف ومجنح ومقدس وليس فيه إبداع ،حتى يلهم ويتجرد عن حواسة ويفقد عقله بدون ذلك ﻻحول وﻻ قوة له على إجتراح المعجزات.أعتقد إن الشاعر المجيد معلما مجيدا وفق النقد التقويمي للشعراء فعندما يعتبر هوميروس اﻷعظم في الشعر فهو يعده اﻷسمى بين المعلمين.
في كتابه الجمهورية ينشئ الدولة ثم اﻹنسان المثالي ففي البداية إكتشاف العدل والخير، ومن ذلك فإن الفن تابعا للاخلاق أو الفضيلةالمدينية أي إنه منتج بمقدار ما هو مؤثر و/أونافع في بناء حياة المواطن الصالح .وهكذا يهاجم من يحبهم ويعشقهم ويضع مقوﻻتهم وإشعارهم في مقدمات مطالعاته ومباحثة ودروسه .في الطليعة هوميروس وهيسيود وأسخيلوس وسواهم وأتهمهم بالفجور ﻻن ملاحمهم تصور صراعات دموية وفق ما يرى تسئ لبناء المواطن الصالح بعيد اعن متاهات الصراع المادي .وهو يريده ان ينصب أهتمامه على المثال واﻹنسانية البحتة كما يراها .أعتبر الفنان يعبر بوسائل إبداعه دون ان يعير البال ؛للمظاهر ومظاهر المظاهر .فهو مجرد مقلد في الشعر بالكلمة وفي النحت بإزميل وفي اللوحة بالفرشاة واللون .وتصوراته حل بها تطوير واسع من تلاميذة أوممن إقتفى أثره .فعد ما يقدمه الفن تطهيرا للنفس من أدرانها عبر إستعراض ما يراد هجره وتكريهه وأطلق على ذلك بالكاثارسيس.
ما يقوله إفلاطون ان الرسام والشاعر ليس الذي يصنع .فهو مقلد أويمثل ما ندعوه بالظواهر الطبيعية بالحواس الخمس.
ظهور آرسطو بالمشهد كان مفصليا وخطيرا وقدم حسم بقي لقرون طويلة .هو السائد ففي مناقشات فهم اﻷدب إستعان بالمنطق الذي بقي يحكم العالم في تعاطيه حتى عند العرب. وبالتثاقف تداخل مع حضارات أسبق منه وأنتج قواعد إعتمدت في العالم المتحضر بواسطته قدم رؤيته للفن واﻹبداع، ومنه الشعر بأنساقه وإتساقاته وأنماطه وأشكاله .والتي أوجزه في مبحثه الذي أصبح الحاكم للأحكام في هذا الصدد وهوكتاب الشعر-البوطيقا -.
إنه يقول، ان العمل الفني صورة أوقصيدة أوتمثال هو شئ جميل ويمنح الحبور يتناسب ونوعه الخاص .ولكن ما هو الجمال وما الطريقة التي يفهم العقل بها معطياته؟ تلك ميتافيزيقية عتبية فالجمال كما يعتقد جزء من جوهره لم يميز ﻻنه يعتبراﻷدب
تقليدا وإعادة تصوير في لغتنا الحالية الخيال. فليس لدية رؤية عن التصويرية والتعبيرية والرمزية والتجريدية.....
المحاكاة أوالتقليد هو اﻷساس في أي فن كما يرى آرسطو .وهناك المحاكى وهو الحدث وهنا الوسيلة المستعارة المستخدمة هي الحبكة أو الفكرة أو اﻷشخاص .هذه ثلاثية اﻹبداع اﻷرسطوي متلقي ومبدع وناقد وفق ما نطلق عليه اليوم كمقابلية إفتراضية .آرسطو أعطى للحبكة موقع الصدارة يعني للمبدع .
ويقول بأن كذب الشاعر شعريا من المستحبات المحتملة على حساب الممكنات عبر المحتملة .فالكاثارسيس التطهير للعوطف والرثاء والخوف ماساة التطهير العاطفي .وما توصل إليه خان منطقه كما ثبت عبر السنين .
فالشيطان في الفردوس المفقود لملتون البطل وليس إمعة مطرودة ووغدا منبوذا.
كما تناول الخطابة والنثر في كتابه عند تعرض للبلاغة وأعطى مقايسات إقتباسيه من لغة أثينا ومقدونيا ومن مبتسرات ونتف بنيت نظريات في اﻷدب واللغة والبلاغة .ليس لدى اﻹغريق وحسب بل عند الرومان وصولاللعرب. والتميز بين الشعر والنثر. فإن النثر غير متكلف المستخدم للإيقاع وليس للوزن هو من له الفضيلة اﻹبداعية على المتكلف الوزني الشعر .وهي قاعدة إسلوبية في فهم الذوق السليم اتفق عليها النقاد.والفلاسفةوأهل البلاغة من المتعاملين باللغةوالكلا م منذ اﻹغريق ومرورا بالرومان. وتوقف في اﻹسكندرية، هذه المعايير التي تقاس بها النصوص وقد بلغ النقد شأوا حينها وان ليس لها إسم مصطلحاتي. بالمستخدم اليوم نسميه نقدا ،التميز بين اﻷجناس وتبيان المحاسن واﻹبداعات كان كوينتيليان هو أقدر الرومان على النقد. وكان يركز على الشكل وﻻيقول ،عن المضمون كثيرا ويركز على المنثور وقنن مفردات للنقد الشكلي وشحذ اﻷدوات التي على الدارس تداركها والتسلح بها .أعتبر كتابة النثر فنا كما يقول وردزورث انه قول سوقه عفويا ويمثل جريانه إنسياب النهر الحر في مجرى يخلو من الصخور. فالسلاسة واﻹنسيابية وفضاء اﻹنطﻻق للماء بلا عوائق. وأدخل النقد المقارن كانت دراساته للمقارنة بين اﻹبداع اﻹغريقي والروماني اللاتيني .ورغم إقراره ان اللاتينية أقل رشاقة ورقة، كما الفارق بين الفرنسية واﻹنكليزية .ولذلك إقترح ان يستعاض عن ذلك بمزيد من المزج البلاغة وتطوير أنماطه وتوسيع مداراته والتنويع ورفع وتيرة اﻹشتقاق وتطويرالمجاز وأشكاله بغية سد الفجوة وتعويض الفارق مع ما ساقه عن ميزات اللغة اﻹغريقية .وكان شجاعة في التفوه بحقيقة صادمة للكثير حينها ونحن لنا ان نستعين بالمقارنه والمثاقفة مستفيدين من إنجازات المدارس اللغوية وكيفيات توصلها إلى مقاييس واﻹستعانة بإنجازات الكبار من المحدثين .بإعادة دراسة موروثهم مثل بلاغة الجاحظ ودراسات التوحيدي وابن رشد وابن حزم فأهل اﻷندلس لهم السبق في المثاقفية .وما قاد تفضيل المنثور على المنظوم فالمتفق انه اﻷكرم وتقدمه بإعتباره طبعا والمنظوم تطبعا تعلمه الكتاتيب والتي حتى اليوم بعد ان أصبح إسمها اﻷكاديميات. ما أنجزه الصاحب بن عباد وحتى القلقشندي أنجازات في النثر ﻻتقل عن فتوح الزمخشري واﻷصبهاني والسكاكي نقول، ان في النثرإيقاع وفكر وسياق وسوق وليس صنعة إمتهانية. كما بلغة المنظوم انه ملكة صرفة في المنظوم أصبحت ما بعد عصور اﻹنحطاطا ت ؛تلاعب بالبحور والقواعد والأسس وبالحافظة والدربة تكون حرفة ﻻيعني هذا الكبارمن المفطورين أوحتى من يظهر في أي عصر وهو مفطور. ان استقرار البحور ومعرفة صنعة النظم وإنتشار المخطوطات والخطاطين ممن يستنسخوا اﻷصول وصدرت كتب عديدة تتناول اعظم المنظوم ومعظم الموروث منه فأصبح ميسور ا.
كان العصر العباسي بقدر ما هو تالق في المعطيات اﻹبدعية كان بداية إنحطاط المنظوم ليس الكبار اختلاط اﻷعراب بالمدينة وسهولة تعلم النظم من حلقات التعليم .فما ولجناالقرن الرابع الهجري وجدنا التلاعب على التقليد والمعاير الوزنية واﻷشكال القاسية مع تفشي السرقات واﻹغارة رافقها تطورات بلاغية وإشتقاقية .وتوسع في المترادفات وتنويع الغرضيةودخول تعريبي لكم هائل من المفردات والتثاقف عبر اﻻستعارات من الشعوب التي دخلت اﻻسلام وهي تمتلك ماض عريق .فتغير وجه المنظوم مع اﻹبقاء على ماءه فاﻷسس في التشطير والقافية والروي وتلاعب زحافي باﻷوزان آبداعات الموشح والدوبيت.....إلخ .ولكن بقيت القياسات الوزنية المداليل في النقود.لقد اخترقت قواعد الجمحي وقدامة بل حتى ابن خلدون لم يكن جليا وان كانت مستندة ذات مستند قدامة وهوكتاب الشعر ﻻرسطو عموما إرتقى مستوى النثر وتعالت أصوات لاستهجان الكدية في المنظوم.
دور المنثور أكرم من المنظوم .ولكون كل المنزﻻت وكتب اﻷقدمين الدينية ﻻغلب الشعوب بالمنثور فعد ذلك دليلا على كرامته وتقدمه على المنظوم المصنوع الذي يقتفى ويقلد وتضيع فيه الموهبة والعظمةوالخلق واﻹبداع وتبرز التكلف والصنعة والحرفة واﻹقتداء .ان اتفق عندما يؤدية مبدع في عصور اﻹنحطاط هو تطبع ويبقى المنثور طبع أي سطو أوتقليد يستبان .وفيه يبرز اﻹسلوب والبصمة الخاصة بينما بعد عصر الكبار المنظوم تسطير تنضيدي بعد ان رسمت بحوره وتوفرت ضفاف شاسعة للاخذ منها لم يكن مستغرب كتاب مثل سرقات المتنبي .
نقول ان في النثر إيقاع وفكر وسياق لكنه ليس مجرد صنعة تتقنها بالدرس المجرد كما يظن الكثير بل ملكة صرفة .ونعيد القول ان هذا ﻻيشمل الكبار من اﻷوائل ان دور التعليم والتأدب بإمكانها توفير ناظم مجيد ،ولكنها تعجز عن إخراج محدث لبق لبيب يدبج رواية أورسائل تبقى تشير اليه عبر التاريخ .كما هي الخطابة هي الكتابة لمسات من الكارزمية ليست بحاجة إلى منابر ومنصات أنا تخلق في العقل وتستدعي كل الموروث الجمعي مع القدرة على رسم ملامح الواقع والماضي واستشراف الغد ويتعاطي الخيال مداه غير المحدود وﻻالمحدد وﻻمن صخور في مجرى نهرها الدافق الذي يجري إن هادئ أو هادر .فانه حر طليق ﻻتحديد بسدادات ونواظم تقرالمقادير بل المنظوم يقوم بهتك كل السواتر والنواظم أو يتلاعب بها ان أرا د التعبيروالتصوير الحر الطليق لمسنا ذلك في الخروج اﻷندلسي على المنظوم .ولمسنا ذلك في عصر اﻹنحطاط الزاخر بزخم الحوادث فعجز المنظوم عن تلبية حاجة المبدع فإستدعى ضرب البحور واﻷصول عرض الحائط .في القرن العشرين ان في مطلعة بمحاوﻻت أبناء المهجر الذين استمعوا بروية لموسيقى مغايرة وحراك إبداعي إنتابهم ﻻيلبي المنظوم سد شواغله فإشتغلون على محاولة المناورة .وفي اﻷربعينات حتى الستينات كانت عمليات تجميل وتحوير وتلاعب مؤداها الخرق لقواعد المنظوم عبر ما سمي بالمرسل والحر والمشطور والمدور وعشرات اﻷسماء ؛تبارى الكبار من المبدعين لكسب لقب المبتدع والرائد فيها .وعندما تعاظم اﻻختلاط وتيسرالترجمات وتعقد شؤون الحياة. وتنوعت المعطيات وأصبح التداول لوقائع وأحداث لم يتسنى للأقدمين معرفتها فوجود الفلسفات الحديثة من فتوحات القرن السابع عشر حتى اليوم. والقفزات النوعية بالمخترعات والمكتشفات وظهور مدارس ومناهج جديدة في الغرب ونحن على ما نحن عليه من تخلف ومن أوجهه عدم تطوير فهم اللغة ومعطيات مابلغته في العالم جرى كباش التحديث الذي قاده البعض منتويا هدم الماضي والتلاعب باللغة. أحد أشكال التعبير عن الخصوصية ومنهم من كان مدفوعا بنوايا شريرة قابلها التيار الأصولي الذي ﻻيقبل الخروج ليس بالتاصيل والتجذير وحسب ،بل بمعطيات التعامل مع ماافرزه العصر وممن شهد الكباش ميدان الشعر فكان استجلاب قصيدة النثر من فرنسا مباشرة أوعبر بريطانيا وأمريكا أثارة حفيظة أهل اﻻصولية مسيرهم من ﻻيحيد اﻻما تلقاه في الكتاتيب الذي يسمونها اليوم جامعات وكثير منها ﻻتزال على النهج الكتاتيبي ،وهو موضوعنا القادم . ونختم هنا ان الجنس الجديد ﻻيتعارض مع المتواجد من منظوم مهما اختلف إسمه تفعيلة وما سواها .فلكل ميدانه ونمطه واشكال ينبني منها فكما المنظوم المنبري له تنويعاته وتطوراته كذلك حال جنس قصيدة النثر فهناك الومضة وهناك التوقيعة وقد يدخل الهايكو والتانكا ...... ولكن أخطر ما نمر به الخلط بين اﻷجناس أواعتقاد ان جنس ما يستدعي خروج عن اللغة فليس إدخال اللهجات المحلية والمفردات الشاردة التي ﻻوجود معجمي لها .هي من ما يسمح به بلى نحتاج إلى فصل اللغة عن الكلام فاللسان يستوجب ذلك ولنفهم اﻹشارة والدوال والتزامن والتعاقب .ولنعرف ونتعرف مقارنيا الاختلاف في اﻹيقاع والموسيقى والنبر بين لغات العالم .ونحافظ على إيقاع لغتنا وليس تجريبا تجريدها من إيقاعها كما ان تنقل الناظم إلى قصيدة النثر يؤذي المنظوم الذي سيبقى كما نرى وهوالحال في كل الدنيا له الحضور، فالمنابر وأغراض الرثاء والهجو المدح والنسيب بل الكدية تبقى ولتتطوروندعوآلى ذلك ولكن ﻻيقولن أحد من ان قصيدة النثر هي امتداد أوتطور عن جنس أخر ﻻ صلة لها بالنثر الذي ﻻبد ان يثرى ويطور وﻻ علاقة لها بالمنظوم .ليتقدم وتتنوع أنماطه انها جنس قائم بذاته له قواعده وقوانينه وأنواعه وأنماطه والمعروض ﻻيمت غالبه إليه. قديكون نثرا أوخاطرة أوضمن السرد الحكائي بمعنى القص والرواية عبر مسمياتها القصيصة والسردية أو القصةالصغيرة جدا .كذلك التقليلية شكل مورس في النثر والمنظوم وهو أيضا في قصيدة النثر ولكن ليس هو إياها .هذا ما سنعمل في مستقبل البحث تدارسه وهذا أوجده من غير المبدعين بالتنقل والتداخل قلنا اﻷديب له ان يمارس النقد ولكن عبر التاريخ هناك تجارب وهناك محاوﻻت يبقى كل متأصل في جنسه بارع وممارس له ومطور. غير ذلك فوضى عارمة تسود وتضيع المقومات والقيم اﻷدبية والتفريز وﻻيعود لدينا ما نعول عليه في المعايرة والقياس فعد من انت من أهل هذا الجنس وإبدع في ما أنت بارع فيه وطور ملكتك وإمكانياتك لتترك بصمة في ما أنت تجيده ومجيد فيه. وليتعاون الجميع في تطوير اللغة ومخارج معاجمها ومدخلات قواعدها ولتتضافر الجهود لتنقية اللغة وإيصالها حداثويا إلى مصاف مابلغته اللغات في العالم المتقدم .ولنقتدي بالكبار من الجرجاني إلى ابن حزم ونتوقف كثيرا أمام ابن رشد. لنتعلم ان لكل جنس لغته فلا تخلطوا ،ﻻ تثريب على من ﻻيعي ولكن ﻻعذر لم يفهم ويتعامى لغة بمعنى اﻻستخدمات في الصورة والتعبير المعنوي واللغوي مختلف بين المنظوم والنثر وقصيدة النثر .وان حصل مجاورات ومتقابلات واستعارات بين هذه وتلك فهي محدودة محصورة . لتكن التجربة ليس في التشويش على اﻷجناس أو إنتقاص من هذا أوذاك .ولتكن تجربة اﻷندلس لغويا وفي موضوع اﻷجناس. والنقود وفلسفاتها حاضرة عند التعاطي والذي يستلزم تثاقفية.تلتزم باﻷصول والجذور لان الغاية ليس تخريب الموروث بل التحديث وهو ما نتحراه في معالجات النصوص ثقافيا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن